في«جامع العلوم والحكم» أن أبابكر الصديق رضي الله عنه ظل يحلب لجيرانه شاتهم حتى وهو خليفة.
ما صحة هذا الاثر؟
في«جامع العلوم والحكم» أن أبابكر الصديق رضي الله عنه ظل يحلب لجيرانه شاتهم حتى وهو خليفة.
ما صحة هذا الاثر؟
أورده غير واحد من أهل السير دون اسناد، منهم: الطبري في تاريخ الملوك: (3/ 432)، وابن منيع في الطبقات الكبير: (3/ 170)، والبلاذري في أنساب الأشراف: (10/ 72)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (30/ 423)، وابن الجوزي في صفة الصفوة: (1/ 258)، وابن الأثير في الكامل: (2/ 266)، وَكَانَ يَحْلِبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ، فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلافَةِ قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الْحَيِّ: الآنَ لا تَحْلِبُ لَنَا مَنَائِحَ دَارِنَا، فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: (بَلَى لَعَمْرِي لأَحْلِبَنَّهَا لَكُمْ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَلا يُغَيِّرَنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ فَكَانَ يَحْلِبُ لَهُمْ).
جزاكم الله خيرا .
بل لها اسناد
ذكرها ابن منيع في الطبقات مسندة في بيعة أبي بكر رضي الله عنه في قصة طويلة بأسانيد متعددة متداخلة
قال قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَبِيحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ
أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِبَعْضِهِ، فَدَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: " بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَوْمَ.........
.. وَكَانَتْ لَهُ قِطْعَةُ غَنْمٍ تَرُوحُ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا خَرَجَ هُوَ نَفْسُهُ فِيهَا، وَرُبَّمَا كُفِيَهَا فَرُعِيَتْ لَهُ، وَكَانَ يَحْلُبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ، فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الْحَيِّ: الْآنَ لَا تُحْلَبِ لَنَا مَنَائِحَ دَارِنَا، فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: بَلَى لَعَمْرِي لَأَحْلُبَنَّهَ ا لَكُمْ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يُغَيِّرُنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ، فَكَانَ يَحْلُبُ لَهُمْ، فَرُبَّمَا قَالَ لِلْجَارِيَةِ مِنَ الْحَيِّ: يَا جَارِيَةُ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُرْغِيَ لَكِ أَوْ أُصَرِّحَ؟ فَرُبَّمَا قَالَتْ: أَرْغِ، وَرُبَّمَا قَالَتْ: صَرِّحْ، فَأَيُّ ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ، فَمَكَثَ كَذَلِكَ بِالسُّنْحِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ....))
و قال ابن كثير: هذا سياق حسن وله شواهد من وجوه أخر ومثل هذا تقبله النفوس وتتلقاه بالقبول))
ومن طريقه رواها أبو جعفر الطبري , وابن عساكر وكذا ابن الأثير
بارك الله فيكم
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3 / 185 - 186 - ومن طريقه ابن جرير الطبري في تاريخه 3 / 431 ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 30 / 323 ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3 / 334 - قال ابن سعد :
ذِكْرُ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَبِيحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِبَعْضِهِ، فَدَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: " بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ .... فذكره مطولا .
جزاك الله خيرا ,
لكن ابن سعد هو نفسه ابن منيع -صاحب الطبقات -الذي ذكرته سابقا , وهذا الاسناد المتعدد لابن سعد هو ذاته الاسناد الذي قصدته في الأول
وعنه أخذ كل من بعده , وفيه قال ابن كثير مقولته تلك
هل ثبت أن أبا بكر رضي الله عنه كان يتعاهد عجوزا بالمدينة ، يقوم على خدمتها ، وهو خليفة المسلمين ؟
ملخص الجواب
السؤال:
لقد قرأت من بعض الكتب قصة أبي بكر رضي الله عنه مع المرأة العجوز، والذي كان يذهب إلي بيتها بعد صلاة الفجر من كل يوم ليقضي حاجتها، وحينما أردت أن أنقل هذه القصة لأصدقائي، سألني أحد الأصدقاء: ما مصدر هذه القصة ؟ ، ولم أعرف مصدرها حتي الذين يتكلمون عن هذه القصة لم يذكروا مصدر هذه القصة . فما مصدر هذه القصة أم أنها قصة لا أساس لها من الصحة كما يقول البعض ؟
تم النشر بتاريخ: 2016-01-17
الجواب :
الحمد لله
ينقل بعض الناس قصة مفادها أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يخرج كل صباح إلي خيمة في ضواحي المدينة ، فيدخل على عجوز عمياء كسيرة من الرعية ، فيكنس بيتها، ويصنع طعامها، ويحلب شياهها .
فإذا انتهى رجع إلى المدينة ، فأخذ عمر يتفقد أبا بكر كل صباح أين يذهب ؟
وذات مرة دخل عليها عمر بعد أن خرج أبو بكر .
فقال للمرأة : من أنت؟
قالت : أنا امرأة عمياء كسيرة ، مات زوجي منذ زمن ، ومالنا من عائل بعد الله ، إلا هذا الرجل الذي يدخل علينا .
قال : أتعرفينه ؟
قالت : لا والله ما أعرفه .
قال : ماذا يفعل ؟
قالت : يكنس البيت ، ويحلب شياهنا ، ويصنع طعامنا.
فجلس عمر رضي الله عنه يبكي ".
فهذه القصة لم نجد لها أصلا بهذا التمام ، ولا نعلم أحدا من أهل العلم ذكرها في مناقب الصديق رضي الله عنه .
وقد رويت هذه القصة على وجه آخر ، فروى الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" (30/ 322) من طريق رشدين عن الحجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري :
أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل ، فيستقي لها ويقوم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت، فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها، فرصده عمر، فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة ، فقال عمر : " أنت هو لعمري " .
وهذا إسناد ضعيف جدا .
- أبو صالح الغفاري لم يسمع من أبي بكر الصديق ولا من عمر رضي الله عنهما، قال ابن يونس: يروي عن أبي هريرة ، وهُبَيْب بن مُغْفِل، وروايته عن علي مرسلة، وما أظنه سمع منه .
"تهذيب التهذيب" (4/ 59) .
فإذا كان لم يسمع من عليّ ، فانتفاء سماعه من أبي بكر وعمر أولى .
- حجاج بن شداد مجهول ، قال ابن القطان: لا يعرف حاله.
"تهذيب التهذيب" (2/ 202) .
- رشدين بن سعد ضعيف الحديث جدا :
ضعفه الإمام أحمد ، وابن سعد ، وأبو داود ، وابن قانع ، والدارقطني ، وعمرو بن علي ، وأبو زرعة ، وغيرهم، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ، وفيه غفلة ، ويحدث بالمناكير عن الثقات . وقال النسائي: متروك الحديث لا يكتب حديثه .
"تهذيب التهذيب" (3 /240-241) ، "ميزان الاعتدال" (2/49) .
وقد روى ابن سعد في "الطبقات" (3/ 138) (30/324) عن محمد بن عمر ، بأسانيده : " أن أبا بكر رضي الله عنه كَانَ يَحْلُبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ ، فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلافَةِ ، قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الْحَيِّ: الآنَ لا تُحْلَب لَنَا مَنَائِحَ دَارِنَا. فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: بَلَى لَعَمْرِي ، لأَحْلُبَنَّهَا لَكُمْ ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا يُغَيِّرُنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ.
فَكَانَ يَحْلُبُ لَهُمْ ، فَرُبَّمَا قَالَ لِلْجَارِيَةِ مِنَ الْحَيِّ: يَا جَارِيَةُ أَتُحِبِّينَ أَنْ أُرْغِيَ لَكِ أَوْ أُصَرِّحَ؟ فَرُبَّمَا قَالَتْ: أَرْغِ. وَرُبَّمَا قَالَتْ: صَرِّحْ. فَأَيّ ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ " .
وهذه القصة أيضا ضعيفة لا تثبت ؛ محمد بن عمر هو الواقدي ، كذبه الإمام أحمد وغيره ، وقال أبو داود : لا أكتب حديثه ، ولا أحدث عنه ، ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ، وقال بُندار : ما رأيت أكذب منه.
وقال إسحاق بن راهويه هو عندي ممن يضع الحديث .
راجع : "تهذيب التهذيب" (9 /323-326) .
والحاصل :
أننا لم نقف على القصة المذكورة ، ولا ما يشبهها ، من وجه مقبول ، يسوغ نشرها ، أو تداولها .
وفضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه الثابتة عنه أفضل مما ورد في هذه القصة وأعلى .
والله تعالى أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
جزاكم الله خيرا .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان أبو بكرٍ رضي الله عنه يحلب للحيِّ أغنامَهم، فلمَّا بويع بالخلافة قالت جاريةٌ من الحيِّ: «الآن لا يحلب لنا منائحَنا»، فسمعها أبو بكرٍ فقال: «بلى، لعمري لأحلبنَّها لكم، وإنِّي لأرجو أن لا يغيِّرني ما دخلتُ فيه عن خُلُقٍ كنت عليه»، فكان يحلب لهم، فربَّما قال للجارية: «أتحبِّين أن أرغيَ لكِ، أو أن أصرِّح؟» فربَّما قالت: «أرغِ»، وربَّما قالت: «صرِّح»، فأيَّ ذلك قالت فعل. [إسناده حسنٌ لغيره، أخرجه ابن سعدٍ في «طبقاته»].
https://ferkous.com/home/?q=rihab-6-19