قصيدة ألقيت اليوم في حفل افتتاح دار أبي الفداء الشرعية لعلوم القرآن والسنة النبوية

إلى دار أبي الفداء الشرعية

كم بــتُّ ذا لهفةٍ أبكيكِ مُرتقبا

وأدمعي قرَّحــت جَفنَيَّ والْهُدُبا

ما تيَّمتْ هندُ قلبي كي أذوبَ جَوىً
ولا سعادُ التي كعبٌ لَها كتبا

وليس شوقي لرسْم غارَ أو طَلَلٍ
ولا لــدارٍ نأتْ أو نَجمُها غَرَبا

لكنّ شوقي إلى دارٍ حوتْ حِكما
كديْمةٍ تـُمــطر الأخلاقَ والأدبا
****
أهيمُ فيها هي الشمسُ التي سطعت
في ظلمة الوهم حتى تكشفَ الْحُجُبا

ومن سناها يشعُّ النورُ مُؤْتلقــاً
إلى دمشقَ إلى حمصٍ إلى حَلبا

نبعٌ سيروي نخيلَ الروح كوثـرُهُ
ويعشبُ القلبُ حتى إن غدا خَشبا

ودوحةٌ أزهرت طهراً يضوعُ شذاً
وبالتقى غردت أفنانُـها طــربا
****
أبا الفداء فداك الــروحُ فانطلقي
وجاوزي في عُلاك النجم والشُّهُبا

وعلمينا علـــومَ الدين صافيةً
مـن التطــرف يا أمّاً لنا وأبا

نورٌ وفضلٌ من الرحمن جئتِ لنا
فنحمدُ الله من أعطى ومَن وهبا

أبا الفداءِ خذي الأجيال وانتظري
جيلاً وقوراً يـُحـاكي السادة النُّجُبا

أبا الفداءِ خُذي الألباب وارتقبي
على المنابر فجراً يَنــثـرُ الْخُطَبا
****
بالعلم يرتفعُ الإنسانُ منـزلــةً
فيصبحُ الفردُ بَحراً هــادراً لَجبا

من يرتوي العلمَ من صافي منابعـه
فذاك من كوثر الدنيا لقــد شَرِبا

لا يستوي جامعٌ للعلم في نـَهَمٍ
مع الذي يَجمع الياقوتَ والــذهبا

كم غاضَ نبعٌ فجف الْماء من لهبٍ !
لكنَّ نبعَ الهدى والعلم مــا نضبا

..ما أحرفي سُكبت في السطر قافية
لكنه الْحُبُّ في أوراقيَ انسكبا

على النبي يُصلي الله ما صدحت
حمائمٌ أو تنشقنا نسيمَ صَبا

شعر : مصطفى قاسم عباس