الوالدان هما سبب وجود الاولاد ومنحهما الله من الرحمة والعطف والحنان والرافة لم يمنحهما لاحد ولذا كانت الوصية بهما من اعظم الوصايا بعد التوحيد في النصوص الكريمة من القران والسنة واثار السلف وظرب علمائنا وسلفنا اروع الروائع في الطاعة وخفض الجناح من تقبيل اليد والرجلين وعدم التقدم عليهما في الطعام والشراب والدعاء لهما وخفض الصوت بحضرتهما وهو ينبع من قوة الايمان والتقوى في القلب وكلما كان المسلم على جانب كبير عظيم من الخوف والخشية والمحبة لله ظهرت منه اثار الطاعة والمحبة لخدمة والديه وبذل الجهد في ارضائهما وتحمل المشاق من اجل اسعادهما
وحيث ان زماننا كثر فيه اقتراف الكبائر وركوبها والتجاهر والتفاخر بالمعاصي والشرك والكفر على وسائل الاتصال وعلى الملاء وامام الاعين دون خجل او حياء حتى انتكست الفطرة وانقلبت الموازين وعمت الفوضى وظهر من المعاصي ما لم نكن نعرفه ولم نشهده ولم نراه وانتشر الشذوذ في كل مظاهر الحياة ومنها قتل الوالدين بدم بارد وباعذار قبيحة كيف لمسلم ان يقدم على هذا العمل الشنيع والمنكر العظيم كيف يجيز لمسلم ان يغلق على نفسه بابا من ابواب الجنة ماذا بقي له من الحياة وماذا ينتظر بعد ان قتل والديه من فرح او سعادة او زيادة رزق او اجل وماذا يامل بعد ذلك من ان يفتح صفحة جديدة ماذا عساه ان يستدرك او يستانف ماذا بقي له من العمل الصالح حتى يمكنه ان يعوضه عما اقترفه وجنت يداه والله ان العين لتبكي مما نسمع او نرى هل لمثل هذا من توبة او رجعة او استدراك لقد تردد بعض الصحابة رضوان الله عليهم كابن عباس ترجمان القران في القاتل عمدا هل له من توبة فما بالك بمن قتل ارحم الناس به بعد الله وارف الناس به بعد المولى هل يمكن لهذا وامثاله ان يوفق للتوبة او يسهل الله له امرها العلم عند الله
صدق السلف حينما قالوا يحدث للناس من القضايا بقدر ما يحدث لهم من الذنوب وها نحن نشهد من الفضائع والمنكرات والامور العظام ما لم نشهده في السابق والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولاقوة الا بالله .....