عند شرحه لباب الزكاة من رسالة القيرواني و اثر كلامه عن الأوقاص استدل شيخنا الفقيه المالكي الدكتور مختارالجبالي-حفظه الله- بحديث عن التابعي طاوس فأخبرنا بأنه عالم جليل من كبار تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه ثمّ استحضر لنا عنه قصة فقال :
<< كان طاوس جالسا وعنده ابنه فجاء رجل من المبتدعة فتكلم في شيء فقال طاوس : " يا بني ضع أصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع من قوله شيئا فإن هذا القلب ضعيف ".>>
قال شيخنا معلّقا : << جيشان اثنان يغزوان القلب هما جيش الشبهات و جيش الشهوات و الشبهة أشد من الشهوة فالشهوة يمكن للواحد أن ينتصر عليها بشيء من الثبات و الاستعانة بالدعاء أما الشبهة فمشكلة كبيرة تشكك الانسان في الثوابت و العقيدة فالشبهات هي أخطر من الشهوات و الشبهة تدفعها بالعلم النافع و دراسة كتب أهل العلم حتى تجري الأدلة و البراهين على قوّة الخجة فيما يعتقده و الاستعانة بالله في كل ذلك و طلب الهداية و لا كلام ثمّ الشهوة كذلك يلزمها صبر و مجاهدة نفس و الاستعانة بالله كذلك نفس الشيء و ان شاء الله يتجاوزها باذن الله .>>