تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: وصف الشيخ حمود التويجري لغربة الاسلام في هذا الزمن

  1. #1

    افتراضي وصف الشيخ حمود التويجري لغربة الاسلام في هذا الزمن


    قال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري -رحمه الله - في كتابه غربة الاسلام

    وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة: اعلموا - رحمكم الله- أن الإسلام في إدبار وانتقاص واضمحلال ودروس، جاء الحديث: « ترذلون في كل يوم وقد أسرع بخياركم »وعن النبي أنه قال :«خير أمتي الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، والآخر شر إلى يوم القيامة
    »

    فكلما طال الأمد وبعد العهد بآثار النبوة زاد الشر، وكثر النقص والتغيير في أمور الدين كما دلت على ذلك الأحاديث وشهد به الواقع، فياليت شعري ماذا يقول أبو الدرداء، وأنس، وعبد الله بن عمرو، وأبوهريرة، ومالك بن أبي عامر، ومعاوية بن قرة، والحسن البصري، وميمون بن مهران، وأحمد بن عاصم لو رأوا ما وقع بعدهم من الحوادث الكثيرة، والفتن التي يرقِّق بعضها بعضا؟!

    وماذا يقول ابن القيم، وابن رجب لو رأيا غربة الإسلام الحقيقي وأهله في أواخر القرن الرابع عشر كيف اشتدت واستحكمت؟!

    وماذا يقولون كلهم لو رأوا هذه الأزمان التي لم يبق فيها من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه؟! قد رفعت فيها رايات الكفر والنفاق، وبلغت روح العلم والإيمان إلى التراقي، وقيل من راق، وظن أنه الفراق، ونزل فيها الجهل وظهر وثبت، وبث في مشارق الأرض ومغارا كل البثّ، ونثّ بين الناس كلهم غاية النثّ

    وهجرت فيها السنة النبوية والطريقة السلفية، وهان أهلها على الناس، وترك فيها الجهاد في سبيل الله عز وجل، وضعف فيها جانب الأمر بالمعروف حتى أشفى على العدم، وفشت فيها المنكرات وظهرت ولم تغير، ومرجت فيها عهود الأكثرين وخفت أماناتهم، وكثر اختلافهم

    وخوضهم فيما لا يعنيهم، وكانوا حثالة وغثاء كغثاء السيل، قد قلّ فيهم الفقهاء العاملون، وكثر فيهم الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، وكثر فيهم الخطباء المتفصحون المتنطعون المتقعرون، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون كتاب الله أفلا يعقلون

    وكثر فيهم الذين يختلون الدنيا بالدين، ويلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب، وكثر فيهم إخوان العلانية أعداء السريرة، وكثر فيهم الذين يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها، بضاعتهم التملق بالكذب والتمادح بالباطل، إن ُأعطي أحدهم قليلا من حطام الدنيا رضي وغلا في المدح وجاوز الحد في الإطراء، وإن لم يعط سخط وأفرط في الذم وانتهاك الأعراض المحرمة بغيا وعدوانا.

    وماذا يقولون لو رأوا أكثر المنتسبين إلى الإسلام يعظِّمون الكفار والمنافقين، ويتسابقون إلى تقليد أعداء الله في أقوالهم وأفعالهم، ويتنافسون في مشاتهم والحذو على مثالهم؟ قد أعجبوا بزخارفهم الباطلة وآرائهم الفاسدة، وقوانينهم وسياسام الجائرة الخاطئة الفاجرة

    وافتتنوا بمدنيتهم الزائفة الزائغة، وما تدعو إليه من الترف واتباع الشهوات، والأشر والبطر واللهو واللعب والغفلة عن الله والدار الآخرة، بل ما تدعو إليه من الإباحية والانحلال من دين الإسلام بالكلية، والبعد عن الفضائل ومكارم الأخلاق، والتحلي بالرذائل وسفساف الأخلاق

    وشغفوا أيضا بالصحف والمجلات، وأخبار الإذاعات، وما ينشر في الجميع من الخرافات والهذيانات والخزعبلات وأنواع المحرمات، حتى دخل على كثير منهم من الشكوك والأوهام والشبهات ما أضلهم عن الهدى، وأوقعهم في مهامه الغي والردى

    فتهاونوا بكثير من المأمورات، وارتكبوا كثيرا من المحظورات، وبسبب هذه الأفعال الذميمة انتقضت عرى كثيرة من عرى الإسلام، واشتدت غربة الإيمان والسنة بين الأنام، حتى عاد عند الأكثرين المعروف منكرا والمنكر معروفا، والسنة بدعة والبدعة سنة، نشأ على ذلك صغيرهم وهرم عليه كبيرهم
    فيالها من مصيبة على الإسلام وأهله ما أعظمها وأنكاها، ويالها من فتن مظلمة أوهت قواعد الشريعة وهدمت بناها..
    فإنا لله وإنا إليه راجعون

    وماذا يقولون لو رأوا الطامة الكبرى؟! وهي عبادة الأوثان في أكثر الممالك الإسلامية، حتى أعاد أهلها بذلك أمر الجاهلية الذين بعث إليهم النبي بل كانوا شرا منهم كما لا يخفى على عاقل عرف حال أهل الجاهلية ،الأولى وعرف ما عليه المشركون في هذه الأزمان، وسنذكر الفرق بينهم فيما بعد إن شاء الله تعالى.

    ونذكر أيضا ما وقع فيه أكثر المسلمين من المخالفات التي أوهت الإسلام وثلمته وهدمته، فإلى الله المشتكى، وبه المستغاث، وهو المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

    وقد قال الشيخ سليمان بن سحمان وأحسن فيما قال رحمه الله تعالى:

    على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى **فقد ُ طمست أعلامه في العوالم
    وقد صار إقبا ُل الورى واحتيالهم ** على هذه الدنيا وجمع الدراهم
    وإصلاح دنياهم بإفساد دينهم ** وتحصيل ملذوذاتهم والمطاعم
    يعادون فيها بل يوالون أهلها ** سواء لديهم ذو التقى والجرائم
    إذا انتقص الإنسان منها بما عسى ** يكون له ذخرا أتى بالعظائم
    وأبدى أعاجيبا من الحزن والأسى ** على قلة الأنصار من كل حازم
    وناح عليها آسفا متظلما ** وباح بما في صدره غير كاتم
    فأما على الدين الحنيفي والهدى ** وملة إبراهيم ذات الدعائم
    فليس عليها والذي فلق النوى ** من الناس من باك وآس ونادم
    وقد درست منها المعالم بل عفت ** ولم يبق إلا الاسم بين العوالم
    فلا آمر بالعرف يعرف بيننا ** ولا زاجر عن معضلات الجرائم
    وملة إبراهيم غودر نهجها ** عفاء فأضحت طامسات المعالم
    وقد عدمت فينا وكيف وقد سفت** عليها السوافي في جميع الأقالم
    وما الدين إلا الحب والبغض والولا ** كذاك البرا من كل غاو وآثم
    وليس لها من سا لك متمسك ** بدين النبي الأبطحي ابن هاشم
    فلسنا نرى ما حلَّ بالدين وانمحت ** به الملة السمحاء إحدى القواصم
    فنأسى على التقصير منا ونلتجي ** إلى الله في محو الذنوب العظائم
    فنشكو إلى الله القلوب التي قست ** وران عليها كسب تلك المآثم
    ألسنا إذا ما جاءنا متضمخ ** بأوضار [أهل]( ١) الشرك من كل ظالم
    نهش إليهم بالتحية والثنا ** ونهرع في إكرامهم بالولائم
    وقد برئ المعصوم من كل مسلم ** يقيم بدار الكفر غير مصارم
    ولا مظهر للدين بين ذوي الردى ** فهل كان منا هجر أهل الجرائم
    ولكنما العقل المعيشي عندنا ** مسالمة العاصين من كل آثم
    فيا محنة الإسلام من كل جاهل ** ويا قلة الأنصار من كل عالم
    وهذا أوان الصبر إن كنت حازما **على الدين فاصبر صبر أهل العزائم
    فمن يتمسك بالحنيفية التي **أتتنا عن المعصوم صفوة آدم
    له أجر خمسين امرئ من ذوي الهدى **من الصحب أصحاب النبي الأكارم
    فنح وابك واستنصر بربك راغبا ** إليه فإن الله أرحم راحم
    لينصر هذا الدين من بعد ما عفت ** معالمه في الأرض بين العوالم

    أقول: رحمة الله علينا وعلى الشيخ سليمان، كيف لو رأى ما حدث بعده من العظائم التي كان يخشى وقوعها في قوله:
    وإني لأخشى أن تجيء عواضل ** وليس لها من منكر حين تفتعل
    فقد وقع الأمر كما قال رحمه الله تعالى
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •