تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الأشباه والوجوه والنظائر والتصاريف في القرآن "موضوع متجدد".

  1. افتراضي الأشباه والوجوه والنظائر والتصاريف في القرآن "موضوع متجدد".

    قوله تعالى
    {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} [يس: 49]

    *قوله [ما ينظرون]:* ينظرون": معناه: ينتظرون.
    قاله ابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل، وابن عطية في المحرر الوجيز، وابن كثير في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، وبه قال البغوي في تفسيره، والواحدي في الوجيز، والجلال المحلي في الجلالين، وهو قول الطبري في تفسيره، وابن أبي زمنين في تفسيره، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، والنسفي في مدارك التنزيل.

    قلت (عبدالرحيم): قوله تعالى ( مَا يَنْظُرُونَ ): أي ما ينتظرون.
    ونظيره في التنزيل كثير؛ فمن ذلك قوله تعالى ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَة ُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ): (هَلْ يَنْظُرُونَ): أي هل*ينتظرون إلا أن يأتيهم الله؛ وهو إتيان على الحقيقة فيما يشاء وكيف يشاء؛ على ما يليق به سبحانه وتعالى، كما أنه يجيء قال تعالى (وجاء ربك والملك صفا صفا): كل هذا على ما يليق بذاته -* جل ذكره - وليس المقام مقام تفصيل، وسيأتي لاحقا إن شاء.

    ومنه ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ): قال الطبري في تفسيره: هل*ينتظر هؤلاء المشركون الذين يكذبون بآيات الله ويجحدون لقاءه "إلا*تأويله"، يقول:*إلا*ما يؤول إليه أمرهم، من ورودهم على عذاب الله، وصليهم جحيمه، وأشباه هذا مما أوعدهم الله به.*

    ومنه ( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ): فَهَلْ يَنْظُرُون: أي فهل ينتظرون إلا سنتنا في الأولين، وهي اهلاكهم.

    فقوله تعالى (فهل*ينظرون):*ينت رون.
    قاله البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، والبغوي في تفسيره، وابن أبي زمنين في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، وهو قول الواحدي في الوسيط، وإلايجي الشافعي في جامع البيان.

    ومنه قوله تعالى ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَا تُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ): قال الألوسي*في روح المعاني:
    أي انتظرونا*نقتبس*م ن نوركم نصب منه وذلك أن يلحقوا بهم فيستنيروا به.

    انتهى كلامه

    ونحوه قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ): نَاظِرِينَ إِنَاه: منتظرين إلى وقت نضجه، ومنه (آناء الليل):*قال صديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن: ساعاته*وأوقاته.

    فمعنى قوله تعالى ( نَاظِرِينَ ):* منتظرين.
    قاله غلام ثعلب في ياقوتة الصراط، وابن قتيبة في غريب القرآن.

    زاد غلام ثعلب: إناه، أي بلوغه وإنضاجه.

    زاد ابن قتيبة: وقت إدراكه.

    انتهى

    *قوله [إلا صيحة واحدة]:* نفخة الفزع.

    قال ابن عطية في المحرر: وهذه الصيحة*هي*صيحة*ا قيامة والنفخة*الأولى في الصور.*

    وقال يحيى بن سلام في تفسيره، وابن أبي زمنين في تفسيره: يعني: النفخة*الأولى من إسرافيل.

    زاد ابن أبي زمني: بها يكون هلاكهم.

    قال الجلال المحلي: وهي نفخة إسرافيل الأولى.

    قال الطبري في تفسيره: ما*ينتظر هؤلاء المشركون الذين يستعجلون بوعيد الله إياهم،*إلا*صيحة* احدة تأخذهم، وذلك نفخة الفزع عند قيام الساعة.

    *قوله [تأخذهم]:* تهلكهم.
    قاله البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، والطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.

    زاد ابن عاشور: فجأة.

    قلت (عبدالرحيم) : ومعنى الأخذ في قوله تعالى ( تأخذهم ): أي تهلكهم. ونظيره في التنزيل كثير؛
    ومنه قوله تعالى كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمِْ ) [آل عمران]: أي فأهلكهم الله بذنوبهم.

    قال*السمرقندي في بحر العلوم: أي*أهلكهم*وعاقبه م بشركهم.

    ونظيرتها في الأنفال ( كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ): قال ابن عطية في المحرر الوجيز: وقوله*(فَأَخَذَه ُمُ)*معناه*أهلكه .

    ونظيرتها ( فَأَخَذَهُمُ*ال َّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ): "فَأَخَذَهُمُ*ال لَّهُ" قال ابن كثير في تفسيره: أي*أهلكهم*ودمر عليهم وللكافرين أمثالها.

    ومنه ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ):*قال الطبري في تفسيره: أو*يهلكهم في تصرّفهم في البلاد، وتردّدهم في أسفارهم.*

    قال مكي في الهداية إلى بلوغ النهاية: على*تنقص. أي ينقص من أموالهم وزروعهم حتى*يهلكهم.

    ومنه ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ): قال مكي في الهداية إلى بلوغ النهاية: أي*أهلكهم*الماء الكثير في حال كفرهم وظلمهم لأنفسهم.

    انتهى.

    *قوله [وهم]:* وحالهم.

    *قوله [يخصمون]:* يختصمون.
    يعني: يخاصم بعضهم بعضا في أمور دنياهم كالبيع والشراء، وما يكون من البائع والمشتري من جدال في الثمن -* مثلا، أو تأتيهم وهم يخاصمون في أمر الساعة فتبهتهم فلا يستطيعون صرفها.

    قال ابن جزي الغرناطي في التسهيل: أي يتكلمون في أمورهم وأصل يخصمون يختصمون، ثم أدغم.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: فالأصل فيه يختصمون فأدغمت التاء في الصاد، وشددت.

    قال الجلال المحلي في الجلالين: بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وادغمت في الصاد أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك وفي قراءة يخصمون كيضربون أي يخصم بعضهم بعضا.

    قال البقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: أي يختصمون أي يتخاصمون في معاملاتهم على غاية من الغفلة...

    ولكلام البقاعي - رحمه الله - تتمة قيمة، مؤثرة نافعة (أحسب) فاطلع عليه إن شئت.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: أي يختصمون في أسواقهم وحوائجهم.

    قال القرطبي في تفسيره: أي يختصمون في أمور دنياهم فيموتون في مكانهم، وهذه نفخة الصعق.*

    قال السمعاني في تفسيره: أي: يختصمون، وهكذا في قراءة أبي بن كعب.
    *
    قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه: وقرئت يختصمون، وهي جيدة أيضا ومعناها يأخذهم وبعضهم يخصم بعضا، ويجوز أن يكون تأخذهم وهم عند أنفسهم يخصمون
    في الحجة في أنهم لا يبعثون، فتقوم الساعة وهم متشاغلون في متصرفاتهم.

    قال في الوجيز: يختصمون يُخاصم بعضهم بعضاً يعني: يوم تقوم الساعة وهم في غفلةٍ عنها.

    قال يحيى بن سلام في تفسيره: في أسواقهم، يتبايعون، يذرعون الثياب ويخفض أحدهم ميزانه ويرفعه، ويحلبون اللقاح وغير ذلك من حوائجهم.

    قال النسفي في مدارك التنزيل: والمعنى تأخذهم وبعضهم يخصم بعضا في معاملاتهم.
    *
    قلت (عبدالرحيم): وهذه الآية مصداقا للحديث المرفوع؛ وفيه:
    «تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرَّجُلُ يَحْلُبُ اللِّقْحَةَ(1)، فَمَا يَصِلُ الْإِنَاءُ إِلَى فِيهِ حَتَّى تَقُومَ، وَالرَّجُلَانِ يَتَبَايَعَانِ الثَّوْبَ، فَمَا يَتَبَايَعَانِه ِ حَتَّى تَقُومَ، وَالرَّجُلُ*يَل طُ(2)*فِي حَوْضِهِ، فَمَا يَصْدُرُ حَتَّى تَقُومَ». رواه مسلم (٢٩٥٤)*من حديث أبي هريرة.

    - اللهم رحماك -.

    ولقد سجدت لله شكرا لما اطلعتُ على كلام أبي الليث السمرقندي في بحر العلوم، والماوردي في النكت والعيون، وغيرهما؛ حيث ذكرا - رحمهما الله -* هذا الحديث في هذه الآية.
    فلربنا ومعبودنا الحمد الحسن والثناء الجميل.

    قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره:
    وهذه -والله أعلم-نفخة الفزع، ينفخ في الصور نفخة الفزع، والناس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم، فبينماهم كذلك إذ أمر الله تعالى إسرافيل فنفخ في الصور نفخة يطولها ويمدها، فلا يبقى أحد على وجه*الأرض*إلا*أص ى ليتا، ورفع ليتا -وهي صفحة العنق- يتسمع الصوت من قبل السماء. ثم يساق الموجودون من الناس إلى محشر القيامة بالنار، تحيط بهم من جوانبهم؛ ولهذا قال: {فلا يستطيعون توصية} أي: على*ما*يملكونه،* لأمر أهم من ذلك، {ولا إلى أهلهم يرجعون} .
    .......................
    (1): اللِّقْحَةَ: الناقة الحلوب.
    قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين.

    وفي جمهرة اللغة لأبي بكر الأزدي: واللقحة بكسر اللام: الناقة التي لها لبن، والجمع لقاح، ولقح.

    (2): يَلِطُ حوضه: أي يطينه.
    قاله ابن منظور في لسان العرب.

    وقال الفتني الكراتجي في مجمع بحار الأنوار: وفيه " يليط" حوضه، أي يصلحه ويميله ويطينه.
    .....................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن 00966509006424 ".

  2. افتراضي

    قوله تعالى
    {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ}: سورة محمد: (13).

    *قوله {وَكَأَيِّنْ}:* كلمة مركبة*من*الكاف وأي بمعنى كم الخبرية ومحلها الرفع بالابتداء.
    قاله أبو السعود في تفسيره.

    فمعنى قوله {وَكَأَيِّنْ}: وكم.
    قاله الإيجي الشافعي في جامع البيان، والخطيب الشربيني في السراج، والجلال المحلي في الجلالين، وبه قال النسفي في مدارك التنزيل، والفراء في معاني القرآن، وابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن، وابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب، وغيرهم جمع.

    قلت (عبدالرحيم): قوله تعالى {وكأين}: يعني: وكم. ومنه قوله* تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}: {وكأين من نبي}: قال غلام ثعلب في ياقوتة الصراط: أي: وكم من نبي.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: تفسيرها "* كم من نبي ".

    قال نجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن: " وَكَأَيِّنْ " معناه: كم، وهي «أي» دخلته كاف الجر فحدث لها بعده معنى «كم».

    قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: قال الواحدي رحمه الله: أجمعوا على أن معنى «كأين» كم، وتأويلها التكثير لعدد الأنبياء الذين هذه صفتهم.

    ومنه {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}: وَكَأَيِّنْ: أي كم من دابة لا تحمل رزقا لغد يرزقها الله من حيث لا تحتسب وإياكم.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: ومعنى (وكأين): وكم من دابة. وقوله: (لا تحمل رزقها).أي لا تدخر رزقها، إنما تصبح فيرزقها الله.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: أي كم من دابة {لا تحمل رزقها} لا ترفع شيئا لغد.

    قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: مجازه: وكم من دابة، ومجاز الدابة: أن كل شيء يحتاج إلى الأكل والشرب فهو دابة من إنس أو غيرهم.

    ومنه {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا}: قال الزركشي في علوم القرآن: كأين بمعنى كم للتكثير لأنها كناية عن العدد.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: أي كم من قرية.

    قال النحاس في إعراب القرآن: والمعنى: وكم من أهل قرية عتوا عن أمر ربهم.

    ومنه {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}: "وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ": قال ابن قتيبة في غريب القرآن: أي: كم من دليل وعلامة.

    وقال غلام ثعلب في الياقوتة: {وكأين من آية} معناه: وكم من آية.

    قال النحاس في معاني القرآن: أي فكم من آية في رفع السموات بغير عمد ومجاري الشمس والقمر والنجوم وفي الأرض من نخلها وزرعها أي يعلمونها.

    ومنه {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ}: وَكَأَيِّنْ: قال الواحدي في الوسيط، والألوسي في روح المعاني، وغيرهما: أي كم.*

    زاد الألوسي: من*سكنة.

    زاد*الواحدي: من*قرية.

    انتهى

    *قوله {من*قرية}:* يعني: أهل*قرية.*
    قال السمرقندي في بحر العلوم.

    قال ابن أبي زمنين في تفسيره: أي:*من أهل*قرية.

    *قوله {هي*أشد*قوة}:* يعني أهلها أشد*قوة وبطش، وأكثر عدة وعددا؛ قد نقبوا في عرض وطول البلاد.

    ونظيرتها قوله تعالى {أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}.

    *قوله {من*قريتك}:**يعني من*أهل قريتك؛ أهل مكة؛ إذ لا يعني جمادات القرية بطبيعة الحال!.

    *قوله {التي أخرجتك}:* أي أخرجك أهلها.
    قاله أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط، وابن أبي زمنين في تفسيره، وبه قال الفراء في معاني القرآن، والماوردي في النكت والعيون، وابن قتيبة في غريب القرآن، وغيرهم جمع.

    زاد ابن أبي زمنين: يعني: مكة.

    قال ابن قتيبة في غريب القرآن: {وكأين من قرية} أي كم من أهل قرية: {هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك} يريد: [أخرجك] أهلها.

    قال الزجاج في معانيه: المعنى وكم من أهل قرية هي أشد قوة من أهل قريتك التي أخرجتك. أي الذين أخرجوك أهلكناهم بتكذيبهم للرسل فلا ناصر لهم.

    قال السمرقندي في البحر: أهل مكة الذين أخرجوك*من*مكة إلى المدينة.

    قال النسفي في مدارك التنزيل :وأراد بالقرية أهلها ولذلك قال أهلكناهم.

    قال مكي في الهداية إلى بلوغ النهاية: يريد أهل القرية بدلالة قوله بعد ذلك {أهلكناهم فلا ناصر لهم}.

    قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: وكم يا محمد من قرية هي أشد قوة من قريتك، يقول أهلها أشدّ بأسا، وأكثر جمعا، وأعدّ عديدا من أهل قريتك، وهي مكة، وأخرج الخبر عن القرية، والمراد به أهلها.

    قلت (عبدالرحيم) : قوله تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ}: تقديره: وكأين من أهل قرية هم أشد من أهل قريتك الذين أخرجوك.
    إذ لا يتصور أنه يعني أن جمادات القرية هي التي أخرجت محمدا - صلى الله عليه وسلم -!.

    ومنه قوله تعالى ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ): فقوله { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}: يعني اسأل أهل القرية؛ إذ لا يتصور أنه يسأل بيوت، وجمادات القرية!.

    وقوله {وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}: أي واسأل أهل العير؛ إذ لا يتصور أنه سيسأل العير وهي عجماوات!

    قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن: أي أهل القرية.

    قال الزجاج في معاني القرآن: لأن القرية لا تُسْأل ولا تجيب.
    وقال أيضا (الزجاج) في المصدر ذاته - في أكثر من موطن -: المعنى اسال أهل القرية.
    ومرة قال: سل أهل القرية.

    قال الجصاص في أحكام القرآن: يريد*أهل*القرية.

    قال الزركشي في برهانه: {واسأل*القرية*ال ي*كنا فيها} أي*أهل*القرية*وأ ل*العير.

    قال غلام ثعلب في ياقوتة الصراط: {واسأل القرية*التي*كنا فيها} أراد:*أهل*القرية وكما قال: {والعيرالتي*أقبل نا فيها} أراد:*أهل العير.

    قال القصاب في النكت: وكان الأصل:
    واسأل*أهل*القرية *وأهل*العير، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه للإيجاز؛ لأن المعنى مفهوم.
    انتهى كلامه.

    قلت: ونظيرتها {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ}: قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني: وكم من*أهل قرية*أهلكناها، يعني: أهلكنا أهلها، وهي ظالمة أي: كافرة.

    ومنه {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمَْ}: تقديره: واشربوا في قلوبهم حب العجل.

    قال الفراء في معاني القرآن: فإنه أراد: حب العجل.
    انتهى كلامه.

    وبه قال ابن قتيبة في غريب القرآن، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب.

    إلا أن الزجاج، وابن الجوزي قالا: سقوا حب العجل.

    ومنه قوله تعالى*{فإذا عزم الأمر}: أي عزم أصحاب الأمر.*
    قاله مكي بن طالب القيسي في إعراب القرآن.

    ومنه {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ}: تقديره أمم من أرسلنا إليهم قبلك؛ يعني اسأل أهل الكتاب هل في كبهم الأمر بعبادة غير الله، وفيه توبيخ للمشركين على عبادتهم الأوثان لأنه ليس بموجود في كتاب أنه أمر بعبادة الأوثان، وهم ربما يحتجون على محمد - صلى الله عليه وسلم - بأهل الكتاب.

    قال ابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب: سل أتباعهم.

    وقال النحاس في معاني القرآن: واسأل*أمم*من*قد*أ رسلنا*من*قبلك*من* رسلنا.
    وبه قال الواحدي في الوجيز، والسمعاني في تفسيره، وتاج القراء الكرماني في غرائب التفسير، وغيرهم.

    قال الكرماني: أي أمم من أرسلنا، يعني أهل الكتاب.

    قال الجرجاني في درج الدرر في تفسير الآي والسور: ويجوز أن يكون التقدير: سل آل من أرسلنا، أو سل ذوي من أرسلنا .

    قال القصاب في النكت: وفي الكلام على الوجه الأول حذف، والتقدير: وسل*أمم من*أرسلنا*من*قبل .

    قال مكي في الهداية: يعني: اسأل يا محمد أهل الكتابين عن ذلك. فالتقدير: وأسال من أرسلنا إليهم قبلك رسلنا. و " من " زائدة.

    قال الألوسي في روح المعاني: والكلام بتقدير مضاف أي*واسألأمم*من*أ سلنا*أو على جعل سؤال الأمم*بمنزلة سؤال المرسلين إليهم.

    وروى ابن جزير الطبري في تفسيره عن السدي أنه قال: إنها قراءة عبدالله: " سل الذين أرسلنا قبلك رسلنا".

    قال ابن كثير في تفسيره: قال مجاهد: في قراءة عبد الله بن مسعود: "واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا". وهكذا حكاه قتادة والضحاك والسدي، عن ابن مسعود. وهذا كأنه تفسير لا تلاوة، والله أعلم.

    قال الطبري: إنما معناه: فاسأل كتب الذين أرسلنا من قبلك من الرسل، فإنك تعلم صحة ذلك من قبلنا، فاستغنى بذكر الرسل من ذكر الكتب، إذ كان معلوما ما معناه.

    قال الواحدي في الوجيز: يعني: أهل الكتابين هل في كتاب أحد الأمر بعبادة غير الله تعالى؟ ومعنى هذا السؤال التقرير لعبدة الأوثان أنهم على الباطل.

    انتهى.

    *قوله {أَهْلَكْنَاهُم فَلَا نَاصِرَ لَهُم}:* يعني أهلكناهم بأنواع العذاب، فلا مانع يمنعهم منا.

    كما جاء في قوله تعالى { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

    انتهى

    المعنى الإجمالي للآية:

    قوله تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ}: يعني: وكم من أهل قرية هم أشد من هؤلاء الذين كذبوك، وأخرجوك طريدا، شريدا إلى طيبة؛ دمرناهم ومزقناهم كل ممزق، كما فعلنا بعاد وثمود، وغيرهم، فلم يمنعهم أحد من عذابنا.

    وهذا تهديد لأهل مكة، إذ لو شاء لأهلكهم أجمعين؛ لكن شاء العلي العليم الحكيم - جل ذكره - ألا يكون ليخرج من شاء من أصلابهم من أهل التوحيد.

    لذا لما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم قال له ربه { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}: أي له وحده الأمر في هدايتهم، وإسلامهم، أو تعذيبهم.
    ....................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  3. افتراضي للعلم والإحاطة: يمكنكم متابعة " معاني وغريب القرآن " عبر (فيسبوك) على الرابط أدناه:


  4. افتراضي

    قوله تعالى
    ﴿إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ﴾ [النحل: 120].

    *قوله {إِنَّ إِبراهيمَ كانَ}:* للناس.

    *قوله {أُمَّةً}:* يعني إماما يقتدون به.
    بلغة قريش.
    قاله أبو عبيد القاسم بن سلّام في لغات القبائل الواردة في القرآن، وذكره عبدالله بن حسنون السامري في اللغات.

    قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن: أي كان إماما مطيعا، ويقال*أنت*أمة*فى هذا الأمر، أي يؤتم بك.

    فقوله تعالى {أُمَّةً}: أي إماما يقتدي به الناس.
    قاله*نجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن، وابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن.

    زاد ابن قتيبة: لأنه ومن اتبعه*أمة، فسمي*أمة*لأنه سبب الاجتماع. وقد يجوز*أن*يكون سمي*أمة: لأنه اجتمع عنده من خلال الخير ما يكون مثله في*أمة. ومن هذا يقال: فلان*أمة*وحده، أي: هو يقوم مقام*أمة.

    قال السمرقندي في بحر العلوم: والأمة: السيد في الخير الذي يعلم الخير.

    قال الإيجي الشافعي في جامع البيان: فعلة بمعنى مفعول كرحلة ونخبة، أي: ما يرتحل إليه وما ينتخب أي يختار.

    قال ابن الأنباري: هذا مثل قول العرب: فلان*رحمة، وفلان*علامة، ونسابة، ويقصدون بهذا التأنيث قصد التناهي في المعنى الذي يصفونه، والعرب قد توقع الأسماء المبهمة على الجماعة، وعلى الواحد، كقوله: فنادته الملائكة، وإنما ناداه جبريل وحده.
    حكاه ابن الجوزي في زاد المسير في علم التفسير. .

    *قوله {قانِتًا لِلَّهِ}:* قانتا: مطيعا. والقنوت: في هذا المقام الطاعة.
    وقد سبق بيان الوجوه والنظائر في معنى القنوت - بحمد الله -.

    فقوله {قانِتًا}: يعني مطيعا.
    قاله السمرقندي في بحر العلوم، والواحدي في الوجيز، والسيوطي في تفسير الجلالين، وإلايجي في جامعه، وغيرهم جمع.

    وقال نجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان: دائما على العبادة.

    *قوله {حَنيفًا}:* الحنيف: المستقيم المائل كل الميل إلى فطرة الإسلام. والدين*الحنيف: الإسلام. والحنيفية، ملة الإسلام.*ويقال: تحنف: إذا تحرى الدين*الحنيف. (1).

    ونظيرتها قوله (*بل ملة إبراهيم حنيفا*): قال ابن كثير في تفسيره: " أي : لا نريد ما دعوتم إليه من اليهودية والنصرانية ، بل نتبع (*ملة إبراهيم حنيفا*) أي : مستقيما.

    انتهى كلامه.

    قال الكفوي في الكليات: كل موضع في القرآن ذكر*الحنيف*مع المسلم*فهو الحاج {ولكن كان حنيفا مسلما} وفي كل موضع ذكر وحده فهو*المسلم*نحو: {لله حنيفا} وكل من أسلم لله ولم ينحرف عنه في شيء فهو حنيف و {ملة إبراهيم حنيفا} أي: مخالفا لليهود والنصارى منصرفا عنهما

    قال الزبيدي في تاج العروس: والحنيف، كأمير: الصحيح الميل إلى الإسلام، الثابت عليه، وقال الراغب: هو المائل إلى الاستقامة.*

    قال الرازي في مختار الصحاح: (ح ن ف): (الحنيف) المسلم و (تحنف) الرجل أي عمل عمل*الحنيفية، ويقال: اختتن، ويقال: اعتزل الأصنام وتعبد.

    قال الزجاج في معاني وإعراب القرآن: وحقيقته في اللغة*أن*الحنيف المائل إلى الشيء لا يزول عنه أبدا، فكان*عليه السلام مائلا إلى الإسلام غير زائل عنه.

    قال الطبري في تفسيره: مستقيما على دين الإسلام.

    وقال مقاتل بن سليمان في تفسيره، والسمعاني في تفسيره، والسمرقندي في البحر: (حَنيفًا): مخلصا.

    *قوله {وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكين}:* يقول: ولم يك يشرك بالله شيئا، فيكون من أولياء أهل الشرك به، وهذا إعلام من الله تعالى أهل الشرك به من قريش*أن*إبراهيم منهم بريء وأنهم منه برآء.
    قاله الطبري في تفسيره.
    .....................
    (1): أنظر: المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده، وشمس العلوم ودواء كلام العرب من المكلوم للحميري.

    قال ابن منظور في لسان العرب:
    وقال الأخفش:*الحنيف*ا مسلم، وكان في الجاهلية يقال من اختتن وحج البيت حنيف لأن العرب لم تتمسك في الجاهلية بشيء من دين إبراهيم غير الختان وحج البيت، فكل من اختتن وحج قيل له حنيف، فلما جاء الإسلام تمادت الحنيفية، فالحنيف*المسلم؛ وقال الزجاج: نصب حنيفا في هذه الآية على الحال، المعنى بل نتبع ملة إبراهيم في حال حنيفيته، ومعنى*الحنيفية في اللغة الميل، والمعنى أن إبراهيم حنف إلى دين الله ودين الإسلام، وإنما أخذ الحنف من قولهم رجل أحنف ورجل حنفاء، وهو الذي تميل قدماه كل واحدة إلى أختها بأصابعها. الفراء:*الحنيف*م سنته الاختتان. وروى الأزهري عن الضحاك في قوله عز وجل: حنفاء لله غير مشركين به
    ، قال: حجاجا، وكذلك قال السدي. ويقال: تحنف فلان إلى الشيء تحنفا إذا مال إليه. وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: بل ملة إبراهيم حنيفا
    ، قد قيل: إن الحنف الاستقامة وإنما قيل للمائل الرجل أحنف تفاؤلا بالاستقامة. قال أبو منصور: معنى*الحنيفية في الإسلام الميل إليه والإقامة على عقده. والحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام والثابت عليه. الجوهري:*الحنيف* لمسلم وقد سمي المستقيم بذلك كما سمي الغراب أعور.*
    .......................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب قرآن - حديث. عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  5. افتراضي

    قوله تعالى
    ﴿وَتَأكُلونَ التُّراثَ أَكلًا لَمًّا﴾
    [الفجر: 19].

    *قوله {وَتَأكُلونَ التُّراثَ أَكلًا}:* التُّراثَ: أي الميراث.
    قاله الماوردي في النكت والعيون، والطبري في تفسيره، والبغوي في تفسيره، وابن قتيبة في غريب القرآن، ومكي في تفسير المشكل، والسمرقندي في بحر العلوم، والسمعاني في تفسيره، والنسفي في مدارك التنزيل، والألوسي في روح المعاني.

    إلا أن السمعاني قال: التراث*والوارث بمعنى واحد، وهو الميراث.

    قال ابن جزي الغرناطي: التراث*هو ما يورث عن الميت من المال.

    قال الواحدي في الوجيز: يعني: ميراث اليتامى.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات في غريب القرآن: أصله وراث، فقلبت الواو ألفا وتاء.

    *قوله {لَمًّا}:* يعني: شديدا.
    قاله الطبري في تفسيره، والسمرقندي في البحر، والواحدي في الوجيز، والبغوي في تفسيره، وابن جزي الغرناطي في التسهيل.

    زاد البغوي: وهو أن يأكل نصيبه ونصيب غيره، وذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان، ويأكلون نصيبهم.

    وزاد السمرقندي: كقولك: لممت الشيء إذا جمعته ومعناه يأكلون مال اليتيم،*أكلا*شدي دا سريعا.

    وزاد الواحدي: تجمعون المال كله في الأكل فلا تعطون اليتيم نصبه.
    *
    وزاد الطبري: لا تتركون منه شيئا، وهو من قولهم: لممت ما على الخوان أجمع، فأنا ألمه لما: إذا أكلت ما عليه فأتيت على جميعه.

    وقال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ: أي جامعا، من لممت الشيء ألمه: ضممته لما، فالتقدير: ذا لم.

    قال الراغب الأصفهاني في المفردات: تقول: لممت الشيء: جمعته وأصلحته، ومنه: لممت شعثه.

    قال السمعاني في تفسيره: وقوله: {أكلا*لما} أي: بخلط الحلال بالحرام.
    وقال مجاهد: {لما} أي: سفا، فيجمع البعض إلى البعض ويسف سفا.
    ..................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب قرآن - حديث. عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •