تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ما هو العهد المأخوذ على بني آدم في الآية ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي ما هو العهد المأخوذ على بني آدم في الآية ؟


    قال تعالى : (وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ وأشهدهم على أنفسهم أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى) الْآيَة [سُورَة الْأَعْرَاف 172] .

    أخرج أبو داود في سننه ( 4716 ) قال: حدثنا الحسن بن علي، حدثنا حجاج بن المنهال، قال: سمعت حماد بن سلمة،
    يفسر حديث" كل مولود يولد على الفطرة " قال : هذا عندنا حيث أخذ الله عليهم العهد في أصلاب آبائهم، حيث قال : ( ألست بربكم قالوا بلى ) .
    وصححه الألباني رحمه الله عن حماد .

    وأما الحديث المرفوع فهو في الصحيحين ، وهو معروف مشهور .

    ولعلنا ننقل أقوال العلماء ما يؤيد أن ذلك العهد والميثاق هو الفطرة .


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - كما في "جامع الرسائل لابن تيمية " 1 / 11 :
    "وَهَذَا إِخْبَار عَمَّا فطروا عَلَيْهِ من الْإِقْرَار بِأَن الله رَبهم، كَمَا قَالَ: (وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ وأشهدهم على أنفسهم أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى) الْآيَة [سُورَة الْأَعْرَاف 172] فَإِن هَذِه الْآيَة بَينة فِي إقرارهم وشهادتهم على أنفسهم بالمعرفة الَّتِي فطروا عَلَيْهَا، أَن الله رَبهم. وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (كل مولود مولد على الْفطْرَة)
    وَطَائِفَة من الْعلمَاء جعلُوا هَذَا الْإِقْرَار لما اسْتخْرجُوا من صلب آدم ، وَأَنه أنطقهم وأشهدهم ؛ لَكِن هَذَا لم يثبت بِهِ خبر صَحِيح عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْآيَة لَا تدل عَلَيْهِ" اهــ

    وقال أيضا رحمه الله في "مجموع الفتاوى" 4 / 245 :
    "أما قوله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) : فالصواب أنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهي فطرة الإسلام، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال: (ألست بربكم قالوا بلى). وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول للعقائد الصحيحة.
    فإن حقيقة الإسلام أن يستسلم لله لا لغيره، وهو معنى لا إله إلا الله، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال: (كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟) بين أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن وأن العيب حادث طارئ. وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن الله: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وحرَّمَت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)" اهـ

    ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في "أحكام أهل الذمة" 2 / 949 :
    "أحسن ما فسرت به الآية قوله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة: فأبواه يهودانه وينصرانه) فالميثاق الذي أخذه سبحانه عليهم، والإشهاد الذي أشهدهم على أنفسهم، والإقرار الذي أقروا به هو الفطرة التي فطروا عليها؛ لأنه سبحانه احتج عليهم بذلك، وهو لا يحتج عليهم بما لا يعرفه أحد منهم ولا يذكره، بل بما يشركون في معرفته، والإقرار به" .

    ويقول ابن قتيبة رحمه الله في " تأويل مختلف الحديث" ص 200 :
    "أراد بقوله: (كل مولود يولد على الفطرة) أخذ الميثاق الذي أخذه عليهم في أصلاب آبائهم (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى)
    فلست واجدا أحدا إلا وهو مقر بأن له صانعا ومدبرا، وإن سماه بغير اسمه، أو عبد شيئا دونه، ليقربه منه عند نفسه، أو وصفه بغير صفته، أو أضاف إليه ما تعالى عنه علوا كبيرا.
    قال الله تعالى: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله)
    فكل مولود في العالم على ذلك العهد والإقرار، وهي الحنيفية التي وقعت في أول الخلق، وجرت في فطر العقول.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تبارك وتعالى: إني خلقت عبادي جميعا حنفاء، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم)" اهـ


    ويقول العلامة السعدي رحمه الله في "تيسير الكريم الرحمن" ص 308 :
    "يقول تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) أي: أخرج من أصلابهم ذريتهم، وجعلهم يتناسلون ويتوالدون قرنا بعد قرن ، وحين أخرجهم من بطون أمهاتهم وأصلاب آبائهم (أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) أي: قررهم بإثبات ربوبيته، بما أودعه في فطرهم من الإقرار، بأنه ربهم وخالقهم ومليكهم.
    قالوا: بلى قد أقررنا بذلك، فإن الله تعالى فطر عباده على الدين الحنيف القيم.
    فكل أحد فهو مفطور على ذلك، ولكن الفطرة قد تغير وتبدل بما يطرأ عليها من العقائد الفاسدة، ولهذا (قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) أي: إنما امتحناكم حتى أقررتم بما تقرر عندكم، من أن الله تعالى ربكم، خشية أن تنكروا يوم القيامة، فلا تقروا بشيء من ذلك، وتزعمون أن حجة الله ما قامت عليكم، ولا عندكم بها علم، بل أنتم غافلون عنها لاهون. فاليوم قد انقطعت حجتكم، وثبتت الحجة البالغة لله عليكم" .اهـ



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    173

    افتراضي

    هو عهد الربوبية الموجب لعهد الألوهية في حال أرسل الله الرسل وأنزل الكتب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •