صدر حديثاً «مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج» 4مجلدات طبعة مشكولة مقابلة على أدق النسخ
قد تناول عدد غير يسير من فقهاء المذهب الشافعي كتاب «منهاج الطالبين» بالشرح والتعليق والاختصار والبيان، ومن أجل شروحه هذا الشرح الذي نقدمه للسادة القراء وهو: «مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج» للشيخ شمس الدين محمد بن الخطيب الشربيني ر.
وهو أكثر شروح «المنهاج» تداولًا بين طلاب الشافعيَّةِ، يقول الدكتور عمر الأشقر في كتابه: «المدخل إلى دراسة المدارس والمذاهب الفقهيَّةِ»: «فمحمد الشربيني الخطيب وضع شرحًا صافيًا على متن (المنهاج) للنووي».
وقد بيَّن الخطيب ر منهجه في مقدمة كتابه بقوله: «وإن كان فيها قولان جديدان، فالعمل بآخرهما، فإن لم يعلم فبما رحجه الشافعي، فإن قالهما في وقت واحد ثم عمل بأحدهما كان إبطالًا للآخر عند المزني، وقال غيره: لا يكون إبطالًا، بل ترجيحًا، وهذا أولى».
ومما يميز «مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج» عن بقية شروح «المنهاج» أن الخطيب الشربيني قد استفاد من الشروح السابقة له وأضاف عليها ونقَّحَ، قال الكردي في «الفوائد المدنية»: (لما سئل العلامة السيد عمر البصري عن «المغني» للخطيب، و«التحفة» لابن حجر الهيتمي، و«النهاية» للجمال الرملي - يعني في موافق عبارتها: هل ذلك من وقع الحافر على الحافر، أو من استمداد بعضهم من بعض؟
أجاب السيد عمر ر بقوله: شرح الخطيب الشربيني مجموع من خلاصة شروح «المنهاج» مع توشيحه بفوائد من تصانيف شيخ الإسلام زكريا، وهو متقدم على «التحفة» وصاحبه في رتبة مشايخ شيخ الإسلام ابن حجر؛ لأنه أقدم منه طبقة، ثم قال السيد عمر: وأما شيخنا الجمال الرملي، فالذي ظهر لهذا الفقير في سبره أنه في الربع الأول يماشي الخطيب الشربيني، ويوشح من «التحفة»، ومن فوائد والده وغير ذلك، وفي الثلاثة الأرباع يماشي «التحفة» ويوشح من غيرها). اهـ
! وأما عملنا في الكتاب فكان على النحو التالي:
1- قمنا بمقابلة متن «منهاج الطالبين» للإمام النووي على أوثق وأفضل الطبعات المعتمدة.
2- كذلك قمنا بمقابلة نص الشرح «مغني المحتاج» على أفضل وأوثق الطبعات المعتمدة.
3- أضفنا عناوين للأبواب والفصول للمتن، ووضعناها بين معكوفتين تمييزًا لها.
4- ضبطنا كلمات المتن والشرح ضبطًا وشكلًا كاملًا لزيادة الفائدة والبعد عن الخطأ واللَّبس، وذلك بالرجوع للمصادر الأصلية من كتب اللغة والفروع.
5- عزونا أحاديث الكتاب إلى مصادرها الأصلية وذلك باختصارٍ ودونما إطالة.
6- أوضحنا معاني بعض الألفاظ والمفردات الغامضة متى احتاج الأمر إلى ذلك.
7- أثبتنا جلَّ تعليقات الشيخ جوبلي الشافعي في حاشية الكتاب.
8- وضعنا ترجمتين إحداهما لصاحب «منهاج الطالبين» الإمام النووي ر، والأخرى لصاحب «مغني المحتاج» الشيخ الخطيب الشربيني ر.
J وختامًا:
نسأل الله ع أن ينفع بهذا العمل عموم المسلمين، وخاصة طلاب العلم، وأن يرزقنا القبول، وأن يجعله ذخرًا لنا يوم العرض عليه، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
رد مع اقتباس
