تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: عقيدة الصوفية في القرآن الكريم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb عقيدة الصوفية في القرآن الكريم

    عقيدة الصوفية في القرآن الكريم
    بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على رسول الله المصطفى الأمين
    وبعد ، في هذه الصفحة أنوي إن شاء الله طرح عقيدة الصوفية في القرآن الكريم بصفة عامة وأخص بالذكر عقيدة التجانيين كما هي مسطرة في كتبهم... وأعتمد من المصادر ما هو موجود في بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية بالإضافة إلى الرجوع إلى كتب التجانيين حتى يتسنى لنا أن نفهم كيف عطل هؤلاء الحمقى العمل بكتاب الله المبين وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أشرف المرسلين الذي نصح الأمة وبلغ الأمانة وهو عبد الله وخاتم الأنبياء والرسل... تلقى القرآن المبين بواسطة جبريل عليه السلام... وبينه صلى الله عليه وسلم وبلغه للناس أجمعين... وكان بشيرا ونذيرا... القرآن كلام الله سبحانه وتعالى نزل بلسان عربي مبين... لا يقبل التفسير بالإشارة ولا بمفهوم باطني للآيات أو حروف ألفاظه كما يزعم المتصوفة... الذين طغت عليهم الفلسفة اليونانية والعقائد الهندوسية التي تتمثل في وحدة الوجود والتلقي من الله سبحانه وتعالى عما يصفون مباشرة بوحي أو إلهام كما زين لهم الشيطان الرجيم... وأستهل المبحث بمقال منقول متوكلا على الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم... الذي توعد الكفار والمشركين بنار جهنم خالدين فيها...

    ------------------------------------------------------------------
    الصوفية يؤولون الصفات وكل من يُثبت الصفات يَرميه المتصوفة بالتجسيم ، فتورط الصوفية في صفة الكلام .

    فالصوفية يعتقدون أنْ ليس لله في الأرض كلام ، وما في المصاحفُ إلا ورقٌ و عفصٌ و زاجٌ .
    العفص : الذي يُتَخَذَ منه الحبر و الزَّاج هو الشَّب اليماني و هو من أخلاط الحبر .

    فلو سألت المتصوفة : هل القرآن كلام الله حقيقةً ؟ لقالوا : نعم
    ولو سألتهم : هل الله تعالى يتكلم بصوت وحرف ؟ لقالوا : لا
    والقرآن الذي بين أيدينا حرف وصوت
    وعقيدتهم هذه جعلتهم بين خيارين أحلاهما مر
    إما أن يثبتوا أن الله يتكلم بصوت وحرف وحينها يقعون في التجسيم الذي يَرمون به مخالفيهم .
    وإما أن ينفوا أنَّ الله يتكلم بصوت وحرف وحينها يكون القرآن الذي بين أيدينا ليس بكلام الله على الحقيقة .
    وقد إختار الصوفية الخيار الثاني فزعم بعضهم أنَّ المعنى من الله والعبارة من جبريل وزعم البعض الآخر أنَّ المعنى من الله والعبارة من محمد صلى الله عليه وسلم ، والسواد الأعظم من المتصوفة على الخيار الثاني لأنَّه يتفق مع عقيدةٍ صوفيةٍ أُخرى هي محل إتفاق عندهم وهي أنَّ محمداً هو أول الخلق ، فقد كان الحبيبُ مع حبيبه قبل أنْ يكون جبريل ولا غيره ، فالرسول صلى الله عليه وسلم عنده القرآن قبل أنْ يُخلق الخلق بما فيهم جبريل .

    يقول بن عربي مفسراً قوله تعالى : ( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) إعلم أنَّ رسول الله أُعْطِي القرآن مُجْمَلاً قبل جبريل مِنْ غير تفصيل الآيات و السور ، فقيل له : لا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل جبريل ، فتُلْقِيهِ على الأمة مُجْمَلاً ، فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله ( ص 6 الكبريت الأحمر للشعراني على هامش اليواقيت و الجواهر ط 1307 هـ )

    يقول الشيخ الدباغ في الإبريز ص185 : ... و إنَّما كان جبريل يطلب منه ( مِنْ مُحمد ) أنْ يُبلغ المعاني القديمة و المكالمة الأزلية الحاصلة له عليه الصلاة و السلام إذ ذاك فقال له عليه الصلاة و السلام ما أنا بقارئ أي أنا لا أطيق أن أُبَلِّغ الكلام القديم و القول الأزلي باللسان الحادث فَعَلَّمَه جبريل كيف يُبَلِّغَه باللسان الحادث فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه كثيراً ثم تكلَّمَ الشيخ رضي الله عنه في هذا المعنى بما بهر عقولنا و أطال في كلامه نحو اليوم و في ذلك من الأسرار ما لا يحل كتبه و الله تعالى أعلم . أهـ
    وفي ص 445 من كتاب الإبريز للدباغ :
    يقول الشيخ محمد المبارك تلميذ الشيخ الدباغ : و تكلمت معه ( يعني الشيخ الدباغ ) في أمر الوحي و كيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهل يتلقاه بواسطة جبريل كما هو ظاهر كثير من الآي أو لا ؟ فأتى بكلام لا تطيقه العقول ، فلا ينبغي كتبه و الله أعلم .
    ونفس هذا الكلام قاله الشيخ التجاني وفي رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم جـ 2 ص 122 :
    يقول المؤلف عمر بن سعيد الفوتي : و تَكَلَّمْتُ معه – يعني الشيخ التجاني – في أمر الوحي و كيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم ، و هل يتلقاه بواسطة جبريل كما هو ظاهر مِنْ الآي أو لا ؟ فأتى فيه بكلام لا تُطيقه العقول و لا ينبغي كَتْبُه و الله تعالى أعلم .

    و السر الذي لم يَبُحْ به الشيخان الدباغ والتجاني باح به الشيخ البرهاني وحاصِلُه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي صاغ القرآن الكريم .

    وهنا تأتي عقيدة العلم الباطن ، فالقرآن الذي بين أيدينا ما هو إلا عفصٌ وزاج ، أما القرآن الحقيقي فعند العارفين فقط .

    يقول شيخ البرهانية محمد عثمان عبده البرهاني في كتابه علموا عني جـ 5 ص173 : الرؤساء يترقون حتى يأخذون القرآن من الرحمن بعد أن تصل أرواحهم إلى العرش ، فيأخذون القرآن من المكان الذي نزل منه المعنى فيعرفون خواصه و فلكه و روابطه و فيما تصلح فيه الآية .
    ويقول البرهاني في ص10-12 منْ نفس الجزء : لا بد للإنسان أن يأخذ القرآن من الرحمن مباشرة والذي لا يأخذ القرآن من الرحمن ستنتفي عنه المعرفة الحقيقية التي تنفعه في الآخرة ، فيسري حتى يصل العرش ثم يُعْرَجُ به إلى الكُرْسي فيأخذ القرآن من الرحمن و يتعلم من الرحمن . ثم يرجع بإذن الإرشاد ، فالمشائخ الرؤساء يأخذون القرآن من الرحمن فيعرفوه بمعانيه وأسباب نزوله ، بخواصه ، بتشريعه ، بزواجره ، بأعداده ، بحالاته وبكل لوازمه .

    وخُلاصة كلام التجاني هو : ( أنَّ القرآن الذي بين أيدينا ليس هو عين الكلام البارز من الذات المقدسة ) وهذا هو نَصُّ كلامه .
    وكلام البرهاني أعلاه يشرح كلام الشيخ التجاني حيث يقول : العارف يسمعه من الذات المقدسة سماعاً صريحاً لا في كل وقت و إنَّما ذلك في استغراقه و فنائه في الله تعالى .
    وهذا هو باطن القرآن الذي يقصده المتصوفة وهو مُراد الله أو بعبارة أخرى المعنى الإلهي الذي قذفه الله تعالى في النفس المحمدية والذي عجزت العبارة التي في المصحف عن تبيينه .
    وفي كتاب علموا عني للبرهاني جـ 5 ص 142
    يسأل أحد المريدين : مستفسراً عن التفصيل الذي نزل به جبريل على النبي قليلاً قليلاً ؟
    فيجيبه الشيخ البرهاني : لا يُعرف بحرف و لا بصوت و لا بكلمة ولا بمعنى ولا أي شئ والذي وضعه في هذه المعاني هو النبي عليه الصلاة و السلام .
    والخلاصة أنَّ الصوفية يعتبرون القرآن الموجود بين أيدينا كلام محمد وليس كلام الله تعالى
    فالرسول صلى الله عليه وسلم َتلقَّى مُراد الله ثم صاغه حروفاً و ألفاظاً
    فالقرآن عند الصوفية معنى في نفس البارئ وليس في المصاحف إلا المداد والورق .
    نقلا عن الرابط :
    https://www.facebook.com/permalink.p...57799960949199

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb

    تعطيل تلاوة القرآن والأذكار النبوية باتباع أوراد الطريقة التجانية
    نصوص منقولة عن كتابهم المقدس : "جواهر المعاني" المنسوب لشيخهم أحمد التجاني كما خطه تلميذه علي حرازم الفاسي... أنقل منه بالحرف :
    (وأمّا ما أخبره به صلّى الله عليه وسلّم عن ثواب الاسم الأعظم الكبير الذي هو مقام قطب الأقطاب ، فقال الشيخ رضي الله عنه ، حاكيا ما أخبره به سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم : " فإنّه يحصل لتاليه في كلّ مرّة سبعون ألف مقام في الجنّة في كلّ مقام سبعون ألفا من كلّ شيء في الجنّة كائن من الحور والقصور والأنهار إلى غاية ما هو مخلوق في الجنّة ، ما عدا الحور وأنهار العسل ، فله في كلّ مقام سبعون حوراء وسبعون نهرا من العسل ، وكلّ ما خرج من فمه هبطت عليه أربعة من الملائكة المقرّبين فكتبوه من فيه وصعدوا به إلى الله تعالى وأروه له ، فيقول الجليل جلّ جلاله ( أكتبوه من أهل السعادة واكتبوا مقامه في عليّين في جوار سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ) ، هذا في كلّ لفظة من ذكره . وله في كلّ مرّة ثواب جميع ما ذُكر الله به على ألْسِنَةِ جميع خلقه في سائر عوالمه ، وله في كلّ مرّة ثواب ما سُبِّح به ربّنا على لسان كل مخلوق من أوّل خلق العالم إلى آخره ، وله ثواب صلاة الفاتح لما أغلق بتمامها ستّة آلاف مرّة لكلّ مرّة منه ، وله ثواب سورة الفاتحة ، وله ثواب مَنْ قرأ القرآن كلّه ، أعني بكلّ مرّة أجر ختمة ومن تلك الختمة الفاتحة وسورة القدر ، وله في كلّ مرّة مِنْ تلاوته ثواب كلّ دعاء وقع في الوجود له ثواب عظيم أو صغير ، وكلّ ما تلاه التالي تلته معه جميع ملائكة عوالم الله بأسرها وكلّ مَلَكٍ يتلوه بجميع ألْسِنَتِهِ ، فإنّ مِنَ الملائكة مَنْ له سبعون لسانا ، و منهم مَنْ له ستون لسانا ، وهكذا القليل عنده لسان واحد وَهُمْ ملائكة الأرض التي نحن فيها " . هكذا أخبر سيّدنا رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم . والحاصل ، ما دام يتلوه فملائكة جميع العالم تتلوه معه بألْسِنَتِها كلّها وثواب ذكرهم بجميع ألسنتهم لتالي الاسم في كلّ مرّة سواءٌ قلّل أو كثّر .
    قال الشيخ رضي الله عنه : " فقلتُ لسيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم : ذِكْرُ الملَك هل هو مثل ثواب تلاوة الآدمي كلّ مرّة بسبعين ألف مقام في الجنّة ، وثواب ما ذكر بعده من كلّ تسبيح ومن كلّ ذِكْرٍ وكلّ دعاءٍ ، وجميع القرآن وصلاة الفاتح لما أغلق الخ ... ، أَمْ ينقص ثواب ذِكْرِ الملَك عن ذِكْرِ الآدميّ ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم : ثواب ذِكْرِ الملك يضاعف على ثواب ذِكْرِ الآدميّ بعشر مرّات ، يعني أنّ الذي يحصل من الثواب في ذِكْرِ الآدمي مرّة يحصل في ذِكْرِ الملَك مرّة مثله عشر مرّات ، وثواب جميع ذلك ، أعني الملائكة بجميع ألسنتها ، لِتَالِي الاسم قدْرَ ما تلاه ، قليلا أو كثيرا " .
    قال الشيخ رضي الله عنه : " قال لي سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم في أوّل الكلام على الاسم : أمّا ثوابه فكلّ مَن تلاه من عموم أمّتي فله ثواب ختمة من القرآن بكلّ مرّة فقط بلا زائد ، هذا لكلّ مَنْ عَلِمَ الاسم الأعظم وتلاه . وأمّا مَن عَلِمَ أنّ هذا الاسم هو اسم الذات الخاصّ بها ، وأنّه بخصوصه هو اسم ذات الله دون ما عداه من أسماء الله - أراد صلّى الله عليه وسلّم ما عداه مِن أسماء الله كلّها ، أسماء الصفات والكمالات ، وليس للذات إلاّ هذا الاسم - قال لي أنّ من عَلِمَهُ هكذا ، وأنّه هو اسم ذات الله الخاصّ بها ، كان له جميع الثواب الزائد على ختمة من القرآن . وإنْ لم يعلمْ ذلك منه فليس إلاّ ختمة من القرآن فقط . وأنّ مَنْ تلا الفاتحة بلا شعور مِنْ تلاوة الاسم معها له ثواب تلاوتها فقط ، ومَنْ تلاها وهو يعتقد تلاوة الاسم معها لوجود حروفه فيها كان له ثواب تلاوتها وثواب تلاوة الاسم معها . ثمّ قال رضي الله عنه : تأمّلوا بأفكاركم تعلموا أنّه لا يقوم لتلاوة هذا الاسم عبادة " . أهـ .
    قال سيّدنا رضي الله عنه : "سألتُ مِنَ الله أن يعطيني مَهْمَا ذكرتُ الاسم مرّة ذَكَرَه كلّ مَلَكٍ في كورة العالم ألف ألف ألف إلى ثلاث مراتب ، وأنّ كلّ مرّة مِنْ ذِكْرِ لسان كلّ ملَكٍ تعدل من صلاة الفاتح لما أغلق الخ ... ستّين ألف مرّة ، وضُمِنَتْ لي وأُعطِيتُها ، وقال لي سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم : هذا كلّه جزء واحد من أحد عشر جزءا مِن ذِكْرِ صاحب التجلّي الخاصّ لأنّه يحصل له هذا الفضل عند ذكر كلّ حرف من حروف الاسم . قيل لسيّدنا رضي الله عنه : هذا خاصّ بك أو لكلّ واحد من أصحاب التجلّي الخاصّ ؟ قال رضي الله عنه : بل لكلّ واحد منهم . وقيل له أيضا : والفضل الذي مهما ذكرت كلمة من كلّ ذِكْرٍ على الإطلاق ذَكَرَ معك سبعون ألف ملَك ، وذِكْرُ كلّ ملَك بسبعة آلاف كلمة وكلّ كلمة بعشر حسنات ؟ قال رضي الله عنه : هذا الفضل خاصّ بي ولم يُعْطَ لغيري " .
    وسمعتُ منه رضي الله عنه أنّ الاسم الخاص به إذا ذكره العارفون كلّهم من لدن آدم إلى قيام الساعة سبعة وعشرون مائة سنة ، يذكرونه في كلّ يوم ألف مرّة ، وجُمِعَتْ تلك الأذكار كلّها في تلك المدّة كلّها ما لحقوا مرّة واحدة مِنْ ذِكْرِ سيّدنا الخاصّ به ، نفعنا الله به وبعلومه وأسراره ، آمين . وقد تفضّل سيّدنا رضي الله عنه بهبة هذا الفضل العظيم لأصحابه الذي هو ذِكْرُ سبعين ألفا معه ... الخ ، وذلك في شهر الله جمادى الثانية سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف 1213 هـ .
    وسئل رضي الله عنه عن تحقيق فضل قول دائرة الإحاطة ؟ فأجاب رضي الله عنه بقوله : " إذا قَدّرْتَ ذاكرا ذَكَرَ جميع أسماء الله في كلّ لغة ، هو نصف مرّة مِن ذِكْرِ الكبير ومرّة ممّا سواه . ونعني بالكبير الذي هو مقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ومرّة ممّا سواه مِنْ تراكيب الاسم لأنّ تراكيب الاسم لا حدَّ لها ، ويضاعَف بذِكْرِ كلّ ملَك عشر مرّات كما تقدّم ، ثمّ يضاعف الفضل المذكور إلى سبعمائة ألف ألف – مرّتين - . فإذا ذَكَرَ الذاكر عشرة آلاف مرّة من الكبير، هو جزء مِنْ سبعمائة ألف ألف – مرّتين - ، فهذا فضلُ الكبيرِ ، وأمّا غيره ، ففي كلّ ترتيبٍ النصف مِنْ هذا الفضل العظيم . ثمّ قال رضي الله عنه : وهذا لا يعرفه النساء ، بل هو خاصّ بالرجال لأنّها مرتبة عظيمة ، فلا تُعطَى إلاّ لمن سبق أنّه محبوب عند الله " . جعلنا الله منهم بمحض فضله وكرمه ، آمين .
    وممّا أملاه علينا رضي الله عنه قال : " لو اجتمع جميع ما تلته الأمّة من القرآن من بعثته صلّى الله عليه وسلّم إلى النفخ في الصور لفظاً لفظاً ، فرداً فرداً في القرآن ، ما بلغ لفظةً واحدةً مِنَ الاسم الأعظم ، وهذا كلّه بالنسبة للإسم كنقطة في البحر المحيط هذا ممّا لا عِلْم لأحد به واستأثر الله به عن خلقه ، وكَشَفَهُ لمن شاء من عباده " . وقال رضي الله عنه : " إنّ الاسم الأعظم هو الخاصّ بالذات لا غيره ، وهو اسم الإحاطة ولا يتحقّق بجميع ما فيه إلاّ واحدٌ في الدهر وهو الفرد الجامع . هذا هو الاسم الباطن . وأمّا الاسم الأعظم الظاهر فهو اسم المرتبة الجامع لمرتبة الألوهية من أوصاف الإله ومألوهيته ، وتحته مرتبة أسماء التشتيت ومن هذه الأسماء فيوض الأولياء ، فمَن تحقّق بوصفه كان فيضه بحسب ذلك الاسم ، ومن هذا كانت مقاماتهم مختلفة وأحوالهم كذلك ، وجميع فيوض المرتبة بعضٌ من فيوض اسم الذات الأكبر " . وقال رضي الله عنه : " إذا ذَكَرَ الذاكر الاسم الكبير يخلق الله مِنْ ذِكْرِهِ ملائكة كثيرة لا يُحصِي عددهم إلاّ الله ، ولكلّ واحد من الألْسنة بعدد جميع الملائكة المخلوقين من ذكر الاسم ، ويستغفرون في كلّ طرفة عين للذاكر أيّ كلّ واحد يستغفر في كلّ طرفة عين بعدد جميع ألْسنته ، وهكذا إلى يوم القيامة " .
    ثمّ قال رضي الله عنه : " سألت سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم عن فضل المسبّعات العشر وأنّ مَن ذَكَرها مرّة لم تكتب عليه ذنوب سنة ؟ فقال لي صلّى الله عليه وسلّم : ( فضل جميع الأذكار وسرّ جميع الأذكار في الاسم الكبير ) ، فقال الشيخ رضي الله عنه علمتُ أنّه أراد صلّى الله عليه وسلّم جميع خواصّ الأذكار وفضائلها منطوية في الاسم الكبير . ثمّ قال رضي الله عنه : " يُكتب لذاكر الاسم بكلّ ملك خلقه الله في العالم فضل عشرين من ليلة القدر، ويكتب له بكلّ دعاء كبير وصغير ستة وثلاثون ألف ألف مرة بكلّ مرّة من ذكر هذا الاسم الشريف " ، وقال رضي الله عنه : " فمن قدر أن ذاكراً ذكر جميع أسماء الله في جميع اللغات تساوي نصف مرة من ذكر الاسم من ذكر كلّ عارف ، وأمّا ذِكْر الفرد الخاصّ به المرّة الواحدة بألف ألف ألف - ثلاث مراتب - من فضل الاسم عند غيره من الأولياء ، وكلّ ملَك يضاعف فضله في جميع كورة العالم بألف ألف ألف - ثلاث مراتب - ، وكلّ واحدة من هذا التضعيف تساوي جميع أذكار العالم من أوّله إلى وقت الذكر " . قال رضي الله عنه : " هذا الآن ، وأما إذا وصلتُ إلى المقام الموعود به حصل لي هذا عند ذِكر كلّ حرف من حروف الاسم ، وهذا خاصّ بي لا مطمع فيه لغيري " . ثمّ قال رضي الله عنه : " ثواب الاسم الأعظم الكبير هو خاصّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا ذكره أحد بما فيه من الثواب عشرة آلاف من الثواب المتقدّم كان جزأً من سبعين ألف جزء من ثوابه ، هذا الفضل لكلّ أحد ولو لم يكن مفتوحا عليه إذا عَلِمَ مرتبته " يريد أن الكلمة الواحدة منه تضاعف إلى سبعمائة ألف ألف -مرتين - . وأمّا ثواب الفرد الجامع إذا ذكره مرّة واحدة تتضاعف إلى ألف ألف ألف - ثلاث مراتب - وثواب كلّ كلمة من الفرد الجامع ومِن ذِكْر الملائكة بجميع ألْسنتها بستين مرّة من الفاتح لما أغلق ، وكلّ ما تقدّم من ذكر الفرد وذكر الملائكة في المراتب الثلاثة ، أعني مراتب الآلاف الثلاث ، يضرب في إحدى عشرة ، هذا ثواب الفرد الجامع لكلّ ذات من ذوات الفرد الجامع وهي ثلاثمائة وستة وستون ذاتا ، ويتضاعف هذا الثواب كلّه للذات التي هي بمكّة مائة مرّة ، هذا للفرد الجامع، وأمّا العاميّ الذي عَلِمَ مرتبته إذا ذكر الاسم الأعظم مرّة ذكرَتْهُ معه جميع الملائكة بجميع ألْسنتها ، وجميع ثواب كلّ لسان يعادل ثواب الفاتح...الخ ستة آلاف مرّة " . ثمّ قال رضي الله عنه : " قال لي سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم : ( إنّ الاسم الأعظم مضروب عليه حجاب ولا يُطلِع الله عليه إلاّ مَن اختصّه بالمحبّة ، ولو عرفه الناس لاشتغلوا به وتركوا غيره ، ومن عرفه وترك القرآن والصلاة عليّ لِما يرى فيه من كثرة ثواب الفضل فإنّه يخاف على نفسه " . وقال رضي الله عنه : " لو قدّرتَ مائة ألف رجل يذكر كلّ واحد منهم كلّ يوم مائة ألف من الاسم الكبير ويعيش كلّ واحد منهم مائة ألف سنة لم يساو ثوابهم حتّى نصف مرّة من صاحب المقام . وبعبارة لو قدّرت أنّ جميع أسماء الله المفردات والمركّبات بكلّ لغة من جميع اللغات ذُكِرتْ مرّة واحدة لم تبلغ نصف فضل الكبير " . وقال رضي الله عنه:" إنّ الفضل المذكور في الاسم الكبير خاصّ بالصيغة التي هي خاصّة به صلّى الله عليه وسلّم ، ولا يلقّنها ولا يأذن فيها إلاّ القطب الجامع ، وأمّا غيرها من صيغ الاسم ففيها النصف من ثواب الكبير كما تقدّم ، وهذا الفضل لكلّ من أخذ صيغة من الاسم الأعظم بسند متّصل ، وأمّا من عثر عليه في كتاب أو غيره وذكره من غير إذن فثوابه حرف بعشر حسنات فقط لا غير " .
    ومن خواصّ قول دائرة الإحاطة أنّ مَن علّمه الله له ، أيّ لفظه دون أسراره ، كان مأمونا من السلب لا يقدر عليه أحد وان كان لم يفتح عليه بالولاية ، ولا يقدر على سلبه إلاّ القطب " . ثمّ قال رضي الله عنه : " أعطاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مفتاح القطبانية ، وهو لا يُعطى ولا يُذكر إلاّ لمن سبق في علم الله أنّه يصير قطبا ، وهذا الذكر له خواصّ عظام من جملتها أنّ مَن سلَكه أحد عشر يوما فكلّ حاجة دعا به فيها مرّة واحدة حصلت ، وفيه إجابة كالاسم الأعظم ، ولو حصل لعاميّ لحصلت له الإجابة فضلا عن المفتوح عليه . " ولم يذكره سيّدنا رضي الله عنه لأحد لأنّه خاصّ به .
    وقال رضي الله عنه : " إنّ العارف بالله يصير حرفا من حروف الذات ، قيل له : إنّ الحرف ذات والعارف ذات ، كيف يصير ذاتا واحدة ؟ قال : معناه أنّ العارف يصير يتصرّف بذاته كالحرف لا أنّه يصير عين الحرف ، قيل له : ولماذا لم يتصرّف بالأسماء العالية وبعسكرة الأسماء ؟ قال رضي الله عنه : أمّا الأسماء العالية فلا يعرفها ولا يطّلع عليها إلاّ الفرد الجامع ، وأمّا عسكرة الأسماء وغيرها من أسماء الله فيعرفها العارفون ولكن العارف يغلبه الحياء من الله أن يطلب حاجة بأسماء الله ، ولكن إذا أراد حاجة يوجّهُ همّته إليها فتقضى إن أراد قضاءها " .
    وقال الشيخ رضي الله عنه : " كان يحدّثني قلبي أنّ مَن عرف صاحب الوقت بعينه ، وهو الفرد الجامع ، وعرف الاسم الخاصّ به ودعا بهما استُجيب له في الحين . وبقيتُ زمانا على هذا الحال حتّى أخبرني به سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم كما كان في قلبي سواء بسواء " .
    ثمّ سئل رضي الله عنه : " ما المراد بالاسم الخاصّ به ؟ هل هو الأعظم أو غيره ؟ قال رضي الله عنه : لا بل غيره لأنّ كلّ واحد من الخلق له إسم من الأسماء العالية وهو الذي به قوام ذاته ، وله إسم نازل وهو الذي يميَّز به عن غيره " . قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه في قوله تعالى : وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا (2) ليس المراد الذي قاله المفسّرون ، ولو كان كذلك ما ظهرت خصوصيّة لآدم عليه السلام ، وإنّما المراد بها الأسماء العالية لأنّه ما من مخلوق في الكون إلا وله اسم على قدره في العظم وبه قوامه " . انتهى . قال صاحب الإبريز ناقلا عن شيخه : قوله تعالى : وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا (3) المراد بالأسماء الأسماء العالية لا الأسماء النازلة فإنّ كلّ مخلوق له اسم عالٍ وإسم نازل ، فالاسم النازل هو الذي يشعر بالمسمّى في الجملة ، والاسم العالي هو الذي يشعر بأصل المسمّى ومن أيّ شيء هو وبفائدة المُسمّى ، ولأيّ شيء يصلح الفأس لسائر ما يستعمل به ، وكيفية صنعة الحداد له ، فيعلم مِن مجرّد سماع لفظه هذه العلوم والمعارف المتعلّقة بالفأس ، وهكذا كلّ مخلوق . والمراد بقوله تعالى : الأَسْمَاءَ كُلَّهَا الأسماء التي يطيقها آدم ويحتاج إليها سائر البشر ولها بهم تعلّق وهو كلّ مخلوق من تحت العرش إلى تحت الأرض . انتهى .)
    عن موقع للتجانيين :
    http://www.nafahat7.net/index.php?page=ch2_fasl1

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb

    الحث على تلاوة القرآن ومغبة الصد عنها ورد شبهة "رب تال للقرآن والقرآن يلعنه"

    سبق أن نشرت تحت هذا العنوان مبحثا مطولا أنقل منه مقدمته للتعليق عليها قبل أن أعيد نشر ما يعتقده التجانيون في ذكر يقدسونه ويفضلونه على القرآن الكريم مما جعل القوم يعزفون عن تلاوة القرآن المبين وفهمه وتدبره والعمل به... بل زعموا كذلك أن لذكرهم ذاك فضائل جمة لا تعد ولا تحصى وأنه أفضل من بعض المناسك كالحج والعمرة...
    أقول والله المستعان : " أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن بلسان عربي مبين... بينه وأمر رسوله الصادق الأمين أن يبينه للناس كافة. ومما لا شك فيه أن القرآن كتاب هداية وتذكرة ورحمة وشفاء للمؤمنين ولا يزيد الكافرين والظالمين إلا خسارا. كما أننا أمرنا أن نتلوه ونتدبره ونطبق تعاليمه وأحكامه وأن نؤدي شعائره ونجتنب ما حرم ونهى عنه... ما كان لي أن أتناول هذا الموضوع لولا "غربة الدين" التي نعيشها في عصرنا هذا وعزوف القوم عن تلاوة القرآن... بل منهم من لم يكتفي بالصد عن القرآن بل روج لشبهة خطيرة المقصد تؤدي إلى الإعراض عن كتاب الله محتجاً بالمقولة "رب تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه"... ولطالما سمعتها صغيرا ممن كنت آخذ عنهم أمر الدين... وأثق بهم وبمكانتهم العلمية... فزعم الأستاذ المربي أن المقولة حديث... وما هي بحديث... وما كان للقرآن أن يلعن أحدا وهو كتاب تذكرة، وتبصرة، ونور وهداية... أما تلك الشبهة فتدعو للإكثار من الذكر (ولاسيما ذكراً معيناً ينحصر في فضل "صلاة الفاتح" وتفضيلها على القرآن لدى بعض المتصوفة) تأدباً في حق القرآن وحق التلاوة وما قد يلحق تاليه من لعنة وأذى لعدم قيامه حق القيام بتعاليم القرآن ولتقصيره في تطبيق أمور الدين... هكذا زعموا وروجوا للتخلي عن القرآن والاكتفاء بصلاة الفاتح عن غير قصد لجهلهم بكتاب الله... ولرد تلك الشبهة حرصت على جمع الآيات التي تحث على تلاوة القرآن بل التهجد به وترتيله والإقبال عليه في هذا المبحث... ولقد أُلفت الكتب على مر الزمان في فضائل القرآن... وحفزتني تلك الشبهة في بحث آخر تعقب أسماء القرآن وصفاته فما وجدت بينها آية واحدة تشير للعنة تالي القرآن من قريب أو بعيد وما عثرت في السنة المطهرة على ذلك... واسترسلت في مبحث ثالثٍ مستقصيا التنقيب عن "الملعونين في كتاب الله" فوجدت الكافر والمشرك والمنافق وقاطع الرحم وما شابه... وما كان بينهم المقبل على كلام الله سبحانه وتعالى وعلى كتابه المبين وذكره الحكيم... فمن أين جاءت تلك الشبهة ؟... ومن دسها في كتب المتصوفة ؟... وهل من وراء ذلك مكر المستشرقين ومن سار وراءهم وتأثر بمنهجهم ومحاربتهم للإسلام وللقرآن على الخصوص.؟... فكل الإرهاصات تدل على ذلك لمن خبر مكرهم، وعلم بخبث أسلوبهم، وتعرف على دسهم السم في العسل..."
    نشرته على هذا الموقع تحت الرابط :
    http://majles.alukah.net/t86956/
    لقد اتضح لي بعد ذلك أن الأمر لا يقتصر على دس المستشرقين الذين يروجون للتصوف المبتدع الضال والمضل لصد المسلمين عن النهج الرباني القويم المتمثل في الكتاب المبين والسنة النبوية المطهرة بل إن عقائد المتصوفة أبعد من هذا بكثير وترتكز على وحدة الوجود في فكرهم الضال المقتبس من الشيعة المجوس والفلسفة اليونانية والعقائد الهندوسية... والتلقي يقظة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما هو شأن شيخ الطريقة التجانية... الذي لقن أصحابه تفضيل قراءة صلاة الفاتح وأنها المرة الواحدة منها تعدل 6000 مرة القرآن الكريم (أي ختمات القرآن) حسب زعمه أنه أعطي ذلك مباشرة من النبي الكريم المفترى عليه... وصدقه الحمقى من أتباعه... ويعتقدون أن صلاة الفاتح نزلت وحيا من السماء وأنها من القرآن... هكذا أخبرهم شيخهم... وحتى يستفيد المريد من فضائل تلك الصلاة ينبغي عليه أن يعتقد أنها من القرآن وإلا حرم نفسه من خير لا يعد ولا يحصى... يا لها من جرأة على الله ورسوله... وويل لهم ... أليس في جهنم مثوى للكفار والمشركين الذين يضعون مع الله أندادا يشرعون لهم ويعتقدون فيهم التحكم في الكون والكائنات ومصير العباد، ويعدون أتباعهم بالجنة يدخلونها بدون حساب ولا عقاب...
    "يتبع"

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb

    رد شبهة: "رب تال للقرآن والقرآن يلعنه"
    بحثت عن المقولة "رب تال للقرآن والقرآن يلعنه" للتأكد من مصدرها، فوجدت ذكرها على سبيل المثال وارد عند الإمام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي (المتوفى في السنة 505 هـ) في كتابه إحياء علوم الدين[1]. وذلك في "كتاب آداب تلاوة القرآن" وهو الكتاب الثامن من الجزء الأول من إحياء علوم الدين... في الباب الأول، "في فضل القرآن وأهله وذم المقصرين في تلاوته"، فصلين: الفصل الأول: فضيلة القرآن؛ والفصل الثاني: "في ذم تلاوة الغافلين"... ففي هذا الفصل الأخير بعد سابقه (فضيلة القرآن) يقول الإمام الغزالي رحمه الله: « قال أنس بن مالك رب تال للقرآن والقرآن يلعنه. وقال ميسرة الغريب هو القرآن في جوف الفاجر. وقال أبو سليمان الداراني الزبانية أسرع إلى حملة القرآن الذين يعصون الله عز وجل منهم إلى عبدة الأوثان حين عصوا الله سبحانه بعد القرآن...». وبذلك يكون السياق العام الذي وردت فيه مقولة أنس بن مالك عند الإمام الغزالي في باب "فضل القرآن وأهله وذم المقصرين في تلاوته" في فصل "ذم تلاوة الغافلين"... فلم يقصد الإمام الغزالي رحمه الله ولا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، الدعوة إلى ترك تلاوة القرآن بحكم التقصير في العبادات وعدم الامتثال لما جاء في القرآن من أوامر ونواهي؛ بل القصد كما يبدو هو الترغيب في تلاوة القرآن والترهيب من تلاوة الغافلين (ويمكن تلخيصه كما بينه العلماء في: قراءة الغافل، والقرآن في جوف فاجر). ومثل ذلك الزعم في البطلان، الوقوف عند "فويل للمصلين" في الآية المشار إليها (الماعون:4) بدون ما بعدها "الذين هم عن صلاتهم ساهون". فالآيات (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ.) لا تطلب من المصلي أن يترك الصلاة ولا تتوعده بالويل إن أداها... كما أنه لا ينبغي أن يفهم من كلام أنس بن مالك رضي الله عنه: الترهيب من تلاوة القرآن... والله سبحانه وتعالى يأمرنا في محكم كتابه بتلاوة القرآن في عدة آيات والأحاديث كثيرة في الحث على التعبد بالقرآن والإكثار من تلاوته، والترغيب في ذلك وقد جمع السلف الصالح "فضائل القرآن" وخصصوا لها مؤلفات يزخر بها التراث الإسلامي والمكتبة العربية.
    [1] - ص 274 من النسخة التي بين يدي الصادرة عن دار المعرفة بيروت لبنان – الجزء الأول


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb

    هذا، وسئل ثلة من العلماء في عصرنا عن هذه المسألة منهم الشيخ عبد الحميد بن باديس[2] (1889-1940) رحمه الله فأجاب السائل عن الطريقة التجانية وما يدعيه المنتسبون لها: أن قراءة (صلاة الفاتح) أفضل من تلاوة القرآن ستة آلاف مرة متأولين بأن ذلك بالنسبة لمن لم يتأدب بآداب القرآن. – أجاب -بما يلي:
    « وأما زعم من زعم - متأولا لتلك الأفضلية الباطلةبأن (صلاة الفاتح) خير لعامة الناس من تلاوة القرآن لأن ثوابها محقق ولا يلحق فاعلها إثم والقرآن إذا تلاه العاصي كانت تلاوته عليه إثماً لمخالفته لما يتلوه، واستدلوا على هذا بقول أنس - رضي الله عنه – الذي تحسبه العامة حديثاً: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه) فهو زعم باطل لأنه مخالف لما قاله أئمة السلف والخلف من أن القرآن أفضل الأذكار ولم يفرقوا في ذلك بين عامة وخاصة ولا بين مطيع وعاص، ومخالف لمقاصد الشرع من تلاوة القرآن، وذلك من وجوه:
    الأول - أن المذنبين مرضى القلوب فإن القلب هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله فكل معصية يأتي بها الإنسان هي من فساد في القلب ومرض به، والله تعالى قد جعل دواء أمراض القلب تلاوة القرآن: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )) [يونس:57[ ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)) [الإسراء:82[ فمقصود الشرع من المسلمين أن يتلوه ويتدبروه ويستشفوا بألفاظه ومعانيه من أمراضهم ومن عيوبهم وذنوبهم وذلك الزعم الباطل يصرف المذنبين - وأيُّنا غير مذنب؟ - عن تلاوته.
    الثاني - أن القلوب تعتريها الغفلة والقسوة والشكوك والأوهام والجهالات وقد تتراكم عليها هذه الأدران كما تتراكم الأوساخ على المرآة فتطمسها وتبطل منفعتها وقد يصيبها القليل منها أو من بعضها فلا تسلم القلوب على كل حال من إصابتها فهي محتاجة دائماً وأبداً إلى صقل وتنظيف بتلاوة القرآن وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى هذا فيما رواه البيهقي في " الشعب " والقرطبي في ((التذكار)) - ((أن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قالوا: يا رسول اله فما جلاؤها، قال: تلاوة القرآن)) فمقصود الشرع من المذنبين أن يتلوا القرآن لجلاء قلوبهم وذلك الزعم الباطل يصرفهم عنه.
    الثالث- أن الوعيد والترهيب قد ثبتا في نسيان القرآن بعد تعلمه، وذهابه من الصدور بعد حفظه فيها، فروى أبو داوود عن سعد - مرفوعاً- : (ما من أمريء يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله أجذم)، وروى الشيخان عن عبد الله – مرفوعاً- : (واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم) ، فمقصود الشرع دوام التلاوة لدوام الحفظ ودفع النسيان وذلك الزعم الباطل يؤدي إلى تقليلها أو تركها.
    ومثل هذا الزعم في البطلان والضلال زعم أن تالي القرآن يأثم بقراءته مع مخالفته فإن المذنب يكتب عليه ذنبه مرة واحدة، ولا يكتب عليه مرة ثانية إذا ارتكب ذنباً آخر وإنما يكتب عليه ذلك الذنب الآخر فيكف يكتب عليه ذنب إذا باشر عبادة التلاوة؟ والأصل القطعي - كتاباً وسنة - أن ما جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهو يبطل أن تجدد له سيئاته إذا جاء بتلاوة القرآن.
    وأما قول أنس - رضي الله عنه – (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه) فليس معناه أن القرآن يلعنه لأجل تلاوته، كيف وتلاوته عبادة ؟ وإنما معناه أنه ربما تكون له مخالفة لبعض أوامر القرآن أو نواهيه من كذب أو ظلم مثلاً فيكون داخلاً في عموم لعنه للظالمين والكاذبين. وهذا الكلام خرج مخرج التقبيح للإصرار على مخالفة القرآن مع تلاوته بعثاً للتالي على سرعة الاتعاظ بآيات القرآن وتعجيل المتاب ، ولم يخرج مخرج الأمر بترك التلاوة والانصراف عنها، هذا هو الذي يتعين حمل كلام هذا الصحابي الجليل بحكم الأدلة المتقدمة، ونظيره ما ثبت في الصحيح: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، قال الشراح - واللفظ للقسطلاني -: (وليس المراد الأمر بترك صيامه إذا لم يترك الزور إنما معناه التحذير من الزور فهو كقوله عليه الصلاة والسلام: (من باع الخمر فليشقص الخنازير) أي يذبحها، ولم يأمره بشقصها، ولكنه التحذير والتعظيم لإثم شارب الخمر، وكذلك حذر الصائم من قول الزور والعمل به، ليتم له أجره، هذا فيمن يرتكب الزور وهو صائم فيكون متلبساً بالعبادة والمخالفة في وقت واحد، فكيف بمن كان ذنبه في غير وقت عبادة التلاوة؟ فالمقصود من كلام أنس تحذيره من الإصرار على المخالفة، وترغيبه في المبادرة بالتوبة ليكمل له أجر تلاوته بكمال حالته.[3]«

    وقد سئل كذلك سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن " رب تال للقرآن والقرآن يلعنه " فقال كما في "مجموع فتاوى ابن باز"(ج 26 / ص 61) : لا أعلم صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا حاجة إلى تفسيره ، ولو صح لكان المعنى أن في القرآن ما يقتضي ذمه ولعنه ؛ لكونه يقرأ القرآن وهو يخالف أوامره أو يرتكب نواهيه ، يقرأ كتاب الله وفي كتاب الله ما يقتضي سبه وسب أمثاله ؛ لأنهم خالفوا الأوامر وارتكبوا النواهي هذا هو الأقرب في معناه إذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ولكني لا أعلم صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم .

    وذكره العلامة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - كما في "نور على الدرب" لابن عثيمين في جواب له على سؤال وقال إن صح الحديث. أقول :ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين من قول أنس بن مالك -رضي الله عنه- بدون إسناد بلفظ :"رب تال للقرآن والقرآن يلعنه". وجاء مسنداً بلفظ آخر عن ميمون بن مهران الكوفي الفقيه (ت 117هـ)رواه ابن أبي حاتم في تفسيره فقال : حدثنا أبي ثنا صالح بن عبيد الله الهاشمي ثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال إن الرجل ليصلي ويلعن نفسه في قراءته فيقول (ألا لعنة الله على الظالمين) وإنه لظالم..
    هذا ما ظهر لي، والواجب على المرء التثبت في نسبة الأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

    ذكر الشقيري في السنن والمبتدعات ص200: "رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه" وهذا أيضا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ذكره في الإحياء من قول أنس بلفظ"رب تال.." ولم يتعقبه شارح الإحياء بل أقره هنا وفي موضع آخر من الكتاب"

    ويقول عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي: فهذا ذكره الغزالي في الإحياء(1/324) بدون سند ، وذكر نحوه عن بعض السلف وأقرب ما وجدت للفظه ما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ج:6 ص:2017 :
    10781 حدثنا أبي ثنا صالح بن عبيد الله الهاشمي ثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال إن الرجل ليصلي ويلعن نفسه في قراءته فيقول (ألا لعنة الله على الظالمين) وإنه لظالم ، والله أعلم.

    [1] - ص 274 من النسخة التي بين يدي الصادرة عن دار المعرفة بيروت لبنان – الجزء الأول
    [2] - رائد النهضة العلمية والإصلاحية في الجزائر
    [3] - عن موقع الشيخ بن باديس : http://www.binbadis.net/

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb

    مفاضلة بين القرآن الكريم وصلاة الفاتح

    لعل أفضل ما وجدته ردا على ادعاء التجانيين بأفضلية صلاة الفاتح على القرآن... ما جاء على لسان العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله:

    يقول الشيخ بن باديس: ورد سؤال على الأستاذ الجليل محمد بن الحسن الحجوري وزير معارف الحكومة المغربية من الشيخ حافظ إبراهيم ربيشطي من أهل العلم ببلدة شقودرة بمملكة ألبانيا، عن أشياء منها ما يتعلق بالطريقة التجانية، فأجاب الأستاذ عن تلك المسائل كلها ونشر جوابه في مجلة (الرسالة
    ) حيث نشر السؤال، ولقد أجاد الأستاذ في جوابه غير أنه أحاط كلامه في شأن الطريقة التجانية بشيء من الغموض حمله عليه فيما أظن مركزه ومحيطه وليس له في هذا عذر عند الله فإن السؤال كان واضحا والموضوع عظيماً هاما والموقف محتاجا إلى صراحة لا يخاف فيها إلا الله، فرأيت من واجبي الديني أن أجيب بصراحة وأن آتي من كلام الأستاذ بما هو مؤيد لجوانبي مع التعليق عليه لا أقصد من ذلك - علم الله – إلا النصح لإخواني الذين ضلوا بهذه الطريقة عن الصراط المستقيم هدانا الله كلنا إليه.

    تلخيص السؤال
    : [1]
    يدعي المنتسبون للطريقة التجانية :
    1- أن قراءة (صلاة الفاتح) أفضل من تلاوة القرآن ستة آلاف مرة متأولين بأن ذلك بالنسبة لمن لم يتأدب بآداب القرآن.
    2- أن (صلاة الفاتح) من كلام الله القديم ولا يترتب عليها ثوابها إلا لمن اعتقد ذلك.
    3- وأن (صلاة الفاتح) علمها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - لصاحب الطريقة ولم يعلمها لغيره.
    .../...

    الجواب :
    1- القرآن كلام الله و(صلاة الفاتح) من كلام المخلوق ومن اعتقد أن كلام المخلوق أفضل من كلام الخالق فقد كفر، ومن جعل ما للمخلوق مثل ما لله فقد كفر بجعله لله نداً فكيف بمن جعل ما للمخلوق أفضل مما للخالق.
    هذا إذا كانت الأفضلية في الذات فأما إذا كانت الأفضلية في النفع فإن الأدلة النظرية والأثرية قاضية بأفضلية القرآن على جميع الأذكار وهو مذهب الأئمة من السلف والخلف، قال سفيان الثوري - رحمه الله- (سمعنا أن قراءة القرآن أفضل من الذكر)، نقله القرطبي في الباب السابع من كتاب (الأذكار) وقال النووي - رحمه الله – (واعلم أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك) قاله في الباب الثاني من كتاب التبيان ومخالفة مثل هذا موجب للتبديع والتضليل.

    2- وأما زعم من زعم - متأولا لتلك الأفضلية الباطلةبأن (صلاة الفاتح) خير لعامة الناس من تلاوة القرآن لأن ثوابها محقق ولا يلحق فاعلها إثم والقرآن إذا تلاه العاصي كانت تلاوته عليه إثماً لمخالفته لما يتلوه، واستدلوا على هذا بقول أنس - رضي الله عنه – الذي تحسبه العامة حديثاً: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه) فهو زعم باطل لأنه مخالف لما قاله أئمة السف والخلف من أن القرآن أفضل الأذكار ولم يفرقوا في ذلك بين عامة وخاصة ولا بين مطيع وعاص، ومخالف لمقاصد الشرع من تلاوة القرآن، وذلك من وجوه: (تقدم شرحها)
    .../...
    3- وليس عندنا من كلام الله إلا القرآن العظيم، هذا إجماع المسلمين حتى أن ما يلقيه جبريل - عليه السلام - في روع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- سماه الأئمة بالحديث القدسي، وفرقوا بينه وبين القرآن العظيم ولم يقولوا فيه كلام الله، ومن الضروري عند المسلمين أن كلام الله هو القرآن وآيات القرآن، فمن اعتقد أن (صلاة الفاتح) من كلام الله فقد خالف الإجماع في أمر ضروري من الدين وذلك موجب للتكفير.

    4- قد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معلما كما صح عنه، وعاش معلما آخر لحظة من حياته فتوفاه الله تعالى نبينا ورسولاً ونقله للرفيق الأعلى، وقد أدى الرسالة، وبلغ الأمانة، وانقطع الوحي وانتهى التبليغ والتعليم، وترك فينا ما إن تمسكنا به لن نضل أبدا وهو كتاب الله وسنته، كما صح عنه، هذا كله مجمع عند المسلمين، وقطعي في الدين، فمن زعم أن محمداً مات وقد بقي شيء لم يعلمه للناس في حياته فقد أعظم على الله الفرية وقدح في تبليغ الرسالة، وذلك كفر، فمن اعتقد أن (صلاة الفاتح) علمها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لصاحب الطريقة التجانية دون غيره، كان مقتضى اعتقاده هذا أنه مات ولم يبلغ وذلك كفر، فإن زعم أنه علمه إياها في المنام فالإجماع على أنه لا يؤخذ شيء من الدين في المنام مع ما فيه من الكتم وعدم التبليغ المتقدم.

    هذا وقد ثبت في الصحيح أن الصحابة - رضي الله عنهم
    - سألوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم _ كيف يصلون عليه فانتظر الوحي وعلمهم الصلاة الإبراهيمية وقد تواترت في الأمة تواتراً معنوياً ونقلها الخلف عن السلف طبقة عن طبقة وأجمع الناس على مشروعيتها في التشهد، ومن مقتضى الاعتقاد الباطل المتقدم أنه - صلى الله عليه وآله وسلم- كتم عن أفضل أمته ما هو الأفضل وحرم منه قرونا من أمته وهو الأمين على الوحي وتبليغه، الحريص على هداية الخلق وتمكينهم من كل كمال وخير، فمن قال عليه ما يقتضي خلاف هذا فقد كذب عليه وكذب ما جاء به، ومن رجح صلاته على ما علمه هو - صلى الله عليه وآله وسلم - لأصحابه - رضي الله عنهم - بوحي من الله واختيار منه تعالى فقد دخل في وعد: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا))[الأحزاب:36[.

    5- لا تثبت الأفضلية الشرعية إلا بدليل شرعي ومن ادعاها لشيء بدون دليل فقد تجرأ على الله وقفا ما ليس به علم وقد أجمعت الأمة على تفضيل القرون المشهود لها بالخيرية من الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام فاعتقاد أفضلية صاحب الطريقة التجانية تزكية على الله بغير علم وخرق للإجماع، موجب للتبديع والتضليل.

    6- عقيدة الحساب والجزاء على الأعمال قطعية الثبوت ضرورية العلم فمن اعتقد أنه يدخل الجنة بغير حساب فقد كفر.

    فالمندمج في الطريقة التجانية على هذه العقائد ضال كافر، والمندمج فيها دون هذه العقائد عليه إثم من كثر سواد البدعة والضلال
    .
    ثم هاكم من جواب الأستاذ عن فصول السؤال، مما يؤيد جوابنا مع تعليقنا عليه:
    » ومن المكر الخفي والكيد للإسلام المنطوي تحت هذه المقالة تزهيد الناس في القرآن العظيم وفي تلاوته ثم الإعراض عنه إلى ما هو أخف عملا وفي الميزان أثقل في زعمهم الباطل وإني لأعجب لمسلم استنار بنور القرآن يقبل هذه المقالة في الإسلام، فلا حول ولا قوه إلا بالله. ».
    .../...

    [1] - وقد ورد السؤال في خمس مسائل، اقتصرت منها على ثلاث المتعلقة بالموضوع... والباقي يخص الفتوى في الطريقة التيجانية عموما.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    فاس - المغرب
    المشاركات
    768

    Lightbulb

    عودة إلى كتاب التجانيين وعقيدتهم في القرآن الكريم وصلاة الفاتح
    أنقل بالحرف من كتاب "جواهر المعاني" كتاب التجانيين المقدس ما يلي :
    (وأمّا فضل صلاة والفاتح لما أغلق فقد سمعت شيخنا رضي الله عنه يقول : " كنتُ مشتغلا بذكر صلاة والفاتح لما أغلق حين رجعت من الحجّ إلى تلمسان لِمَا رأيتُ مِن فضلها وهو أنّ المرّة الواحدة بستمائة ألف صلاة كما هو في وردة الجيوب ، وقد ذَكَرَ صاحب الوردة أنّ صاحبها سيّدي محمّد البكري الصديقي نزيل مصر ، وكان قطبا رضي الله عنه ، قال: أنّ مَن ذَكَرَهَا مرّة ولم يدخل الجنّة فليقبض صاحبها عند الله ، وبقيتُ أذكرها إلى أنْ رحلتُ من تلمسان إلى أبي سمغون ، فلمّا رأيتُ الصلاة التي فيها المرّة الواحدة بسبعين ألف ختمة من دلائل الخيرات تركتُ الفاتح لما أغلق الخ واشتغلتُ بها ، وهي : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ صَلاَةً تَعْدِلُ جَمِيعَ صَلَوَات أَهْلِ مَحَبَّتِكَ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ سَلاَمًا يَعْدِلُ سَلاَمَهُمْ ، لِمَا رأيتُ فيها من كثرة الفضل . ثمّ أمرني بالرجوع صلّى الله عليه وسلّم إلى صلاة الفاتح لما أغلق . فلمّا أمرني بالرجوع إليها سألتُه صلّى الله عليه وسلّم عن فضلها . أخبرني أولا : بأنّ المرّة الواحدة منها تعدل من القرآن ستّ مرّات ، ثمّ أخبرني ثانيا : أنّ المرّة الواحدة تعدل من كلّ تسبيح وقع في الكون ومن كلّ ذِكْرٍ ومن كلّ دعاء كبير أو صغير ، ومِنَ القرآن ستة آلاف مرّة لأنّهُ من الأذكار ، ومن جملة الأدعية الدعاء السيفي ، ففي المرّة الواحدة منه ثواب صوم رمضان وقيام ليلة القدر وعبادة سَنَةٍ ، وسورة القدر مثله في الثواب كما أخبرني به سيّدنا رضي الله عنه عن سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم . وأعظم من السيفي دعاء يا مَنْ أظهر الجميل الخ . قال الراوي : « جاء به جبريل إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال له : أتَيْتُكَ بهدية ، قال : وما تلك الهدية ، فذكَر هذا الدعاء ، فقال صلّى الله عليه وسلّم : ما ثواب مَن قرأ هذا الدعاء ، فقال له جبريل : لو اجتمعت ملائكة سبع سموات على أنْ يصفوه ما وصفوه إلى يوم القيامة وكلّ واحد يصف ما لا يصفه الآخر فلا يقدرون عليه ، ومِنْ جملة ذلك أنّ الله يقول فيه : أُعطيه من الثواب بعدد ما خلقت في سبع سموات وفي الجنة والنار وفي العرش والكرسي وعدد القطر والمطر والبحار وعدد الحصى والرمل ، ومِنْ جملتها أيضا : أنّ الله يعطيه ثواب جميع الخلائق ، ومِن جملتها أيضا : أنّ الله تعالى يعطيه ثواب سبعين نبيّا كلّهم بلغوا الرسالة إلى غير ذلك » . وهذا حديث صحيح ثابت في صحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وجدّه هو عبد الله بن عمرو بن العاص من أكابر الصحابة رضي الله عنه . صحّحه الحاكم وقال روّاته كلّهم مدنيون . انتهى ما أملاه علينا شيخنا رضي الله عنه عن حفظه ولفظه .
    ثمّ قال سيدنا رضي الله عنه : " وأمّا صلاة الفاتح لما أغلق الخ فإنّي سألته صلّى الله عليه وسلّم عنها فاخبرني أوّلا : أنّها بستمائة ألف صلاة ، فقلت له : هل في جميع تلك الصلوات أجْر مَن صلَّى بصلاة مفردة ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم : ما معناه : نعم يحصل في كلّ مرّة منها أجر مَن صلّى بستمائة ألف صلاة مفردة " .
    وسألته صلّى الله عليه وسلّم : " هل يقوم طائر واحد على الحدّ المذكور في الحديث لكلّ صلاة وهو الطائر الذي له سبعون ألف جناح إلى آخر الحديث أم يقوم منها في كلّ مرّة ستمائة ألف طائر على تلك الصفة وثواب تسبيحهم للمصلِّي على النبي صلّى الله عليه وسلّم ؟ " فقال صلّى الله عليه وسلّم : بل يقوم منها في كلّ مرّة ستمائة ألف طائر على تلك الصفة في كلّ مرّة . ثمّ قال رضي الله عنه : " فسألته صلّى الله عليه وسلّم عن حديث : « أنّ الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلّم مرّة تعدل ثواب أربعمائة غزوة كلّ غزوة تعدل أربعمائة حَجَّة » هل صحيح أم لا ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم : بل صحيح . فسألته صلّى الله عليه وسلّم عن عدد الغزوات هل يقوم من صلاة الفاتح لما أغلق الخ مرّة أربعمائة غزوة أم يقوم أربعمائة غزوة لكلّ صلاة من الستمائة ألف صلاة أو كلّ صلاة على انفرادها أربعمائة غزوة ؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم ما معناه : أنّ صلاة الفاتح لما أغلق بستمائة ألف صلاة وكلّ صلاة من الستمائة ألف صلاة بأربعمائة غزوة . ثمّ قال بعده صلّى الله عليه وسلّم : إنّ مَنْ صلّى بها - أيّ بالفاتح لما أغلق الخ - مرّة واحدة حصل له ثواب ما إذا صلّى بكلّ صلاة وقعت في العالم مِنْ كلّ جِنٍّ وإنسٍ ومَلَكٍ ستمائة ألف صلاة مِن أوّل العالم إلى وقت تلفّظ الذاكر بها ، أيّ كأنّه صلّى بكلّ صلاةٍ ستمائة ألف صلاةٍ مِن جميع المُصلِّينَ عموما ملكًا وجنًا وإنسًا وكلّ صلاة من ذلك بأربعمائة غزوة وكلّ صلاة من ذلك بزوجةٍ مِنَ الحور وعشر حسنات ومَحْوِ عشر سيّئات ورفْعِ عشر درجات وأنّ الله يصلّي عليه وملائكته بكلّ صلاة عشر مرات " . قال الشيخ رضي الله عنه : " فإذا تأمّلتَ هذا بقلبك علمتَ أنّ هذه الصلاة لا تقوم لها عبادة في مرّة واحدة فكيف مَنْ صلّى بها مرّات ماذا له من الفضل عند الله ، وهذا حاصل في كلّ مرّة منها " . ثمّ قال الشيخ رضي الله عنه : " وأخبرني صلّى الله عليه وسلّم أنّها لم تكن من تأليف البكري - أيّ صلاة الفاتح لما أغلق الخ - ولكنّه تَوَجّهَ إلى الله مدّة طويلة أنْ يمنحه صلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم فيها ثواب جميع الصلوات وسِرّ جميع الصلوات وطال طلبه مدّة ثمّ أجاب الله دعوته فأتاه الملك بهذه الصلاة مكتوبة في صحيفة من النور " . ثمّ قال الشيخ رضي الله عنه : " فلمّا تأمّلتُ هذه الصلاة وَجَدْتُهَا لا تَزِنُهَا عبادة جميع الجنّ والإنس والملائكة " . قال رضي الله عنه : " وقد كان أخبرني صلّى الله عليه وسلّم عن ثواب الاسم الأعظم ، فقلتُ : إنّها أكثر منه ؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : بل هو أعظم منها ولا تقوم له عبادة " . قال رضي الله عنه : " في المرّة الواحدة من الاسم بستة آلاف مرة من صلاة والفاتح لما أغلق الخ ، والمرّة الواحدة منها تعدل من كلّ ذِكْرٍ ومِن كلّ تسبيح ومِن كلّ استغفار ومِن كلّ دعاء في الكون صغيرًا أو كبيرًا ستّة آلاف مرة كما سبق . فقال الشيخ رضي الله عنه :يكتب لذاكر الفاتح لما أغلق مرة ستة آلاف مِن ذِكْرِ كلِّ حيوانٍ وجمادٍ ، وذِكْرُ الجمادات هو ذِكْرُهَا للاسم القائم بها لأنّ كلّ ذرّة في الكون لها اسم قائمة به ، وأمّا الحيوانات فأذكارها مختلفة " . وهذا ما أخبر به سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم سيّدنا رضي الله عنه مِنْ فضْل الفاتح لما أغلق الخ . ثمّ قال سيّدنا رضي الله عنه : " وأمّا قدْر صلاة الفاتح لما أغلق الخ فالمرّة الواحدة منها إذا ذكرتَها تعادل عبادة ثمانية وعشرين ومائة عام ، أعني للمستغرقين فيها على تقدير أنّهُ كلّ يوم يذكر عشرة آلاف بين الليل والنهار من صلاة والفاتح لما أغلق " ، فقلتُ له : هذا بالنظر إلى الذاكرين معك ؟ قال : " نعم " ، لأنّهُ أخبرنا مَهْمَا ذَكَرَ ذِكْراً إلاّ وذَكَرَ معه سبعون ألف مَلَكٍ والمرّة الواحدة من أذكارهم ، أيّ من كل واحد من الملائكة المذكورين ، تضاعف بسبعين ألف مرّة وثواب أذكارهم كلّها لسيّدنا كرامة من الله وموهبة له . وقد تفضّل شيخنا وسيّدنا وأستاذنا على أصحابه بكلّ من ذكر منهم ذِكْرًا إلاّ ويذكر معه سبعون ألف ملك فضلا من الله ورحمة وموهبة وكرامة والسلام . ثمّ قال رضي الله عنه : " ومِنَ الأدعية مَنْ فضلُه يعدل قيام ليلة القدر مرّة واحدة كالسيفي كما تقدّم " .
    فإذا تأمّلتَ فضل مرّة واحدة من الاسم من فضل ليلة القدر بالنسبة لفضل دعاء واحد كالسيفي وجدت المرة الواحدة من الاسم ستة وثلاثين ألف ألف ليلة القدر لانّ المرّة الواحدة من الاسم بستة آلاف من الصلاة المذكورة والمرّة منها بستة آلاف من الدعاء المذكور ، فإذا ضربتَ ستة آلاف في ستة آلاف كان الخارج ستة وثلاثين ألف ألف هذا في المرّة الواحدة بالنسبة إلى دعاء واحد . وأمّا فوق المرّة من الاسم فلا يعلم قدره إلاّ الله ، فسبحان من يؤتى فضله من يشاء ، فهنيئا ثمّ هنيئا لمن أوتي هذا الفضل العظيم لا أحرمنا الله منه وكافّة المحبّين بمنِّه وكرمه ، آمين .
    وسألته رضي الله عنه عن صلاة الفاتح لما اغلق ... الخ لأنّها خالية عن السلام لأمر أوجبه ؟ . (فأجاب رضي الله عنه) بقوله : " وأمّا سؤالكم عن صلاة الفاتح لما اغلق ... الخ فإنّها وَرَدَتْ من الغيب على هذه الكيفية وما وَرَدَ من الغيب كماله ثابت خارج عن القواعد المعلومة ليست من تأليف مؤلِّف ، ووراء هذا أنّ كيفياتٍ وردت عنه صلّى الله عليه وسلّم في الصلاة الخالية من السلام هي كيفيات نبويّة مُتَعَبَّد بها ، فلا الْتفات لِما يقوله الفقهاء والسلام " .
    وخاصية الفاتح لما أغلق الخ آمرٌ إلهيّ لا مدخل فيه للعقول . فلو قدّرتَ مائة ألف أُمّة في كلّ أمّة مائة ألف قبيلة في كلّ قبيلة مائة ألف رَجُلٍ وعاش كلّ واحد منهم مائة ألف عام يَذْكُرُ كلٌّ منهم في كلّ يوم ألف صلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مِنْ غير صلاة الفاتح لما أغلق ... الخ وجُمِعَ ثوابُ هذه الأمم كلّها في مدّة هذه السنين كلّها في هذه الأذكار كلّها ما لحقوا كلهم ثواب مرّة واحدة من صلاة الفاتح لما أغلق . فلا نلتفتْ لتكذيب مُكَذِّبٍ ولا لقَدْحِ قادِحٍ فيها فإنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ، فإنّ لله سبحانه وتعالى فضلا خارجًا عن دائرة القياس ، ويكفيك قوله سبحانه وتعالى : وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (4) . فما توجّهَ مُتوَجِّهٌ إلى الله تعالى بعمل يبلغها وإنْ كان ما كان ، ولا توجّهَ مُتوجِّهٌ إلى الله تعالى بعملٍ أحبّ إليه منها ولا أعظم عند الله حُظوة منها إلاّ مرتبة واحدة وهي مَن توجّه إلى الله تعالى باسمه العظيم الأعظم لا غير ، هو غاية التوجّهات والدرجة العليا مِن جميع التعبّدات ، ليس لفضله غاية ولا فوق مرتبة نهاية . وهذه صلاة الفاتح لما اغلق ... الخ تليه في المرتبة والتوجّه والثواب والفوز بمحبّة الله لصاحبها وحسن المآب ، فمَن توجّه إلى الله تعالى مصدّقا بهذا الحال فاز برضى الله وثوابه في دنياه وأخراه بما لا تبلغه جميع الأعمال يشهد بهذا الفيض الإلهي الذي لا تبلغه الآمال ، ولا يحصد هذا الفضل المذكور إلاّ مع التسليم ، ومن أراد المناقشة في هذا الباب وهذا المحلّ فليُترَكْ فإنّه لا يفيد استقصاء حجج المقال ، واترك عنك محاججة من يطلب منك الحجج فإنّ الخوض في ذلك ، رَدّاً وجَوَابًا ، كالبحر لا تنقطع منه الأمواج ، والقلوب في يد الله هو المتصرّف فيها والمُقْبل بها والمُدبِر بها ، فمن أراد الله سعادته والفوز بثواب هذه الياقوتة الفريدة جذب الله قلبه للتصديق بما سمعه فيها وعرّفه التسليم لفضل الله سبحانه وتعالى بأنّه لا يأخذه الحدّ والقياس فصرف همّته في التوجّه إلى الله تعالى بها والإقبال على الله بشأنها ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ (5) ، ومن أراد الله حرمانه من خيرها صرف الله قلبه بالوسوسة وبقوله : مِن أين يأتي خبرها ؟ فاشتغل بما قلناه لك ومن أطاعك في ذلك ، وأعرض عن مناقشتك في البحث بتحقيق ذلك ، فإنّا أخذناه من الوجه الذي تعلمه ، وكفى . أهـ . ممّا كتبه إليه سيّدنا بعد سؤالنا له والسلام .
    وسألته رضي الله عنه هل خَبَرُ سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم بعد موته كحياته سواء ؟ ، فأجاب رضي الله عنه بما نصّه قال : " الأمر العامّ الذي كان يأتيه عامّا للأمّة طُوِيَ بساطُ ذلك بعد موته صلّى الله عليه وسلّم ، وبقي الأمر الخاصّ الذي كان يُلقيه للخاصّ فإنّ ذلك في حياته وبعد مماته دائما لا ينقطع ، وإنّ صلاة الفاتح لما اغلق أفضل من جميع وجوه الأعمال والعبادات وجميع وجوه البرّ على العموم والإطلاق وجميع وجوه الشمول والإمكان إلاّ ما كان من دائرة الإحاطة فقط فإنّ ذِكْرَهُ أفضل منها بكثير دون غيره من الأعمال ، والسلام " .
    فإنْ قلتَ : ربما يُطْلِعُ الله بعض القاصرين ومن لا علم له بسعة الفضل والكرم فيقول : إذا كان هذا كما ذُكرتم فينبغي الاشتغال به أوْلى من كلّ ذِكْرٍ حتّى القرآن ، قلنا له : بل تلاوة القرآن أوْلى لأنّها مطلوبة شرعا لأجل الفضل الذي وَرَدَ فيه ، ولكونه أساس الشريعة وبساط المعاملة الإلهية ، ولِما وَرَدَ في ترْكِه مِن الوعيد الشديد ، فلهذا لا يحلّ لقارئه ترْك تلاوته ، وأمّا فضل الصلاة التي نحن بصددها فإنّها من باب التخيير لا شيء على مَن تَرَكَهَا . وثانيا : إنّ هذا الباب ليس موضوعا للبحث والجدال بل هو من فضائل الأعمال وأنت خبير بما قاله العلماء في فضائل الأعمال مِن عدَم المناقشة فيها .
    وقد أجاب سيّدنا رضي الله عنه عن هذه المعارضة قائلا : " لا معارضة بين هذا وبين ما ورد من فضل القرآن والكلمة الشريفة لأنّ فضل القرآن والكلمة الشريفة عامّ أريد به العموم وهذا خاصّ ، ولا معارضة بينهما لأنّهُ كان صلّى الله عليه وسلّم يُلقِي الأحكام العامّة للعامّة في حياته ، يعني إذا حرّم شيئا حرمه على الجميع وإذا افترض شيئا افترضه على الجميع ، وهكذا سائر الأحكام الشرعية الظاهرة . ومع ذلك كان صلّى الله عليه وسلّم يُلقِي الأحكام الخاصّة للخاصة ، وكان يخصّ ببعض الأمور بعض الصحابة دون بعض وهو شائع ذائع في أخباره صلّى الله عليه وسلّم . فلمّا انتقل إلى الدار الآخرة ، وهو كحياته صلّى الله عليه وسلّم في الدنيا سواء ، صار يُلقِي إلى أمّته الأمر الخاصّ للخاصّ ولا مدخل للأمر العامّ فإنّه انقطع بموته صلّى الله عليه وسلّم وبقي فيضه للأمر الخاصّ للخاصّ . ومَنْ توهّم أنّهُ صلّى الله عليه وسلّم انقطع جميع ممده عن أمّته بموته صلّى الله عليه وسلّم كسائر الأموات فقد جهل رتبة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأساء الأدب معه ويُخشى عليه أنْ يموت كافرا إنْ لمْ يَتُبْ عن هذا الاعتقاد " . أهـ .
    قلت لسيّدنا رضي الله عنه : وهل كان سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم عالم بهذا الفضل المتأخّر في وقته ؟ قال : " نعم هو عالم به " ، قلت : ولِمَ لَمْ يذكُرْه لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين لِمَا فيه من هذا الخير الذي لا يُكَيَّف ؟ قال : " مَنَعَهُ أمران ، الأوّل : أنّهُ عَلِمَ بتأخير وقته وعدم وجود مَن يُظهِره الله على يده في ذلك الوقت ، الثاني : أنّهُ لو ذكر لهم هذا الفضل العظيم في هذا العمل القليل لطلبوا منه أنْ يبيّنه لهم لشدّة حرصهم على الخير ولم يكن ظهوره في وقتهم ، فلهذا لم يذكره لهم . ونَظَرٌ آخر غير ما تقدّم ، وهو أنّ الله تبارك وتعالى لمّا عَلِمَ ضعف أهل الزمان وما هُمْ عليه من التخليط والفساد رَحِمَهم وجاد عليهم بخير كثير في مقابلة عمل يسير ، يختصّ برحمته من يشاء في الوقت الذي يشاء . ولا يُقال أنّ خبره بعد موته ليس كخبره في حياته بل هما سيّان في جميع ما أخبر به صلّى الله عليه وسلّم إلاّ في التفصيل المتقدّم من العامّ للعامّ والخاصّ للخاصّ " . ثمّ قال سيّدنا رضي الله عنه : " وهذا الفضل المذكور فيما دون الفرائض ، وأمّا هي فَلَا ، لحديث « أيّ الأعمال أفضل يا رسول الله ، قال صلّى الله عليه وسلّم : الصلاة في أوّل مواقيتها » ، الحديث " . قلت لسيّدنا رضي الله عنه : يُفهَم ممّا تقدّم أنّ صاحب هذه الصلاة الذي يذكرها له فضلٌ أكثر مِن جميع مَن تَقَدّمَه مِن عباد الله المؤمنين لكون جميع صلواتهم على النبي صلّى الله عليه وسلّم وجميع أذكارهم وأورادهم تُضاعف له كما تقدّم في فضل صلاة الفاتح لما أغلق إلاّ نوع واحد وهو قول دائرة الإحاطة فلا مدخل له هنا ولا يتناوله هذا التضعيف ؟ قال سيّدنا رضي الله عنه : " هو كما ذكرتم من تضعيف الأعمال لصاحبها ولكن كلّ واحد من الصحابة الذين بلغوا الدين مكتوبٌ في صحيفته جميع أعمال مَنْ بَعْدَهُ من وقته إلى هذه الأمّة فإذا فُهِمَ هذا ففضل الصحابة لا مطمع فيه لمن بعدهم ولو كان من أهل هذا الفضل المذكور من هذا الباب لمرتبة الصحبة " . ثمّ ضرب مثلا رضي الله عنه لعمل الصحابة مع غيرهم ، قال : " عَمَلُنَا مِن عَمَلِهِم كَمَشْيِ النملة مع سرعة طيران القطاة " . وصدق رضي الله عنه في ما مثّل به لأنّهم رضي الله عنهم حازوا قصب السبق بصحبة سيّد الوجود صلّى الله عليه وسلّم ، وقال في حقّهم صلّى الله عليه وسلّم : « إنّ الله اصطفى أصحابي على سائر العالمين ما عدا النبيّين والمرسلين » ، وقال صلّى الله عليه وسلّم : « لو أنفق أحَدُكُم مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه » . وذكر سيّدنا رضي الله عنه وجهًا آخر لبيان فضل أهل المراتب فقال : " إنّ الثواب المتقدّم ذِكْرُهُ بسبب خاصيّة الأذكار كما قدّمنا إنّما هو المعتاد لكلّ عامل ، مثلا إذا كان يحصل له في ذكره عشر حسنات أو مائة أو ألف أو أكثر فهذه هي التي يتضاعف فضلها لعامل الخاصيّة كصلاة الفاتح وغيرها ، وهذا بالنظر لغير أهل المراتب ، وأمّا هُمْ فيتضاعف لهم العمل بحسب مراتبهم ، فليس مرتبة الرسالة كمرتبة النبوّة ولا الصديقية كالنبوّة ولا يشملهم القياس ، وأمّا ما هو بالنظر للغالب أو للجميع مع قطْع النظر عن المرتبة فَلَا ، ولذلك قال سيّدنا جبريل عليه السلام للنبي صلّى الله عليه وسلّم : « إنّ عمر حسنة من حسنات أبي بكر بعد أنْ قال له لو حدّثْتُكَ بفضائل عُمَر قدر عُمُرِ الدنيا ما فرغتُ » ، مع أنّهما كانا في العمل سواء أو متقاربيْن وإنّما سبقه بحسب المرتبة لا بحسب العمل ، ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم : « ما فضلكم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة وإنّما فضلكم بشيء وقّر في صدره » رضي الله عنه وعن أصحاب رسول الله أجمعين .
    وسمعتُ سيّدنا رضي الله عنه يذكر تفاوت الأولياء في العمل والثواب ، قال : " منهم مَن يَوْمُهُ كالمعتاد لغيره ، ومنهم مَن يومه كليلة القدر ، ومنهم من يومه بألف سنة ، ومنهم من يومه كيوم المعراج خمسين ألف سنة " . فقلت له : هذا في نفس العمل أو في تضاعف الثواب ؟ قال : " منهم من يعمل قدر ما يعمل غيره من العمل في المدّة المذكورة يعمله هو في يوم واحد ، ومنهم من يكون جلّ عمله في يوم واحد كما إذا عمل في المدّة المذكورة " . قلت له : الذي عنده الاسم الأعظم له أكثر من هذا القدر على ما سمعناه منكم رضي الله عنه عنكم وما تقدّم في فضله ؟ قال : " ذلك لا يُقاس عليه لأنّهُ من النّادر لأنّ الفضل الذي يُعطَى لذاكره لا يعلمه إلاّ الله " . رَزَقَنَا الله ما رَزَقَهُمْ بمحض فضله وكرمه ، آمين .
    فائدة : قال الشيخ رضي الله عنه : " عدد ألْسِنَةِ الطائر الذي يخلقه الله من الصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذي له سبعون ألف جناح إلى آخر الحديث ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف إلى أنْ تَعُدَّ ثمانية مراتب وستمائة وثمانون ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف إلى أنْ تَعُدَّ سبع مراتب وسبعمائة ألف ألف ألف ألف ألف إلى أنْ تعدّ خمس مراتب ، فهذا مجموع عدد ألْسنته وكلّ لسان يُسَبِّح الله تعالى بسبعين ألف لغة في كل لحظة ، وكلُّ ثوابها للمصلِّي على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في كلّ مرّة ، هذا في غير الياقوتة الفريدة وهي الفاتح لما اغلق ... الخ ، وأمّا فيها فإنّه يخلق في كلّ مرّة ستمائة ألف طائر على الصفة المذكورة كما تقدّم . فسبحان المتفضّل على من يشاء من عباده من غير منّة ولا علّة " . انتهى مِن خطّ سيّدنا وحبيبنا وخازن سرّ سيّدنا أبي عبد الله سيّدي محمّد بن المِشْرِي حفظه الله وأدام ارتقاءه .
    وسألته رضي الله عنه عن معنى صلاة الفاتح لما اغلق ... الخ ، فأجاب رضي الله عنه قال : " معناه الفاتح لما أغلق : مِن صُوَرِ الأكوان فإنّها كانت مُغلقة في حجاب البطون وصُوَرِة العدَم وفُتِحَتْ مغاليقها بسبب وجوده صلّى الله عليه وسلّم وخرجتْ من صُوَرة العدَم إلى صُوَرِة الوجود ، ومِن حجابية البطون إلى نفسها في عالم الظهور ، إذ لولاه ما خلق الله موجودًا ولا أخرجه من العدم إلى الوجود ، فهذا أحد معانيه . والثاني : أنّهُ فَتَحَ مغاليق أبواب الرحمة الإلهية وبسببه انفتحتْ على الخلق ولولا أنّ الله تعالى خَلَقَ سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ما رحم مخلوقًا ، فالرّحمة من الله تعالى لِخلْقِه بسبب نبيّه صلّى الله عليه وسلّم . والثالث مِن معانيه : هي القلوب أُغلِقتْ على الشرك مملوءة به ولم يجِد الإيمان مدخلا لها ففُتِحَتْ بدعوته صلّى الله عليه وسلّم حتّى دخلها الإيمان وطهّرها من الشرك وامتلأت بالإيمان والحكمة . قوله : والخاتم لما سبق : مِنَ النبوّة والرسالة لأنّهُ خَتَمَهَا وأغلقَ بابَها صلّى الله عليه وسلّم فلا مطمع فيها لغيره . وكذلك الخاتم لما سبق مِن صُوَرِ التجلّيات الإلهية التي تجلّى الحقّ سبحانه وتعالى بصُوَرِهَا في عالم الظهور لأنّهُ صلّى الله عليه وسلّم أوّل موجود أوْجَدَهُ الله في العالم مِن حجاب البطون وصورة العماء الرّباني ثمّ ما زال يبسط صُوَرَ العلم بعدها في ظهور أجناسها بالترتيب القائم على المشيئة الرّبّانية جنسًا بعد جنس إلى أنْ كان آخر ما تجلّى به عالم الظهور الصورة الآدمية على صورته صلّى الله عليه وسلّم ، وهو المراد في الصورة الآدمية ، فَكَمَا افتتح به ظهور الوجود كذلك أغلق ظهور صُوَرِ الموجودات صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله " .
    وبعبارة قال رضي الله عنه : " أوّل موجود أوجده الله تعالى من حضرة الغيب هو روح سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ثمّ نَسَلَ الله أرواح العالم مِن روحه صلّى الله عليه وسلّم . والرّوح ها هنا هي الكيفية التي بها مادّة الحياة في الأجسام . وخلق من روحه صلى الله عليه وسلم الأجسام النورانية كالملائكة ومن ضاهاهم ، وأمّا الأجسام الكثيفة الظلمانية فإنّما خُلِقَتْ مِنَ النسبة الثانية مِنْ روحه صلّى الله عليه وسلّم . فإنّ لروحه صلّى الله عليه وسلّم نِسْبَتَيْنِ أفاضها على الوجود كلّه ، فالنسبة الأولى النور المحض ، ومنه خُلِقَت الأرواح كلّها والأجسام النورانية التي لا ظلمة فيها ، والنسبة الثانية مِن نِسْبَةِ روحه صلّى الله عليه وسلّم نسبة الظلام ، ومِن هذه النسبة خلق الله الأجسام الظلمانية كالشياطين وسائر الأجسام الكثيفة والجحيم ودركاتها ، كما أنّ الجَنَّةَ وجميع درجاتها خُلقت من نسبة النورانية . فهذه نسبة العالم كلّه إلى روحه صلّى الله عليه وسلّم .
    وأمّا الحقيقةُ المحمّديّة صلّى الله عليه وسلّم : فهي أوّل موجود أوجده الله تعالى من حضرة الغيب وليس عند الله مِن خَلْقِهِ موجود قَبْلَهَا ، لكن هذه الحقيقة لا تُعْرَفُ بشيء ، وقد تعسّف بعض العلماء بالبحث في هذه الحقيقة فقال : إنّ هذه الحقيقة مفردة ليس معها شيء فلا تخلو إمّا أنْ تكون جوهرًا أو عرَضا ، فإنّها إنْ كانت جوهرًا افتقرتْ إلى المكان الذي تَحُلّ فيه فلا تستقلّ بالوجود دونه ، فإنْ وُجِدَتْ مع مكانها دفعة واحدة فلا أوّليّة لها لأنّهما اثنان ، وإنْ كانت عرَضا ليست بجوهر ، فالعرَض لا كلام عليه إذ لا وجود للعرَض إلاّ قدر لمحة العين ثمّ يزول ، فأيْن الأوّليّة التي قُلْتُمْ ؟ .
    الجواب عن هذا المحط : : إنّها جوهر حقيقة له نسبتان نورانية وظلمانية ، وكونه مفتقراً إلى المحلّ لا يصحّ هذا التحديد لأنّ هذا التحديد يَعْتَدُّ به مَنْ تَثَبَّطَ عقلُه في مقام الأجسام ، والتحقيق أنّ الله تعالى قادر على أنْ يخلق هذه المخلوقات في غير محلّ تحلّ فيه ، وكوْن العقل يُقَدِّرُ استحالة هذا الأمر بعدم الإمكان بوجود الأجسام بلا محلّ فإنّ تلك عادة أجراها الله تعالى تَثبّطَ بها العقل ولمْ يطلق سراحه في فضاء الخلائق ، ولو أطلق سراحه في فضاء الحقائق لَعَلِمَ أنّ الله قادرٌ على خَلْقِ العالم في غير محلّ ، وحيث كان الأمر كذلك فالله تعالى خَلَقَ الحقيقة المحمّديّة جوهرًا غير مفتقر إلى المحلّ ، ولا شكّ أنّ من كُشِفَ له عن الحقيقة الإلهية عَلِمَ يقينًا قطعيًّا أنّ إيجاد العالم في غير محلّ ممكن إمكانًا صحيحًا . أمّا الحقيقة المحمّديّة فهي في هذه المرتبة لا تُعرَف ولا تُدرَك ولا مطمع لأحدٍ في نيلها في هذا الميدان ، ثمّ استأثرتْ بألباسٍ مِنَ الأنوار الإلهية واحتجبتْ بها عن الوجود ، فهي في هذا الميدان تُسَمَّى روحًا بعد احتجابها بالألباس ، وهذا غاية إدراك النبيّين والمرسلين والأقطاب ، يَصِلُونَ إلى هذا المحلّ ويقفون ، ثمّ استأثرتْ بألباس مِن الأنوار الإلهية أخرى وبها سُمِّيَتْ عقلا ، ثمّ استأثرتْ بألباس من الأنوار الإلهية أخرى فسُمِّيَتْ بسببها قلبًا ، ثمّ استأثرتْ بألباس مِن الأنوار الإلهية أخرى وبها فسُمِّيَتْ بسببها نَفْسًا ، ومِن بعد هذا ظهر جسده الشريف صلّى الله عليه وسلّم . فالأولياء مختلفون في الإدراك لهذه المراتب ، فطائفةٌ غايةُ إدراكهم نفْسه صلّى الله عليه وسلّم وفي ذلك علوم وأسرارٌ ومعارف ، وطائفةٌ فوقهم غايةُ إدراكهم قلبه صلّى الله عليه وسلّم ولهم في ذلك علوم وأسرارُ ومعارف أخرى ، وطائفة فوقهم غاية إدراكهم عقله صلّى الله عليه وسلّم ولهم في ذلك علومٌ وأسرار ومعارف أخرى ، وطائفة ، وهُمُ الأعلوْن ، بلغوا الغاية القصوى في الإدراك فأدركوا مقام روحه صلّى الله عليه وسلّم فيه وهو غاية ما يُدرَك ، ولا مطمع لأحدٍ في درك الحقيقة ماهيتها التي خُلِقَتْ فيها ، وفي هذا يقول أبو يزيد : " غصتُ لُجَّةَ المعارف طالبا للوقوف على عين حقيقة النبي صلّى الله عليه وسلّم فإذا بيني وبينها ألف حجاب من نور لو دَنَوْتُ من الحجاب الأوّل لاحترقتُ به كما تحترق الشعرة إذا أُلْقِيَتْ في النار ". وكذا قال الشيخ مولانا عبد السلام في صلاته : " وله تضاءلت الفهوم فلم يدركه منّا سابقٌ ولا لاحقٌ " . وفي هذا يقول أويس القرني رضي الله عنه لسيّدنا عمر وسيّدنا عليّ رضي الله عنهما : " لم تَرَيَا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ ظلّه ، قالا : ولا ابن أبي قحافة ؟ ، قال : ولا ابن أبي قحافة " . فلعلّه غاص لجّة المعارف طالبا الوقوف على عين الحقيقة المحمّديّة فقيل له : هذا أمر عجز عنه أكابر الرسل والنبيّين فلا مطمع لغيرهم فيه . والسلام " . أهـ . ما أملاه علينا سيّدنا رضي الله عنه .
    وقد قال الشيخ الأكبر في صلاته ' الدرّة البيضاء التي تكوّنت عنها الياقوتة الحمراء ' ، أراد بالدرّة البيضاء ها هنا هي الحقيقة المحمديّة ، والياقوتة الحمراء هي وجود العالم بأسره . وأمّا ما أشار الشيخ مولانا عبد القادر في قصيدته بقوله : " على الدرّة البيضاء كان اجتماعنا " هي الدرّة الموجودة قبل خلق السموات والأرضين فإذا بها سبحانه وتعالى صيّرها ماءً فاضطربتْ أمواج الماء ألف حِقْبٍ في كلّ حقب ألف قرن في كلّ قرن ألف سنة وفي كلّ سنة ألف يوم في كلّ يوم ألف ساعة في كلّ ساعة مثل عُمُرِ الدنيا سبعين ألف مرّة ، فاجتمع في هذه المدّة كوم من الزبد فبسطها على وجه الماء فصيّرها أرضاً ، وخَلَقَ منها الطباق السبعة ، ثمّ خَلَقَ السموات بعدها ، فهذا هو المشار إليه بقول الشيخ رضي الله عنه " . انتهى ما أملاه علينا رضي الله عنه .
    وقد قال سيّدنا رضي الله عنه : " أوّل ما خلق الله تعالى روحه الشريفة ، وهي الحقيقة المحمّديّة صلّى الله عليه وسلّم ، ثمّ بعد ذلك نسل الله منها أرواح الكائنات من روحه الشريفة الكريمة . وأمّا طينته التي هي جسده الشريف فكوّن الله منها أجساد الملائكة والأنبياء والأقطاب . وخمّر طينته الشريفة عليها من الله الصلاة والسلام بماء البقاء مدّة قَدْرُهَا وهو أنْ تضرب الإسْمَيْن الشريفين ، وَهُمَا ' سّيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ' و ' أحمد صلّى الله عليه وسلّم ' ، تضرب عددهما في سبعة ، والخارج في نفسه ، ثمّ تضرب العدد كلّه في ألف عام ، كلّ فرد من هذه الأعداد في ألف عام ، ثمّ كلّ يوم من أيّام تلك السنين فيه ألف عام من سنين هذه وهي أيّام الربّ ، وفي كلّ سنة من هذه ثلاثمائة ألف عام وستون ألف عام ، والخارج من هذه الضروب كلّها هو ألف ألف ألف ثلاث مرّات وثلاثون ألف ألف مرتبة ومائتا ألف وخمسة وعشرون ألفًا ، هذا هو الخارج من الضروب كلّها ، وهذا الخارج كلّه يضرب في أيّام الربّ ، والخارج هو ثلاثمائة ألف ألف ألف ألف أربع مراتب وسبعون ألف ألف ألف ألف أربع مرّات وثمانمائة ألف ألف ألف ثلاث مراتب وإحدى وثمانون ألف ألف ألف ثلاث مراتب . فهذه هي مدّة تخمير الطينة المحمّديّة الشريفة عليها من الله افضل الصلاة والسلام " . انتهى مِن إملائه علينا رضي الله عنه من حفظه ولفظه .
    فائدة في بيان تضعيف فضل الفاتح لما أغلق ، قال سيّدنا رضي الله عنه : " إعلم أنّك إذا صَلَّيْتَ بصلاة الفاتح لما أغلق الخ مرّة واحدة كانت بستمائة ألف صلاة من كلّ صلاة وقعت في العالم من جميع الجنّ والإنس والملائكة ، ثمّ إذا ذكرتَ الثانية كان فيها ما في الأولى وصارت الأولى بستمائة ألف صلاة من صلاة الفاتح لما أغلق ، ثمّ إذا ذكرتَ الثالثة كان فيها ما في الأولى من الصلوات ويزاد لها صلاة الفاتح لما أغلق ستمائة ألف مرّتين فهي اثنا عشر مائة ألف ، ثمّ سِرْ على هذا التضعيف إلى العشرة ثمّ إلى مائة وواحدة كان في الواحدة ما في الأولى قبلها وفيها صلاة الفاتح لما أغلق ستمائة ألف متضاعفة مائة مرّة وذلك ستون ألف ألف من الفاتح لما أغلق ، وسِرْ على هذا المنوال إلى ألف وواحدة فيكون فيها ما في الأولى يعني الألف وفيها ستمائة من الفاتح لما أغلق ألف مرّة متضاعفة وذلك ستمائة ألف ألف وهكذا على المنوال وهذا الضابط . فإذا ذَكَرَها في وقت السَّحَر تكون كلّ واحدة منها بخمسمائة مرّة ، فإذا ذَكَرَها ألفًا وواحدة مثلا كان في الواحد بعد ألف ثلاثمائة ألف ألف ألف ثلاث مراتب ، وأمّا في الألف وواحدة فيكون فيها مائة وخمسون ألف ألف ألف ألف أربعة مراتب وأربعمائة وخمسون ألف ألف ألف ثلاثة مراتب ، فهذا خاصّ بوقت السَّحَر ، وأمّا في غيره فهو ما ذُكِرَ أوّلا من التضعيف السابق " . انتهى ما أملاه علينا رضي الله عنه .)
    المرجع على الشبكة العنكبوتية :
    http://www.nafahat7.net/index.php?page=ch4_fasl2

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •