وقال ابن قتيبة وغيره: لما دُعي الجزار ليقطعها، قال له: نسقيك الخمر؛ حتى لا تَجِد لها ألمًا، فقال: لا أستعين بحرام الله على ما أرجو من عافية، قالوا: فنسقيك المُرْقِد، قال: ما أحب أن أسلب عضوًا من أعضائي وأنا لا أجد ألم ذلك فأحتسبه، قال: ودخل عليه قوم أنكرهم، فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: يمسكونك؛ فإن الألم ربما عزب معه الصبر، قال: أرجو أن أكفيَكم ذلك من نفسي، فقُطِعت قدمه بالسكين، حتى إذا بلغ العظم وضع عليه المنشار فقطعت، وهو يهلِّل ويكبِّر، ثم إنه أغلي له الزيت في مغارف الحديد، فحسم به، فغشي عليه، فأفاق وهو يمسح العرق عن وجهه، ولما رأى القدم بأيديهم دعا بها، فقلبها في يده، ثم قال: أما والذي حملني عليك، إنه ليعلم أني ما مشيتُ بك إلى حرام - أو قال: معصية - ولما دخل ابنه إصطبل الوليد بن عبدالملك وقتلتْه الدابَّة - كما تقدم - لم يسمع في ذلك منه شيء، حتى قدم المدينة فقال: اللهم إنه كان لي أطراف أربعة، فأخذتَ واحدًا وأبقيتَ لي ثلاثة، فلك الحمد، وايم الله لئن أخذتَ لقد أبقيتَ، ولئن ابتليت لطالما عافيت.

ما صحة هذا الأثر؟