لما كان علم السيرة (1) أشمل من علم السنّة (2) و بينهما فروق أهمّها أنّ التشدد في قبول خبر الثاني أكثر. .. فترتب على ذلك أنّ الواحد من الرواة يكون على احدى حالين :
1- إماما -حجّة ما لم يخالف- في رواية السيرة و ليس كذلك -أي ضعيف جدا- في رواية السنّة و خير مثال على ذلك الإمام الواقدي -رحمه الله- ففي رواية السيرة إمامٌ ، لكنه في السنّة متروكٌ ، يعني ضعيفٌ جدًّا، و مثله ابن اسحاق و غيرهم .
أو
2-إماما في رواية السيرة وإماما في رواية السنّة مثل موسى بن عقبة، وهو أحد تلاميذ الزهري، وكذلك الإمام الزهري، محمد بن مسلم بن شهاب، إمامٌ في الحديث، وإمامٌ في السير، شيخهم عروة بن الزبير، شيخ الزهري، عروة بن الزبير أيضًا ممن عُرف برواية السير، وهو إمامٌ في هذا وذاك.


------------------
(1) تشمل كل شيءٍ، من ولادته -عليه الصلاة والسلام-، بمعنى ما قبل نزول الوحي عليه، إلى وفاته -عليه الصلاة والسلام-.
(2)المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بإجماع المسلمين تشمل أحاديث الآداب والأحكام، سواءً كانت الأحكام العلمية التي هي العقائد، أو الأحكام العملية التي تتعلق بالحلال والحرام، في العبادات، في المعاملات، في الأنكحة...