ما صِحة قِصّة أحد السلف الذي قرأ (سورة طه) فرأى بالمنام الملائكة قد كتبته له الأجر ؟



السؤال
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي فضيلة بالموضوع التالي ومدى صحته وجزاكم الله خيرا 0
عن بعض الصالحين انه قال:
كنت ليلة في وقت السحر في غرفة لي على الطريق ، أقرأسورة طه،فلما ختمتها غفوت
غفوة ، فرأيت شخصاً (في المنام) نزل من السماء بيده صحيفة نشرها بين يدي ، فإذا
هي سورة طه (التي قرأتها) ، و إذا تحت كل حرف عشر حسنات مثبتة ، إلا كلمة واحدة
، فإني رأيت مكانها محواً ، و لم ار تحتها شيئاً،
فقلت: و الله لقد قرات هذه الكلمة ، و لا أراها ثواباً و لا أراها أثبتت،
فقال الشخص: صدقت ، قد قرأتها ، و كتبناها ، إلا أننا سمعنا منادياً ينادي من
قبل العرش: امحوها و أسقطوا ثوابها ، فمحوناها.
قال: فبكيت في منامي،
فقلت: لم فعلتم ذلك؟
فقال: مر رجل فرفعت بها صوتك لأجله فذهب ثوابها.



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

لا أدري عن صِحّة القصة .
والرؤى لا يُعوّل عليها ، ولا يُبنَى عليها إحكام ، وإنما هي مُبشِّرَات ومُحذِّرات ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لم يَبْقَ من النبوة إلاَّ الْمُبَشِّرَات . قالوا : وما المبشِّرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة . رواه البخاري .

وقد حدَّث أَبِو جَمْرَةَ نَصْرِ بْنِ عِمْرَانَ الضُّبَعِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ الْمُتْعَةِ ؟ [ مُتعَة الحج ] فَأَمَرَنِي بِهَا , وَسَأَلَتْهُ عَنْ الْهَدْيِ ؟ فَقَالَ : فِيهِ جَزُورٌ , أَوْ بَقَرَةٌ , أَوْ شَاةٌ , أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ . قَالَ : وَكَأنَّ نَاسًا كَرِهُوهَا , فَنِمْتُ ، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ : كَأَنَّ إنْسَاناً يُنَادِي : حَجٌّ مَبْرُورٌ , وَمُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ . فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَحَدَّثَتْهُ . فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم .

قال ابن دقيق العيد : فِيهِ : اسْتِئْنَاسٌ بِالرُّؤْيَا فِيمَا يَقُومُ عَلَيْهِ الدَّلِيلُ الشَّرْعِيُّ ، لِمَا دَلَّ الشَّرْعُ عَلَيْهِ مِنْ عِظَمِ قَدْرِهَا ، وَأَنَّهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ . وَهَذَا الِاسْتِئْنَاسُ وَالتَّرْجِيحُ لا يُنَافِي الأُصُولَ . وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ " اللَّهُ أَكْبَرُ . سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ " يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تَأَيَّدَ بِالرُّؤْيَا وَاسْتَبْشَرَ بِهَا .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية