عقيدة الصوفية في القرآن الكريمبسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على رسول الله المصطفى الأمين
وبعد ، في هذه الصفحة أنوي إن شاء الله طرح عقيدة الصوفية في القرآن الكريم بصفة عامة وأخص بالذكر عقيدة التجانيين كما هي مسطرة في كتبهم... وأعتمد من المصادر ما هو موجود في بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية بالإضافة إلى الرجوع إلى كتب التجانيين حتى يتسنى لنا أن نفهم كيف عطل هؤلاء الحمقى العمل بكتاب الله المبين وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أشرف المرسلين الذي نصح الأمة وبلغ الأمانة وهو عبد الله وخاتم الأنبياء والرسل... تلقى القرآن المبين بواسطة جبريل عليه السلام... وبينه صلى الله عليه وسلم وبلغه للناس أجمعين... وكان بشيرا ونذيرا... القرآن كلام الله سبحانه وتعالى نزل بلسان عربي مبين... لا يقبل التفسير بالإشارة ولا بمفهوم باطني للآيات أو حروف ألفاظه كما يزعم المتصوفة... الذين طغت عليهم الفلسفة اليونانية والعقائد الهندوسية التي تتمثل في وحدة الوجود والتلقي من الله سبحانه وتعالى عما يصفون مباشرة بوحي أو إلهام كما زين لهم الشيطان الرجيم... وأستهل المبحث بمقال منقول متوكلا على الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم... الذي توعد الكفار والمشركين بنار جهنم خالدين فيها...
------------------------------------------------------------------
الصوفية يؤولون الصفات وكل من يُثبت الصفات يَرميه المتصوفة بالتجسيم ، فتورط الصوفية في صفة الكلام .
فالصوفية يعتقدون أنْ ليس لله في الأرض كلام ، وما في المصاحفُ إلا ورقٌ و عفصٌ و زاجٌ .
العفص : الذي يُتَخَذَ منه الحبر و الزَّاج هو الشَّب اليماني و هو من أخلاط الحبر .
فلو سألت المتصوفة : هل القرآن كلام الله حقيقةً ؟ لقالوا : نعم
ولو سألتهم : هل الله تعالى يتكلم بصوت وحرف ؟ لقالوا : لا
والقرآن الذي بين أيدينا حرف وصوت
وعقيدتهم هذه جعلتهم بين خيارين أحلاهما مر
إما أن يثبتوا أن الله يتكلم بصوت وحرف وحينها يقعون في التجسيم الذي يَرمون به مخالفيهم .
وإما أن ينفوا أنَّ الله يتكلم بصوت وحرف وحينها يكون القرآن الذي بين أيدينا ليس بكلام الله على الحقيقة .
وقد إختار الصوفية الخيار الثاني فزعم بعضهم أنَّ المعنى من الله والعبارة من جبريل وزعم البعض الآخر أنَّ المعنى من الله والعبارة من محمد صلى الله عليه وسلم ، والسواد الأعظم من المتصوفة على الخيار الثاني لأنَّه يتفق مع عقيدةٍ صوفيةٍ أُخرى هي محل إتفاق عندهم وهي أنَّ محمداً هو أول الخلق ، فقد كان الحبيبُ مع حبيبه قبل أنْ يكون جبريل ولا غيره ، فالرسول صلى الله عليه وسلم عنده القرآن قبل أنْ يُخلق الخلق بما فيهم جبريل .
يقول بن عربي مفسراً قوله تعالى : ( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) إعلم أنَّ رسول الله أُعْطِي القرآن مُجْمَلاً قبل جبريل مِنْ غير تفصيل الآيات و السور ، فقيل له : لا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل جبريل ، فتُلْقِيهِ على الأمة مُجْمَلاً ، فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله ( ص 6 الكبريت الأحمر للشعراني على هامش اليواقيت و الجواهر ط 1307 هـ )
يقول الشيخ الدباغ في الإبريز ص185 : ... و إنَّما كان جبريل يطلب منه ( مِنْ مُحمد ) أنْ يُبلغ المعاني القديمة و المكالمة الأزلية الحاصلة له عليه الصلاة و السلام إذ ذاك فقال له عليه الصلاة و السلام ما أنا بقارئ أي أنا لا أطيق أن أُبَلِّغ الكلام القديم و القول الأزلي باللسان الحادث فَعَلَّمَه جبريل كيف يُبَلِّغَه باللسان الحادث فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه كثيراً ثم تكلَّمَ الشيخ رضي الله عنه في هذا المعنى بما بهر عقولنا و أطال في كلامه نحو اليوم و في ذلك من الأسرار ما لا يحل كتبه و الله تعالى أعلم . أهـ
وفي ص 445 من كتاب الإبريز للدباغ :
يقول الشيخ محمد المبارك تلميذ الشيخ الدباغ : و تكلمت معه ( يعني الشيخ الدباغ ) في أمر الوحي و كيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهل يتلقاه بواسطة جبريل كما هو ظاهر كثير من الآي أو لا ؟ فأتى بكلام لا تطيقه العقول ، فلا ينبغي كتبه و الله أعلم .
ونفس هذا الكلام قاله الشيخ التجاني وفي رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم جـ 2 ص 122 :
يقول المؤلف عمر بن سعيد الفوتي : و تَكَلَّمْتُ معه – يعني الشيخ التجاني – في أمر الوحي و كيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم ، و هل يتلقاه بواسطة جبريل كما هو ظاهر مِنْ الآي أو لا ؟ فأتى فيه بكلام لا تُطيقه العقول و لا ينبغي كَتْبُه و الله تعالى أعلم .
و السر الذي لم يَبُحْ به الشيخان الدباغ والتجاني باح به الشيخ البرهاني وحاصِلُه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي صاغ القرآن الكريم .
وهنا تأتي عقيدة العلم الباطن ، فالقرآن الذي بين أيدينا ما هو إلا عفصٌ وزاج ، أما القرآن الحقيقي فعند العارفين فقط .
يقول شيخ البرهانية محمد عثمان عبده البرهاني في كتابه علموا عني جـ 5 ص173 : الرؤساء يترقون حتى يأخذون القرآن من الرحمن بعد أن تصل أرواحهم إلى العرش ، فيأخذون القرآن من المكان الذي نزل منه المعنى فيعرفون خواصه و فلكه و روابطه و فيما تصلح فيه الآية .
ويقول البرهاني في ص10-12 منْ نفس الجزء : لا بد للإنسان أن يأخذ القرآن من الرحمن مباشرة والذي لا يأخذ القرآن من الرحمن ستنتفي عنه المعرفة الحقيقية التي تنفعه في الآخرة ، فيسري حتى يصل العرش ثم يُعْرَجُ به إلى الكُرْسي فيأخذ القرآن من الرحمن و يتعلم من الرحمن . ثم يرجع بإذن الإرشاد ، فالمشائخ الرؤساء يأخذون القرآن من الرحمن فيعرفوه بمعانيه وأسباب نزوله ، بخواصه ، بتشريعه ، بزواجره ، بأعداده ، بحالاته وبكل لوازمه .
وخُلاصة كلام التجاني هو : ( أنَّ القرآن الذي بين أيدينا ليس هو عين الكلام البارز من الذات المقدسة ) وهذا هو نَصُّ كلامه .
وكلام البرهاني أعلاه يشرح كلام الشيخ التجاني حيث يقول : العارف يسمعه من الذات المقدسة سماعاً صريحاً لا في كل وقت و إنَّما ذلك في استغراقه و فنائه في الله تعالى .
وهذا هو باطن القرآن الذي يقصده المتصوفة وهو مُراد الله أو بعبارة أخرى المعنى الإلهي الذي قذفه الله تعالى في النفس المحمدية والذي عجزت العبارة التي في المصحف عن تبيينه .
وفي كتاب علموا عني للبرهاني جـ 5 ص 142
يسأل أحد المريدين : مستفسراً عن التفصيل الذي نزل به جبريل على النبي قليلاً قليلاً ؟
فيجيبه الشيخ البرهاني : لا يُعرف بحرف و لا بصوت و لا بكلمة ولا بمعنى ولا أي شئ والذي وضعه في هذه المعاني هو النبي عليه الصلاة و السلام .
والخلاصة أنَّ الصوفية يعتبرون القرآن الموجود بين أيدينا كلام محمد وليس كلام الله تعالى
فالرسول صلى الله عليه وسلم َتلقَّى مُراد الله ثم صاغه حروفاً و ألفاظاً
فالقرآن عند الصوفية معنى في نفس البارئ وليس في المصاحف إلا المداد والورق .
نقلا عن الرابط :
https://www.facebook.com/permalink.p...57799960949199