أيها الإخوة الكرام كان لا بد من كتابة هذا الرد حتى ينجلى تدليس أهل الضلالة و نقطع بالحق ألسن أهل الغي الذي طال لسانهم على الإسلام في هذا الزمان ، وأصل هذا الرد هو حوار مع مسيحيين متعصبين يُبغضون الإسلام و حبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم أشد البغض ، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ، هيهات ماذا ينفعهم هذا البغض في الدنيا والآخرة ..
يقول النصراني في شبهته : إن نبيكم تزوج خديجة بغير رضا أبيها بعد أن أسقته الخمر ودليل ذلك مارواه أحمد في المسند قال : حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِى عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ " ذَكَرَ خَدِيجَةَ، وَكَانَ أَبُوهَا يَرْغَبُ أَنْ يُزَوِّجَهُ، فَصَنَعَتْ طَعَامًا وَشَرَابًا ، فَدَعَتْ أَبَاهَا وَزُمَرًا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَطَعِمُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لِأَبِيهَا : إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْطُبُنِي ، فَزَوِّجْنِي إِيَّاهُ . فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَخَلَعَتْهُ وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً ، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالْآبَاءِ ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ سُكْرُهُ ، نَظَرَ فَإِذَا هُوَ مُخَلَّقٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ ، فَقَالَ : مَا شَأْنِي ، مَا هَذَا ؟ قَالَتْ : زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ .
قَالَ: أَنَا أُزَوِّجُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ ! لَا، لَعَمْرِي . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ : أَمَا تَسْتَحِي ! تُرِيدُ أَنْ تُسَفِّهَ نَفْسَكَ عِنْدَ قُرَيْشٍ ، تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ كُنْتَ سَكْرَانَ ، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ ".
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيمَا يَحْسَبُ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ ... فَذَكَرَ مَعْنَاهُ ...
ثم قال النصراني : إن هذا الحديث أيضا رواه الطبراني ورجاله ثقات قال فيه الهيثمي : رجال أحمد والطبراني رجال ثقاث..
الرد على شبهة هذا النصراني : باختصار القصة حدثت على فرض صحتها في العهد الجاهلي حيث لم يكن النبي أصلا قد رسمه الله نبيا ولم يكن هناك إسلام وكانت الناس في جاهلية ولذلك ماذا تنقمون على أب خديجة في الجاهلية وهو يشرب الخمر ، أتعرفون شيئا ، وقلت لذلك النصراني : أنتم معاشر النصارى تبحثون في ديننا ولكن للأسف لا تعرفون الإستدلال بالنصوص من ديننا ، والتي لا نعرف ما مشكلتكم معشر النصارى معها خاصة في تحريفها وإستنباط التهم التي ما أنزل الله بها من سُلطان ، بل إنك جئت بحديث يؤرخ للعهد الجاهلي قبل الإسلام حتى ان محمدا كان شابا لم ينزل عليه الإسلام كما هو معلوم في التاريخ إلا في سن الأربعين ، وها أنت الآن يا نصراني ومن تبعك من الجهال من المسيحيين أتيتني بهذا الحديث وهو في صالحي أنا كمسلم ، ومن الجيد أنك جئت بهذا الحديث لأنه فيه أربع نقاط أساسية حول المقارنة بين محمد صلى الله عليه وسلم والمسيح عليه السلام ، وللعلم فقط هذا الحديث يدرسه المسلمون تحت عنوان " ماقبل الإسلام " أو " العصر الجاهلي " " أو ماقبل النبوة " أي لم يكن العرب في هذا الزمان تعرف لا دينا ولا ملة ، ولم يكن محمد نبيا أصلا أو رسولا للإسلام، حيث تزوج محمد خديجة قبل الإسلام في الجاهلية ، حيث العرب كانت امة تحكمها القبلية والعادات والتقاليد، والعرب أمة أُميةً لا تعرف الإيمان أو الكتاب أو يوم القيامة أو الجنة و النار ولذلك كان محمد قبل الرسالة لا يعرف شيئا عن الإيمان والله والكتاب والجنة والنار لذلك قال الله تبارك وتعالى في القُرآن الكريم مخاطبا محمدا صلى الله عليه وسلم : " وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " .
وبالتالي لنأتي للمقارنة من خلال هذا الحديث الذي أتيت به بين محمد صلى الله عليه وسلم وهو شاب في العهد الجاهلي لم يعرف الديانة ولم يكن الإسلام نزل عليه بعد وبين المسيح وقد حل عليه روح القدس لنرى الفرق بين محمد عليه الصلاة والسلام قبل الإسلام وبين المسيح في أناجيلكم :
أولا ) " في الحديث الذي أتيت به من مسند أحمد من طريق حماد بن سلمة (الذي اختلط في آخر عمره وروى هذه الرواية على الشك و دلسها عن علي بن جدعان وهو ضعيف و سنأتبي على بيان ذلك ) عن إبن عباس أن النبي أحبته السيدة خديجة عليها السلام وعرضت عليه الزواج لما علمت من أخلاقه ، و إحترام محمد صلى الله عليه و سلم للنساء واضح في هذا الحديث و نقول هذا خلق محمد في الجاهلية ولم يكن الإسلام بعد ، أما المسيح عندكم في الأناجيل فقد حل عليه روح القدس ورغم ذلك نجده سيئ الأخلاق مع امه يقول لها بكل وقاحة في إنجل يوحنا منتهرا لها "يا إمراة " على مائدة خمر حيث في إنجيل يوحنا الإصحاح 3 " انَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ،وَكَ انَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ.
وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ.ولَمّ ا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: "لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ".
قَالَ لَهَا يَسُوعُ: "مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ " لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ. قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ " و المسيح يشتم المرأة الكنعانية ويجعلها من زمرة الكلاب : وهذا طبقاً لما ورد في متى 15 : 26 فعندما جائت إمرأة كنعانية تسترحم المسيح بأن يشفى ابنتها رد عليها قائلاً : لا يجوز أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب !!!!! المرأة المسكينة نعتها بانها كلبة ، هكذا إحترم المسيح النساء في اناجيلكم ، ثم نجد المسيح رجلا شريبا للخمر تقول له أمه مريم العذراء في إنجبل يوحنا " ليس لنا خمر " علما ان كنائسكم تقول أن القديسين كانوا يتنزهون عن الخمر فكيف بأم المسيح وبالمسيح نفسه وهو عندكم قد حل عليه روح القدس يتعاطى الخمر ، بينما محمد لم يشرب الخمر في حياته كلها وحتى وهو في شبابه في الجاهلية لم يكن الله قد رسمه نبيا ولم ينزل عليه الإسلام بعد ولم يشرب الخمر .. فسر لي هذا ..
ثانيا ) : أن الحديث فيه أن خديجة وأباها خُويلد كانوا يعرفون نسب النبي في الحديث قالت خديجة " محمد بن عبد الله " و نسبه خُويلد أب خديجة ذلك التاجر صاحب الأموال الكثيرة و قال " يتيم أبا طالب " نسبه إلى الطالبيين من بني هاشم ووصفه باليتيم الذي لا مال له و كان النبي يأكل من عمل يده و كذلك كان النبي ، يقول الله في القرآن الكريم وهو يخاطب النبي " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ " إذا فنسب النبي كان معروفا وهذا يجعلكم أيها المسيحيين تُفْقدُونَ تخاريفكم حول نسب النبي مصداقيتها علما أن نسب النبي عليه إجماع الناس و المؤرخين مسلمين و غير المسلمين ، و ليس كنسب يسوع المُزور في الإنجيل ، تؤمنون أن يسوع وُلد بدون تدخل ذكر يكون كالأب البيولوجي ليسوع ، و الله خلقه كما نقول بكلمة "كن " من مريم كما خلق الله آدم بكلمة " كن" من الطين ..فمن اين اتيتم بهذا النسب ويسوع إبن أمه مريم العذراء و يسوع لا أب له ، أي تزوير تاريخي هذا عدى إعتراف علمائكم بالتناقضات الواضحة في النسب المزعوم ليسوع من اب لم يلد إسمه يوسف النجار ... فسرو لنا هذا
ثالثا ) : ان السيدة خديجة عليها السلام زوجة النبي صلى الله عليه و سلم كانت تُحب النبي صلى الله عليه وسلم ،و كانت غنية جدا وأبوها تاجر كبير لن يوافق إلا على زوج يكون غنيا جدا له مال كثير و تجارة عظيمة فعرضت الزواج على ابيها وهم في الجاهلية و هو سكران فوافق ثم بعدما أفاق من سكره لم يتذكر أنه أجاز الزواج فراجعته إبنته خديجة و بينت له صفات النبي المحمودة ..فوافق و رضي بالنبي صلى الله عليه وسلم زوجا لإبنته و ليس بعد الرضا شيء يُقال ..
رابعا ) : انا سأهديك هدية وهو الحديث الصحيح الذي رواه جابر بن سمرة في المعجم الكبير للطبراني الذي سأرويه في الآخر ختاما ، بينما انت جئت بالحديث من مسند أحمد عن ابن عباس وهو حديث بسند ضعيف كما بين ذلك الحافظ ابن كثير في البداية النهاية و شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند و أحمد شاكر في تحقيقه للمسند ،و بتالي لماذا أنت جئتني بحديث سنده ضعيف ؟؟ لسبب بسيط أنك لا تفرق بين قول المحدثين " رجالهم ثقات " و "سند صحيح " لأنك لا تعرف أن السند الصحيح يجب أن تتوفر في خمسة شروط وهي :
1- - عدالة جميع رواته بأن يكونو ثقات - 2 – تمام ضبط رواته لما يروون 3- -اتصال السند من أوله إلى منتهاه ، بحيث يكون كل راوٍ قد سمع الحديث ممن فوقه - 4 - سلامة الحديث من الشذوذ في سنده ومتنه ، ومعنى الشذوذ : أن يخالف الراوي كل الثقات 5- - سلامة الحديث من العلة في سنده ومتنه ، والعلة : سبب خفي يقدح في صحة الحديث... والهيثمي لما علق على الحديث قال رجال أحمد و الطبراني رجال ثقات .....ولم يقل حديث " صحيح الإسناد ، أتعرف لماذا ؟؟؟ الحديث رواه حماد بن سلمة و قد روى هذا الحديث بعد إختلاطه في آخر حياته و بتالي أحاديثه ضعيفة بعد الإختلاط قال ابن حجر في التهذيب عن حماد بن سلمة " قال البيهقي هو أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره وما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ اثني عشر حديثا أخرجها في الشواهد " و قال عنه إبن حجر في التقريب : ثقه عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بأخرة " كذلك ذكره الحافظ برهان الدين في كتابه الاغتباط بمن رمي بالاختلاط ، فهذا الرجل إختلط في ىىخر عمره و دليل ذلك " شك حماد وقوله " فيما أحسب " أن حماد ابن سلمة دلس الرواية و لم يقل في الحديث " أخبرني" أو " حدثني " أو سمعت " من عمار بن أبي عمار ، و إنما قال " عن عمار " و حرف " عن " في علم الحديث مُحتملة في التدليس إذا ثبت ، و قد ثبت تدليس حماد بن سلمة قال العلامة المثحدث الشيخ الأرنؤوط في تحقيقه لمسند الإمام أحمد معلقا على هذه الرواية التي رواها حماد بن سلمة " إسناده ضعيف " قال العلامة الأرنؤوط : شك حماد في وصله ثم إنه قد دلسه ؛ فقد رواه البيهقي في الدلائل عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن إبن عباس فعاد الحديث إلى علي بن زيد وهو ضعيف ......
أما الحديث الذي هو بسند حسن صحيح هو الذي في معجم الكبير للطبراني و البزار في مسنده وهو الحديث الأصح في الباب مما رواه حماد بن سلمة في مسند أحمد بسند الضعيف الذي إستدللت به ... والحديث فيه أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاء في معجم الطبراني " حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، أَوْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْعَى غَنَمًا فاسْتَعْلَى الْغَنَمَ ، فَكَانَ فِي الإِبِلِ وَهُوَ شَرِيكٌ لَهُ ، فَأَكْرَيَا أُخْتَ خَدِيجَةَ ، فَلَمَّا قَضَوُا السَّفَرَ بَقِيَ لَهُمْ عَلَيْهَا شَيْءٌ ، فَجَعَلَ شَرِيكُهُ يَأْتِيهُمْ ويَتَقَاضَاهُمْ وَيَقُولُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْطَلِقْ ، فَيَقُولُ : اذْهَبْ أَنْتَ فَإِنِّي أَسْتَحْيِي ، فَقَالَتْ مَرَّةً وَأَتَاهُمْ : فَأَيْنَ مُحَمَّدٌ لاَ يَجِيءُ مَعَكَ ؟ قَالَ : قَدْ قُلْتُ لَهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ يَسْتَحْيِي ،
فَقَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَشَدَّ حَيَاءً وَلاَ أَعَفَّ وَلاَءً ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ أُخْتِهَا خَدِيجَةَ فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ ، فَقَالَتِ : ائْتِ أَبِي فَاخْطِبْنِي إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَبُوكِ رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ وَهُوَ لاَ يَفْعَلُ ، قَالَتْ : انْطَلِقْ فَالْقَهُ وَكَلِّمْهُ ، ثُمَّ أَنَا أَكْفِيكَ وَائْتِ عِنْدَ سُكْرِهِ فَفَعَلَ ، فَأَتَاهُ فَزَوَّجَهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ ، فَقِيلَ لَهُ : قَدْ أَحْسَنْتَ زَوَّجْتَ مُحَمَّدًا ، قَالَ : أَوَ فَعَلْتُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَامَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : إِنِّي قَدْ زَوَّجْتُ مُحَمَّدًا وَمَا فَعَلْتُ ، قَالَتْ : فَلاَ تُسَفِّهَنَّ رَأْيَكَ ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا ، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ ، ثُمَّ بَعَثَتْ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوِقَّتَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ ، أَوْ ذَهَبٍ وَقَالَتْ : اشْتَرِ حُلَّةً فَاهْدِها لِي وكَبْشًا وَكَذَا وَكَذَا فَفَعَلَ" ... فخديجة أخبرت بصفات واخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وبفضل النبي لأبيها في الجاهلية فرضي وأقر النكاح على الفور وفدت السيدة خديجة النبي بمالها كما فدت نساء اليهود المسيح بأموالهن .... فسكت النصراني وقلت له : دفنت شبهتك ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ...