تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 20 من 20

الموضوع: ما فرق هؤلاء؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي ما فرق هؤلاء؟!

    ما فرق هؤلاء؟!
    في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات، قال الشيخ رحمه الله: "وروى عبدالرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه: (أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم -استنكاراً لذلك-؛ فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدّون عند محكمه ويهلكون عند متشابهه) انتهى". انتهى ما ذكره رحمه الله.
     والفائدة التي لم أقف على من نصَّ عليها: هي ذكر وتحديد هذا الأثر أو الحديث الذي نَفَر منه هذا الرجل وانتفض إنكارًا لما فيه.
    وقد تبيَّن أنَّ الحديث هو: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تحاجَّت النار والجنة؛ فقالت النار: أوثرتُ بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: فمالي لا يدخلني إلَّا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم؛ فقال الله للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنَّار: أنت عذابي أعذِّب بك من أشاء من عبادي، ولكلِّ واحدة منكم ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها، فتقول: قط.. قط، فهنالك تمتليء، ويزوى بعضها إلى بعض)).
    وأصل الحديث متفق على صحَّته؛ فقد أخرجه البخاري (ح/4569) ومسلم (ح/2846)، وغيرهما.
     فتبيَّن أنَّ الصِّفة التي نفر منه ذاك الرجل هي: صفة وضع الرب عزوجل قدمه في النار.
     والذي دلَّ على أنَّ هذا الحديث هو المراد هو ما جاء في أصل القِصَّة عند عبدالرزاق في مصنفه (ح/20893-20895)؛ إذ ساق حديث أبي هريرة المتقدِّم بنحو لفظه الآنف، ثم قال: عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: سمعت رجلاً يحدِّث ابن عباس بحديث أبي هريرة هذا فقام رجل فانتفض؛ فقال ابن عباس: ما فرق من [ كذا! ] هؤلاء... الحديث نحوه.
    وإسناد عبدالرزَّاق إسناد صحيح في ظاهره.
    تنبيه: جملة (ما فرق) تحمل وتلفظ على وجهين:
    1- ما فرَق هؤلاء، من الفَرَق: الفزع والوجل؛ أي: ما الذي أخافهم وأفزعهم؟! استفهام استنكاري.
    2- ما فرَّق هؤلاء؛ أي: ما عرفوا الفرق بين الحق والباطل.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي

    بارك فيكم أبا عاصم ونفع بكم .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي

    قال العلامة ابن القيم في الصواعق المرسلة 3/1039:

    وجاء أفضل متأخريهم (أظنه يعني الرازي) فنصب على حصون الوحي أربعة مجانيق:
    الأول: أنها أدلة لفظية لا تفيد اليقين .
    الثاني: أنها مجازات واستعارات لا حقيقة لها.
    الثالث: أن العقل عارضها فيجب تقديمه عليها.
    الرابع: أنها أخبار آحاد وهذه المسائل علمية فلا يجوز أن يحتج فيها بالأخبار ، ولهذا تجد كثيرا من هؤلاء لا يحب تبليغ النصوص النبوية أو إظهارها وإشاعتها وقد يشترطون في أماكن يقفونها أن لا يقرأ فيها أحاديث الصفات ، وكان بعض متأخريهم وهو أفضلهم عندهم كلف بإعدام كتب السنة المصنفة في الصفات وكتمانها وإخفائها !
    وبلغني عن كثير منهم أنه كان يهم بالقيام والانصراف عند ختم صحيح البخاري وما فيه من التوحيد والرد على الجهمية ، وسمع منه الطعن في محمد بن إسماعيل ! وما ذنب البخاري وقد بلغ ما قاله رسول الله ؟!
    وقال آخر من هؤلاء لقد شان البخاري صحيحه بهذا الذي أتى به في آخره ! ومعلوم أن هذه مضادة صريحة لما يحبه الله ورسوله من التبليغ عنه حيث يقول " ليبلغ الشاهد الغائب " وقال:" بلغوا عني ولو آية " وقال:" نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي



    مرحباً بالشيخ الفاضل أبي عاصم

    أبو عاصم = أبو عمر السمرقندي = عدنان بخاري

    نفع الله بك وجزاك خيراً



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    112

    افتراضي

    ما شاء الله

    أبو عمر السمرقندي معنا ؟؟

    اشتقنا لمشاركاتك كثيراً

    محبكم : أبو عبدالرحمن

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    312

    افتراضي

    بارك الله فيكم شيخنا عدنان البخاري على هذه الفوائد القيمة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي

    بارك الله فيكم ونفعنا بكم...

    لأنَّ الحديث ذو شجون..
    فمن باب الإفادة إليكم شيءٌ له علاقةٌ بما تقدَّم:
    في تاريخ بغداد للخطيب (12/170) وغيره، قال رحمه الله:"أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت أبا عامر عبد الوهاب بن محمد بن احمد بن إبراهيم العسال يقول سمعت أبى يقول سمعت مسبح بن حاتم البصري يقول سمعت عبيد الله بن معاذ العنبري يقول سمعت أبى يقول سمعت عمرو بن عبيد يقول: -وذكر حديث الصادق المصدوق(1)- فقال: لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته، ولو سمعت زيد بن وهب يقول هذا ما أجبته، ولو سمعت عبد الله بن مسعود يقول هذا ما قبلته، ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا لرددته؟! ولو سمعت الله تعالى يقول هذا لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقنا؟!!
    * قلت: أعوذ بالله من الكفر!

    -------------------------------
    (1): يقصد حديث ابن مسعود المرفوع: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه... الحديث)، وهو من حجج أهل السنة في الرد على القدرية، ومن رؤوسهم عمرو بن عبيد.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    6

    افتراضي

    لكن الإشكال أيها الإخوة في هذا الحديث أن ابن عباس رضي الله عنهما جعل هنا نصوص الصفات من قبيل المتشابه عندما قال : " ويهلكون عند متشابهه " والمقرر عند أهل السنة الجماعة أن نصوص الكتاب والسنة هي من قبيل المحكم فما رأيكم ؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي التشابه في (كيفية) صفة وضع القدم في جهنم لا في الصِّفة نفسها.

    * استشكال جيد، ولعلَّ الجواب عنه: أنَّ الحديث والصِّفة المتضمِّنة له ليستا من المتشابه لا عند ابن عباس ولا غيره من أتباع السَّلف، لكن المتشابه هو كيفية هذه الصِّفة.
    فإنَّ الظَّاهر أنَّ الرَّجل انتفض استنكارًا من وضع الجبَّار قدمه في جهنَّم، وكيفيَّة ذلك وهو ربُّ العالمين.
    فلعلَّ قصد ابن عبَّاس أنَّ تلك الكيفيَّة من المتشابه الذي علينا الإيمان به وإن لم ندرك كنهه.
    والله أعلم.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: ما فرق هؤلاء؟!

    للإفادة..
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: ما فرق هؤلاء؟!

    للإفادة..
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: ما فرق هؤلاء؟!

    جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان و نفع بك
    وقد سُبقت فعلا - سلمك الله -

    قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي في القول السديد في مقاصد التوحيد ص153 ط. :مجموعة التحف النفائس الدولية الطبعة الثالثة
    باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات
    وقول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ }وفي صحيح البخاري: قال علي: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟" روى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن "ابن عباس: أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء ؟ يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه؟"انتهى*. ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن، أنكروا ذلك، فأنزل الله فيهم: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} .
    ـــــــــــــــ ــــــ
    فعلق المحقق د. المرتضى الزين أحمد في الحاشية بقوله:
    * والحديث المشار إليه في (الصفات) رواه عبد الرزاق - أيضا - في (المصنف) 11 /422 حديث رقم (20893) من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- مرفوعا: "تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعرتهم؟ فقال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي, وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي, ولكل واحدة منكما ملؤها, فأما النار فإنهم يلقون فيها {وتقول هل من مزيد} فلا تمتلئ حتى يضع رجله- أو قال: قدمه- فيها فتقول: قط قط قط, فهنالك تملأ وتنزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدا, وأما الجنة فإن الله ينشئ لها ما شاء". اهـ.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: ما فرق هؤلاء؟!

    جزاكم الله خيرًا يا أبا جهاد، متى طبعت هذه الطبعة الثالثة، سنة كم؟
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: ما فرق هؤلاء؟!

    أول ما ذكرت هذه الفائدة (نشرًا) بتاريخ : 07-09-2002، يعني 1422هـ ، بملتقى أهل الحديث.. وإن كنت قد وقفت عليها منذ عام 1996م تقريبًا، يعني: 1416هـ.
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...E6%C7%DD%D1%C9
    وللأمانة فلم أقف على هذه الطَّبعة من القول السَّديد، ولا تحقيق المرتضى بطبعاته كلها..
    ثمَّ إن كان هو السَّابق في هذا التنبيه فالحمدلله، ذلك فضله يؤتيه من يشاء؛ إذ الأوليَّة في العلم بابٌ لطيفٌ فيه، من التسابق في الخير والفضل.
    لكن العبرة أنَّها فائدةٌ يقلُّ التنبيه عليها، سواء أكانت مني أم منه.
    وجزاكم الله خيرًا يا أباجهاد على تنبيهكم وتعقيبكم.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: ما فرق هؤلاء؟!

    شيخنا عدنان نفع الله تعالى بك وبارك فيك ولا زلت على الحق مسددا وللفوائد مذيعا
    وبالنسبة للطبعة الثالثة هي عندي نسخة مطبوعة (word ) وليس عليها تاريخ الطبع .. ولكن الطبعة الأولى من الكتاب بنفس التحقيق كانت سنة 1416هـ وأظن هذه الفائدة ليست فيها.. فلعلك تكون السابق فعلا يا شيخ عدنان . (ابتسامة)
    وفقنا الله تعالى جميعا للهدى و الرشاد وجعل ما نبطن خيرا مما نظهر ورزقنا الإخلاص في القول و العمل.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما فرق هؤلاء؟!

    ما شاء الله .. بارك الله فيكم يا شيخ عدنان.. فائدة نفيسة.. لا أدري كيف لم أر هذا الموضوع إلا الآن (ابتسامة)
    الأخ الحميد.. قولكم:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحميّد مشاهدة المشاركة
    لكن الإشكال أيها الإخوة في هذا الحديث أن ابن عباس رضي الله عنهما جعل هنا نصوص الصفات من قبيل المتشابه عندما قال : " ويهلكون عند متشابهه " والمقرر عند أهل السنة الجماعة أن نصوص الكتاب والسنة هي من قبيل المحكم فما رأيكم ؟
    أقول، الالتباس وقع عندك لأنك تطلق إطلاقين غير مسلمين!
    فأما أولا: فقولك أن كلام ابن عباس رضي الله عنهما هنا يفهم منه أنه يدخل جميع نصوص الصفات في المتشابه، وهذا غير صحيح، إنما كلامه على صنيع أهل الزيغ مع متشابه النصوص أيا كانت مادتها، يدلل على ذلك الصنيع بموقف ذلك الرجل من نص من المتشابهات..
    وأما ثانيا: فقولك - بارك الله فيك - أن نصوص الكتاب والسنة - هكذا باطلاق - هي من قبيل المحكم، ليس بمسلم لك ولا يصح! كيف والله تعالى يقول: ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)) الآية؟ الكتاب والسنة فيه نصوص متشابهة ولا شك، من حيث احتمال لفظها لأوجه منها الحق و منها الباطل، فمن اتبع ما تشابه منه دون رده إلى المحكم، ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فإنه يجرى المتشابه على وجه باطل يهواه.. ولهذا فإنه يهلك عند ذاك المتشابه كما هو منصوص هنا، والأمر واضح ولله الحمد، والله أعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  17. #17

    افتراضي

    جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ ونفع الله بك فائدة قيمة .

    سأنقلها كاملة على شرحي للكتاب.
    بوركتم.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    تبارك الله، فائدة جليلة
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة

    تنبيه: جملة (ما فرق) تحمل وتلفظ على وجهين:
    1- ما فرَق هؤلاء، من الفَرَق: الفزع والوجل؛ أي: ما الذي أخافهم وأفزعهم؟! استفهام استنكاري.
    2- ما فرَّق هؤلاء؛ أي: ما عرفوا الفرق بين الحق والباطل.
    أما عن الفائدة فقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في القول المفيد:
    والصفة التي حدث بها لم تُبيَّنْ...

    وأما هذه الثانية (فرق) فقد نبه الشيخ عليها.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    ما فرق هؤلاء؟!
    في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات، قال الشيخ رحمه الله: "وروى عبدالرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه: (أنه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم -[استنكاراً] لذلك-؛ فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدّون عند محكمه ويهلكون عند متشابهه) انتهى". انتهى ما ذكره رحمه الله.
    يقول الشيخ صالح ال الشيخ - ما فَرَقُ هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه, ويهلكون عند متشابهه) هذا لما لم يعرف هذه الصفة انتفض لأنه فهم من هذه الصفة المماثلة أو التشبيه فخاف من تلك الصفة، والواجب على المسلم أنه إذا سمع صفة من صفات الله -في كتاب الله أو في سنة النبي (- أن يجريها مُجرى جميع الصفات، وهو أن إثبات الصفات لله جل وعلا إثبات بلا تكييف, إثبات بلا تمثيل, فإثباتنا للصفات على وجه تنزيه الله جل وعلا عن المثيل والنظير في صفاته وأسمائه، فله من كل اسم وصفة أعلى وأعظم ما يشتمل عليه من المعنى، ولهذا قال ابن عباس هنا (ما فرق هؤلاء؟) يعني ما سبب خوف هؤلاء, لماذا فَرَقُوا؛ خافوا من هذه الصفة ومن إثباتها؟ (يجدون رقة عند محكمه) يعني إذا خوطبوا بالمحكم الذي يعرفون، المحُكم هو ما يعلم والذي يعلم هو سامعه، هذا هو المحكم، (يجدون رقة عند محكمه) يعني إذا خوطبوا بما يعلمونه وجدوا في قلوبهم رقة لذلك، (ويهلَكون عند متشابهه) فإذا سمعوا في الكتاب أو السنة شيئا لا تعقله عقولهم هلكوا عنده وخافوا وفَرَقُوا وأوَّلوا ونفوا أو جحدوا ، وهذا من أسباب الضلال.
    وهنا استعمل ابن عباس رحمه الله و( استعمل كلمة (المحكم) وكلمة (المتشابه) يريد بها هنا:
    المحكم - الذي يُعلم؛ يعلمه سامعه.
    والمتشابه - الذي يشبه علمه على سامعه.
    والقرآن والعلم جميعا والشريعة كلها محكمة، وكلها متشابهة، ومنها محكم ومنها متشابه،فهذه ثلاثة أقسام:
    فالأول المحكم: كما قال جل وعلا?الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ]، فالقرآن كله محكم، بمعنى أن معناه واضح وأن الله جل وعلا أحكم فلا اختلاف فيه إلا بتباين، وإنما بعضه يصدق بعضا كما قال جل وعلا -وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
    والقرآن والشريعة أيضا متشابه كله: بمعنى أن بعضه يشبه بعضا فهذا الحكم وهذه المسألة تشبه تلك لأنها تسري معها في قاعدة واحدة، فنصوص الشريعة يصدق بعضها بعضا ويؤول بعضها إلى بعض، وقد قال جل وعلا ?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ?[الزمر:23]، قال (كِتَابًا مُتَشَابِهًا) فالقرآن متشابه؛ يعني بعضه يشبه بعضا، هذا خبر في الجنة وهذا خير الجنة، وبعض الأخبار يفصِّل بعضا, هذه قصة وهذه قصة, هذه تصدق وهذه وتزيدها تفصيلا، وهكذا في كل ما في القرآن.
    والقرآن أيضا والشريعة والعلم منه محكم ومنه متشابه باعتبار ثالث: فالمحكم والمتشابه هنا هو الذي جاء في آية آل عمران ?هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ?[آل عمران:7]، منه محكم وهو الذي أتضح لك علمه، ومنه متشابه وهو الذي اشتبه عليك علمه، وبهذا نعلم بأن ليس عندنا في عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ليس عندهم شيئا من المتشابه المطلق الذي لا يعلمه أحد، بمعنى أن ثمة مسألة من مسائل التوحيد أومن مسائل العمل يشتبه علمها على كل الأمة، هذا لا يوجد بل ربما اشتبه على بعض الناس وبعضهم يعلم المعنى، كما قال جل وعلا ?وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ?[آل عمران:7] على أحدي وجهي الوقف.
    فهذا المتشابه الموجود الذي هو قسيم للمحكم هذا يشتبه على بعض الناس، فإذا اشتبه عليك علم شيء من التوحيد أو من الشريعة فإن الواجب أن لا تفرق عنده وأن لا تخاف، وأن لا تتهم الشرع أو يقع في قلبك شيء من الزيغ لأن الذين يتبعون المتشابه بمعنى لا يؤمنون به فإن هؤلاء هم الذين في قلوبهم زيغ، وهذا هو الذي عناه ابن عباس ( حين قال(يجدون رقة عند محكمة ويهلكون عند متشابهه)--[مهم ] -- يريد به هذا الوجه من أن الذين يهلكون عند المتشابه هم أهل الزيغ - الذين قال الله جل وعلا فيهم ?فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ?[آل عمران:7]، فأهل الزيغ يستعملون في المتشابه هاتين الطريقتين:
    * إما أن يبتغوا بالمتشابه الفتنة.
    * وإما أن يبتغوا بالمتشابه التأويل.
    والواجب أن يردّ المتشابه على المحكم، فنعلم أن الشريعة تصدق بعضها بعضا وأن التوحيد بعضه يدل على بعض، كالقاعدة المعروفة في الصفات التي ذكرها عدد من الأئمة كالخطابي وشيخ الإسلام في التدمرية: أن القول في بعض الصفات كالقول في بعض، وأن القول في الصفات كالقول في الذات يحتذى في حذوه وينهج فيه على منواله.[كفاية المستزيد]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •