المتأخرون من آل البيت
وبنو هاشم هم بنو هاشم في أي وقت وفي أي مكان، ينال الآخرين منهم من فضل انتسابهم لآل البيت ما ينال الأولين، ويجب لهم من الحقوق على المسلمين ما يجب للمتقدمين، وتحرم عليهم الصدقة كما تحرم على سلفهم السابقين، وما لم يحل للسابقين منهم فلا يحل للاحقين، إذ لم يطرأ شيء من الشرع بعد رسول الله r، وقد ختم الله الشريعة بمحمد r وأنزل عليه في كتابه الكريم:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم دينا.
وبنو هاشم من أثبت الناس نسبا ومن أشد الناس تثبتا في نسبهم، وعند أغلبهم مشجرات تثبت انتسابهم إلى آل رسول الله r.
وكذلك يعرفون أنهم من آل البيت بالشهرة والسماع والاستفاضة، والقاعدة عند العلماء : " أن السماع يثبت النسب ".
فما استفاض عند الناس أن هذا البيت من آل النبي r واشتهر بذلك عند العارفين بالأنساب الثقات الأثبات حتى علمه القاصي والداني فهذا دليل على صحة انتسابهم لآل البيت .
وتعتبر شهادة الاستفاضة والسماع موجبة لثبوت النسب، ولذلك يحكم العلماء بها في القضاء كما قررها الفقهاء في باب الشهادة، فإذا استفاض أن فلاناً ينتسب لآل بيت النبي r أخذ أحكامهم.
ولا يقدح في ما ذكرناه من التثبت تساهل بعض الأدعياء في ذلك ـــ ممن هم بحاجة إلى إثبات انتسابهم للآل ـــ ممن باعوا مشجرات الانتساب لآل البيت بالمال أو بالشهوات فمثل هؤلاء لا يعتمد على أقوالهم بل ولا يعتبرون لا هم ولا ما يفعلون .
والخلاصة: أن مَن كان من أهل هذا البيت حقا وهو مؤمنٌ، فقد جمَع الله له بين شرف الإيمان وشرف النَّسب، وعليه أن يتقي الله ويحفظ إيمانه وشرفه مما يدنسهما وبالله التوفيق.
من بحثي (تحرير القول في بيان حكم الصدقة على آل الرسول)