الإرهاب الهندوسي ضد المسلمين في العالم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهداهم اقتفى .
أما بعد :
فإن الإرهاب الهندوسي الذي يمارس ضد المسلمين في عدة دول وعلى رأسها الهند لا يخفى على أحد ، ولكن العجيب سكوت العالم أجمع ومنظماته الحقوقية التي تدعي الديمقراطية وتطالب بحقوق الإنسان وحريته نجدها عاجزةً تماماً أمام هذا الإرهاب ولا تتكلم ، والأعجب من ذلك أنها دائماً تتهم المسلمين بالإرهاب مع أنهم الضحايا ، وليست أدري هذه المنظمات بأي ميزان تزن ولا بأي مكيال تكيل وهي ترى جرائم الهندوس ضد المسلمين علانية بلا خفاء ومع ذلك تقف عاجزة لا تفعل شيئاً فهل لو كان مكان الهندوس مسلمون كان سيكون نفس الموقف أم سوف تجيش الجيوش وتدمر البلاد ويشرد العباد ؟
إن المجازر البشعة التي يرتكبها الهندوس ضد المسلمين تعكس في الحقيقة الحقد الدفين الذي يكنه أصحاب هذه المعتقدات الباطلة للإسلام وأهله, ويعتقد العديد من المراقبين والمحللين السياسيين أن جزءًا كبيرًا من المواجهات والصراعات الدموية التي خاضتها الأقلية المسلمة في بعض الدول الأسيوية وعلى رأسها الهند ضد غول الأكثرية الهندوسية كانت تغذيه نزعات الشخصيات الهندوسية التي تقلدت زمام الحياة السياسية في فترات مختلفة من تاريخ تلك الدول, وهذا الإجرام الهندوسي ضد المسلمين واضح يشاهده العالم جمع ومن ذلك ما يحدث في عدة دول يسيطر عليها الهندوس ومن ذلك :
أولاً : الإرهاب الهندوسي في الهند :
فالهند صاحبة النصيب الأكبر حيث إنها معقل الهندوسية, فقد وقعت مصادمات دامية بين المسلمين والهندوس مما دفع الحكومة لفرض حظر التجوال بمدينة "باريلي" بولاية "أوتر براديش" بعد سقوط قتيل مسلم يبلغ 22 عامًا، وتَعَرُّض 20 آخرين للإصابات.
وقد أعلنت مصادر شرطية أن المصادمات وقعت عند أداء المسلمين صلاة الفجر وذهاب بعض الهندوس لتقديم القرابين بأحد المعابد؛ مما أسفر عن حدوث تراشق بالحجارة وإطلاق نار أدى لخسائر بشرية ولا تزال التحقيقات مستمرة، إضافة للقاء الشرطة برموز المجتمع لوضع نهاية للتوتر.
وأعرب حزب "بهراتيا جاناتا" الهندي عن رفضه لمشروع منح الطالبات المسلمات مساعدات مالية، الذي اقترحته حكومة حزب "سمجاواتي" بولاية "أوتربراديش"؛ حيث قام بالانسحاب من المجلس التشريعي اعتراضًا على المشروع.
وكانت حكومة "أوربراديش" قد حددت 100 كرور روبية لدعم تعليم وتزويج المسلمات، سعيًا وراء الاحتفاظ بالصوت الانتخابي الإسلامي خلال الانتخابات البرلمانية لعام 2014.
وزعم أعضاء حزب "بهراتيا جاناتا" أن تخصيص فئة دينية معينة بالدعم المالي غير مبرر ومخالف للدستور، إلا أن وزير الصحة أكد أن الدعم مقدم على أساس تردي الحالة الاقتصادية للمسلمين وأنه غير مخالف للدستور.
كما أعرب الناشط السياسي الهندي ورئيس "حزب النمور الوطني" البروفيسور "بيم سينج" عن استنكاره لممارسات سلطة "جامو وكشمير" القمعية غير الدستورية ضد المسلمين، والتي حددت إقامة الدعاة المسلمين المشاركين في مؤتمر الحريات، من خلال الاعتقال المنزلي ومنعهم من المشاركة في صلاة العيد، مؤكدًا أن هذه الممارسات من شأنها أن تؤجج غضب المجتمع الإسلامي في "كشمير".
وأكد "سينج" أن تلك الممارسات تنتهك حقوق الإنسان، وتتناقض مع دعاوى الديمقراطية بـ"الهند"، مشيرًا إلى تعمد الحكومة الهندوسية استثارة مشاعر المسلمين من خلال ممارساتها التي تنتهك حقوقهم الأساسية، مؤكدًا على دعم حزبه للحريات والحقوق المدنية، ومُرسلًا بتهنئته للمسلمين والدعاة المعتقلين منزليًّا بمناسبة عيد الفطر.
أما في أحمد أباد فإن الصراع تمثل بين المسلمين والهندوس على أحقية المسجد البابري، ويعود الخلاف حول المسجد إلى عام 1852م، حيث ادعى غلاة الهندوس أن الإمبراطور المغولي بابار هدم معبد راما في أيودا، وشيد مكانه المسجد البابري الجامع، ويقول المسلمون : " إن المعبد ما هو إلا خرافة ابتدعها الاستعمار البريطاني لتعزيز سياسة فرق تسد " .
وفي عام 1853 رصدت البدايات الأولى للصراع الديني في موقع المسجد .
وفي 1859 أقام الاستعمار البريطاني سورا لفصل أماكن العبادة، حيث جعلت المنطقة داخل السور للمسلمين والمنطقة خارجه للهندوس .
وفي1984 شكل مجلس الهندوس العالمي لجنة برئاسة حزب "فيشوا هندو باريشاد" لتحرير موقع مولد الإله راما وتشييد معبد تخليدا لذكراه .
وفي عام 1986 شكل المسلمون لجنة المسجد البابري احتجاجا على اللجنة الهندوسية وأهدافها .
لكن الأوضاع تفاقمت في عام 1989 حيث وضع حزب "فيشوا هندو باريشاد " حجر الأساس لمعبد راما على مقربة من المسجد.
وفي 1990 قام المتطرفون الهندوس بهدم جزء من المسجد، وسعى حينها رئيس الوزراء شاندرا شيكار لحل النزاع عبر المفاوضات .
وفي 1991 فاز الحزب الهندوسي الوطني "باهاراتيا جاناتا" المتطرف في انتخابات ولاية اوتار براديش و تسلم السلطة .
وفي عام 1992 كانت الكارثة الكبرى حيث قام أعضاء حزب باهاراتيا جاناتا بهدم المسجد مما أدى إلى اتساع الاضطرابات .
وفي يناير2002 قام فاجبايي بتعيين مسؤول كبير لجمع زعماء الهندوس والمسلمين حول طاولة المفاوضات .
وفي فبراير 2002 اندلعت حرب شوارع بين الهندوس والمسلمين أوقعت أكثر من 800 قتيل أغلبهم من المسلمين، ثم استمرت أحداث العنف إلى أن فاق عدد القتلى 3000 غالبيتهم من المسلمين، وأحرقت مئات البيوت، وحرقت آلاف المتاجر، وبدأ المسلمون بهجر مدينة أحمد أباد وزاد عدد المسلمين الفارين خوفا على حياتهم من البطش الهندوسي ما يقارب مائة ألف .
هذا وتعتبر ولاية كجرات وعاصمتها أحمد أباد مسرحاً للأحداث الأخيرة، فهي تقع في غرب الهند، ويشكل المسلمون فيها 40% من سكانها، يشتغلون بالصناعات الحرفية وصناعة النسيج، ويتميزون بالقدرة على ممارسة الأعمال الشاقة، كما يمارسون التجارة، ولهم مراكز أعمال صغيرة نشطة، مما جعلهم في مستوى معيشة أعلى مقارنة بغيرهم من الهنود، وهذا أحد الأسباب التي جعلتهم هدفا للعنف الهندوسي، ويشكل المسلمون خمسين بالمائة من سكان عاصمة هذه الولايات أحمد أباد التي يبلغ إجمالي سكانها خمسة ملايين نسمة، ويتواجد بها الكثير من المعاهد التعليمية الخاصة بالمسلمين، وكذلك مراكز الأعمال. وفي كل عام تقريبا وخلال احتفال الهندوس بأعيادهم الدينية، مثل أعياد الهولي و ديوالي اعتاد الهندوس المتطرفون التعرض لممتلكات المسلمين بالإحراق والسلب والنهب، حتى أصبح المسلمون يتحسبون لها مقدما بإخلاء ممتلكاتهم والانعزال بعيدا. وكانت مثل هذه الحالات تمضي دون متابعة لسببين: أولهما لأنها تقع في منطقة بعيدة في غرب الهند، وثانيا لأن أعمال العنف هذه أصبحت جزءا معتادا من نمط الحياة هناك .
هجمات المتطرفين الهندوس على المسلمين في أحمد أباد كانت همجية بسبب رفض المسلمين التخلي عن المسجد البابري، وازدادت الحملة الهندوسية ضد المسلمين شراسة بعد رفض المحكمة طلبهم بتدشين حجر الأساس على أنقاض المسجد البابري.


والأمر ليس قاصراً على أفراد الجماعات الهندوسية فقط بل إن تصريحات بعض الوزراء فيها من العداء والكراهية والإرهاب الكثير فقد قال وزير التربية والتعليم السيد سمبورناند بإقليم يو بي خلال كلمة له في إحدى المناسبات الكبيرة : " كل من يتعصب ويروج الدين الإسلامي في المدارس، يلحق أضراراً بالهند والهندوسية فعلينا أن نقضي على الإسلام في الهند لضمان التقدم إلى الأمام " .
ولعل من أسوأ الإهانات التي يتعرض لها المسلمون في الهند هو إجبارهم على اختيار لفظ "كرشنا وراما" وهي أسماء لآلهة الهندوس كجزء من أسماء أبنائهم، حينما يقدمون أوراقهم للقبول والتسجيل في المدارس والكليات الحكومية .


وحول بعض الممارسات الإرهابية التي مارستها ار.ايس.ايس وغيرها من المنظمات الهندوسية المتطرفة المتحالفة معها نجد أنها
حققت العديد من الإنجازات في خلق التوتر والفوضى في البلاد وقتل وإبادة منظمة لقادة الديانات والأقليات الأخرى ومن ذلك :
1- تم اغتيال مهاتما غاندي على يد أحد نشطاء المنظمة "ناتوام غوداس" من عائلة البراهمة والذي أفاد بأنه فعل ذلك بأمر من بانديت نهرو، وكان ذنب مهاتما غاندي بأنه كان يدعو إلى الانسجام والمساواة بين جميع فئات الشعب .
2- محاولة اغتيال العديد من قادة الهندوس من الطبقة الدنيا، مثل: الدكتور امبيد كار والسيد كاماراج نادار والسيد كاربوري تاجور .
3- حسب التقديرات الرسمية، ارتكبت 9448 مجزرة ضد المسلمين بين 1954-1984م مما راح ضحيتها نحو 9227 مسلمًا، بينما 12274 أصيبوا بجروح .
4- في 1992م ارتكبت جريمة هدم المسجد البابري التاريخي في ايودهيا تحت رعاية هذه المنظمة .
5- هذه المنظمة لها يد طولى في الضغوط السياسية على الحكومة الهندية لبناء معبد هندوسي في مكان المسجد البابري .
6- ولها تاريخ حافل بإسقاط الحكومات التي لم تستجب لمطالبها مثل حكومة في بي سنغ وغيرها .
7- لقد تمكنت المنظمة من الوصول إلى الحكم بقيادة آتال بيهاري فاجبائي رئيس الوزراء الهندي والذي اشتهر بأفكاره الهندوسية المتطرفة بجانب دعم المنظمات والشخصيات الهندوسية المتطرفة الأخرى مثل: مرلي منوهر جوشى و"لال كرشن ايدفاني" وبال ثاكري وغيرهم .


وتستمر معاناة المسلمين في الهند من تسلط العصابات الهندوسية عليهم وما يرتكبونه من مجازر بحقهم أمام أعين العالم أجمع ومع ذلك لم نرى من يصنف هذه الجماعات الهندوسية أنهم إرهابيين ، أو تجيش الجيوش لقتالهم ونصرة المظلومين من المسلمين هناك ولم تتحرك المنظمات الدولية لعمل شيء بينما تجيش الجيوش فقط لقتل المسلمين في بلدانهم وتدميرها وتشريد الملايين منهم بدون رحمة أو شفقة فمن هو الإرهابي الحقيقي الذين يجب قتاله ؟

ثانيا : الإرهاب الهندوسي في نبيال :

ففي نيبال هدد متطرفو ما يسمى بـ"جيش دفاع نيبال"من الهندوس الأقلية المسلمة الموجودة في البلاد بهجمات جديدة ومستمرة على أماكن عبادتهم حتى يتم طردهم من "نيبال". فبعد شهور من محاولات التصالح بين الغالبية الهندوسية والأقليات الدينية الأخرى انتهز المتطرفون حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها البلاد منذ عام 2007م بدون دستور واستأنفوا الهجمات والتهديدات.
وعلى الرغم من وجود "رام براساد ماينالي" -العقل المدبر في "جيش دفاع نيبال"- في السجن منذ عام 2009م، بل وحبسه في سجن انفرادي منذ أيام لمنع اتصاله بالعناصر المتطرفة الهندوسية، إلا أن علماء الدين المسلمين تصلهم تهديدات مستمرة حتى إنهم خصصوا فرقًا لحراسة أماكن العبادة تحسُّبًا لأي هجوم.
وقد صرح " حنفي سينان " مدير العلاقات العامة في منظمة ihh الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية بأن ما يحدث في "ميانمار" حاليًا يمكن أن يتكرر في " نيبال" .
وقال "سينان" : إن أوضاع المسلمين في "نيبال" غير مطمئنة، فهم يتعرضون للعديد من الضغوط، والسلطات تحظر افتتاح المساجد والمدارس الدينية الإسلامية، وأكد على أنه لن يكون مثيرًا للدهشة إذا ما تكرر ما يحدث لمسلمي "أراكان" في " نيبال" .
وأضاف "سينان": إن منظمة ihh تُعِد تقارير بشكل منتظم عن أوضاع الدول التي يتعرض فيها المسلمون للمذابح ولعوامل القهر والضغط الأخرى، وأوضح أن منظمة التعاون الإسلامي يجب أن توسع من نشاطاتها من أجل حل مشكلات المسلمين في دول العالم المختلفة .
ولا تزال جرائم الهندوس في نيبال مستمرة ضد المسلمين ففي مارس من عام 2008 ألقى بعض الهندوس أربع قنابل في مسجد كان فيه أكثر من خمسين مسلم يصلون مما تسبب في استشهاد ثلاثة وأصابة العشرات وهكذا تستمر الجرائم الإرهابية الهندوسية في نيبال ضد المسلمين ومع ذلك لم يصنفوا أنهم إرهابيين .
ثالثاً : الإرهاب الهندوسي في سريلانكا :
فقد ذكرت شرطة منطقة "واوناتيو" السريلانكية بأن جماعة مجهولة قامت بإحراق "مسجد محيي الدين"، الواقع في قرية "بالاكوديشينا " من منطقة "أونيشاي" السريلانكية، وهي المنطقة التي يتم إعادة تسكين المسلمين فيها بعد نزوحهم إبان فترة الحرب الأهلية. كما قامت هذه الجماعة المجهولة بإحراق 4 مخيمات مؤقتة ومحل للمسلمين.
واعتدي بعض الهندوس على امرأة مسلمة عمرها 52 عامًا بالفأس وأحرقوا مخيمها بأكمله؛ حيث كانت قد عادت للمدينة قبل فترة، وتشير أصابع الاتهام إلى وقوف الحركة الهندوسية وراء هذا الهجوم والعدوان؛ حيث إنهم لا يرغبون في إعادة المسلمين للمدينة.
وقد هدم مسجد في قرية "كاليانكادو" بمحافظة "ماتاكيلافو" السريلانكية من قبل المتطرفين الهندوس، وبناء مركز هندوسي للتأمل واليوجا مكانه.
كان المسلمون يعيشون في منطقة "كالينكادو" لأجيال منذ عام 1965م، وكان عدد الأسر المسلمة هناك حينذاك 165أسرة؛ وكان سكان القرية المسلمون يتمتعون بأشياء خاصة بهم؛ من مسجد ومدرسة ومقبرة وغيرها. وكان المسجد يسمى "مسجد فردوس"، وكانت تقام فيه الصلوات حتى قام الإرهابيون المسمون "نمور تحرير التاميل" بقتل وتشريد المسلمين من المناطق الشرقية والشمالية، كما كان بجانب المسجد مدرسة لتعليم وتلقين القرآن الكريم.
وعندما عاد المسلمون إلى أرضهم الأصلية بعد انقضاء الحرب الأهلية وجدوا أن المسجد تهدمت أجزاء منه فحاولت بعض الهيئات الإسلامية إعادة ترميمه لكن لم تفلح محاولاتهم. ورغم وجود الأدلة الكافية على أن المسجد وأرضه حق للمسلمين إلا أنه تم افتتاح مركز هندوسي في نفس موقع المسجد.
ومع هذا يُعاني المسلمون في سريلانكا بشدة من الصراعات الهندوسية البوذية والتي أصبحوا أهدافًا لها، لأنهم رفضوا أن يكونوا تابعين للمتمردين الثائرين ضد الحكومة. وتشير الإحصائيات إلى أن 1.8 مليون مسلم راحوا ضحية الحرب الأهلية. كما تتعرض منازل المسلمين بشكل مستمر إلى القصف أثناء هذه الصراعات، مما نتج عنه وجود 300 ألف مسلم في سريلانكا بلا مأوى، مما دفع الكثير من المسلمين إلى الإقامة في مخيمات للإيواء.
ومع هذا كله لم نجد منظمة دولية واحدة وصفت ما يحدث للمسلمين في سريلانكا بالإرهاب ولم تجيش الجيوش من أمريكا والدولة الغربية النصرانية لحرب الهندوس والبوذيين لجرائمهم المتكررة ضد المسلمين ، بأي منطق وأي معيار يصفون المسلمين بالإرهاب بينما هم ضحايا الإرهاب الهندوسي والبوذي واليهودي والنصراني .
رابعاً : الإرهاب الهندوسي في كشمير :
فليس ببعيد عما يحدث للمسلمين في الهند والنيبال وسريلانكا ما يحدث للمسلمين كشمير وما ارتكب من مجازر بشعة في حق المسلمين هنا ويمكن معرفة مقدار المجازر التي أُقيمت للمسلمين المدنيين في إقليم جامو وحدها، حيث قامت القوات الهندوسية بقتل أكثر من (300) ألف مسلم كما قامت بإجبار حوالي (500) ألف مسلم آخر على الهجرة إلى باكستان، محولة جامو من مقاطعة ذات أغلبية مسلمة إلى مقاطعة ذات أقلية مسلمة.
ومما يجب أن يعلم أن المجازر التي ارتكبها الهندوس ضد المسلمين تفوق الخيال فقد بلغ عدد الشهداء أكثر من سبعين ألف شهيد، وقد فاق عدد الجرحى أكثر من ثمانين ألف جريح، أما المعتَقَلُون فقد وصل عددهم إلى أكثر من سبعين ألف معتَقَل، وهناك أكثر من نصف مليون عائلة نُكِبت في فقد عائلِها، ولقد نفَّذ الاحتلال الهندوسي منذ الاستقلال وإلى الآن أكثر من أربعين ألف مجزرة تمَّ خلالها هدم عشرات الآلاف من المساجد والمدارس والمتاجر، ويزداد الوضع سوءًا يومًا بعد يوم، وتحمل لنا الأخبار أنباء الاعتقالات والاغتيالات والمداهمات، ويتساقَط الشهداء الواحد تِلْوَ الآخر، وكلُّ ذلك يحدث تحت سمع الحكومة الهندية وبصرها، بل برعايتها بصورة مباشرة، وما هدم المسجد البابري التاريخي إلا دليل حي على تلك المآسِي، بالرغم من أن هذا المسجد لا تُقَام فيه الصلاة إرضاءً لمشاعر الهندوس منذ عام 1948م عند انفصال الهند عن باكستان.
وهناك مخطط هندوسي يهدف إلى محاربة الإسلام في كشمير، ويبني هذا المخطط أسلوبه على:
1- تغيير مناهج التعليم في كشمير.
2- نشر الإباحية بين الشباب المسلم.
3- تشجيع الزواج بين الهندوس والمسلمين.
4- إباحة شرب الخمور.
ولهذا أخذ المسلمون في مقاومة هذا التحدي فكونوا الجبهة الإسلامية الموحدة.
ولقد قتل الهندوس في عدة أشهر 5 آلاف مسلم وجرحوا 6 آلاف، وسجنوا 12 ألفًا، وأدت هذه الأحداث إلى اشتباك بين الهند والباكستان على خط الحدود في 15/5/1990م، وارتكب حاكم كشمير مذبحة أثناء تشييع جنازة الزعيم المسلم المرحوم محمد فاروق فأطلق جنوده النار على المشيعين في 21/5/1990م وقتلت قواته أكثر من 50 مسلمًا.
وما زال مسلسل الجرائم الهندوسية في كشمير مستمراً ففي كل يوم تسمع عن قتل من المسلمين وعن اعتداء جديد من قبل الهندوس على المسلمين فأين هو العالم وأن المنظمات الحقوقية مما يحدث ولماذا لم تصنف هذه الجماعات إرهابية وتحارب من قبل المجتمع الدولي كما يفعل في بلاد المسلمين التي تدمر ويقتل أبناؤها ويشرد أهلها ؟
ولكن العجيب حقاً أن تجد من أبناء المسلمين من يسير خلف الغرب النصراني والإعلام اليهودي ويتهم الإسلام بالإرهاب في حين أنه يسمع ويشاهد ما يحدث للمسلمين في كثير من البلاد تسلط الإرهاب اليهودي والنصراني والبوذي والهندوسي والمجوسي ولا يستطيع أن يتكلم وإنما يتكلم فقد لاتهام الإسلام بالإرهاب ، فعن أي إرهاب يتحدثون وبأي معيار يحكمون وجرائم الإرهاب ضد المسلمين في كل مكان وعلانية ، ثم في الأخير يكون الضحية هو الجاني ويوصم الإسلام بالإرهاب وهو بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام .
إن الواجب على المسلمين أن يبينوا للناس من هو الإرهابي الحقيقي الذي يجب أن يحارب ولكن لضعف البعض وخيانة الآخرين تجدهم يرددون كلام أعداء الإسلام ويتمون الإسلام بالإرهاب ، فاللهم عليك بكل محارب للإسلام والمسلمين في كل مكان ، اللهم من شوه الإسلام وأهله واتهمهم بالإرهاب فأرنا فيه آية من آياتك ، اللهم عجل بالنصر والتمكين لعبادك الموحدين في كل مكان ، وصلى الله وسلم بارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه / ناصر بن أحمد السوهاجي