مقالة كتبتُها لإحدى المجلات في الريف الدمشقي..
أسألُ الله أن ينفع بها...

( المحدث الأكبر موجِّه الثورة السورية الكبرى )
- إنَّ مما اتفق عليه علماء المسلمين بأن جهاد الدفع ( الذي يكون لردِّ هجومِ عدوٍّ كافرٍ) واجب على كل مسلم بعينه.
- ومما هو معلوم تاريخيا فإنه بُعيد سقوط الخلافة العثمانية, دخل الاحتلال الفرنسي إلى سورية عام 1920 بهدف نشر الأفكار المنحلة, والسيطرة على خيرات البلاد.
فكان لا بد للعلماء أن ينتفضوا دفاعا عن بلادهم وحفاظا على كرامتهم.
- وكان المحرِّكَ الأولَ والموجهَ الحقيقيَّ للثورة السورية الكبرى التي انطلق شرارها عام 1924 المحدثُّ الأكبرُ العلامة الولي الصالح بدر الدين الحسني المولود عام 1850.
- فقام مع عدد من كبار تلاميذه كالشيخ هاشم الخطيب والشيخ علي الدقر بجولة ضمن المحافظات السورية من دمشق إلى دوما فالنبك, ثم اتجه إلى حلب مرورا بحمص وحماه, وكلما دخلوا مدينة اتجهوا نحو المسجد الأكبر فيها, فحثوا الناس على الجهاد ومقاومة الاحتلال الفرنسي الغاشم, وحرّكوا في نفوسهم مشاعر العزة والإباء.
- وما إن عاد هذا الوفد حتى عمَّت الثورة, وشملت جميع أنحاء سورية عام 1925.
وكان المجاهدان محمد الأشمر وحسن الخراط يأتيان صباح كل يوم قبيل الفجر إلى الشيخ بدر الدين بدار الحديث الأشرفية فيقابلانه ويأخذان منه التعليمات, وكان الشيخ بدر الدين يضع يده على رأسيهما ويقول: علقوا قلوبكم بالله, ولا تخشوا أحدا إلا الله!
- وكان يمد الثوار بالسلاح والذخيرة, ويؤمِّن لهم الطعام والشراب واللباس, وعيَّن بعضا من تلامذته ليكون صلة الوصل بينه وبين المجاهدين.
هذا الذي ذكرته لكم غيض من فيض, ورشفة من نهر عذب زلال, قدَّمه الشيخ بدر الدين الحسني تجاه تلك الثورة, وسأحدثكم في العدد القادم عن قصة عجيبة, كان لها أكبر الأثر في قلوب الناس عامة, والعلماء خاصة, والحمد لله رب العالمين.
كتبه:
سارية فايز عجلوني....