طبل سلمان... ماذا يقصد به في نص الثعالبي الآتي؟ أفيدوني بارك الله فيكم
إخوتي الأفاضل ورد هذا النص الآتي في كتاب تتمة اليتيمة للثعالبي 5/41، وأود من فضيلتكم التكرم بإفادتي ما المراد بقوله: (طبل سلمان) في نصه: (( هو أَطْرَبُ مِنْ زَِنْجِيٍّ عاشِقٍ سَكْرَانَ على نَايِ زُنَامٍ، وعُودِ بَنَانٍ، وطَبْلِ سلمان )).
أفيدوني نفع الله بكم، فقد أعياني البحث عنها، ولعل كريما يجود!
بارك الله فيكم .
لم أجد من نص على شيء، أو ألمح !
ولعله - إن لم يكن تصحيفا - رجل كان مشهورا بضرب الطبل ، فصار مثلا سائرا به .
جاء هذا النص في معجم الأطباء في ترجمة شخص اسمه أحمد ولا أتذكر تتمة اسمه
والطبعة التي قرأت فيها هذا هي طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب في عدة أجزاء
بارك الله فيكم.
وقائل الكلام الـمذكور هو أبو جعفر العطّار الطبيب الصيدلاني الحرّاني.
ذكر ذلك صاحب "معجم الأطباء"، كما أشرتم. وأحال على الصفحة 279 من "تمام تتمة صوان الحكمة" للبيهقي.
"طبْل سلمان": لعلّه "طبل سليمان"، نسبة إلى طبَّالٍ كان في زمن الـمعتصم، وكان يحضر مجالسه، وعُدَّ أيضًا في الـمغنِّين.
جاء ذكره في "الأغاني"، في جملة أخبار متيّم الهشامية (لا الهاشمية)...
و في طبعة دار الكتب الـمصرية إشارةٌ إلى اختلاف النُّسَخ في ضبط اسمه، ففي بعضها "سليمان" وفي بعض آخر "سلمان".
ويغلب على ظنّي أنّه: سليمان بن علي الطنبوري، المعروف بابن القصّار. وقد ذكر بعض أخباره صاحب "الأغاني".
والله أعلم.
ومن أغرب ما استوقفني منذ فترة، ولا صلة له بموضوعنا، ما جاء في "تحقيق" عمر فاروق الطباع لديوان ابن الرومي، تعليقًا على قول الشاعر:
جاءت بكلِّ شَرودٍ كُلَّ ناحيةٍ *** كعاصفِ الرّيح يحدوها سليمانُ
حيث قال في الحاشية:
"وسليمان هو سليمان الـمغنّي الذي يهجوه ابن الرّومي لاحِقًا" !!
بارك الله فيك، وفي كل من شارك.المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسترشدي
نعم ابن القصار هذا اسمه سليمان بن علي الطنبوري وكان يغني للمعتز بن المتوكل. ولكن قد يكون غيره حيث ذكره الشابشتي في كتاب الديارات إلى جانب (سليمان الطبّال)
قال في دير السوسي :
"وكان ممن حضر المجلس ( أي ختان المعتز) ذلك اليوم، محمد بن المنتصر، وأبو أحمد وأبو سليمان ابنا الرشيد، وأحمد والعباس ابنا المعتصم، وموسى بن المأمون، وابنا حمدون النديم، وأحمد بن أبي رؤيم، والحسين بن الضحاك، وعلي بن الجهم، وعلي بن يحيى المنجم، وأخوه أحمد.
ومن المغنين: عمرو بن بانة، أحمد بن أبي العلاء، ابن الحفصي، ابن المكي، سلمك الرازي، عثعث، سليمان الطبّال، المسدود؛ أبو حشيشة، ابن القصار، صالح الدفاف، زنام الزامر، تفاح الزامر."
فالله تعالى أعلم.
نعم، صدقت، بارك الله فيك!
وقد احتطت بالإشارة إلى أنّ مستندي غالب الظن، وبعض الظن إثم...
وابن القصار اشتهر بالغناء واستخدام الطنبور، لا الطبل.
ثم وجدت بيتين من قصيدة طويلة في "خلاصة الأثر"، لعلَّه يُستأنس بها للحسم في كون طبّالنا "سلمان" أو "سليمان ". وهذا نصُّها:
وزُنامٌ بالدُّفِّ يَعزف طوْرًا *** وبُنَانٌ بالعودِ يَضرِبُ تارَهْ
ويُغَنِّي عَمرُو بنُ بانةَ والطَّبـْ ـ ـ ـلُ عليه سَلْمَانُ يُبْدِي اقتدارَه
قال الـمصنِّف: "وسَلْمانُ طبَّالٌ ماهر".
وهذا شاهدٌ قويٌّ على أنّ طبّالنا "سلمان"، لا "سليمان"، وإن كان الشاعر متأخِّرًا جدًّا...
والأسلَم في هذا الـمقام أن يُكتفى بالإشارة إلى الـموضع الوحيد الذي ذَكر فيه أبو الفرج "سلمان الطبّال"، وينبَّه إلى اختلاف النُّسخ في ضبط اسمه. وقد يستأنَس في الترجيح بما جاء في "خلاصة الأثر".
والله أعلم.
شكرا لكم جميعا
أخي الكريم جزاكم الله خيرا،،، وددت لو وثقت لي فضلاً منك الجزء والصفحة من أغاني ط دار الكتب المصرية مع ذكر تاريخ الطبعة لهذا الجزء، وبيان مما ذُكر في اختلاف النسخ حول سلمان أو سليمان
إليك موضعه من "الأغاني"، نقدّمه لك "بسرجه ولـجامه":
الأغاني، ج7، ص296، دار الكتب الـمصرية، 1935.
وفيه: "وحدّثني سليمـان الطَّبَّال..."
وعبارة "حدّثني" تابعة لكلام ابن الـمعتزّ...
* تتمّة فائدة:
وزُنامٌ بالدُّفِّ يَعزف طوْرًا *** وبُنَانٌ بالعودِ يَضرِبُ تارَهْ
ويُغَنِّي عَمرُو بنُ بانةَ والطَّبـْ ـ ـ ـلُ عليه سَلْمَانُ يُبْدِي اقتدارَه
البيتان في "خلاصة الأثر"، ج2، ص402، طبعة دار صادر.
وهُما مِن قصيدة طويلة في الندماء والـمغنّين وطبقاتهم، جاوزت أبياتُها المائة، لعبد الرحمن بن محمَّد الـحسيني، المعروف بـ "ابن النقيب" (ت. 1081هـ)، ومطلعها:
كُلَّمـا جدَّد الشَّجِيُّ ادِّكارَه *** أَزْعَجَ الشَّوْقُ قَلْبَهُ واسْتَطارَه
تجدها كاملةً، مضبوطةً ضبطًا جيِّدًا (خلاف ما في طبعات "خلاصة الأثر") في مقال لخليل مردم بك وصف فيه مخطوط ديوان ابن النقيب (مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، 1956، المجلد الأول، العدد 31، ص7-22).
قال عنها:
"وفي الديوان قصيدة فريدة في بابها ليس لها نظير، ذكَر فيها مجالسَ الأنس والطرب والمغنّين والندماء في الدولتين الأموية والعبّاسية إلى عهد الرّاضي، مراعيًا فيها الترتيب الزمني، وختَمها بذكر البرامكة والحمدانيين وابن العميد والصاحب ابن عبّاد، والأماكن المشهورة بالحسن."
وبين رواية الـمحبّي للقصيدة وما جاء في الديوان بضعةُ فُروقٍ... ويبدو أنّ "خليل مردم بك" لم يطّلع على القصيدة في "خلاصة الأثر"...
وقد طُبِع الديوان بتحقيق عبد الله الجبوري عام 1963 (مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق)، ولم أطّلع عليه...
مشرف
بارك الله فيكم، وكثر فوائدكم.
بارك الله فيكم وفي أستاذنا مسترشدي وأستاذنا المفيد أبي بكر العروي .
في هامش الأغاني - الطبعة المشار إليها -:
في أ ، م : "سلمان".
فوائد نافعة وجهد كبير.
رد مع اقتباس
