يا إخوتي أهلَ العقيدة ما بكم = هل قد نسيتم عِزةَ الأبطال ؟
أم قد نسيتم إخوةً قد كُبِّلوا = بل أُعدِموا في قيدهم بِتِلال ؟
ماذا فعلتم للشيوخِ وقد غدو = في شِدة التعذيب والأهوال ؟
ماذا تُراكم فاعلين لِحالهم = هل تقعُدون لِهذهِ الأحوال ؟
هل تجهشون وتخمِشون وجوهكم = بين البُكاءِ المرِّ كالأطفال ؟
هل تسكِبون الدمعَ مثلَ نِسائكم = أم تنثرون دِماءكم بجِبال ؟
هل تقعدون عن الجهادِ بِذِلَّةٍ = أم تنهضون بِعِزَّةٍ وقِتال ؟
إن كنتمُ حقاً رِجالاً فانهضوا = سُلّو السُيوفَ بصولةٍ وجلال
فستصبِحوا ياإخوتي في عزةٍ = وسيكتُبُ التاريخُ فخرَ مقال
يا إخوتي إن الجهاد هو الذي = يُلقي بِهامِ الكفرِ في الأوحال
إن الجهاد طريقنا وسبيلنا = وسبيلُ أُسدِ الله والأبطال
أما القعودُ عن الجهاد فخِدعةٌ = بل حيلةٌ لِمُراوغٍ مُحتال
يا أمتي إن الجهاد هو الهُدى = والنورُ والإيمانُ للأجيال
هو ذروةٌ لسنامِ دينِ مُحمَّدٍ = وبه نصونُ الدينَ من إخلال
وبه نصون عقيدةً وشريعةً = وبه نصون العِرضَ من أهوال
وبه مُتابعةُ الحبيبِ مُحمدٍ = ذاك الضحوكُ الفارس القتّال
فلِمَ الخروجُ على سبيلِ محمدٍ = وهو السبيلُ إلى هدىً ومعال
ولِمَ التّهرّبُ من مُنازلةِ العِدا = وقِتالِ أهلِ الكفرِ والضُّلال
إن التهربَ حيلةٌ مذمومةٌ = تُفضي بِأمُتِنا إلى الإذلال
فلتكسِروا أغمادكم كي تبرُزوا = لِقِتالِ كل مكابرٍ مختال
ولتضرِبوا فوق الرِّقابِ بِقوةٍ = بالسيفِ كلَ الكفرِ والأرذال
ولتُقدِموا نحو الجهادِ بعزةٍ = فالنصر بالإسلامِ غيرُ محال
وتذكروا هدي الحبيبِ محمدٍ = وتمسَّكوا بشريعةٍ ونِضال
وتذكروا أجدادكم أبطالكم = كانوا هُداةً قادةً لرجال
ثم انهضوا في عزةٍ وكرامةٍ = ولتعبُروا بحر الدمِ المِهطال
حتى يعودَ ليوثُكم لِعرينهم = ونُزيلُ كلَّ سلاسلِ الأغلال
ونُدمِّرَ الأوغادَ في أوكارهم = ونسومَ أهلَ الكفرِ بالإذلال
ونسودَ كلَ العالمين بديننا = حتى نفوز بجنّةِ المتعال
وإلى لقاءٍ في جهادِ عقيدةٍ = لنُعيدَ عزَّ خلافةٍ ومعالِ