قال الماوردي في أدب الدنيا والدين : ولاعلاقة للحفظ بالسنّ ، وإنما هي كثرة الهموم والمشاغل .
قلت:
لابد لمن أراد الحفظ من صفاء الذهن و لن يصفو ذهنك الا بترك المعاصي فقد قال الشافعي رحمه الله :
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي, فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي. وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ, ونورُ الله لا يهدى لعاصي.
و لا علاقة للحفظ بالسنّ و خاصة لا تسمع لذاك المثل الذي يردده المخذلون ممن ورثوا السلبية أبا عن جد: الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر و الحفظ في الكبر كالنقش على الماء
بل لم أر مثلا يثبّط طالب علم و يثنيه عن الحفظ أكثر من هذا المثل بالرغم من أن الواقع بما فيه من تجارب أثبت عدم صحة هذا الكلام و ها نحن بفضل الله نرى كبارا في السن يحفظون القران و الحديث و المتون و ...نسأل الله أن يرزقنا ترك المعاصي حتى تصفى أذهاننا فننعم بنعمة الحفظ في الصدور فننشد ما أنشد الشافعي -رحمه الله- :
علمي معـي أينما يَمَّمتُ أحمــلُه .... بطني وعـاءٌ له لا بطــنَ صــندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي .... أو كنت في السوق كان العلم في السوق
في 1 ديسمبر 2015