تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: هل كان في موسى عليه السلام حدة في الطبع؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي هل كان في موسى عليه السلام حدة في الطبع؟

    قال الحافظ في الفتح: (11/ 512): (وفيه أنه يغتفر للشخص في بعض الأحوال مالا يغتفر في بعض كحالة الغضب والأسف وخصوصًا ممن طبع على حدة الخلق وشدة الغضب؛ فإن موسى عليه السلام لما غلبت عليه حالة الإنكار في المناظرة خاطب آدم مع كونه والده باسمه مجردًا وخاطبه بأشياء لم يكن ليخاطب بها في غير تلك الحالة ومع ذلك فأقره على ذلك وعدل إلى معارضته فيما أبداه من الحجة في دفع شبهته).

    وفي مرقاة المفاتيح: (وقد كان في طبع موسى عليه السلام حدة على ما قص الله علينا من أمره في كتابه؟ من وكزه القبطي، وإلقائه الألواح، وأخذه برأس أخيه يجره إليه، هذا وقد جرت سنة الدين بدفع كل قاصد سوء).

    وفي عمدة القاري: (8/ 149): (وقد كان في طبع موسى، عليه الصلاة والسلام، حدة. روي أنه كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته نارًا).

    وفي شرح المشكاة: ( وقد كان في طبع موسى عليه السلام حدة على ما قص الله تعالى علينا من أمره في كتابه، من: وكزه القبطي، وإلقائه الألواح، وأخذه برأس أخيه يجره إليه، هذا وقد جرت سنة الدين بدفع كل قاصد بسوء).

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    هل هذا القول يُعد قدحًا في مقام النبوة؟
    وهل ذكر هذا أحد من أهل العلم غير من نقلت عنهم؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    قال الحافظ في الفتح: (11/ 512): (وفيه أنه يغتفر للشخص في بعض الأحوال مالا يغتفر في بعض كحالة الغضب والأسف وخصوصًا ممن طبع على حدة الخلق وشدة الغضب؛ فإن موسى عليه السلام لما غلبت عليه حالة الإنكار في المناظرة خاطب آدم مع كونه والده باسمه مجردًا وخاطبه بأشياء لم يكن ليخاطب بها في غير تلك الحالة ومع ذلك فأقره على ذلك وعدل إلى معارضته فيما أبداه من الحجة في دفع شبهته).
    ليس في خطاب موسى لأبيه آدم عليهما السلام أي لففظ يدل على ما قاله العسقلاني
    ولو كان كذلك لما سكت عنه النبي عليه السلام حين روى القصة وانما قال أن ( آدم حج موسى )
    وهذا اللفظ يرد على ابن حجر حين قال (خاطب آدم مع كونه والده باسمه مجردًا)
    فقد ذكر النبي عليه السلام اسم (أدم ) أيضا مجردا في هذه القصة خمس مرات ,
    وهل خاطب فعلا موسى أدم باسمه مجردا ؟
    لنقرأ الرواية من الصحيحين عن أبي هريرة

    (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا، خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ، قَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلامِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِى عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَىَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِى بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، قاله ثَلاثًا))
    فقد قال له (يا آدم أنت أبونا )
    فأين ماادعاه ابن حجر؟
    بل ان رواية عمر تبين ذلك أحسن بيان
    فروى ابن خزيمة وأبو داود باسناد حسن
    عن يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله: (إن موسى قال: يا رب،أرني آدم الذى أخرجنا ونفسه من الجنة. فأراه الله آدم فقال:أنت أبونا آدم؟قال: نعم. قال: أنت الذى نفخ الله فيك من روحه، وعلمك الأسماء كلها، وأمر ملائكته أن يسجدوا لك، فما حملك أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا موسى. قال: أنت نبى بنى إسرائيل الذى كلمك الله من وراء حجاب، لم يجعل بينك وبينه رسولاً؟ قال: نعم. قال: فما وجدت فى كتاب الله أن ذلك كائن قبل أن أخلق؟ قال: نعم. .)
    فهذه الرواية المفصلة تبين أن موسى عليه السلام لم يكن يعرف آدم
    وفيها تعداد لفضائله قبل أن يلومه وهذا كاف في رد قول ابن حجر
    (وخاطبه بأشياء لم يكن ليخاطب بها في غير تلك الحالة )
    وهل يعقل أنه في تلك الحالة يحدث له الغضب أو الحدة ؟
    ليس هو في دار الدنيا لتعترض له تلك الأحوال ؟
    وقد رأينا عبارته وليس فيها الا اللوم على اخراج الذرية من الجنة , وتأمل في رد آدم عليه السلام , فانه بدأ بتعداد خصائص وفضائل موسى عليه السلام ليبين له أن من كان في مثل هذا المقام لا ينبغي أن يقع منه هذا الملام .
    وسيأتي رد بقية الكلام في مقام موسى عليه الصلاة والسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    وهل ذكر هذا أحد من أهل العلم غير من نقلت عنهم؟
    في "الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري" 7 / 119 للكرماني رحمه الله ت 786هـ:
    .. الخطابي: فإن قيل كيف يجوز أن يفعل موسى الملك مثل هذا الصنيع أو كيف تصل يده إليه أو كيف لا يقبض الملك روحه ولا يمضي أمر الله فيه؟ قلت : أكرم الله موسى عليه السلام في حياته بأمور أفرده بها فلما دنا موته لطف أيضاً له بأن لم يأمر الملك أن يأخذ روحه قهراً لكن أرسله على سبيل الامتحان في صورة البشر فاستنكر موسى شأنه ودفعه عن نفسه فأتى ذلك على عينه التي ركبت في صورته البشرية التي جاء فيها دون الصورة الملكية وقد كان في طبع موسى صلوات الله وسلامه عليه حدة روى أنه كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته ناراً وقد جرت السنة بحفظ النفس ودفع الضرر ومن شريعتنا أن من اطلع على حرم قوم حل لهم أن يدفعوه ولو انفقأت عينه بذلك ثم رد الله عليه عينه ليعلم موسى إذا صحة عينه أنه من عند الله فلهذا استسلم حينئذ وطاب نفساً لقضاء الله الذي لابد من لقائه.اهــ

    وفي شرحه على مشكاة المصابيح المسمى بـ (الكاشف عن حقائق السنن) للطيبي ت 743 هــ:
    حس: يجب على المسلم الإيمان به على ما جاء به من غير أن يعتبره بما جرى عليه عرف البشر فيقع في الارتياب، لأنه أمر مصدره قدرة الله تعالى وحكمه، وهي مجادلة جرت بين ملك كريم ونبي كليم، كل واحد منهما مخصوص بصفة يخرج بها عن حكم عوام البشر ومجاري عاداتهم في المعنى الذي خص به، فلا يعتبر حالهما بحال غيرهما، وقد اصطفي الله تعالى موسى بالمعجزات الباهرة والآيات الظاهرة، فلما دنت وفاته وهو بشر يكره الموت طبعًا لطف الله به بأن لم يفاجئه بغتة، ولم يأمر الملك الموكل به بأن يأخذه قهرًا، بل أرسله على سبيل الامتحان في صورة بشر، فلما رآه موسى استنكر شأنه واستوعر مكانه، فاحتجز منه دفعًا عن نفسه بما كان من صكه إياه فأتى ذلك على عينه التي ركبت في الصورة البشرية، وقد كان في طبع موسى عليه السلام حدة على ما قص الله تعالى علينا من أمره في كتابه، من: وكزه القبطي، وإلقائه الألواح، وأخذه برأس أخيه يجره إليه، هذا وقد جرت سنة الدين بدفع كل قاصد بسوء.
    وقد ذكر الخطابي رحمه الله هذا المعنى في كتابه ردًا على من طعن في هذا الحديث وأمثاله من أهل البدع الملحدين - أبادهم الله تعالى - انتهى كلامه -.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    للفائدة :
    قال المناوي في فيض القدير 3 / 616 ، وفي التنوير 5 / 532 :
    قال الفاكهي : يشتبه على كثير من الناس الحدة بسوء الخلق ، والفارق المميز ما ختم به هذا الحديث وهو قوله : الذين إذا غضبوا رجعوا ، فالرجوع والصفاء هو الفارق ، وصاحب الخلق السوء يحقد وصاحبها لا يحقد ، والغالب أن صاحبها لا يغضب إلا لله.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وفي مستدرك الحاكم 2 / 553 بإسناد فيه مقال :
    4033- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَبِيَّ اللهِ الَّذِي سَمَّاهُ صَادِقَ الْوَعْدِ ، وَكَانَ رَجُلاً فِيهِ حِدَّةٌ يُجَاهِدُ أَعْدَاءَ اللهِ وَيُعْطِيهِ اللَّهُ النَّصْرَ عَلَيْهِمْ وَالظَّفَرَ ، وَكَانَ شَدِيدَ الْحَرْبِ عَلَى الْكُفَّارِ لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ، صَغِيرَ الرَّأْسِ ، غَلِيظَ الْعُنُقِ ، طَوِيلَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ ، يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ رُكْبَتَيْهِ ، وَهُوَ قَائِمٌ صَغِيرَ الْعَيْنَيْنِ ، طَوِيلَ الأَنْفِ ، عَرِيضَ الْكَتِفِ ، طَوِيلَ الأَصَابِعِ ، بَارِزَ الْخَلْقِ ، قَوِيٌّ شَدِيدٌ عَنِيفٌ عَلَى الْكُفَّارِ ، وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ ، وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا قَالَ : وَكَانَتْ زَكَاتُهُ الْقُرْبَانُ إِلَى اللهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَكَانَ لاَ يَعِدُ أَحَدًا شَيْئًا إِلاَّ أَنْجَزَهُ فَسَمَّاهُ اللَّهُ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    للفائدة :
    قال المناوي في فيض القدير 3 / 616 ، وفي التنوير 5 / 532 :
    قال الفاكهي : يشتبه على كثير من الناس الحدة بسوء الخلق ، والفارق المميز ما ختم به هذا الحديث وهو قوله : الذين إذا غضبوا رجعوا ، فالرجوع والصفاء هو الفارق ، وصاحب الخلق السوء يحقد وصاحبها لا يحقد ، والغالب أن صاحبها لا يغضب إلا لله.

    أحسن الله إليك شيخنا، تنبيه دقيق.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    آمين ، جزاك الله خيرا حبيبنا أبا البراء .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وفي "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" ، لنظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري رحمه الله :
    .. ويحتمل أن يكون أمر بالقول اللين لأنه كان
    في موسى حدة وخشونة ؛ بحيث إذا غضب اشتعلت قلنسوته ناراً فعالج حدته باللين ليكون حليماً في أداء الرسالة ...اهــ


    وقال الألوسي في روح المعاني :
    قالَ - أي الخضر - لموسى عليهما السّلام : ( إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ) نفي لأن يصبر معه على أبلغ وجه حيث جيء بإن المفيدة للتأكيد وبلن ونفيها آكد من نفي غيرها ، وعدل عن لن تصبر إلى لَنْ تَسْتَطِيعَ المفيد لنفي الصبر بطريق برهاني لأن الاستطاعة مما يتوقف عليه الفعل فيلزم من نفيه نفيه ، ونكر صَبْراً في سياق النفي وذلك يفيد العموم أي لا تصبر معي أصلا شيئا من الصبر ، وعلل ذلك بقوله :
    وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً إيذانا بأنه عليه السّلام يتولى أمورا خفية المراد منكرة الظواهر والرجل الصالح لا سيما صاحب الشريعة لا يتمالك أن يشمئز عند مشاهدتها وكأنه علم مع ذلك حدة موسى عليه السّلام ومزيد غيرته التي أوصلته إلى أن أخذ برأس أخيه يجره .. اهــ

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    هل هذا القول يُعد قدحًا في مقام النبوة؟
    أرى - والعلم عند الله - أنه لا يعد قدحا في مقام النبوة ، لكن تركه أولى رفعة لمقامهم عليهم السلام ، وبعدا عن أي شيء يشينهم أو يتوهم منه ذلك.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    عجيب
    والمقام مقام النبوة , وهذا الوصف القبيح لا ينبغي أن يلقى على مسلم وهو غائب فكيف يرمى به نبي من خيرة الأنبياء
    ومن كان في قلبه مثقال ذرة من شك فليقرأ حديث الصعق , وليبحث عن الرجل الذي وجده النبي عليه السلام قد أفاق قبله وسبقه الى العرش العظيم
    وفي القرآن ما لا يحصى من الآيات البينات الواصفات للنبي الكريم موسى عليه السلام
    وأتحدى أيا كان أن يخرج لي منها كلمة واحدة فيها جزء من هذا القدح و الوصف الذي امتلأت به هذه الكتابات هنا
    ويكفي من كل ذلك قول رب العرش بعد أن أفاق موسى عليه السلام من صعقة الطور وقد سأل الرؤيا بعد أن تحقق له ما لم يتحقق لأحد قبله ولا بعده
    (قالَ يَا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي ))
    فهذا خطاب مباشر بلا واسطة ونداء من العلي الكبير الى النبي الكريم
    وابتدأ بحرف التوكيد , لئلا يبقى في قلب بشر شك من الخبر الذي سيؤكده رب البشر
    وذلك أنه هو الذي اصطفى وليس أحدا غيره هذا النبي على الناس , والألف واللام هنا لاستغراق الجنس
    واصطفاه ربه بأمرين , الواحد منهما يكفي أن يجتبى به الواحد فكيف اذا اجتمعا ؟
    النبوة و التكليم .

    وكلام ابن حجر قد تبين مما سبق أنه لو لم يقله لكان خيرا له

    أما كلام غيره فهو صفة مدح لموسى عليه السلام لو تمعن فيه من لم ينزله حق منزلته
    فالغضب قد يكون محمودا وقد يكون مذموما , وموسى عليه السلام لم يغضب الا غضبة الحق في الحق لأجل الحق وهذا هو الغضب الممدوح صاحبه
    والله تعالى يوصف بالغضب , فهل ذلك صفة ذم له سبحانه وتعالى ؟
    قال ابن القيم
    (ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضب لم يقم لغضبه شيء
    وفي الأثر إن موسى كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته وكان أشد بني إسرائيل حياء حتى أنه لا يغتسل إلا وحده من شدة حيائه.
    واذا كانت هذه صفات كمال فلا يجوز سلبها عمن هو أحق بالكمال المطلق من كل أحد)انتهى
    أي عن الله عزوجل
    وهذا هو كلام الأئمة ممن عرف قدر من يتكلم عنه .
    وكذلك قال الأئمة قبله في قصته مع ملك الموت


    قال النووي
    (قَالَ الْمَازِرِيُّ وَقَدْ أَنْكَرَ بَعْضُ الْمَلَاحِدَةِ هَذَا الْحَدِيثَ وَأَنْكَرَ تَصَوُّرَهُ قَالُوا كَيْفَ يَجُوزُ عَلَى مُوسَى فَقْءُ عَيْنِ مَلَكِ الْمَوْتِ قَالَ وَأَجَابَ الْعُلَمَاءُ عَنْ هَذَا بِأَجْوِبَةٍ أَحَدُهَا أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قدأذن اللَّهُ تَعَالَى لَهُ فِي هَذِهِ اللَّطْمَةِ وَيَكُونَ ذَلِكَ امْتِحَانًا لِلْمَلْطُومِ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَفْعَلُ في خلقه ماشاء وَيَمْتَحِنُهُم ْ بِمَا أَرَادَ ......
    وَالثَّالِثُ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَلَكٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَظَنَّ أَنَّهُ رَجُلٌ قَصَدَهُ يُرِيدُ نَفْسَهُ فَدَافَعَهُ عَنْهَا فَأَدَّتِ الْمُدَافَعَةُ إِلَى فَقْءِ عَيْنِهِ لَا أَنَّهُ قَصَدَهَا بِالْفَقْءِ وَتُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ صَكَّهُ وَهَذَا جَوَابُ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُتَقَدِّمِي نَ وَاخْتَارَهُ الْمَازِرِيُّ وَالْقَاضِي عِيَاضٌ
    قَالُوا وَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ تَصْرِيحٌ بِأَنَّهُ تَعَمَّدَ فَقْءَ عَيْنِهِ فَإِنْ قِيلَ فَقَدِ اعْتَرَفَ مُوسَى حِينَ جَاءَهُ ثَانِيًا..))انتهى

    وموسى عليه السلام لم يذكر في حديث الشفاعة الكبرى ذنبا الا القتل , مع أنه وقع له قبل النبوة وكان في حالة نصرة المظلوم وهذا واجب وصفة كمال يذم من تركه وهو قادر عليه , لكنه كان قويا شديدا ولم يقصد القتل لكن الضربة القوية فعلت فعلتها .
    وقد شبه النبي عليه السلام عمر في شدته في الحق بموسى حين دعا على قومه وكذلك نوح عليهما السلام
    وشبه أبا بكر في رأفته ولينه بابراهيم وعيسى عليهم السلام
    أما ما فعله مع أخيه فهي والله الغيرة على التوحيد التي يحبها الواحد الأحد و الشدة على الشرك التي يرضاها من لا يرضى شريكا له أبدا
    فهذا الذي ينبغي ويجب أن يقال في حق النبي الكريم
    ومن له قول غيره فليعرضه , ولا يعرض عن رد كلامي كأنه لم يكن كما يفعل الأخوة هنا؟



  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة

    قال الفاكهي :
    يشتبه على كثير من الناس الحدة بسوء الخلق ، والفارق المميز ما ختم به هذا الحديث وهو قوله : الذين إذا غضبوا رجعوا ، فالرجوع والصفاء هو الفارق ، وصاحب الخلق السوء يحقد وصاحبها لا يحقد ، والغالب أن صاحبها لا يغضب إلا لله.
    موسى عليه السلام رسول كريم ، موصوف بأحسن الصفات التي تليق بالأنبياء والرسل ، ولا نقول فيه - أو في غيره من إخوانه عليهم الصلاة والسلام - إلا ما يليق به من الصفات الحميدة الجليلة التي يرضاها ربنا تعالى ذكره ، وما ذكره الفاكهي من الفرق يجعل البعض منا يقول ما سبق قوله ؛ لعلمه أن الحدة ليست من سوء الخلق ، بل قد تكون محمودة في بعض الأحايين .
    وقد اتُصف البعض بالحدة - طبعا مع الاعتراف بالفارق ، ولم أقصد المقارنة بل قصدت أن الحدة قد تكون محمودة أحيانا - كجد شيخ الإسلام المجد ، وشيخ الإسلام أيضا - وما وراء ذلك إلا الدفاع عن بيضة الإسلام.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    بالطبع لا يقصد أحد منا ولا من أئمتنا الذين نقلنا عنهم القدح في نبي الله موسى عليه السلام، ومن شك في هذا فعقله يحتاج إلى عقل، ولا يغفل هذا الذي النقل الطيب والتوفيق البديع الذي نقله شيخنا حفظ الله الجميع.
    للفائدة :
    قال المناوي في فيض القدير 3 / 616 ، وفي التنوير 5 / 532 :
    قال الفاكهي : يشتبه على كثير من الناس الحدة بسوء الخلق ، والفارق المميز ما ختم به هذا الحديث وهو قوله : الذين إذا غضبوا رجعوا ، فالرجوع والصفاء هو الفارق ، وصاحب الخلق السوء يحقد وصاحبها لا يحقد ، والغالب أن صاحبها لا يغضب إلا لله.

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    بالطبع لا يقصد أحد منا ولا من أئمتنا الذين نقلنا عنهم القدح في نبي الله موسى عليه السلام، ومن شك في هذا فعقله يحتاج إلى عقل،
    دع عقلي بلا عقل ولا تعقل , ولكن لن أشك مثقال ذرة أن هذا طعن صريح في مقام النبوة العالي
    وأنت في الأول طرحت السؤال , ولما بينت لك تهافت كلام ابن حجر (الامام ) لم تلتفت الى ردي ومررت عليه وكأنه لم يكن
    بل وفرحت بمن تابعه على تلك الطعون عمن سميتهم أئمة ولا امامة لهم
    هم يقولون أن موسى عليه الصلاة والسلام شديد الغضب وفيه حدة في الطبع , بل تناقلوا هذه العبارة
    (كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته)
    وقبل أن تشتعل قلنسوته لا بد أن يشتعل شعره , ومع كثرة الغضب الذي قد لازمه فلا بد أن يكون شعره قد تفحم لا سيما لما عبد قومه العجل .
    وقد قال ربنا عزوجل ( فرجع موسى الى قومه غضبان أسفا) سورة طه
    (ولما رجع موسى الى قومه غضبان أسفا) سورة الأعراف
    و «الأسف» قد يكون بمعنى الغضب الشديد، وأكثر ما يكون بمعنى الحزن كما قال ابن عطية
    فهلا قالوا ان موسى كان سريع الحزن شديده ؟؟
    وهل يريد هؤلاء من هذا النبي أن يرجع الى قومه فرحانا مبتهجا ؟؟
    لولم يغضب في هذا المقام الغضب الشديد فليس بنبي
    (وقال أبو الدرداء: الأسف: منزلة وراء الغضب أشدّ منه.))
    صدق أبو الدرداء , فلا نرتاب أدنى الارتياب أنه بلغ منزلة من الغضب تجاوز بها كل الغضب
    وهذه صفة حميدة ومنقبة عظيمة محمودة
    ولا يغفل هذا الذي النقل الطيب والتوفيق البديع الذي نقله شيخنا حفظ الله الجميع.
    لا نحتاج الى توفيق , والموفق هو من وفقه الله الى معرفة مقام الأنبياء وصيانة منزلتهم عن أدتى ما يخدش درجتهم
    وهذا الذي نقله المناوي عن الفاكهي هو شيه لا شيء بل هو لاشيء , لأنه اجتهد في شرح حديث موضوع
    والفارق المميز ما ختم به هذا الحديث وهو قوله : الذين إذا غضبوا رجعوا ، فالرجوع والصفاء هو الفارق
    وهو الحديث الذي رواه الطبراني

    (خِيَارُ أُمَّتِي أَحْدَاؤُهُمُ الَّذِينَ إِذَا غَضِبُوا رَجَعُوا» ".
    قال الهيثمي (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ يَغْنَمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ قَنْبَرَ، وَهُوَ كَذَّابٌ.)) انتهى
    وعلى فرض صحة معناه -ولن يصح - فالمقصودون هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وليس موسى عليه الصلاة والسلام
    ومع ذلك فقد نهى محمد عليه الصلاة والسلام أمته عن الغضب
    وقد سبق أن النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يغضب الا اذا انتهكت محارم الله , فهذا الغضب المحمود
    وكذلك كان موسى عليه الصلاة والسلام , كل السلام والسلامة


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    وقد سبق أن النبي عليه الصلاة والسلام كان لا يغضب الا اذا انتهكت محارم الله , فهذا الغضب المحمود
    وكذلك كان موسى عليه الصلاة والسلام , كل السلام والسلامة

    جزاك الله خيرًا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •