الإرهاب النصراني ضد المخالفين لهم في الدين والعرق
الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه .
أما بعد :
فإن الإعلام الصهيوني وأتباعهم من الإعلاميين الغربيين والعرب التابعين لهم والسائرون على طريقتهم ومنهجهم ، وساسة الغرب النصراني وأتباعهم ممن يدعون الإسلام ويحكمون بلاد المسلمين ما فتئوا يشوهون دين الإسلام ويصفونه بالإرهاب في كل مناسبة ، بل ويقتلون المسلمين ويدمرون بلادهم بزعم محاربة الإرهاب ، لذا كان الواجب بيان حقيقة الإرهاب والإرهابيين الحقيقيين ، ومن أجل ذلك سوف نتعرض لبيان حقيقة الإرهاب عند غير المسلمين ، ونبدأ بحقيقة الإرهاب النصراني الذي قتل الملايين ودمر بلاد المخالفين لهم في الدين والعرق .
إن الإرهاب النصراني بدأ مبكراً جداً ففي القرن الرابع الميلادي ، عارض ( آريوس ) القول بألوهية المسيح مما دعا إلى عقد (مجمع نيقية) عام 325 م .
وقرر هذا المجمع إدانة آريوس ، وإحراق كتاباته وتحريم إقتنائها وخلع أنصاره من وظائفهم ونفيهم والحكم بإعدام كل من أخفى شيئًا من كتابات آريوس وأتباعه .
وفي عهد تيودوسيوس سنة 395 م ، ظهرت لأول مرة (محكمة التفتيش) .
وتم تنظيمها فيما بعد في القرن الثاني عشر ، وكان أعضاؤها من الرهبان ، وكانت وظيفتهم اكتشاف المخالفين في العقيدة ، ولهم سلطان كبير فلا يسألون عما يفعلون .
وتاريخ محكمة التفتيش هو تاريخ الاضطهاد الديني في أقسى صوره ، وقتل حرية الفكر بأبشع أسلوب .
ومن أشد أساليبها انحرافًا ، أنها نادت بضرورة أن ينهى كل إنسان ما يصل إلى سمعه أو علمه من أخبار الملحدين ، وهددت من يتوانى في ذلك بعقوبات صارمة في الدنيا والآخرة ، فانتشر بسبب ذلك (القرار الإرهابي) نظام التجسس حتى بين أفراد الأسرة الواحدة !!
وفي القرون التالية كثر صرعى هذا النظام ، وتعرض للشنق والإحراق والإعدام جماعات كثيرة لأنهم في نظر الكنسية وكهنتها هراطقة .
وكثيرًا ما كانت الكنسية تلجأ إلى الإعدام البطيء مبالغة في التعذيب ، إذ كانت تسلط الشموع على جسم الضحية ، وتخلع أسنانه كما فعل ببنيامين كبير أساقفة مصر ، لأنه رفض الخضوع لقرارات مجمع (خلقيدونية) الذي يرى أن للمسيح طبيعتين ، إلهية وإنسانية .
وكان الإعدام يسبق بصورة بشعة من التعذيب كالكي بالنار والضرب المبرح ، لعل المتهم يعترف أو يقر ، فإن لم يعترف قتل .
وقد استعملت الكنسية الرومانية -مرات كثيرة- الاضطهادات والطرد ضد البروتستانت ، وذلك في ممالك أوروبا ، وقد بلغ عدد من أحرق بالنار قرابة 230 . 000 من الذين آمنوا بيسوع دون البابا .
وفي فرنسا قتل في يوم واحد ثلاثون ألف رجل!
وفي مدينة تولوز قتل ألف ألف!
وفي كالابريا الإيطالية سنة 1560 م ، قتل ألوف الألوف من البروتستانت!! يقول أحد الكتاب الرومانيين : إنني أرتعد كلما تذكرت ذلك الجلاد والخنجر الدموي بين أسنانه والمنديل يقطر دمًا بيده ، وهو متلطخ اليدين إلى نهاية المرفقين ، يسحب واحدًا بعد واحد من المساجين كما يفعل الجزار بالغنم !!
وكارولوس الخامس سنة 1521 م ، أصدر أمرًا بطرد البروتستانتيين من بلاد الفالامنك برأي البابا وبسبب ذلك قتل خمسمائة ألف .
وبعد كارلوس تولى ابنه فليبس ولما ذهب إلى إسبانيا سنة 1559 م ، استخلف الأمير ألفا على طرد البروتستانتيين ، ويذكر المؤرخون أنه في أشهر قليلة قتل على يديه ثمانية عشر ألفًا! وبعد ذلك كان يفخر بأنه قتل في جميع المملكة ستة وثلاثين ألفًا!
فهذا الإرهاب النصراني قديماً ولكن ماذا فعل النصارى الإرهابيين في العصور الحديثة ونحن نشير إلى عدد من أبرز الجرائم الإرهابية فى التاريخ وسوف يلاحظ القارئ الكريم أنها كلها من صنع غير المسلمين :
1- إحراق روما على يد الطاغية نيرون .
2- ضرب بغداد وأفغانستان وفيتنام باليورانيوم الناضب ، وقصف المستشفيات والمدارس ومراكز توزيع الخبز والمياه وغيرها من أماكن تجمع المدنيين بالعراق وأفغانستان مما نتج عنه استشهاد مئات الألوف من المدنيين .
3- الإبادة الجماعية لعشرين مليون مسلم على يد جوزيف ستالين .
4- إبادة عشرات الملايين من الأفارقة أثناء اختطافهم وتهجيرهم الإجباري من أفريقيا إلى أمريكا لاستصلاح الأراضي هناك والعمل في مزارع السادة البيض .. وكان جزاء من يتمرد على الرق والتعذيب وإهدار الآدمية هو الإعدام فورًا بلا تحقيق أو محاكمة من أى نوع !!
5- الحربان العالميتان الأولى والثانية نـجم عنهما مصـرع ما يتراوح بين 600 إلى 100 مليون أوروبي . والمذابح المروعة المتبادلة بين الكاثوليك والبروتستانت فى أوروبا كذلك .
6- ضربت الولايات المتحدة الأمريكية مدينة هيروشيما اليابانية في 6 أغسطس 1945 م بقنبلة ذرية ، وضربت كذلك أمريكا نجازاكي اليابانية في 9 أغسطس 1945م بقنبلة ذرية أخرى مما نتج عنه مقتل 120ألف إنسان في لحظة واحدة ، وضعف هذا العدد بعد بضع سنوات وإصابة ملايين آخرين بالسرطان بسبب الإشعاع .
7- قتل 250 ألف مسلم بوسني على أيدي النصارى الصرب والكروات واغتصاب النساء والتمثيل بالجثث المسلمة وبحماية منظمة الأمم المتحدة .
8- مقتل عشرات الآلاف من المسلمين الشيشان على أيدي الصليبيين الروس ناهيك عن اغتصاب النساء والأطفال وارتكاب المجازر التي لا يعقلها إنسان وهذا كله باسم الصليب ، وليس ببعيد عنا ما يحدث في سوريا من قتل باسم الصليب على أيدي القوات الروسية التي ترفع شعار الصليب وتباركها الكنيسة الروسية علانية .
9- إبادة 70 ألف مسلم بالقدس عندما اجتاحتها الجحافل الصليبية بعد أن وعدهم القائد الصليبي بالعفو إن استسلموا ثم غدر بهم !! في المقابل عفا صلاح الدين الأيوبي عن الصليبيين عندما فتح القدس .
10- إبادة الهنود الحمر في أمريكا فقد قتل منهم الملايين على أيدي النصارى الصليبيين لإنشاء دولة أمريكا .
11- قتل المسلمين في أفريقيا الوسطى علانية أمام الشاشات الفضائية وبحماية القوات الفرنسية الصليبية ، وهذا كله من قبل عصابات نصرانية تقوم بالقتل والتدمير وإحراق المسلمين وهم أحياء والعالم كله يشاهد هذا على القنوات الفضائية ولم يتهمهم أحد بالإرهاب أو تجيش الجيوش لحربهم كما يفعل مع المسلمين .
12- ما يقوم الصليبيين في الأندلس من قتل للمسلمين وإنشاء محاكم التفتيش التي ارتكبت أعظم وأبشع المجازر على مر التاريخ ، والتفنن في تعذيب المسلمين وقتلهم بأساليب لم يسبقوا إليها ، وإجبار المسلمين علانية إلى تغيير دينهم والدخول في النصرانية بالقوة وإلا فالقتل هو مصير كل مسلم في الأندلس .
13- ما يقوم به النصارى الصليبيين من قتل للمسلمين الارتريين والأثيوبيين وتسلطهم عليهم بالتعذيب وهضم حقوقهم .
14- ما يقوم به النصارى في مصر من قتل كل من يسلم منهم ومحاربة الإسلام والتعاون مع القوى الخارجية للقضاء على الإسلام في مصر .
والحقيقة أن نماذج الإرهاب النصراني كثيرة جداً تحتاج إلى مؤلفات لا يسعها مقال ، فهل عرفنا من هم الإرهابيين الحقيقيين أم ما زلنا نمشي وراء الإعلام المضلل المأجور الذي تربى على موائد الصهاينة ؟
اللهم عليك بكل من يشوه الإسلام ويصفه بكل نقيصة يا رب العالمين ، اللهم عليك بالنصارى الإرهابيين ومن يساعدهم ويؤيدهم ، اللهم عليك بالإعلاميين الخونة المجرمين الذين يضللون الناس ويشوهون الإسلام ، اللهم انصر عبادك المؤمنين الموحدين في كل مكان ، اللهم وحد صف المسلمين واجمع كلمتهم على الحق والهدى .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه / ناصر بن أحمد السوهاجي