موسوعة شعراء العربية


المجلد السادس- الجزء الثاني


شعراء العربية في الاندلس


بقم د فالح الكيلاني


( الشاعر ابن جزي الكلبي الاندلسي)


هو ابو القاسم محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن يحيى بن يوسف بن عبد الرحمن بن جزي الكلبي الغرناطي. واصله من حصن (ولمة ) ويمت بصلة القرابة الى ابي الخطار حسام بن ضرار الكلبي .


ولد ب (غرناطة ) في شوال من سنة \ 721 هجرية -- 1321 ميلادية وقيل في رواية اخرى انه ولد في سنة \693 هجرية – 1294 ميلادية نشأ فيها وتعلم. نشأ في كنف والده، وكان يعيره العناية التامة من حيث التربية والتعليم . وكان اديبا: كاتب شاعر و عالم بالتاريخ والحساب واللغة والنحو والبيان . وقد نشأ نشأة دينية فاثرت فيه
وفي شعره فيقول :


لكلِّ بني الدنيا مُرَادٌ وَمَقصدٌ
وإن مرادي صحة وفراغ


لأبلغَ في عِلْمِ الشَّرِيعةِ مَبلغاً
يكون به لي في الجنان بلاغ


ففي مثلِ هذا فلينافِسْ أولو النُّهَي
وحسبي من الدنيا الغرور بلاغ


فَمَا الفَوزُ إلا في نَعِيمٍ مُؤبَّدٍ
به العيش رغد والشراب يساغ


أخذ العلم عن كبار علماء عصره منهم: أبو جعفر الغرناطي وأبو الحسن الحفار وأبو المجد الحضرمي وغيرهم. كان خطيبًا في الجامع الكبير في بلده وقد أثر في الناس كثيرًا لحسن أسلوبه وبراعة منطقه . درس على يديه من ذريته أبناؤه محمد وأحمد وعبد الله فكانوا علماء كأبيهم وعندما الف ابن جزي كتابه (تقريب الوصول) كتب في مقدمته :
( لذا أحببت أن يضرب ابني محمد- أسعده الله- في هذا العلم بسهمه، فصنفت هذا الكتاب برسمه، ووسمته باسمه، لينشط لدرسه وفهمه، وعولت فيه على الاختصار والتقريب، مع حسن الترتيب والتهذيب)


وكذلك تخرَّج عليه الشاعر الاديب لسان الدين بن الخطيب.


انتقل الى مدينة ( فاس) بالمغرب واشتغل كاتبا لابي الحجاج بن الاحمد النصري وفي مدينة ( فاس ) املى عليه الرحالة ابن بطوطة رحلاته فاسماها (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) وذلك سنة \756 هجرية


قال فيه تلميذه الحضرمي في( الفهرسة):


(كان رجلًا ذا مروءة كاملة، حافظًا متقنًا، ذا أخلاقٍ فاضلةٍ، وديانةٍ، وعِفَّة، وطهارة، وشهرته دينًا وعلمًا أغنت عن التعريف به)


توفي في مدينة( فاس ) المغربية سنة \757 هجرية—1356ميلادي


شعره يتميز بالبساطة والسهولة وبعضه الى حد السذاجة وأغراضه عادية فقال في الفخر والمديح والرثاء والوصف والنسيب ويكثر في شعره الضراعة الى ربه تعالى وهذا دليل تدينه وتقشفه حيث يقول:


يَا رَبِّ إِنَّ ذُنُوبِي اليَوْمَ قَدْ كَثُرَتْ
فَمَا أُطِيقُ لَهَا حَصْرًا ولا عَدَدَا


وَلَيْسَ لِي بِعَذَابِ النَّارِ مِنْ قِبَلٍ
وَلا أُطِيقُ لَهَا صَبْرًا وَلا جَلَدَا


فَانْظُرْ إِلَهِي إِلَى ضَعْفِي وَمَسْكَنَتِي
ولا تُذِيقَنَّنِي حَرَّ الجَحِيمِ غَدَا


ويقول ايضا بنفس المعنى :


قَصْدِي المُؤَمَّلُ فِي جَهْرِي وَإِسْرَارِي


وَمَطْلَبِي مِنْ إِلَهِي الوَاحِدِ البَارِي


شَهَادَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ خَالِصَةً
تَمْحُو ذُنُوبِي وَتُنْجِينِي مِنَ النَّارِ


إنَّ المَعَاصِيَ رِجْسٌ لَا يُطَهِّرُهَا
إِلا الصَّوَارِمُ مِنْ أَيْمَانِ كُفَّارِ


ويقول في الفخر وهو يفخر بعفته:


وَكَمْ مِنْ صَفْحَةٍ كَالشَّمْسِ تَبْدُو
فَيُسْلِي حُسْنُهَا قَلْبَ الحَزِينِ


غَضَضْتُ الطَّرْفَ عَنْ نَظَرِي إِلَيْهَا
مُحَافَظَةً عَلَى عِرْضِي وَدِينِي


ويقول في الغزل :


وأهيف من يهود يرنو بمقلتي شادنٍ غريرِ


أقبل كالغصنِ في تثنٍّ ممتزج الأنس بالنفورِ


فقلتُ يا غصنُ اين تُنمي فقال لي في بني النضيرِ


له مؤلفات كثيرة منها:


1- التسهيل لعلوم التنزيل وهو تفسير كبير
2- تقريب الوصول إلى علم الأصول
3- والقوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية
4- التنبيه على مذهب الشافعية والحنفية والحنبلية
5- النور المبين في قواعد عقائد الدين
6-المختصر البارع في قراءة نافع
7- أصول القراء الستة غير نافع
8- الفوائد العامة في لحن العامة.


واختم بحثي بهذه الابيات في مدح الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول :


اروم امتداح المصطفى ويردني
قصوري عن ادراك تلك المناقب


ومن لي بحصر البحر والبحر زاخر
ومن لي باحصاء الحصى والكواكب


ولو ان اعضائي غدت السنا اذا
لما بلغت في المدح بعض مارب


ولو ان كل العالمين تسابقوا
الى مدحه لم يبلغوا بعض واجب


فامسكت عنه هيبة وتادبا
وعجزا واعظاما لارفع جانبي


ورب سكوت كان فيه بلاغة
ورب كلام فيه عتب لعاتب




امير البيـــــــــــ ـان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلــــــــــــد روز


****************************** **