تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 47 من 47

الموضوع: أسماء الله الحسنى : هل هي محصورة وثابتة بأثر صحيح من الكتاب والسنّة ؟

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: أسماء الله الحسنى : هل هي محصورة وثابتة بأثر صحيح من الكتاب والسنّة ؟

    هذا الشهر مخصص لـ "المقيت" . . ماهي أدلتها؟ وما أصح معانيها؟ وماهي الحجة على صحة هذا المعنى؟ أثر أم شعر أم سياق الآيات؟ أم من هذا وهذا ؟
    . .

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسماء الله الحسنى : هل هي محصورة وثابتة بأثر صحيح من الكتاب والسنّة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    هذا الشهر مخصص لـ "المقيت" . . ماهي أدلتها؟ وما أصح معانيها؟ وماهي الحجة على صحة هذا المعنى؟ أثر أم شعر أم سياق الآيات؟ أم من هذا وهذا ؟
    . .
    بارك الله فيك
    معنى اسم الله المقيت:
    المقيت: من القوت، اسم فاعل للموصوف بالإقاتة.
    فعله: أقات، وأصله: قات يقوت قوتًا.
    والقوت في اللغة هو ما يمسك الرمق من الرزق،
    يقال: قات الرجل أي أعطاه قوته. ويطلق على الشيء المدخر المحفوظ الذي يقتات منه حين الحاجة فيسمى قوتًا، كالطعام الضروري الذي تدخره في بيتك تأكل منه وأسرتك، أما الشيء الزائد عن الحاجة فلا يسمى قوتًا.
    وبهذا يكون القوت على دربين:
    (قوت للأبدان، وقوت للأرواح).
    فالماء والطعام المتنوع قوت ضروري للبدن وبنسب محددة لو قلت هلك البدن،
    وكذلك القلب له قوته الضروري الذي بدونه يهلك ويموت،
    وقال بعض أهل العلم:
    "المقيت يأتي بمعني المقتدر"، قال الزجاجي رحمه الله:
    "المقيت المقتدر على الشيء"،
    يقال: أقات على الشيء اذا إقتدر عليه وهو بذلك صفة ذات،
    أما إذا جاء بمعنى الذي يعطي القوت فيكون صفة فعل. والمقيت -بمعني المقتدر-
    هو الذي يمد الإنسان بما يحتاجه من طعام ويهيئ له هذا الطعام بكيفية تتوافق مع طبيعة جسده وأجهزته الحيوية، وبما ييسر للجسد الانتفاع به، فسبحانه هو المقيت المقتدر علمًا وقوة،
    مقتدر علمًا: فيعلم ما الذي يفيدك ويرسله لك قوتًا ورزقًا لبدنك وروحك،
    ومقتدر قوة: يهيئ الأسباب لتقبل هذا القوت فتتقبله روحك ويتقبله جسدك.
    وبعضهم قال المقيت (الحافظ)،
    قال أبو عبيدة: "هو الحافظ أي الذي يحفظ لك الجسم بحفظه لما يقومه من طعام وشراب"،
    وهذا يتماشى مع اسمه القيوم الذي به قيام كل شيء.
    كذلك قالوا المقيت هو: "من شهد النجوى فأجاب وعلم البلوي فكشف واستجاب"، شهد همس القلب قبل أن ينطق اللسان فأجاب ولما نطق اللسان استجاب.
    ومن المعاني كذلك ما قاله الشيخ السعدي رحمه الله:
    "المقيت هو الذي أوصل إلى كل موجود ما به يقتات،
    أوصل إليها أرزاقها وصرفها كيف شاء بحكمته وحمده
    ، هو المقيت تلخيصًا،
    هو القدير على كل شيء، المعطي الأقوات للخلق صغيرهم وكبيرهم قويهم وضعفيهم، غنيهم وفقيرهم،
    {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود:6]،
    قدر الله ذلك كله عند خلقه للأرض {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [غافر:10]".
    الله قدر الأقوات والأرزاق وجعلها في خزائن وأوكل بها خازن لا يفتحها إلا بإذن المقيت.

    ************
    فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هُوَ الْمُقِيتُ،
    يُقَدِّرُ حَاجَةَ الْخَلَائِقِ بِعِلْمِهِ، ثُمَّ يَسُوقُهَا لَهُمْ بِقُدْرَتِهِ، يُقِيتُهُمْ بِهَا، وَيَحْفَظُهُمْ،
    قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾ [فصلت: 10]،
    قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رحمه الله : وَقَدَّرَ- مَا يَحْتَاجُ أَهْلُهَا إلَيْهِ مِنَ الْأَرْزَاقِ، وَالْأَمَاكِنِ الَّتِي تُزْرَعُ وَتُغْرَسُ. انْتَهَى كَلَاَمُهُ.
    فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ أَوْ حَيَوَانٍ قُوتَهُ عَلَى مَرِّ الْأَوْقَاتِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ،
    فَهُوَ يَمُدُّهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ بِمَا جَعَلَهُ قَوَامًا لَهَا، إِلَى الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ الَّذِي يَحْبِسُهُ عَنْهُمْ، إِذَا كَتَبَ لَهُمُ الْهَلَاكُ أَوِ الْوَفَاةُ.
    الْمُقِيتُ يَخْتَلِفُ عَنِ الرَّزَّاقِ بِأَنَّهُ أَخَصُّ،
    فَإِنَّ الرَّزَّاقَ يَشْمُلُ كُلَّ أَنْوَاعِ الرِّزْقِ،
    وَأَمَّا الْمُقِيتُ فَهُوَ يَخْتَصُّ بِالْقُوتِ، وَأَسْمَاءُ اللَّهِ بَعْضُهَا يُعطِّي مَعْنًى أَشْمَلَ مِنَ الْبَعْضِ،
    فَقَدْ قَدَّرَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ خَلْقِهِ لِلْأَرْضِ،
    كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾،
    فَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَ أَهْلِهَا، وَمَا يَصْلِحُ لِمَعَايِشِهِمْ مِنَ التِّجَارَاتِ وَالْأَشْجَارِ وَالْمَنَافِعِ فِي كُلِّ بَلَدَةٍ مَا يُلَائِمُ احْتِيَاجِ أَهْلِهَا وَيَجْعَلُ فِيْ كُلِّ بلَدٍ قُوْتٌ مُخْتَلِفٌ عنْ أقْوَاتِ البِلاَدِ الأُخْرَى، حَتَّى يُسَخِّرَ بَعْضهُمْ لِبَعْضٍ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾ [فصلت: 10]،
    فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هُوَ الْقَائِمُ بِمَصَالِحِ الْعِبَادِ،
    وَهُوَ الَّذِي أَمَدَّ الْعَبْدَ بِمَا يُقِيمُ صُلْبَهُ، لمُزَاوَلَةَ أَعْمَالِهِ،
    وَكُلُّ الْمَآكِلِ وَالْمَشَارِبِ هِيَ الْأَقْوَاتُ الَّتِي يَقْتَاتُ مِنْهَا الْإِنْسَانُ،
    فَمَهْمَا كَانَ عِنْدَ الْإِنْسَانِ مِنْ أَمْوَالٍ وَعَقَارٍ فَبِدُونِ الْقُوتِ لَا يَعِيشُ،
    وَالَّذِي رَزَقَ الْعِبَادَ هَذِهِ الْأَقْوَاتَ خَلَقَ لَهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ مَا يُعِينُهُمْ عَلَى الاسْتِفَادَةِ مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَاتِ، وَمَا يَتَوَصَّلُونَ بِهِ لِهَذِهِ الْأَقْوَاتِ لِلانْتِفَاعِ مِنْهَا،
    وَهُوَ الَّذِي يُقَدِّرُ بِعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ مَا يُنَاسِبُ الْأَجْسَادَ،
    فَخَلَقَ الْأَقْوَاتَ الْمُنَاسِبَةَ لِأَجْسَادِ خَلْقِهِ، وَمَا يَتَلَاءَمُ مَعَ أَجْسَادِهِمْ وَزَمَنِهِمْ وَمَكَانِهِمْ،
    وَخَلَقَ فِي كُلِّ زَمَانٍ الْأَقْوَاتَ الَّتِي تُناسُبِ أَعْدَادَهُمْ، فَانْظُرْ إِلَى كَثْرَةِ الْخَلْقِ وَكَثْرَةِ الْمَخْلُوقَاتِ ،
    وَكُلٌّ لَهُ قُوتُهُ،
    فَمَنِ الَّذِي قَدَّرَ لَهُمْ أَقْوَاتَهُمْ وتكفل بها غَيْرَ الْمُقِيتِ جلَّ فِيْ عُلَاه
    فَانْظُرْ إِلَى بَعْضِ الْبِلَادِ سُكَّانُهَا يَتَجَاوَزُونَ الْمِلْيَارَ
    ، ويَحْتَاجُونَ إِلَى مِئَاتِ الْمَلَاَيِينِ مِنَ الْأَطْنَانِ مِنْ كَافَةِ أَنْوَاعِ الأَرْزَاقِ يَوْمِيًّا،
    وَسَاقهَا إليهم
    وَانْظُرْ إِلَيْهِمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ، الْمَلَاَيِينُ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ ضَيِّقٍ مُزْدَحِمٍ
    وَمَعَ ذَلِكَ سَخَّرَ اللَّهُ مَلَاَيِينَ الْأَطْنَانِ مِنَ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ فِي تِلْكَ الْأيَّامِ الْمَعْدُودَةِ وَيَسَّرَهَا لَهُمْ. وَلَقَدْ طَمْأَنَ اللَّهُ عِبَادَهُ بِأَنَّ هَذِهِ الْأَرْزَاقَ فِي عِلْمِهِ وَحِفْظِهِ وَقُدْرَتِهِ وَإِرَادَتِهِ
    ، لَا يَمْنَعَهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ،
    بَلْ وَزَادَ فِي طَمْأَنَةِ عِبَادِهِ أَنَّهُ ذَكَرَ لَهُمْ هَذِهِ الْأَرْزَاقَ بِصِيغَةِ الْمَاضِي،
    قَالَ تَعَالَى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الروم: 40]،
    بَلْ خَلَقَ لَهُمُ الْوَسَائِلَ الَّتِي تُوصلُهُمْ إِلَى أَقْوَاتِهِمْ، فَاللَّهُ هُوَ الْمُقِيتُ الَّذِي يَحْفَظُ الْإِنْسَانَ مِنَ الْجُوعِ وَالْهُلَّاكِ.
    فَمِنْ سُوءِ الْأَدَبِ مَعَ اللَّهِ الْمُقِيتِ جَلَّ فِي عُلَاه أَنْ يَقْتَاتَ الْإِنْسَانُ مِمَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْقُوتِ، فَلَا يَأْكَلُ شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ لِذَاتِهِ كَالْخِنْزِيرِ وَالْكِلْابِ وَالْحَمِيرِ، أو لشَيْء حَرَّمَهُ اللَّهُ لِسَبَبٍ كَالْقُوت الْمَسْرُوْق فَعليه ألَا يَأْكَلُ إِلَّا الْحَلَالَ الطَّيِّبَ، كَمَا أَنَّ مِنْ حُسْنِ التَّدْبِيرِ، أَنْ هَيَّأَ اللَّهُ لِكُلِّ نَفْسٍ قُوتَهَا.
    وَمِنْ هُنَا يَنْبَغِي عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَرُدَّ فَضْلَ هَذِهِ الْأَقْوَاتِ إِلَى الْمُقِيتِ الْمُتَفَضِّلِ الَّذِي أَوْجَدَهَا وَهَيَّأَهَا لِخَلْقِهِ، وَلَا يَسْنِدُ قُوتًا لِخَلْقِهِ، لِأَنَّ ذَلِكَ فِيهِ نِسْبَةُ الصُّنْعِ لِغَيْرِ الصَّانِعِ، وَسُوءُ أَدَبٍ مَعَ الْخَالِقِ، وكما قال تعالى: ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ [الواقعة: 82] أَيْ تَنْسِبُونَهَا لغَيْرِ الله.
    فَعَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ بِهِ، وَهُوَ الْقَادِرُ عَلَى نَفْعِهِ وَضُرِّهِ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَى اللَّهِ وَحْدَهُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ، وَجَلْبِ النَّفْعِ وَدَفْعِ الضُّرِّ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِاللَّهِ، وَأَلَّا يَتَعَلَّقَ بِالْأَسْبَابِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ، وَإِنَّمَا عَلَيْهِ فِعْلُ الْأَسْبَابِ دُونَ التَّعَلُّقِ بِهَا، أَوِ الاعْتِمَادِ عَلَيْهَا، وَالرُّكُونِ إِلَيْهَا، لَأَنَّ التَّعَلُّقَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ هُوَ الَّذِي يُرِيحُ الْقَلْبَ، وَيَقُودُهُ إِلَى أَنْ يَزْدَادَ مَحَبَّةً لِلَّهِ الَّذِي بِيَدِهِ قُوتُهُ دَفْعُهُ وَمَنْعُهُ، فَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ أَحْسَنَ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْبَشَرِ وَهُوَ أَصْلًا إحْسَانٌ مِنَ اللَّهِ وَتَدْبِيرِهِ أثْنَى عَلَيْهِ وَمَدَحَهُ وَالثَّنَاءِ عَلَى هَذَا الْإِنْسَانِ، أمْرٌ مَحْمُوْد لَكِنِ المَذْمُوْم أن تَجِدُهُ يُفَرِّطُ وَيُقَصِّرُ بِشُكْرِ الْمُنْعِمِ الْمُتَفَضِّلِ عَزَّ وَجَل، وَهَذَا لَا شَكَّ مِنَ الْخِذْلَاَنِ، وَمِنْ كُفْرَانِ النِّعْمَةِ، فَشُكْرُ الْبَشَرِ إِذَا أَحْسَنُوا إِلَيْكَ مِنْ شُكْرِ اللَّهِ، فَكَيْفَ الْمُقِيتُ الَّذِي بِيَدِهِ قُوتُ الْمَخْلُوقَاتِ جَمِيعًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
    إِنَّ الْمُقِيتَ -جَلَّ جَلَالُهُ- هُوَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ الَّذِي يُقْتَاتُ مِنْهُ، وَالْأَرْزَاقُ الَّتِي يَعِيشُ بِهَا الْعِبَادُ، فَالْأَجِنَّةُ الَّتِي فِي الْأَرْحَامِ تَقْتَاتُ مِمَّا رَزَقَهَا اللَّهُ بشكل عجيب، فَالْمُقِيتُ هُوَ الْمُنْقِذُ مِنَ الْهَلَاكِ، الَّذِي يَعْلَمُ بِأَسْبَابِ الْقُوتِ، وَالْمُقِيتُ هُوَ الْكَرِيمُ، فَإِذَا كَانَ الْبَشَرُ يُجِلُّونَ وَيُحِبُّونَ مَنْ يُعْطِيهِمْ مِنَ الْقُوتِ وَالْأَرْزَاقِ، فَمِنْ بَابِ أَوْلَى أَنْ يُجِلُّوا مَنْ بِيَدِهِ قُوتُهُمْ، وَقُوتُ مَنْ يُعْطِيهِمْ مِنْ فَضْلِ قُوتِهِ.فَمَعرِفَةِ أَسْمَاءِ اللهِ عَلَى وَجْهِهَا الْصَحِيْح تُقَرِّبُ الْعِبَادِ مِنْ رَبِّهِم،ْ وَتَزِيْدُ مِنْ مَحَبَتهِمْ لِخَالقِهِمْ.
    *****

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    لماذا تستخدم عبارات
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    "قوت القلوب" . .

    .
    قال ابن القيم رحمه الله : ،، الذكر هو قوت قلوب القوم الذي متى فارقها ؛ صارت الأجساد لها قبورًا . ،، مدارج السالكين [٣٩٥/٢]
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية :
    “ الصلاة قوت القلوب كما أن الغذاء قوت الجسد ، فإذا كان الجسد لا يتغذى باليسير من الأكل ، فالقلب لا يقتات بالنقر في الصلاة ،بل لا بد من صلاة تامة تقيت القلوب”

    فقوت الروح والقلب وصلاحهما وسعادتهم وفلاحهم في عبادة الله وحده،
    فالغذاء الروحي " على الطاعات وعلى الذِّكر والتقوى وغير ذلك من أعمال الإسلام الجليلة .
    ومعنى ذلك : أنها تغذي الروح وتقويها ، هذا هو الغذاء الأهم الذي ينبغي أن يحرص عليه الإنسان ، وليس فقط غذاء وقوت الأبدان .

    ***
    عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لا تُوَاصِلُوا) قَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : (إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي) رواه البخاري ( 7299 ) ومسلم ( 1103 ) .
    قال ابن القيم رحمه الله :
    "ومعلومٌ أنَّ هذا الطعام والشراب ليس هو الطعام الذى يأكله الإنسانُ بفمه ، وإلا لم يكن مواصلاً ، ولم يتحقق الفرق ، بل لم يكن صائماً ، فإنه قال : (أَظَلُّ يُطْعِمُني رَبِّي ويَسْقِيني) .
    وأيضاً : فإنه فَرَّقَ بينه وبينهم في نفس الوِصال ، وأنه يَقدِرُ منه على ما لا يقدِرُون عليه ، فلو كان يأكلُ ويشرب بفمه : لم يَقُلْ : (لَسْتُ كَهَيْئَتِكُم) ، وإنما فَهِمَ هذا من الحديث مَنْ قَلَّ نصيبُه من غذاء الأرواح والقلوب ، وتأثيرِهِ فى القوة وإنعاشِها ، واغتذائها به فوقَ تأثير الغِذاء الجسمانىِّ ، والله الموفق" انتهى .
    " زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 4 / 94 ) .
    المقصود من الحديث : أن الله تعالى يغذي روح نبيه صلى الله عليه وسلم وقلبه ، فيعطيه من القوة أكثر مما يعطيه غذاء البدن
    قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ،
    تعلم يا فضيلة الشيخ أن بعض الآباء ينشغل في أعماله ، وقد لا يتمكن من سؤال أبنائه عن مستواهم الدراسي أو من يصحبون ، فهل هذا تضييع لحقوقهم ؟ .
    فأجاب :
    قوله " إنه ينشغل بأعماله " نقول : مِن أكبر أعماله : أبناؤه وبناته ، ومسئوليتهم أعظم من مسئولية تجارته ، ولنسأل ماذا يريد من تجارته ؟ إنه لا يريد منها إلا أن ينفق على نفسه وأهله ، وهذا غذاء البدن ،
    وأهم منه : غذاء القلب ، غذاء الروح ،
    زرع الإيمان والعمل الصالح في نفوس الأبناء والبنات .

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: أسماء الله الحسنى : هل هي محصورة وثابتة بأثر صحيح من الكتاب والسنّة ؟

    جزاكم الله خيرا أخي
    ردي السابق حررت بعضه قبل الضغط على اضافة رد لأن الحديث عن جناب المولى ولكن ردك تعرض لها . .
    أولاً: مادة الكلمة . . هل هي ق ت ت أو م ق ت . . (ردك: ق ت ت)
    ثانياً: ماذكروه أنه بمعنى قادر أو مقتدر أو قدير . . وجدت لها أثراً ولكن المشكلة أنني أنا لا أشك ان ذلك الحديث مفتعل وفيه فسرت بـ قادر . . نسبوه لابن عباس . .
    ممكن تقرأ هذا الأثر هنا عند الطبراني:
    https://al-maktaba.org/book/1733/12606
    حديث طويل فيه:
    فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} [النساء: 85] مَا الْمُقِيتُ؟ قَالَ: قَادِرٌ، قَالَ: وَهَلْ كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْرِفُ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ:وَذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ الضِّغْنَ عَنْهُ ... وَإِنِّي فِي مَسَاءَتِهِ مُقِيتُ
    قَالَ: صَدَقْتَ
    ثالثاً: ولو أنها رأي شخصي أو مجرد ملاحظة: من فسره ب "قادر" أظن اتبع المتشابه . . نحن نعلم أن أكثر الأيات التي فيها "وكان الله على كل شيء" أكثرها ينتهي بـ قديرا أو مقتدراً . . (يعني الآيات التي تشبهها) . . والله أجل واعلم ولكن ممكن تجاوز هذه الفقرة طالما هي مجرد ملاحظة شخصية . .
    رابعاً: هل هناك دراسة أو جمع للآيات ذات نفس المعنى لتلك الاية وفي إطار السياق التي وردت فيه . .
    مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَة يَكُن لَّهُۥ نَصِيب مِّنۡهَاۖ وَمَن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَة سَيِّئَة يَكُن لَّهُۥ كِفۡل مِّنۡهَاۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡء مُّقِيتا ﴿٨٥﴾
    الآبة نفسها هل هي تتحدث عما نسميه في عصرنا "الواسطات" ؟؟
    خامساً: هذه فقط لتمام البحث . . ونفي ما لايلزم إن كان لايلزم. .المقت نفسه وقد ورد في القرآن والسنة . . ماهو معناه الصحيح؟
    . .

    .

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: أسماء الله الحسنى : هل هي محصورة وثابتة بأثر صحيح من الكتاب والسنّة ؟

    وملخصها في تفسير صاحبكم أبو جعفر ثم صاحبنا:
    قال البعض: وكان الله على كل شيء حفيظًا وشهيدًا
    وقال آخرون: معنى ذلك: القائم على كل شيء بالتدبير.
    وقال آخرون: هو القدير.
    .
    .
    وأيضا أظنها تتبع للآيات المشابهة . . آيات "وكان الله عى كل شيء . . . "
    .
    وأسانيد الأثار في تفسيره:

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: أسماء الله الحسنى : هل هي محصورة وثابتة بأثر صحيح من الكتاب والسنّة ؟

    ١٠٠٢٤ - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس:"وكان الله على كل شيء مقيتًا" يقول: حفيظًا.
    ١٠٠٢٥ - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"مقيتًا" شهيدًا.
    ١٠٠٢٦ - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن رجل اسمه مجاهد، عن مجاهد مثله.
    ١٠٠٢٧ - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد:"مقيتًا" قال: شهيدًا، حسيبًا، حفيظًا.
    ١٠٠٢٨ - حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم قال، حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال، حدثنا أبي، عن خصيف، عن مجاهد أبي الحجاج:"وكان الله على كل شيء مقيتًا"، قال:"المقيت"، الحسيب.
    ١٠٠٢٩ - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال عبد الله بن كثير: وكان الله على كل شيء مقيتًا، قال: المقيت، الواصب.
    ١٠٠٣٠ - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"وكان الله على كل شيء مقيتًا"، أما"المقيت"، فالقدير.
    ١٠٠٣١ - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد(من ولد زيد بن أسلم) في قوله: وكان الله على كل شيء مقيتًا - قال: على كل شيء قديرًا، المقيت القدير.

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: أسماء الله الحسنى : هل هي محصورة وثابتة بأثر صحيح من الكتاب والسنّة ؟

    وكما ترى كلها دون "الواصب" على الأرجح اتباع للآيات الشبيهة . . مثل:
    إن الله كان على كل شيء حسيبا
    أو كفى بالله حسيبا
    إن ربي على كل شيء حفيظ
    والله على كل شيء شهيد
    أو وكفى بالله شهيدا
    إن الله على كل شيء قدير
    . . وكان الله على كل شيء قديرا
    الخ
    والإحالة على مثل مجاهد! والسدي وابن زيد! وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس!

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أسماء الله الحسنى : هل هي محصورة وثابتة بأثر صحيح من الكتاب والسنّة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    أولاً: مادة الكلمة . . هل هي ق ت ت أو م ق ت . . (ردك: ق ت ت)
    ...........
    خامساً: هذه فقط لتمام البحث . . ونفي ما لايلزم إن كان لايلزم. .المقت نفسه وقد ورد في القرآن والسنة . . ماهو معناه الصحيح؟


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    هل هي ق ت ت أو م ق ت . . (ردك: ق ت ت)

    .المقت نفسه وقد ورد في القرآن والسنة . . ماهو معناه الصحيح؟
    . .

    .
    م ق ت . .
    المقت الذي هو البغض، الفعل منه مقت، فيقال: مقت يمقت مقتًا، والشيء يقال له: مَقيت بفتح الميم، أي: بغيض، قال في القاموس: مقَتَه مَقْتًا ومَقاتَةً: أبْغَضَه، كمَقَّتَه، فهو مَقيتٌ، ومَمْقوتٌ. ونكاحُ المَقْتِ: أن يَتَزَوَّجَ امرأةَ أبيه بعدَهُ، والمَقْتِيُّ: ذلك المُتَزَوِّجُ، أو ولدهُ. وما أمْقَتَه عندِي: تُخْبِر أنه مَمْقُوتٌ. وما أمْقَتَنِي له: تُخْبر أنَّكَ ماقِتٌ.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    (ردك: ق ت ت)

    .
    مقيتا *فإن مادتها: أقات، يقيت ،ومقيت اسم فاعل من أقات يقيت، فهو مقيت،
    مشتق من القوت، ومعناه ما ذكره المفسرون، وأهل اللغة، وغيرهم،
    قال القرطبي: مقيتا معناه مقتدرًا، وَمِنْهُ قَوْلُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:
    وَذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عَنْهُ ... وَكُنْتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مُقِيتًا.
    أَيْ: قَدِيرًا.
    فَالْمَعْنَى: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ قُوَّتَهُ،
    وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقِيتُ). عَلَى مَنْ رَوَاهُ هَكَذَا، أَيْ: مَنْ هُوَ تَحْتَ قُدْرَتِهِ، وَفِي قَبْضَتِهِ مِنْ عِيَالٍ، وَغَيْرِهِ، ذَكَرَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ. يَقُولُ مِنْهُ: قُتُّهُ أَقُوتُهُ قَوْتًا، وَأَقَتُّهُ أُقِيتُهُ إِقَاتَةً، فَأَنَا قَائِتٌ وَمُقِيتٌ.
    وَحَكَى الْكِسَائِيُّ: أَقَاتَ يُقِيتُ...
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْمُقِيتُ الْحَافِظُ.
    وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْمُقِيتُ الْمُقْتَدِرُ.
    وَقَالَ النَّحَّاسُ: وَقَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَوْلَى؛ لِأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْقُوتِ، وَالْقُوتُ مَعْنَاهُ مِقْدَارُ مَا يَحْفَظُ الْإِنْسَانُ.
    وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْمُقِيتُ الَّذِي يُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ قُوتَهُ.
    وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ) وَ(يُقِيتُ)، ذَكَرَهُ الثَّعْلَبِيُّ:
    وَحَكَى ابْنُ فَارِسٍ فِي الْمُجْمَلِ: الْمُقِيتُ الْمُقْتَدِرُ، وَالْمُقِيتُ الْحَافِظُ، وَالشَّاهِدُ، وَمَا عِنْدَهُ قيت ليلة وقوت ليلة. انتهى.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •