الحلقة (1) مقدمة تعريفية بالشخصيّات التونسيّة
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيّدنا محمد النبيّ الأميّ الأمين و آله و صحبه اجمعين أمّا بعد :
أيّها الاخوة و الأخوات السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و اهلا و سهلا و مرحبا بكم في مفننح هذه الحلقات التي نتحدث فيها عن شخصيّات تونسيّة كان لها اكبر الآثر في بناء تونس في الماضي الماضي البعيد و الماضي المتوسط و الماضي القريب و العصر الحاضر و تونس بلاد دخلها الاسلام في مرحلة مبّكرة جدا في النصف الاوّل من القرن الاوّل الهجري فشرفت بالاسلام و بصحابة رسول الله صلّى الله عليه و على آله و سلّم و بقيت كذلك مسلمة و لا تزال و لن تزال مسلمة الى ان يرث الله الارض و من عليها فتونس وقف اسلامي لا تصلح الاّ بالاسلام و لا يصلح لها الاّ الاسلام و ارجو ان تكون هذه حقيقة بدهيّة في ذهن الاخوة و الاخوات انا اعلم أنّي أتحدث الى العالم الاسلامي لكن لمّا أتحدّث من خلال قناة تونسيّة فأنا اتحدّث الى الاخوة من تونس و الاخوات من تونس ابتداءا و لا يمنع ذلك أن يكون في ذلك فائدة ان شاء الله كبرى لكلّ المسلمين باذن الله تعالى فتونس بلاد شرفت بالاسلام فصارت وقفا اسلاميّا الى يوم الناس هذا و الى ان يرث الله تعالى الأرض و من عليها و في هذه الحلقات سآتي على ذكر شخصيات طبعا لن استطيع ان اذمر الاّ كبارهم و عضماءهم ربّما فاتني و لا اقول ربّما هذا اكيد فاتني جملة كبيرة جدا من عضماءهم و شرفاءهم و نبلاءهم و قادتنهم و مجاهديهم و شيوخهم و زهادهم و علماءهم فما استطيع أن أزعم انّي استقصيت و لا أنّي قربت من الاستقصاء هي ثلاثون حلقة ماذا أذكر فيها و ما أدع ربما اذكر بعضا و اترك للسنوات المقبلة ان شاء الله تعالى ذكر البعض الآخر و سآتي على ذكر عقبة بن نافع الفهري الصحابي الكبير رضي الله تعالى عنه و الذي كان له شرف افتتاح هذه البلاد و فتح ليبيا و ما بعدها الى طنجة الى السوس الى تلك البلاد البعيدة و عقبة هو عقبة و سلىتي على ذكره ان شاء الله تعالى و سآتي على ذكر العشرة أو بعض العشرة من التابعين الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه الخليفة الراشديّ الخامس باءتفاق المسلمين ارسل عشرة من التابعين الى اهل تونس ليفقهوهم و يعلموهم في القيروان و سآتي على ذكر بعضهم ان شاء الله تعالى و لهم سير رائعة جليلة تعيد الى المرء كثيرا ممّا فقد من ايمانه و فقد من حماسته و فقد من زهده بذكر هؤلاء العظماء و ايضا سآتي على ذكر الامام الكبير القائد المجاهد اسد بن الفرات بن سينان العالم الكبير الذي جمع بين العلم و الجهاد في سبيل الله و فتح الله على يديه صقليّة تلك الجزيرة الكبيرة التي نعمت بالاسلام مدة طويلة و اسد بن الفرات احد كبار علماء الاسلام و سآتي ايضاعلى ذكر الامام الكبير عبد السلام بن سعيد التنّوخي المشهور بسحنون و ابنه محمد و طائفة كبيرة من تلاميذه كوّنوا مدرسة رائعة في القيروان و تونس و كان له سبع مائة من اصحابه نشروا العلم في آفاق هذه البلاد و كان يوصف بأنّه أعظم الفقهاء من اصحاب مالك هو لم يدرك مالكا لكن من اتباع مذهب مالك و كان يوصف في بعض الوصف بأنّه اعظم فقيه في الدنيا الآن ذاك سحنون بن سعيد و سآتي على ذكر مجموعة من زهّاد تونس و وعّاظها ابو جعفر الصبائي و مجموعة البهلول بن راشد و شقران بن علي و مجموعة رائعة كان لها في الزهد آثار و اخبار حقيقة ترقق قلب المرء و تعيده الى الجادة من جديد و سآتي على ذكر بعض قضاة تونس الكبار الذين ضربوا أروع المثل في القضاء عبد الله بن أحمد بن طالب و عبد الله بن عمر بن غانم مثل هؤلاء القضاة الذين يفرحوا بوجودهم و يسرّوا بوجودهم و هذه ايضا رسالة الى القضاة ليقرؤا اخبار سلفهم من قضاة تونس الذين ضربوا اروع المثل في ادارة القضاء و كيفية العمل بالقضاء في هذه البلاد الكريمة العزيزة و من القرّاء ايضا مكي بن ابي طالب القيسي ذلك الامام الكبير القارئ الكبير الذي كان له آثر كبير في حفظ القراءات و له كتب جليلة ينتفع بها الى اليوم و ايضا سآتي على ذكر الامام الكبير ابن خلدون عبد الرحمان بن محمد التونسيّ و تنقل في البلاد و عاش في مصر و ولي قضاء المالكيّة في مصر و توفي في مصر سنة 808 رحمه الله تعالى و لا ينسى أيضا مجد الدين التونسيّ و لا ينسى بن عرفة الورغميّ و هو من الفقهاء الكبار و لا ينسى علي بن زياد الطرابلسيّ الذي اسّس مذهب الامام مالك في تونس و كان له عدد من التلاميذ الكبار منهم اسد بن الفرات ذلك العالم المجاهد الذي ذكرته قريبا و كان لعلي بن زياد ايضا اخبار و حكايات جليلة من اذكر؟ و من اترك؟ القضيّة امبر من ان يسع حلقات ثلاثون او ستون او مائة العظماء في تونس ماشاء الله تبارك الله جماعة كبيرة جدا و لئن آتينا الى العصر الحديث فلئن نسي الزمان فلن ينسى أبدا خير الدين التونسي الذي كان عبدا من العبيد يباع و يشرى في بلاد الشركس بلاد في القوقاز على بحر قزوين في آسيا الوسطى و اتي به الى تونس و كان لخير الدين الآثر العظيم في تحريك الراكد في العصر الحديث فقد كان في القرن الثالث عشر هجريّ التاسع عشر ميلادي و هذا الرجل له سيرة جليلة انتقل من العبوديّة الى رئاسة وزراء تونس ثمّ الى ان يكون الصدر الأعظم في الدولة العثمانيّة رئاسة وزراء الدولة العثمانيّة لمولى او لعبد سبحان الله حرر فصار هير الدين التونسيّ ابو النهضة التونسيّة الحديثة كما يلقّب هذا لنعلم ايّها الاخوة و الاخوات انّ الاسلام لا يقين حواجز امام الابداع و امام المواهب و امام القدرة الذاتية للفرد بل يرتقي الى أعلى المراتب بفضل الله تعالى ثم بموهبته و قدراته و حماسته و عطاءه و بذله و تضحيّاته يتولى أرفع المناصب و اعظمها فالاسلام لا يعرف هذه الحواجز المصطنعة الجاهليّة انّما المجال مفتوح لكل الناس ان يبدعوا و ان يتحركوا و ان يذهبوا و ان يرتقوا الى اعلى المناصب و ذلك بفضل الله لهم ثمّ بجهودهم و قدراتهم و مواهبهم و لا ينسى التاريخ ايضا عبد العزيز الثعالبي ذلك المفكّر الكبير التونسيّ الذي جهد في تخليص تونس من الاستخراب الفرنسي الذي جثم على صدرها و دخلت فرنسا باقدامها الدنسة ارض تونس الطاهرة سنة 1298 للهجرة في اخر القرن الثالت عشر هجريّ بما يوازي في التاريخ النصراني سنة 1881 للميلاد و حاول عبد العزيز الثعالبي جهد فكّر قدّم اخّر و تغرّب عن وطنه بسبب ذلك و لوحق و اتعب لكن القدر لم يسعفه فمات قبل ان يرى استقلال تونس و أيضا لئن نسي الزمان لن ينسى ابدا فقهاء تونس الكبار في العصر الحديث محمد عبد العزيز جعيّط الشيخ سالم بوحاجب الامام الكبير الشيخ الطاهر بن عاشور الذي اذكرنا سير السلف بسعة علمه و فقهه و عظيم اطلاعه هذا الرجل امام من قرأ كتبه عرف انّه لم يكم ينتمي قرننا الفائت في اسلوبه و طريقنه و كتابته انّما كان ينتمي الى زمان بعيد من قرأ كتبه حسب أنّه يقرأ لعالم من القرن الرابع او الخامس او السادس هجريّ في جودة اسلوبه و قوذة عربيته و حسن سبكه و نظمه رحمه الله تعالى و ولده الفاضل أيضا ابن عاشور ذلك الامام العالم الكبير الذي كان له كتابات أثرى بها المكتبة التونسيّة بل المكتبة الاسلاميّة و تناقل الناس أخبار الفاضل و اخبار الطاهر ابيه و اخبار سالم بوحاجب و محمد عبد العزيز جعيّط تناقلها النّاس مؤخرا لأنّ تونس ماهو معلوم أن تونس جزء من المغرب الكبير الذي يبدا من برقة الذي يبدا من الحود الليبيّة المصريّة الى شنقيط هذا المغرب الكبير معزول في اغلب مدده عن المشارقة فاكثر اهل المشرق يجهل اخبار اكثر اهل المغرب و يجهل اخبار تواريخ اهل المغرب انا اعني بالمغرب المغرب العربيّ الكبير الذي ان شاء الله سنراه وحدة جغرافيّة واحدة و سياسيّة و اقتصاديّة عمّا قريب ان شاء الله تعالى و تزول هذه الحواجز المصطنعة المغرب العربيّ الكبير شكى ابن خلدون و هو من هو و توفيّ قبل ستة قرون و بضع سنين شكى من هذا في كتابه في المقدمة و ذكر انّ المغاربة لا يكاد يعرفهم المشارقة و ذلك لبعد الشقّة و لأنّ المغاربة لم يرزقوا ما عند المشارقة من ذكر في المشرق فاهل المغرب يعرفون اكثر المشهورين من المشارقة بينما اهل المشرق لا يعرفون حتى المشهورين أو المعروفين من المغاربة في الجملة و هذا الذي عانى منه اهل المغرب الكبير و عانى منه اهل اليمن و اشتكى منه الشوكاني رحمه الله تعالى ما ذلك الاّ لانعزال تلك المناطق و بعدع الشديد و هناك عامل مهم انّ اهل المغرب لابدّ ان ياتوا الى الحج و يحجّوا فيتعرفوا على مصر و على الحجاز و على الشام بحسب مسار الرحلة بينما اهل المشرق لا يجدون سببا للذهاب للذهاب الى المغرب في العموم فلذلك كانوا يجهلون ذلك التاريخ و أيضا و لئن نسي التاريخ اعلام تونس تونس لن ينسى الشيخ الكبير محمد الخضر حسين الذي تنقلت به الاحوال من تونس الى دار السعادة الايستانة الاستانة اسطنبول هكذا كان تسمى الى القاهرة و ياللعجب ليلي مشيخة الأزهر فهذه من العجائب التاريخيّة انّ رجلا تونسيّا ياتي الى مصر هو في زمانه و ليس في زمان ابنه و لا حفيده لاكبر مؤسسة دينيّة في مصر هذا يدل على انّ المصريين حسنو الاستقبال للغرباء و انّهم ينزلونهم فيهم و منهم بمنزلة انفسهم و انّهم يولونهم المناصب ان رأوا فيهم كفاءة فهذا محمد الخضر حسين تونسيّ و يلي المناصب الكبرى في مصر ماشاء الله لا قوّة الاّ بالله سنتحدث ان شاء الله عنه في حلقة منفصلة أيضا ان شاء الله تعالى هذه الحلقات انا اتحدّث عن عؤلاء لماذا ؟ هل من اجل قص القصص فقط ؟ لا من اجل سبب اعظم و اكبر هو ان نقتدي بفعالهم ان نقترب منهم ان نتشبه بهم تشبهوا ان لم تكونوا مثلهم انّ التشبّه بالكرام فلاح و من اجل ان نحاول ان نلحق بغبار من سلف فانّهم وصولوا الى اعلى المراتب و اسناها و اعظمها فنحاول أن نبذل جهدا ان نضحي كما ضحوا ان نتعلّم كما تعلموا ان نقدم كما قدموا ان نبني الحضارة الاسلاميّة المنشودة اليوم كما شارك التونسيون في بناء حضارة كبيرة جدا اسلاميّة رائعة على مدار التاريخ الاسلامي كان لاهل تونس النصيب الوافر و حق لكم يا اهل تونس اليوم من رجال و نساء ان تفخروا بهؤلاء العظماء و ان ترفعوا رؤوسكم طويلا بهم فانّهم كانوا والله مثل نجوم السماء مثل نجوم السماء يقتدي بهم المقتدون و يتبعهم المتبعون فلهذا انا جئت من بلدي الى هنا لأصوّر هذه الحلقات من اجل ان ابيّن لكم عظمة هذه الشخصيات و روعتها و جلالها و ان شاء الله تعالى ابتداءا من الغد سآخذ في ذكر هذه الشخصيّات التي ارجو ان شاء الله تعالى ان يكتب لي اجر اذاعة نشر تفاصيلها و ان يكتب لكم ان شاء الله الاقتداء بها ارجو ذلك و الله سبحانه تعالى هو المعين و هو المامول و صلي اللهم و سلّم و بارك على سيّدنا محمد النبي الأميّ الأمين و آله و صحبه احمعين و الحمد لله رب العالمين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

تفريغ تلميذ الشيخ/
الشيخ محمد موسى الشريف -حفظه الله تعالى-