تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: تعريف أهَمّ ثلاثة كتب في معرفة رواة الكتب السِّتّة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي تعريف أهَمّ ثلاثة كتب في معرفة رواة الكتب السِّتّة

    منقول من ملتقى أهل الحديث: <span style="font-family:traditional arabic;"><font size="5"><span style="color: rgb(0, 0, 255);">http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=320597
    وجدتُ في كتاب "الميسر في علم الرجال" للشيخ سيد عبد الماجد الغوري (طبعة مكتبة زمزم بكراتشي في باكستان)، تعريفاً جامعاً لكل من "تهذيب الكمال" للمزي، و"تهذيب التهذيب" و"تقريب التهذيب" لابن حجر، والذي ذكره المؤلف تحت عنوان: "تعريف أهم ثلاثة كتب في معرفة رواة الكتب الستة"، ويتضح من خلاله الفرقُ بين كل من هذه الكتب الثلاثة، يقول المؤلف:
    "يُذكَر فيما يلي تعريفٌ مُوَسَّعُ لثلاثةٍ كتبٍ مُهِمّة في تراجم رُواةِ الكتب السِّتّة، والتي كثيراً ما يَرجِع إليه الطالبُ لمعرفة أحوالِهم، ومكانتِهم من الجرح والتعديل:
    الأول: تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للمِزِّي، أبي الْحَجَّاج، جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن (ت742ﻫ).

    اقتصر فيه الْمُؤلِّفُ كتابَ "الكمال في أسماء الرجال للمَقْدِسِيِّ" على رجال الكتب السِّتَّة. فاستدرك ما فاتَه (أي المقدسيَّ) مِن رواة الكتب. وأضاف (أي الْمِزِّيُّ) إلى مُعْظَم تراجم الأصلِ مادَّةً تاريخيةً جديدةً في شيوخ صاحب الترجمة، والرواة عنه، وما قِيل فِيه من جرحٍ، أو تعديلٍ، أو توثيقٍ، أو تاريخِ مولدِه، أو وفاتِه.
    ومنهجُه في الكتاب على النحو التالي:
    أوّلاً: تَرْجَمَ لرِجال الكُتُب السِّتّة، ولرِجال المصنَّفات التي صنَّفها أصحابُ الكتب السِّتّة، والتي أيضاً تتعلَّق بالحديث،مثل كتبالتواريخ ﮐ "التاريخ الكبير" للبخاري وغيره؛ لأن الأحاديث التي ترد فيها غير مقصودة بالاحتجاج..
    ثانياً: رَمَز في كلِّ ترجمةٍ رموزاً تَدُلُّ على المصنَّفات التي رَوَتْ أحاديثَ من طريق صاحب الترجمة. فهو حين يُورِد الترجمةَ يقول - مثلاً -: "مالك بن أنس بن مالك أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غَيْمان بن خُثَيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصْبَح الأصبحي الحِمْيَري، أبو عبد الله المدَني".
    وبعد سوق النَّسب؛ يَذكُر الْمَوْلِدَ ونحوَ ذلك.
    ثم يقول - مثلاً -: "ع"، ومعناها أنه أَخْرَجَ له الجماعةُ.
    وإذا قال: "خ م"؛ معناه أنه أخرج له البخاريُّ ومسلمٌ.
    و: "دس" إذا أخرج له أبو داود والنَّسائي.
    و: "ت" إذا أخرج له الترمذي.
    و: "هـ" إذا أخرج له ابن ماجه.
    وهكذا في كل راوٍ مع بداية الكلام على اسم الرَّاوي، يَذكُر مَن خرَّج له مِن أصحاب السُّنَن.
    وإذا كان في "السُّنَن الأربعة" فيَذكُر رقمَ (4).
    وهكذا إلى آخر الكتاب، فيَذكُر أولاً مَن خَرَّج له من أصحاب الكتب السِّتّة إمّا مجتمعين أو متفرِّقين.
    ثالثاً: ذَكَر في ترجمة كلّ راوٍ شيوخَه وتلاميذَه على الاستيعاب قَدْرَ ما تيسَّر له. ورَتَّب كُلاًّ من شيوخ صاحب الترجمة وتلاميذه على حروف المعجم. وذَكَر في ترجمة كلِّ راوٍ شيوخَه بقوله: "رَوَى عن فلان"، وتلاميذه بقوله: "روى عنه".
    خامساً: ذَكَر سَنَةَ وفاةِ الرَّاوي، وذكر الخلافَ وأقوالَ العلماء فيها بالتفصيل.
    سادساً: ذَكَر عدداً من التراجم ولم يعرِّف بأحوالهم، ولم يزد على قوله: "روى عن فلان"، أو "روى عنه فلان"، أو "أخرج له فلان"، لكن عدد من لم يُعرِّف بأحوالهم قليلٌ جدّاً بالنسبة للأعداد الكثيرة في هذا الكتاب.
    سابعًا: أطال الكتابَ بإيراده كثيراً من الأحاديث التي يُخرِجها بإسناده من مروياته العالية من "الموافقات" و"الأبدال" وغير ذلك من أنواع العلوم، وقَلَّ أن يَذكُر ترجمةَ راوٍ من المشهورين مِن غير أن يَسُوْقَ له حديثاً بإسناده فيقول: "وقد وَقَع لي مِن حديثه بدلاً عالياً وقد وافقتُه في كذا"، ويَذكُر الإسنادَ طويلاً، وتُقَدَّرُ هذه الأحاديث من حيث الحجم بنحو ثُلُث حجمِ الكتاب.
    ثامناً: رتَّب أسماءَ التراجم على أَحْرُف المعجم، غير أنه ابتدأ في حرف الألف بِمَن اسمُه "أحمد"، وفي حرف الميم بِمَن اسمُه "محمَّد". وذَكَر لكُلِّ رجلٍ من رجال الكتب السِّتَّةِ: اسمَه، واسمَ أبيه وجَدِّه، ونسبَه الكامِل، وتاريخَ مَولِده، ووفاتِه.
    تاسعاً: ونَقَل أقوالَ علماءِ الجرح والتعديل في الرُّواة، بعضها بإسناده إلى قائليها، وبعضها بدون سندٍ.
    عاشراً: نبَّه على ترتيبات بعض الأسماء الْمُبْهَمة أو الْمَكْنِيَّة، وما أشبه ذلك.

    رموز الكتاب:


    رمز الكتاب


    اسم المؤلف


    اسم الكتاب

    الرقم

    خ
    الإمام البخاري محمد بن إسماعيل
    صحيح البخاري
    1

    م
    الإمام مسلم بن الحجاج القشيري
    صحيح مسلم
    2
    د
    الإمام أبو داود سُليمان بن الأشعث السجستاني
    سنن أبي داود
    3

    ت

    الإمام أبو عيسى محمد بن سورة الترمذي
    سنن الترمذي
    4

    س

    الإمام أحمد بن شعيب النسائي
    سنن النَّسائي
    5


    ق

    الإمام ابن ماجه محمد بن يزيد القزويني
    سنن ابن ماجه
    6

    خت
    محمد بن إسماعيلالإمام البخاري
    تعليقات البخاري في صحيحه
    7

    بخ
    " " " " "
    الأدب المفرد
    8

    عخ
    " " " " "
    خلق أفعال العباد
    9

    ي

    " " " " "
    جزء رفع اليدين
    10

    ز

    " " " " "
    جزء القراءة خلف الإمام
    11

    مق

    الإمام مسلم بن الحجاج القُشيري
    مقدمة مسلم في صحيحه
    12

    ف
    الإمام أبو داود سُليمان بن الأشعث السجستاني
    الفرد
    13

    ل
    " " " " " " " " " " "
    المسائل
    14

    خد
    " " " " " " " " " " " " "
    الناسخ
    15

    صد

    الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني
    فضائل الأنصار
    16

    قد

    " " " " " " " " " " " " " "
    القدر
    17

    كد
    " " " " " " " " " " "
    مسند مالك
    18
    مد
    " " " " " " " " " " " " " "
    المراسيل
    19
    تم
    الإمام أبو عيسى محمد بن سورة الترمذي
    الشمائل
    20
    ص

    الإمام أحمد بن عبد الرحمن النسائي

    خصائص عليٍّ D
    21
    سي

    الإمام أحمد بن عبد الرحمن النسائي
    عمل اليوم والليلة
    22
    عس
    " " " " " " " " " " " " " " " " "

    مسند عليٍّ D
    23
    كن
    " " " " " " " " " " " " " " " " "
    مُسْنَد مالكٍ
    24
    فق
    الإمام ابن ماجه محمد بن يزيد القزويني
    تفسير ابن ماجه
    25
    ع

    البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
    الكتب السِّتّة معاً
    26
    4

    أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجه
    السُّنَن الأربعة
    27

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    والثاني: تهذيب التهذيب: لابن حجر العسقلاني، أبي الفضل، شهاب الدين، أحمد بن علي (ت852ﻫ).

    وهو اختصارٌ وتهذيبٌ ﻟ "تهذيب الكمال للْمِزِّيِّ"، ويتمثَّل اختصاره فيما يأتي:

    1) حَذَف الحافظُ ابن حجر كثيراً مِن شيوخ صاحب الترجمة وتلاميذه الذين استوعبهم الْمِزِّيُّ، واقتصر على الأَشْهَر والأَحْفَظِ والمعروفِ منهم، ورَتَّبهم داخل الترجمة على التقدُّم والسِّنِّ والحفظِ والإسنادِ والقَرابةِ وما إلى ذلك، لا على حروف المعجم مثلما كان في الأصل.

    2) واقتصر من كلام الجرح والتعديل على ما يُفيدهما فقط، وحَذَف أسانيدَ الأقوال في الجرح والتعديل التي نسبها الْمِزِّيُّ إلى قائليها.

    3) وحَذَف الأسانيدَ من الأحاديث التي كانت في الأصل.

    4) وحَذَف كثيراً من الخلاف في وفاة الرجل إلاَّ لِمَصلَحةٍ.

    وزادَ على "تهذيب الكمال" مع إبقاء ترتيبه وتراجمه ما يلي:
    1) زاد في التراجم ما ظَفِرَ به من أقوال الأئمة في التجريح والتوثيق من كتاب "تذهيب التهذيب" للحافظ الذهبي، ومن "إكمال تهذيب الكمال" للمُغْلَطَاي وغيرِهما، وصَدَّرَه بقوله: "قلتُ".

    2) وزاد بعضَ التراجم التي رأى أنها على شرطِه.

    أمَّا رموزُه فهي مثل رموز "تهذيب الكمال" لم تتغيَّر.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    والثالث: تقريب التهذيب: لابن حجر أيضاً.

    اختصر فيه الْمُؤلِّفُ كتابَه "تهذيب التهذيب" في نحو سُدُسِ حَجْمِه، وبذلك أصبح هذا الكتابُ مختصراً جِدّاً، بحيثُ لا تزيد كلُّ ترجمةٍ على ثلاثة أسطرٍ، لكنه مع ذلك مُفِيدٌ جدّاً لِمَن يُريد أن يَعرِف الْمُوْجَزَ لكلام الأئمة في أحد رُواةِ الكتب السِّتّة من حيث الجرح والتعديل.
    أما منهجُ المؤلِّف في الكتاب فإنه رَتَّبه على حُروف المعجم بذِكر أسماء الرُّواة من الألف إلى الياء، لكن في حرف الألف بدأ ﺑ"أحمد"، وفي الميم بدأ ﺑ"محمَّد" لشَرَفِ الاسمَين.


    واقتصر في ترجمة الرَّاوي على اسمه وأبيه وجدِّه، وكُنيتِه ولقبِه، مع ضبطِ ما يُشكِل من ذلك بالحروف، ثم يَذكُر مرتبتَه بكلمةٍ أو كلمتَيْن، ثم عصرَ الرَّاوي، وتاريخَ وفاتِه مُشِيْراً إليه بذكر طبقتِه، ثم يَذكُر في رَمْزٍ مَن رَوَى عنه.
    مثال ذلك: زياد بن يحيى بن حسان، أبو الخطاب الْحَسّاني النكري، بضَمِّ النُّون، البصرى، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وخمسين. ع.
    وذَكَر في آخر الكتاب، الرُّواةَ المعروفين بالكُنَى على حُروف المعجم.
    وذَكَر من نُسِبَ إلى أبيه أو أُمِّه أو جَدِّه أو عَمِّه، مِثل "ابن إسحاق"، و"ابنِ أبي أوفى". وذَكَر تحت هذا فصلاً فِيمَن قِيل فيه: "ابن أخي فلان"، مِثل: "ابن أخي الزُّهري".ثم تحت هذا الفصل فصلٌ فِيمَن قِيل فيه: "ابن أُمِّ فلان"، منهم الصحابي الجليل: ابنُ أُمِّ مَكُتوم.
    وذَكَر الأنسابَ من القبائل والبلاد والصَّنائع وغير ذلك مِثل: الأنصاري، الإفريقي، الْحُلواني، الغَزَّال، الوَرَّاق.
    ثم ذَكَر الألقابَ مِثل: الأحول، الأعمش، الأعرج، الأحدب الكوسج. ثم تحت هذا يَذكُر الكُنَى من الألقاب مِثل: أبو تُراب، أبو الرِّجال، أبو الأحوص. ثم ذَكَر الأنسابَ من الألقاب مِثل: الْمَقْبُري، الزُّهري، الدَّورقي.
    ثم ذَكَر الْمُبْهَمات مِثل: "إبراهيم النَّخعي عن خاله"، فوضَّح مَن خالُه. ثم الكُنَى من المبهمات مِثل: "أبو إسحاق الهمداني عن رجلٍ عن سعد ابن عبادة"، وبيَّن كلَّ ذلك.
    ثم أخيرًا ذَكَر النِّساءَ، ورَتَّب أسماءَهن كما فعل في أسماء الرِّجال.
    واستعمل في الكتابِ نفسَ الرُّمُوْزِ التي ذَكَرها في "تهذيب التهذيب"، إلاَّ أنه زادَ رَمْزاً وهو كلمةُ "تمييز"، وهي إشارةٌ إلى مَن ليست له روايةٌ في المصنَّفات التي هي
    موضوعُ الكتاب.
    تقسيم طبقات الرُّوَاة في هذا الكتاب:

    قسَّم ابنُ حجر الرُّواةَ إلى طبقاتٍ بحسب سِني وفياتِهم، وإلى مراتب بحسب حالِهم من حيث الجرح والتعديل،
    فقال في المقدِّمة: "وباعتبار ما ذكرتُ انحصر لي الكلامُ على أحوالِهم في اثنتي عَشْرَة مرتبةً، وحصرُ طبقاتِهم في اثنتي عَشْرَة طبقةً؛ فأمَّا المراتب:
    فأوَّلُها: الصَّحابة: فأُصرِّح بذلك لشَرَفِهم.
    الثانية: مَن أُكِّدَ مدحُه: إمَّا بأفعل ﻛ"أَوْثَق الناس"، أو بتكرير الصِّفة لفظاً ﻛ"ثقة ثقة"، أو معنى: ﻛ"ثقة حافظ".
    الثالثة: مَن أُفْرِدَ بصفةٍ، ﻛ"ثقة"، أو "مُتقِن"، أو "ثَبْت"، أو "عَدْل".
    الرابعة: مَن قَصُرَ عن درجة الثَّالثة قليلاً، وإليه الإشارة ﺑ"صَدُوْق"، أو "لا بأسَ به"، أو "ليس به بأسٌ".
    الخامسة: مَن قَصُرَ عن الرَّابعة قليلاً، وإليه الإشارة ﺑ"صَدُوْقٍ سَيِّء الحِفظ"، أو "صدوق يَهِمُ"، أو "له أَوْهامٌ"، أو "يُخطىء"، أو "تغيَّر بأَخَرةٍ". ويَلتحِق بذلك مَن رُمِيَ بنوعٍ من البدعة، ﮐ: التَّشَيُّع، والقَدَر، والنَّصْب، والإرجاء، والتَّجَهُّم، مع بيان الدَّاعية من غيره.
    السَّادسة: مَن ليس له من الحديث إلاَّ القليلُ، ولم يَثْبُتْ فيه ما يُترَك حديثُه مِن أجله، وإليه الإشارة بلفظ: "مقبول"، حيث يُتابَع، وإلاَّ ﻓ"ليِّن الحديث".
    السَّابعة: مَن رَوَى عنه أكثَرُ مِن واحدٍ ولم يُوَثَّقْ، وإليه الإشارةُ بلفظ: "مَسْتُور"، أو "مَجْهُول الْحال".
    الثَّامنة: مَن لم يُوجَد فيه توثيقٌ لِمُعتَبَر، ووُجِدَ فيه إطلاقُ الضَّعْفِ، ولو لم يُفسَّر، وإليه الإشارةُ بلفظ: "ضعيف".
    التَّاسعة: مَن لَمْ يَرْوِ عنه غيرُ واحدٍ، ولم يُوَثَّقْ، وإليه الإشارةُ بلفظ: "مجهول".
    العاشرة: مَن لَمْ يُوَثَّقْ البَتَّةَ، وضُعِّفَ مع ذلك بقادِحٍ، وإليه الإشارةُ ﺑ"متروك"، أو "متروك الحديث"، أو "واهِي الحديث"، أو "ساقِط".
    الحادية عشرة: من اتُّهِمَ بالكَذِب.
    الثَّانية عشرة: مَن أُطْلِقَ عليه اسمُ الكذب، والوَضْعِ.

    ثم قال المؤلِّفُ:"
    وأمّا الطبقاتُ:
    فالأُوْلَى: الصَّحابة، على اختلاف مراتبِهم، وتمييزُ مَنْ ليس له منهم إلاَّ مُجَرَّدُ الرُّؤْيَةِ مِن غيره.
    الثَّانية: طبقةُ كبارِ التَّابِعين، ﻛ"ابن الْمُسَيَِّب"، فإن كان مُخَضْرَماً صَرَّحْتُ بذلك.
    الثَّالثة: الطبقةُ الوُسْطَى من التَّابِعين، ﻛ"الْحَسَن [البَصْري]" و"ابن سِيْرِيْن."
    الرَّابعة: طبقةٌ تَلِيْها: جُلُّ روايتِهم عن كبار التَّابِعين، ﻛ"الزُّهْرِيّ" و"قَتَادَة".
    الخامسة: الطبقةُ الصُّغْرى منهم، الذين رَأَوْا الواحدَ والاثنينَ، ولم يَثْبُتْ لبعضِهم السَّمَاعُ من الصَّحابة، ﻛ"الأَعْمَش".
    السَّادسة: طبقةٌ عاصَرُوا الخامسةَ، لكن لَمْ يَثْبُتْ لهم لقاءُ أحدٍ من الصَّحابة، ﻛ"ابن جُرَيْج".
    السَّابعة: كبارُ أتباعِ التَّابِعين، ﻛ"مالِكٍ" و"[سُفيان] الثَّوْرِي".
    الثامنة: الطبقةُ الوُسْطَى منهم، ﻛ"[سُفيان] بن عُيَيْنَة" و"ابن عُلَيَّة".
    التَّاسعة: الطبقةُ الصُّغْرَى من أتباع التَّابِعين ﻛ"يَزِيْد بن هارُوْنَ"، و"الشَّافِعِيّ" ، و"أبي داود الطَّيالِسِيّ"، و"عبد الرَّزَّاق".
    العاشرة: كبارُ الآخِذِين عن تَبَعِ الأتباع، مِمَّن لم يَلْقَ التَّابِعين، ﻛ"أحمد بن حَنْبَل".
    الحادية عشرة: الطبقةُ الوُسْطَى مِن ذلك، ﻛ"الذُّهْلِيّ" و"البُخاري".
    الطبقةُ الثَّانية عشرة: صِغارُ الآخِذِين عن تَبَعِ الأتباع، ﮐ"التِّرمذي". وألحقتُ بها باقي شيوخ الأئمة السِّتَّة، الذين تَأخَّرَتْ وفاتُهم قليلاً، كبعض شيوخ النَّسائي.
    وذكرتُ وفاةَ مَن عرفتُ سنةَ وفاتِه مِنهم، فإنْ كان مِن الأُوْلَى والثَّانية فهم قبل المئة. وإنْ كان من الثالثة إلى آخر الثامنة: فهم بعد المئة. وإنْ كان من التاسعة إلى آخر الطبقات فهم: بعد المئتَيْن. ومن نَدَرَ عن ذلك بَيَّنْتُه".
    (من كتاب "الميسر في علم الرجال" للشيخ سيد عبد الماجد الغوري، طبعة مكتبة زمزم بكراتشي في باكستان، ص167، 175).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي

    جزاك الله كل خير يا شيخ
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد مسفر العتيبي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله كل خير يا شيخ
    وجزاك مثله يالحبيب
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    نفع الله بك أبا البراء .
    وقد ذكر محقق تهذيب الكمال - د. بشار عواد معروف - منهج المصنف ، وفيه ما يلي :


    أما نطاق الكتاب ومنهجه فيمكن تلخيصه بما يأتي :

    1- اجتهد أن يستوعب جميع رجال هذه الكتب غاية الامكان ، لكنه قال : غير أنه لا يمكن دعوى الاحاطة بجميع ما فيها ، لاختلاف النسخ ، وقد يشذ عن الانسان بعد إمعان النظر وكثرة التتبع ما لا يدخل في وسعه".

    2- بين أحوال هؤلاء الرجال حسب طاقته ومبلغ جهده ، وحذف
    كثيرا من الاقوال والأسانيد طلبا للاختصار"إذ لو استوعبنا ذلك ، لكان الكتاب من جملة التواريخ الكبار".
    3- استعمل عبارات دالة على وجود الرجل في الكتب الستة أو في بعضها ، فكان يقول"روى له الجماعة"إذا كان في الكتب الستة ، ونحو قوله : اتفقا عليه"أو"متفق عليه"إذا كان الراوي ممن اتفق على إخراج حديثه البخاري ومسلم في "صحيحيهما"وأما الباقي فسماه تسمية.
    4- ابتدأ كتابه بترجمة قصيرة للرسول صلى الله عليه وسلم أخذها بسنده من كتاب"السيرة"لابن هشام استغرقت صفحة واحدة فقط ، وَقَال في نهايتها"وقد أفردنا لاحواله صلى الله عليه وسلم مختصرا لا يستغني طالب الحديث ولا غيره من المسلمين عن مثله".وأتبع ذلك بفصل من أقوال الأئمة في أحوال الرواة والنقلة ، أورده بالأسانيد المتصلة إليه استغرق ثمان أوراق .
    5- أفرد الصحابة عن باقي الرواة ، فجعلهم في أول الكتاب ، وبدأهم بالعشرة المشهود لهم بالجنة ، فكان أولهم الصديق أبو بكر رضي الله عنهم ، وأفرد الرجال عن النساء ، فأورد الرجال أولا ، ثم أتبعهم بالنساء ، ورتب الرواة الباقين على حروف المعجم ، وبدأهم بالمحمدين لشرف هذا الاسم.
    وقد امتدحه العلماء ، وأثنوا عليه ، فقال ياقوت الحموي : جوده جدا"....


    تفضيل التهذيب على الكمال - للحافظ عبد الغني المقدسي - في المحتوى :
    أولا : اقتصر كتاب "الكمال" على رواة الكتب الستة ، فاستدرك المزي ما فات المؤلف من رواة هذه الكتب أولا ، وهم كثرة ، ودقق في الذين ذكرهم ، فحذف بعض من هو ليس من شرطه ، وهم قلة ، ثم أضاف إلى كتابه الرواة الواردين في بعض ما اختاره من مؤلفات أصحاب الكتب الستة ، وهي :
    للبخاري :
    1- كتاب القراءة خلف الإمام.
    2- كتاب رفع اليدين في الصلاة.
    3- كتاب الادب المفرد.
    4- كتاب خلق أفعال العباد.
    5- ما استشهد به في الصحيح تعليقا.
    ولمسلم :
    6- مقدمة كتابه الصحيح.
    ولابي داود :
    7- كتاب المراسيل.
    8- كتاب الرد على أهل القدر.
    9- كتاب الناسخ والمنسوخ.
    10- كتاب التفرد (وهو ما تفرد به أهل الامصار من السنن).
    11- كتاب فضائل الانصار.
    12- كتاب مسائل الإمام أحمد (وهي المسائل التي سأل عنها أبا عَبد الله أحمد بن محمد بن حنبل).
    13- كتاب مسند حديث مالك بن أنس.

    وللترمذي :
    14- كتاب الشمائل.
    وللنسائي :
    15- كتاب عمل يوم وليلة.
    16- كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أَبي طالب رضي الله عنه.
    17- كتاب مسند علي رضي الله عنه.
    18- كتاب مسند حديث مالك بن أنس.
    ولابن ماجة القزويني
    19- كتاب التفسير.
    وبذلك زاد في تراجم الاصل أكثر من ألف وسبع مئة ترجمة.
    ثانيا : وذكر جملة من التراجم للتمييز ، وهي تراجم تتفق مع تراجم الكتاب في الاسم والطبقة ، لكن أصحابها لم يكونوا من رجال أصحاب الكتب الستة.
    ثالثا : أضاف المزي إلى معظم تراجم الاصل مادة تاريخية جديدة في شيوخ صاحب الترجمة ، والرواة عنه ، وما قيل فيه من جرح أو تعديل أو توثيق ، وتاريخ مولده أو وفاته ، ونحو ذلك ، فتوسعت معظم التراجم توسعا كبيرا.
    رابعا : وأضاف المزي بعد كل هذا أربعة فصول مهمة في آخر كتابه لم يذكر صاحب "الكمال" منها شيئا وهي :
    1- فصل فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه أو جده أو أمه أو عمه أو نحو ذلك.
    2- فصل فيمن اشتهر بالنسبة إلى قبيلة أو بلدة أو صناعة أو نحو ذلك.
    3- فصل فيمن اشتهر بلقب أو نحوه.
    4- فصل في المبهمات.
    وهذه الفصول تيسر الانتفاع بالكتاب تيسيرا عظيما في تسهيل الكشف على التراجم الاصلية ، فضلا عن إيراد بعضهم مفردا في هذه الفصول.
    خامسا : رجع المزي إلى كثير من الموارد الاصلية التي لم يرجع إليها صاحب "الكمال" يعرف ذلك كل من يلقي نظرة على الكتابين ، وكان لا بد للمزي أن يفعل ذلك بعد توسيعه لمادة الكتاب كل هذا التوسيع ، فلم يكن ذلك ممكنا إلا بزيادة الموارد المعتمدة.
    سادسا : هذا فضلا عن زيادة التدقيق والتحقيق وبيان الأَوهام ومواطن الخلل في كل المادة التاريخية التي ذكرها عبد الغني في "الكمال" ، فوضح سقيمها ، ووثق ما اطمأن إليه ، فأورده في كتابه الجديد.
    التهذيب ثلاثة أضعاف الكمال
    لقد أدت كل هذه الاضافات الاساسية إلى تضخم الكتاب تضخما كبيرا ، فصار ثلاثة أضعاف "الكمال" تقريبا ، وأصتبح يتكون من مئتين وخمسين جزءا حديثيا ، فإذا علمنا أن الجزء الحديثي الذي كتبه المؤلف المزي بخطه يتكون من عشرين ورقة (أربعين صفحة) عرفنا أن المزي وضع كتابه في عشرة آلاف صفحة ، في كل صفحة 21 سطرا ، فضلا عما كتبه المؤلف من تحقيقات في حواشي نسخته .... إلخ كلامه رحمه الله .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    فوارق مهمة بين مجموعة من كتب التراجم


    السؤال:
    ما الفرق بين الكتب التالية ، وأيها يغني عن الآخر ؟ - تهذيب الكمال للمزي . - تهذيب التهذيب لابن حجر ، تقريب التهذيب لابن حجر . - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للذهبي ، ميزان الاعتدال للذهبي . - لسان الميزان لابن حجر ، سير أعلام النبلاء للذهبي ، الكامل في الضعفاء لابن عدي .


    الجواب :
    الحمد لله
    طالب العلم لا يستغني عن أي كتاب ، حتى لو كان مختصرا لكتاب آخر ، أو مستلا منه ، فغالبا ما سيجد فيه إضافة علمية مهمة يحتاجها في بحثه ودرسه ، فقد كان من هدي العلماء الأوائل الحرص على تقديم الجديد في مؤلفاتهم وكتبهم ، كي لا تذهب أوقاتهم هدرا في تكرار علم اشتملت عليه الكتب الأخرى ، وخاصة كتب الحديث .
    فكتب التراجم وعلم الرجال إذن - كلها بمجموعها - تشكل موسوعة تاريخية لا نظير لها في الدنيا ، ولا يستغني عنها طالب العلم الباحث المدقق .
    وبيان ذلك أن كلا من " تهذيب الكمال "، و " تهذيب التهذيب "، و " تقريب التهذيب "، و " الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة "، هي مختصرات وإضافات ترجع إلى أصل واحد ، هو كتاب " الكمال في معرفة أسماء الرجال " لعبد الغني المقدسي (ت600هـ) ، إلا أن كل كتاب من هذه تميز بأمور لا تجدها في غيره .
    فـ " تهذيب الكمال " أضاف إلى " الكمال " مئات التراجم التي فاتته ، كما قال مؤلفه نفسه الإمام المزي رحمه الله :
    " تتبعت الأسماء التي حصل منه إغفالها ، فإذا هي أسماء كثيرة ، تزيد على مئاتٍ عديدة من أسماء الرجال والنساء . ثم وقفت على عدة مصنفات لهؤلاء الأئمة الستة غير هذه الكتب الستة ، فإذا هي تشتمل على أسماء كثيرة ليس لها ذكر في الكتب الستة ، ولا في شيء منها ، فتتبعتها تتبعاً تامّاً ، وأضفتها إلى ما قبلها ، فكان مجموع ذلك زيادة على ألف وسبعمائة اسم من الرجال والنساء " انتهى من " تهذيب الكمال " (1/148) .
    و" تهذيب التهذيب " مثلا اختصر من أسماء الشيوخ والتلاميذ لكل راو ما يضطرك إلى الأصل المطبوع في " تهذيب الكمال " في كثير من الأحيان ، ولكنه أضاف على المزي كثيرا من أقوال المجرحين أو المعدلين التي فاتته ، كما قال ابن حجر رحمه الله :
    " اقتصرت من شيوخ الرجل ومن الرواة عنه - إذا كان مكثراً - على الأشهر والأحفظ والمعروف ...ومهما ظفرت به بعد ذلك من تجريح وتوثيق ألحقته ، ولا أحذف من رجال " التهذيب " أحداً ، بل ربما زدت فيهم من هو على شرطه " انتهى من " تهذيب التهذيب " (1/4) .
    وأما كتاب " تقريب التهذيب " فهو مختصر جدا ، لا ينفع الباحث في التعرف المفصل على الراوي وبيان حاله ، ولكنه تميز بذكر خلاصة الحكم على الراوي ، في رأي المؤلف ، الأمر الذي لا تجده في الكتب السابقة ، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " يتضمن الحسنى التي أشار إليها وزيادة ، وهي : أنني أحكم على كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه ، وأعدل ما وصف به بألخص عبارة ، وأخلص إشارة ، بحيث لا تزيد كل ترجمة على سطر واحد غالباً " انتهى من " مقدمة تقريب التهذيب ".
    وكذلك حال كتاب " الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة " للإمام الذهبي ، فهو مختصر جدا ، لا يفيد الباحث في معرفة الشيوخ والتلاميذ وأقوال النقاد والسماع والاتصال والانقطاع ونحو ذلك ، وحذف منه تراجم الرواة في غير الكتب الستة تحديدا ، ولكن فيه إضافة نافعة ، وهي أيضا ذكر خلاصة حكم الإمام الذهبي على الراوي بكلمات معدودة .
    قال الذهبي في مقدمته : " اقتصرت فيه على ذكر من له رواية في الكتب الستة دون باقي تلك التواليف التي في " التهذيب "، ودون من ذُكِرَ للتمييز أو كُرِّر للتنبيه "
    وهكذا كل كتاب مما سبق فيه بعض الميزات التي لا توجد في غيره ، وفيه نواقص نسبية ، بمعنى أن هذه النواقص قد لا تكون مهمة لبعض الباحثين ، وقد تكون ضرورية لآخرين ، بحسب الباحث ونوع البحث الذي يجريه . لكن في المجمل العام ، طالب العلم الجاد لا يستغني عن شيء منها .
    أما الكتب الأخرى ، فكتاب " ميزان الاعتدال " للحافظ الذهبي جمع فيه كل من ضعفه أحد النقاد من الرواة ، سواء من رواة الكتب الستة أو غيرهم ، وسواء كان التضعيف بحق أم بغير حق ، ولم يستثن سوى الصحابة وأئمة المذاهب المتبوعة .
    يقول رحمه الله :
    " احتوى كتابي هذا على ذكر الكذابين الوضاعين المتعمدين قاتلهم الله ، وعلى الكاذبين في أنهم سمعوا ولم يكونوا سمعوا ، ثم على المتهمين بالوضع أو بالتزوير ، ثم على الكذابين في لهجتهم لا في الحديث النبوي ، ثم على المتروكين الهلكى الذين كثر خطؤهم وترك حديثهم ولم يعتمد على روايتهم ، ثم على الحفاظ الذين في دينهم رقة ، وفي عدالتهم وهن ، ثم على المحدثين الضعفاء من قبل حفظهم ، فلهم غلط وأوهام ، ولم يترك حديثهم ، بل يقبل ما رووه في الشواهد والاعتبار بهم لا في الأصول والحلال والحرام ، ثم على المحدثين الصادقين أو الشيوخ المستورين الذين فيهم لين ، ولم يبلغوا رتبة الأثبات المتقنين ، ثم على خلق كثير من المجهولين ممن ينص أبو حاتم الرازي على أنه مجهول ، أو يقول غيره : لا يعرف ، أو فيه جهالة ، أو يجهل ، أو نحو ذلك من العبارات التي تدل على عدم شهرة الشيخ بالصدق ، إذ المجهول غير محتج به ، ثم على الثقات الأثبات الذين فيهم بدعة ، أو الثقات الذين تكلم فيهم من لا يلتفت إلى كلامه في ذلك الثقة ، لكونه تعنت فيه ، وخالف الجمهور من أولي النقد والتحرير ، فإنا لا ندعى العصمة من السهو والخطأ في الاجتهاد في غير الأنبياء " .
    انتهى من " ميزان الاعتدال " (1/3).
    ثم جاء الحافظ ابن حجر واختصر من " ميزان الاعتدال " كل التراجم الموجودة في " تهذيب التهذيب "، وأضاف عليه من وصف بالضعف وفات الذهبي ذكره ، وسمى كتابه " لسان الميزان "، فمن اقتنى " تهذيب التهذيب " و " لسان الميزان " أغناه إن شاء الله عن " ميزان الاعتدال ".
    يقول ابن حجر رحمه الله :
    " من أجمع ما وقفت عليه في ذلك كتاب " الميزان " الذي ألفه الحافظ أبو عبد الله الذهبي ، رأيت أن أحذف منه أسماء من أخرج له الأئمة الستة في كتبهم أو بعضهم ، فلما ظهر لي ذلك استخرت الله تعالى ، وكتبت منه ما ليس في تهذيب الكمال...وقد جمعت أسماءهم - أعني من ذكر منهم في الميزان - وسردتها في فصل آخر الكتاب ، ثم إني زدت في الكتاب جملة كثيرة... وما زدته في أثناء ترجمة ختمت كلامه بقول انتهى وما بعدها فهو كلامي ، وسميته لسان الميزان " انتهى من " لسان الميزان " (1/192) .
    وأما كتاب " الكامل في ضعفاء الرجال " لابن عدي ، فيغني عنه ما سبق من الكتب ، فقد استوعب ما فيه كل من ابن حجر والذهبي رحمهما الله ، ومع ذلك فمن أراد التدقيق لم يكتف بالكتب التي تنقل عنه ، بل يرجع إلى المصدر مباشرة ، كي يقف على الترجمة المطولة ، ويدقق في دقة النقل عنه أصلا ، فكثيرا ما تقع الأوهام في نقل آراء ابن عدي ، وكثيرا ما تتضح في تراجم ابن عدي أحوال الرواة بشكل أفضل ، لما تميز به من جمع مناكير الراوي وما أخذ عليه في ترجمته . وهذا المنهج لا بد أن يستفاد منه في أي عمل موسوعي قادم .
    يبقى أخيرا الحديث حول كتاب " سير أعلام النبلاء " للإمام الذهبي ، فهو من الموسوعات المهمة للباحث ، لما فيه من جمع عريض ، وتراجم شاملة ، ليست لرواة الحديث فحسب ، بل لكل من عرفه الذهبي من المشاهير عنده ، من الأمراء والعلماء والمصنفين وغيرهم من كل من كان له ذكر في التاريخ الإسلامي ، بل فيه تراجم لغير المسلمين أيضا . فهو كتاب مهم ، ومرجع أساس للباحث في التراث .
    يقول الدكتور بشار عواد معروف :
    " استعمل الذهبي لفظ " الأعلام " ليدل على المشهورين جدا بعرفه هو ، لا بعرف غيره ، ذلك أن مفهوم " العَلَم " يختلف عند مؤلف وآخر استنادا إلى عمق ثقافته ، ونظرته إلى البراعة في علم من العلوم ، أو فن من الفنون ، أو عمل من الأعمال ، أو أي شيء آخر . لذلك وجدنا أن سعة ثقافة الذهبي ، وعظيم اطلاعه ، وكثرة معاناته ودربته بهذا الفن ، قد أدت إلى توسيع هذا المفهوم ، بحيث صرنا نجد تراجم في " السير " مما لا نجده في كتب تناولت المشهورين ، مثل " المنتظم " لابن الجوزي ، و " الكامل " لابن الأثير ، و " البداية " لابن كثير ، و " عقد الجمان " لبدر الدين العيني ، وغيرها .
    لم يقتصر الذهبي في " السير " على نوع معين من " الأعلام "، بل تنوعت تراجمه فشملت كثيرا من فئات الناس ، من الخلفاء ، والملوك ، والأمراء والسلاطين ، والوزراء ، والنقباء ، والقضاة ، والقراء ، والمحدثين ، والفقهاء ، والأدباء ، واللغويين ، والنحاة ، والشعراء ، وأرباب الملل والنحل والمتكلمين والفلاسفة ، ومجموعة من المعنيين بالعلوم الصرفة " .
    انتهى من " سير أعلام النبلاء " (طبعة الرسالة، المقدمة/ 110) .
    نرجو أن نكون قد بينا في هذه العجالة تعريفا موجزا بهذه الكتب ، والفوارق بينها ، وما تميز كل منها عن الآخر .
    والله أعلم .

    https://islamqa.info/ar/219245



  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    نفع الله بك أبا البراء .
    وبك نفعنا الله شيخنا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •