في غيابات الجفاء
ألقى بروحي في غيابات الجفا
ورمى بجبِّ الحُزْنِ قلبي المُدْنَفا
فدفنتُ في وادي الهُيام حُشاشةً
رُميتْ بسهم الطَّرْف لما أنْ غَفا
وخلعتُ روحي في خمائل حُسنه
وإلى سواه القلبُ يوماً ما هفا
وجلستُ أرتشف اللواعجَ والضَّنَى
ورشفتُ ترياقَ الخيال فما شفى
تركَ الحشا ميْتاً بأطلال الحِمى
يا ليتـــهُ بعـــد المَــــمَاتِ تأسَّفا
فإلى متى يبكي الحمامُ بحرقةٍ ؟!
وينوحُ وجْدي فوق غضنٍ هفهفا
وإلى متى يا قلب تحتملُ النَّوى ؟!
ممــن تـــوضــأ بالبـــِعاد فأسرفا
ذنبــــي بأني ذبت من ألــم النوى
وســـــراجُ آمالي تلاشى وانطفا
وذرفتُ من نيل العيون دمَ الجوى
وللحــــظــةٍ نهــــرُ الــدماء توقّفا
ذنبي سكبتُ القلبَ في ذاك الحمى
صباً فيغمرني الـــحيــــاءُ وإن عفا
سهدٌ وتبـــريحٌ وجـــفـــنٌ ســــاجمٌ
وصبابةٌ والصبْر يصرخ بي : كفى
فَصِلِ المُحِبَّ ولو بطيفٍ في الكرى
يا من خيـــــالُك ما بدا إلا اختفى
شعر : مصطفى قاسم عباس