بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله - في تقديمه لكتاب " الأسماء والصفات " للبيهقي - رحمه الله - ، بتحقيق الشيخ عبدالله الحاشدي - وفقه الله - ( 1 / 5-6 ) :
( وقد كانت الامة الاسلامية تتلقى دينها في العقيدة و العبادات و المعاملات و الأخلاق من كتاب الله و من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى انحرف واصل بن عطاء رأس الاعتزال ، و تبعه من تبعه من أئمة الضلال ، فقدموا أهواءهم على كتاب ربنا ، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأثاروا الشبهات في أوساط المجتمع المسلم ، أثاروها بالمناظرات و التأليف ، فاضطر علماؤنا رحمهم الله أن يردوا على هذه الشبهات بالمؤلفات النافعة ، ( وعسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا ) .
فقد قام علماؤنا رحمهم الله بالرد على أئمة الضلال ؛ خصوصا فيما يتعلق بالعقيدة ، و كان من أجمع ما كتب فيما يتعلق بالأسماء و الصفات : كتاب ( الأسماء و الصفات ) للحافظ البيهقي رحمه الله ، إلا أنه كان قد دنسه ( محمد زاهد الكوثري ) بتعليقاته الزائغة ، وليس له هم إلا الرد على عقيدة أهل السنة ، يقدح في الحديث الصحيح إذا كان مخالفًا لهواه ، ويستدل بالحديث الضعيف إذا كان موافقًا لهواه ، ويقدح في أعلام السنة ؛ مثل الإمام أبي بكر محمد بن خزيمة ، وشيخ الاسلام ابن تيمية ، ومن سلك مسلكهم من أئمة الهدى ، وزاد الطين بلة : الملحق الموجود في بعض الطبعات لزائغ من الزائغين ، أخذ بالثأر لأئمة الزيغ و الهوى ، فخيب الله آمال هذا و ذاك ، و قيض الله أخانا الفاضل ( أبا عبد الرحمن بن محمد الحاشدي ) وطهر الكتاب من هذا و ذاك : ( وقل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) . ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) .
( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض مالها من قرار ) .( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) .
بحمد الله أصبح الكتاب بعد العمل الذي قام به أخونا ( عبد الله ) كتاب عقيدة ، و كتاب جرح و تعديل ، وكتاب تصحيح و تضعيف ) .
قلتُ : قال الشيخ الحاشدي في مقدمة الكتاب ( 1/10-12 ) :
( كثيرًا ما سمعت شيخنا الفاضل : أبا عبد الرحمن مقبل بن هادي الوداعي ، حفظه الله تعالى و رعاه ، يقول : إن كتاب الأسماء و الصفات للحافظ أبي بكر البيهقي رحمه الله تعالى يحتاج إلى من يخدمه ، ويا حبذا لو أن طالب علم يقوم بتحقيقه و التعليق عليه ، و تطهيره من أدناس الكوثري و تعليقاته البائرة ، التي شوه بها هذا الكتاب ، فعزمتُ متوكلا على الله جل و علا على القيام بهذا العمل ... - إلى أن قال - :
أما بالنسبة لتعليقات الكوثري في العقيدة ، فقد حذفتها ولم أتعرض للرد عليها إلا نادرًا ، وأحيل القارئ على الكتب المتقدمة - أي كتب أهل السنة - ، فإنها رد على كل مبتدع من المتقدمين و المتأخرين .والكوثري لم يأتِ بشئ جديد ، بل هو يردد أباطيل أسلافه من الأشاعرة و الماتوريدية و غيرهم من أهل البدع و الاهواء ، وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه ، و كشف أباطيلهم و تلبيساتهم بما لا مزيد عليه . فرحمه الله وطيب ثراه ، وأما تعليقات الكوثري الحديثية ؛ فقد رددتُ على كثير منها بما ستراه إن شاء الله ) .
قلت : تحقيق الحاشدي مطبوع في مجلدين ، وفيه تعقباته على جهمي العصر : ( الكوثري ) .