تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 243 من 244 الأولىالأولى ... 143193233234235236237238239240241242243244 الأخيرةالأخيرة
النتائج 4,841 إلى 4,860 من 4862

الموضوع: فوائد وفرائد أهل الحديث

  1. #4841

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    قال الشعبي: "إنما الرأي بمنزلة الميتة، إذا احتجت إليها أكلتها".
    من "شرح السنة للبغوي" (1/216).

    وقال الشيخ محمد عبد الحي اللكنوي في "ظفر الأماني بشرح مختصر الجرجاني" (ص 121) معلقا على قول الشعبي: "هذا تشبيه حسن، يعني أن الميتة حرام أكلها اختيارا، ورخص الشارع بأكلها اضطرارا لدفع الضرورة. فكذلك الرأي يحرم القول به ما دام يوجد في الكتاب والسنة. فمن اضطر إليها بأن لم يجد حكما في الأدلة التي هي فوقها من الكتاب والسنة والإجماع، فعليه أن يختار الرأي لدفع الضرورة".

  2. #4842

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:
    "إن الله يضحك ممن ذكره في الأسواق".
    رواه الدارمي في "الرد على المريسي" (197)، وحسن إسناده محققه.

    قال أحمد بن نصر: "سألت سفيان بن عيينة، قلت: "يا أبا محمد، أريد أسألك".
    قال: "لا تسأل".
    قلت: "إذا لم أسألك فمن أسأل؟"
    قال: "سل".
    قلت: "ما تقول في هذه الأحاديث التي رويت نحو: "القلوب بين أصبعين"، و"أن الله يضحك أو يعجب ممن يذكره في الأسواق"؟
    فقال: "أمروها كما جاءت بلا كيف".
    رواه أبو داود في "المراسيل" (1/112).

    وقال ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (7/91):
    "فكان مما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، رواه أهل العدالة، ومن يلزم المؤمنين قبول روايته وترك مخالفته: أن الله تعالى يضحك، فلا ينكر ذلك،ولا يجحده إلا مبتدع مذموم الحال عند العلماء، داخل في الفرق المذمومة وأهل المذاهب المهجورة".

  3. #4843

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    عن أبي غالب أن رجلا سأل الإمام أحمد عن الإمام الشافعي: "يا أبا عبد الله، فإن يحيى بن معين وأبا عبيد لا يرضيانه"، يعني في نسبتهما إياه إلى التشيع.
    فقال أحمد: "ما أدري ما يقولان؟! والله ما رأينا منه إلا خيرا، ولا سمعنا منه إلا خيرا".
    ثم قال أحمد لمن حوله: "اعلموا رحمكم الله تعالى، أن الرجل من أهل العلم إذا منحه الله شيئا من العلم وحرمه قرناؤه وأشكاله حسدوه فرموه بما ليس فيه، وبئست الخصلة في أهل العلم".
    رواه البيهقي في "مناقب الشافعي" (2/259).

  4. #4844

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    عن أم الدرداء، قالت: "حدثني سيدي أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
    "من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: "آمين ولك بمثل".
    أخرجه مسلم في "صحيحه" (2732).

    وقال الحافظ النووي في "شرح صحيح مسلم" (17/50) عن قولها: "حدثني سيدي":
    "تعني زوجها أبا الدرداء. ففيه جواز تسمية المرأة زوجها سيدها وتوقيره".

    عن قيس بن أبي حازم، قال: "بكى عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -، فبكت امرأته، فقال لها: "ما يبكيك؟" قالت: "رأيتك تبكي، فبكيت"، قال: "إني أعلم أني وارد النار، فلا أدري، أناج منها، أم لا؟"
    أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1400)، وحسنه لغيره محققه (6/240).

    قال عطاء: "قالت امرأة سعيد بن المسيب:
    "ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلموا أمراءكم".
    أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/198).

    لما ماتت عباسة بنت الفضل زوجة الإمام أحمد بن حنبل قال عنها:
    "أقامت أم عبد الله معي ثلاثين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة".
    أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (16/626)، وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/429).

  5. #4845

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرقه وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقال لهم: "ألا تصلون؟" قال علي: "يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا"، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قلت ذلك، ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته وهو مدبر، يضرب فخذه، ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}".
    أخرجه البخاري (7465).

    وقال الشيخ الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص 361) معلقا على هذا الحديث:
    "ليتأمل المسلم كيف احتج النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية على علي - رضي الله عنه - لاعتذاره عن عدم قيام الليل بالقدر، مع أن هذه الصلاة ناقلة، ومع احتمال أن يكون معذورا في تلك الساعة، فكيف يكون رده - صلى الله عليه وسلم - على هؤلاء الفساق والمصرين على ترك الفرائض، وارتكابهم الموبقات إذا احتجوا بالقدر؟! لا شك أنهم يكونون قد شابهوا الكفار في قولهم المحكي عنهم في القرآن الكريم: {لو شاء الله ما أشركنا ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من شيء، كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا باسنا}".

  6. #4846

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    حكم من يظهر صوت الضرطة ليضحك الناس

    قال يزيد بن بكر الليثي: "سئل القاسم بن محمد عن قول الله: {وتأتون في ناديكم المنكر} ما ذاك المنكر؟"
    قال: "كانوا يتضارطون في المجلس يضرط بعضهم على بعض".
    رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (9/3055).

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مختصر الفتاوى المصرية" (2/481):
    "من قصد خروج الريح منه ليضحك الجماعة؛ فإنه يعزر على ذلك، وترد شهادته، فقد ذكر العلماء أن هذا من عمل قوم لوط، ومن لا يستحي من الناس لا يستحي من الله، وقد قال طائفة في قوله تعالى: {وتأتون في ناديكم المنكر}: أنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم وينصبون مزالق يزلق بها المارة، ونحو ذلك".

    وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (12/144):
    "من سوء الأدب: أن الإنسان يظهر صوت الضرطة بين الناس".

    وقال الإمام أبو بكر الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 163):
    "قال بعض الحكماء: "إياك وما يعتذر منه، وما يستحيا من ذكره؛ فإنما يعتذر من الذنب، ويستحيا من القبيح".

  7. #4847

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
    "من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.
    ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه.
    ومن أفتى فتيا بغير تثبت فإن إثمها على من أفتاه".
    أخرجه إسحاق بن راهويه في "المسند" (334)، وأحمد في "المسند" (2/321)، وغيرهما.
    وحسنه الحافظ ابن حجر في "تائج الأفكار" (6/111)، والشيخ مقبل بن هادي في "الصحيح المسند" (1336)، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في "تخريج المسند" (8249).

    عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - قال:
    "لا تشاور بخيلا في صلة، ولا جبانا في حرب، ولا شابا في جارية".
    أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (775).
    وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في "تائج الأفكار" (6/103).

  8. #4848

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    عن أبي موسى - رضي الله عنه -، قال: "قلت لعمر - رضي الله عنه -: "إن لي كاتبا نصرانيا".
    قال: "ما لك؟! قاتلك الله! أما سمعت الله تبارك وتعالى يقول: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض} [المائدة: 51]؟! ألا اتخذت حنيفا؟"
    قلت: "يا أمير المؤمنين، لي كتابته وله دينه".
    قال: "لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله".
    أخرجه الخلال في "أحكام أهل الملل" (328)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/216).
    وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في"اقتضاء الصراط المستقيم" (1/184)، والشيخ الألباني في "إرواء الغليل" (2630).

    قال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/346):
    "ففيه: أنه لا يجوز توليتهم على شيء من أعمال المسلمين".

  9. #4849

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    قال العجلوني في "كشف الخفاء" (2/187):
    "ذكر شيخنا المرحوم يونس المصري؛ أنه كان يقرأ على يهودي يوما في المنطق، فقال له وقد انفرد به: "لا تأتني إلا ومعك سكين أو نحوها، لأن اليهود إذا خلا بمسلم ولم يكن معه سلاح لزمه التعرض لقتله".
    وقال النجم الغزي: "واشتهر في كلام الناس أنه ما خلا قط رافضي بسني إلا حدثته نفسه بقتله".
    وهي من الخصال التي شاركت الرافضة فيها اليهود".

  10. #4850

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: "جاءت امرأة إلى عائشة - رضي الله عنها -، فقالت لها: "من أعظم الناس علي حقا؟"
    قالت: "زوجك".
    قالت: "فمن أعظم الناس عليه حقا؟" رجاء أن تجعل لها عليه نحو ما جعلت له عليها.
    فقالت: "أمه".
    رواه هناد بن السري في "الزهد" (1006)، وصححه محققه.

  11. #4851

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    فائدة لغوية

    قال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/456):
    "عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: "كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم".
    قال ابن علية: قال إسحاق بن سويد: "العرب تقول للمريض: كذب عليك العسل، كذب عليك كذا وكذا، أي: عليك به".
    وكذلك حكى أبو عبيد عن الأصمعي: أن معناه: "الإغراء".

  12. #4852

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    قال الحافظ العلائي - رحمه الله - في "النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح" (ص 26):
    "الأئمة المتقدمون منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه؛ كشعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ونحوهم، ثم أصحابهم؛ مثل أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وطائفة منهم، ثم أصحابهم؛ مثل البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وكذلك إلى زمن الدارقطني والبيهقي؛ لم يجئ بعدهم مساو لهم، بل ولا مقارب - رحمة الله عليهم -؛ فمتى وُجِد في كلام أحد من المتقدمين الحكم على حديث بشيء كان معتمدا؛ لِما أعطاهم الله من الحفظ العظيم والاطلاع الغزير، وإن اختلف النقل عنهم عُدِل إلى الترجيح".

  13. #4853

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    قال سعيد بن المسيب: "انقطع قبال عمر - رضي الله عنه - فقال: "إنا للَّه وإنا إليه راجعون".
    فقالوا: "يا أمير المؤمنين؛ أفي قبال نعلك؟"
    قال: "نعم، كل شيء أصاب المؤمن يكرهه فهو مصيبه".
    رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (28353)، وصححه سعد الشثري في "تخريج المصنف" (14/520).

  14. #4854

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
    "إن مع كل فرحة ترحة، وما ملئ بيت حبرة إلا أوشك أن يملأ عبرة".
    رواه أبو داود في "الزهد" (136)، وابن أبي الدنيا في "الاعتبار وأعقاب السرور" (3)، البيهقي في "شعب الإيمان" (10157).
    وصححه موقوفا الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (4/335).

  15. #4855

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    قال معاوية بن حيدة - رضي الله عنه -: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
    "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له".
    أخرجه أحمد (5/3)، وأبو داود (4990)، والترمذي (2315).
    وحسنه أبو عيسى الترمذي في سننه (2315)، وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/45)، وابن حجر في "بلوغ المرام" (1530)، والألباني في "صحيح الجامع" (7136).

    قال الإمام ابن تيمية كما في "جامع المسائل" (4/204):
    "أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر، فإنه عاص لله ورسوله".

    وقال ابن الملك الكرماني في "شرح المصابيح" (5/246):
    "والويل: الهلاك، وقيل: واد في جهنم. وهذا يدل على أن من يحدِّث فيصدق في المزاح فيضحك منه الحاضرون فلا بأس به".

  16. #4856

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    قال القاضي أبا الطيب الطبري:
    "كنا في مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني، فسأل عن مسألة المصراة فطالب بالدليل، فاحتج المستدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها، فقال - وكان حنفيا -: "أبو هريرة غير مقبول الحديث!"
    فما استتم كلامه حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها وهي تتبعه.
    فقيل له: "تب، تب!"
    فقال: "تبت!"
    "فغابت الحية، فلم ير لها أثر".
    رواه أبو سعد السمعاني في "ذيل تاريخ بغداد"، وابن الجوزي في "المنتظم" (17/106)، وسبط ابن الجوزي في "مرآة الزمان" (20/20)، وغيرهم.

    وقال ابن العطار في "العدة" (2/1105): "وهذا إسناد جليل صحيح، رواته كلهم أئمة جلة مبرزون حفاظ علماء متقنون".

    المصراة: الناقة أو البقرة أو الشاة يصرى اللبن في ضرعها، أي: يجمع ويحبس، ثم تباع، فيظنها المشتري كثيرة اللبن، فيزيد في ثمنها.

    عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
    "لا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بين أن يحتلبها إن شاء أمسك، وإن شاء ردها وصاع تمر".
    أخرجه البخاري (2148)، ومسلم (1515).

    وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/ 619):
    "وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول - عليه السلام - وأدائه بحروفه، وقد أدى حديث المصراة بألفاظه، فوجب علينا العمل به، وهو أصل برأسه".

  17. #4857

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    عبرة في عقوبة من استهزأ بالسنة

    قال أحمد بن شعيب: "كنا عند بعض المحدثين بالبصرة، فحدثنا بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم"، وفي المجلس معنا رجل من المعتزلة؛ فجعل يستهزئ بالحديث، فقال: "والله! لأقطرن غدا نعلي فأطأ بهما أجنحة الملائكة". قال: "ففعل ومشى في النعلين، فجفت رجلاه جميعا، ووقعت في رجليه جميعا الآكلة".
    رواه الدينوري في "المجالسة" (2154).

    وقال زكريا بن يحيى الساجي: "كنا نمشي في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين فأسرعنا المشي، وكان معنا رجل ماجن متهم في دينه، فقال: "ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها!" كالمستهزئ، فما زال من موضعه حتى جفت رجلاه وسقط".
    رواه الخطيب فب "الرحلة في طلب الحديث" (8).

    وقال الإمام أبو عبد الله التيمي: "قرأت في بعض الحكايات: أن بعض المبتدعة حين سمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإِناء حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده". قال ذلك المبتدع على سبيل التهكم: "أنا أدري أين باتت يدي! في الفراش"، فأصبح وقد أدخل يده في دبره إلى ذراعه".
    من "بستان العارفين" (ص 50).

  18. #4858

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    قال الإمام إسحاق بن راهويه - رحمه الله -:
    "وأما العالم يفتي بالشيء يكون مخالفا لما جاء من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو التابعين بإحسان، لما يكون قد عزب عنه معرفة العلم الذي قد جاء فيه.
    فإن على المتعلمين أن يهجروا ذلك القول بعينه من العالم الذي خفي عليه سنته، ولا يدخل على الراد ذلك بعض ما رد على من هو أعلم منه ليتبع ذلك ما أمر، لما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن مما أتخوف على أمتي اتباع زلة العالم"، ثم فسر النجاة من ذلك فقال: "أما العالم إذا زل فلا تتبعوا زلته"، فهذا تصديق ما وصفنا.
    ولقد قال ابن المبارك وجرى ذكر من بلي بالرأي في عصر سفيان، قال: "ما رأت عيناي قط أعلم من سفيان"، ثم ذكر لابن المبارك مسائل كثيرة، قالها سفيان مخالفة.
    فلم يمنع عبد الله ما قال في سفيان أنه من أعلم أهل الأرض أن يرد عليه خطأه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ويظن به الظن الحسن أنه قد فاته.
    وكذلك من اقتدى بابن المبارك يلزمه مثل ما لزمه".
    "مسائل الكوسج" (3536).

  19. #4859

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    عن محمد بن حاتم المظفري: "سمعت عمرو بن محمد الناقد يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول:
    "جلسنا إلى عبيد الله بن عمر فأحطنا به، فنظر إلينا فقال: "شنتم العلم وذهبتم بنوره، لو أدركني وإياكم عمر - رضي الله عنه - لأوجعنا ضربا".
    قال المظفري: "وزادني غير عمرو (عن سفيان بن عيينة): "ما أنا أهل لأن أحدث، ولا أنتم أهل لأن تحدثوا، وما مثلي ومثلكم إلا كما قال الأول: "افتضحوا فاصطلحوا".
    رواه الخطابي في "العزلة" (ص 83).

    وقال أبو بكر الدشتي الحنبلي في "جامع الورع وقامع البدع" (ص 44):
    "ألا فاعتبروا قول عبيد الله بن عمر من العلماء التابعين! وهذا قوله في طلاب العلم والأحاديث في زمانه، فكيف بجهال من أهل زماننا بنزوا؟!"

  20. #4860

    افتراضي رد: فوائد وفرائد أهل الحديث

    ما جاء في علماء السوء

    عن يزيد بن أبي حبيب، قال:
    "إن من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع، فإنه في الاستماع سلامة وزيادة في العلم، والمستمع شريك المتكلم، وفي الكلام إلا ما عصم الله توهق وتزين وزيادة ونقصان.
    ومنهم من يرى أن بعض الناس لشرفه ووجهه أحق بكلامه من بعض، ويزدري المساكين، ولا يراهم لذلك موضعا.
    ومنهم من يخزن علمه، ويرى أن تعليمه ضيعة، ولا يحب أن يوجد إلا عنده.
    ومنهم من يأخذ في علمه بأخذ السلطان حتى يغضب أن يرد عليه شيء من قوله، وأن يغفل عن شيء من حقه.
    ومنهم من ينصب نفسه للفتيا، فلعله يؤتى بالأمر لا علم له به فيستحيي أن يقول: "لا علم لي به"، فيرجم، فيكتب من المتكلفين.
    ومنهم من يروي كل ما سمع، حتى أن يروي كلام اليهود والنصارى إرادة أن يعزر كلامه".
    رواه ابن المبارك في "الزهد" (48)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (612).

    وقال سفيان الثوري:
    "كان يقال: "تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، ومن فتنة العالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون".
    رواه أحمد في "العلل" (3/11)، والبيهقي في "المدخل" (544).

    وقال الإمام ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (1/160):
    "وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله: "احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون"، فان الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم، فإذا كان العلماء فجرة، والعباد جهلة؛ عمت المصيبة بهما، وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة".

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •