الجن أوالجان ورسالة الإسلام
****************************** ****************************** ***********************
.............................. .............................. ........
الجن أو الجان خلقٌ من خلق الله الذى يرانا ولا نراه ..
ففى هذه الحياة هناك مانراه ونشاهده وهناك ما لا نستطيع إبصاره أو رؤيته .. ولقد أقسم الله بذلك فى كتابه فقال سبحانه :
{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ } .
...
المؤمنون يؤمنون بالغيب وبما استأثره الله فى علمه ..
أما غير المؤمنين فهم لايؤمنون إلا بما يدركوه ويعلموه من ماديات ولايوقنون إلا بما يلمسوه وما يصل إليه فكرهم فتجاوزوا بذلك قدر عقولهم وعبوديتهم لله ..
{ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ }
...
الجن أو الجان ( وكذلك الشيطان ) لا يُرواْ بحاسة البصر ولا يدركوا بحاسة اللمس فقد خلقهم الله من مارج من نار ..
{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } .
إلا أن الجان يختلف عن الشيطان ..
فإبليس اللعين كان من الجن ولكن بعد أن زها وتكبر بخلقه من النار على خلقنا من الطين وأبى السجود لأبينا آدم طرده الله من رحمته وصب عليه
غضبه ولعنته وجعله من الشياطين .. فإبليس كان جاناً ثم صار شيطاناً وأصبح هو ونسله شياطين
جميعهم ملعونين وفى النار خالدين ..
{ أَفَتَتَّخِذُون َهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ } ..
أما الجان فشأنهم هو شأن بنى الإنسان فى الثواب والعقاب وفى الفوز بجنة النعيم أو الخلود فى النار والجحيم .
...
الجن أو الجان أمة عاقلة موعودة ومتوعدة : مخاطبون بما نحن به مخاطبون ومكلفون بما نحن به مكلفون ..
بعث الله إليهم الأنبياء والمرسلين التى أرسلها إلى بنى الإنسان ..
وجعل الله القرآن بشيراً ونذيراً لهم كما جعله الله بشيراً ونذيراً إلى الإنسان ..
{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُم ْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا } .
...
لقد التفوا حول نبى الله ومصطفاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يستمعون القرآن وكادوا يكونون لِبداً عليه من شدة ازدحامهم وكثرة عددهم ..
كانوا خاشعين لهمنصتين يستمعون لما أنزل الله على داعِىَ الله .. بهرهم أوامره وفضائله ونواهيه وزواجره ودهشهم نوره وآياته وتعجبوا من أدلته وبرهانه .
يقول جل ذكره لرسوله ونبيه :
{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا .. فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ }
.
ما أن انتهوا من سماعه إلا وهرعوا إلى أقوامهم مبلغين ولهم مبشرين ومنذرين .. قالوا لهم :
{ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } .
قاموا بدعوتهم إلى الإيمان واتباع دين الإسلام والتصديق بما أنزل الله من بعد كتاب التوراة الذى أنزله الله على سيدنا موسى عليه السلام .. فقالوا :
{ يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } .
( خصّ الله كتاب التوراة لأنه " الكتاب الأم " لآيات الإنجيل فقد أنزل الله أحكام الإنجيل مكملة ومصدقة ومبينة لما أنزله الله فى الصحف والألواح والتوراة ) .
...
من الجان : من لبوا النداء واستجابوا لرسالة رب الأرض والسماء .
سألوا الله أن يتولاهم بهدايته ويتوخاهم برحمته وكفايته وأن يحجب عنهم سطوته بمنّه وقدرته وجوده ورأفته ..
تبرأوا من الكافرين والمشركين . وتبرأوا ممن اتخذوا لله ولدا ..
{ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً } .. { تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً }
.
وتعجبوا من كفر وشرك أقوامهم وأقرانهم من الجان .. ودهشهم كفر وشرك بنى الإنسان وزعمهم وادعائهم بأن الله قد اتخذ ولدا ..
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً } .
...
ومن الجان : من كانوا قوماً سفهاء كذبوا داعِىَ الله ولم يؤمنوا بكتاب الله ..
منهم من أنكروا يوم البعث واللقاء وزعموا كما زعم الكفار من بنى الإنسان أنْ لن يبعث الله أحدا ..
{ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً }
ومنهم من سلكوا سبيل الشرك والضلال وجاءوا بشىءٍ إدّا وقالوا على الله شططا ..
{ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً } .
.
قاسطوا ولم يقسطوا فأعد الله لهم عذاباً صعَدا وسيكونون لجهنم حطبا ..
{ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً .. وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً }
.............................. .............................. .............................. ......................
****************************** ****************************** ****************************** *****************
سعيد شويل