قال الله تعالى ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) معنى السبيل الطريق الموصل والسبب والحيلة والحجة والحرج والجمع : أسبل و أسْبلة و سُبْل و سُبُل وسبيلا والفعل سبل بفتح الباء والمصدرالسبل بتسكين السين ومعناه الإرخاء والإرسال يقال لإرخاء الجفن على العين إسبال وسبلت المرأة شعرها ارسلته من دون ربط وسبل الرجل خصمه شتمه واستطال فى عرضه ومنه قول الرسول (مطل الغنى ظلم يحل عرضه وإساءته) أى يجعل للناس سبيلا الى أساءته وسبل الرجل ارضه واملاكه جعلها فى سبيل الله مباحة والسبيل بصيغة النكرة والتعريف دون إضافة تعنى الطريق الواضح ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 27 ) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ( 28 ) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ( 29 ) )الفرقان وهى فى الاية الاولى بمعنى الحجة والحيلة هذا أذا أضيف قبلها حرف من أو بعدها حرف على فهى بمعنى الحجة والحرج والعقوبة فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين حجة ولا حيلة لصرفهم عن دينهم وعن صحيح الإيمان الذي في قلوبهم لانه تعالي كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه قال الله تعالى(لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
قال الله تعالى( لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92) ۞ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَ كَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يعلمون93) وهنا نجد ان السبيل بمعنى الحرج والعقوبة المستحقة من الله تعالى على من خالف الله ورسوله
اما اذا اضيف كلمة الى السبيل كسواء السبيل وقصد السبيل وابن السبيل وسوء السبيل فهى بمعنى ما أضيفت اليه
هذه هى المعانى اللغوية اما المعنى الإيمانى فهو ان المؤمن طالما هو مؤمن حقا على الطاعة والتسليم والإستقامة لله فلن يجعل الله للمؤمنين أو الكافرين عليه سبيلا
وفى صحيح البخارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن ) فاذا انتفى عنه الإيمان عند المعصية فلا يأمن على نفسه من العقوبة وتسلط الكافرين عليه وتسلط الأعداء عليه بالإيذاء والسلب