السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة متزوجة منذ شهرين، لكن راتب الزوج لا يكفي، وتسأل: هل أطلُب الانفصال بسبب قلة الدَّخْل؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدةٌ في بداية الثلاثين مِن عمري، متزوِّجةٌ منذ شهرين، ولم أنجبْ حتى الآن.
مشكلتي أنَّ زوجي أخبرني بِراتِبِه كاملًا قبل الزواج، وأخبرني كذلك بأنه أخذ قرضًا من البنك يُسَدُّ على عامين.
بعد الزواج علمتُ أن راتبه أقل مما كان يقول، وأن القرض سَيُسَدُّ على 7 أعوام، والبنكُ يخصم مبلغًا كبيرًا من الراتب، ولا يبقى إلا القليلُ جدًّا من الراتب لنعيش به طوال الشهر.
أنا متعبةٌ جدًّا مِن هذه الحياة؛ فلي مُتطلَّبات خاصة، إضافة إلى طلبات البيت، وقد اقترحتُ على زوجي أن يعملَ في وظيفةٍ إضافيةٍ حتى يزيدَ مِن دخْلِه الشهري، لكنه رفض!
الآن أنا حائرةٌ، فهل أطلُب الانفصال بسبب حالته المادية؟ خاصَّة وأننا لم نُرْزَقْ بعدُ بأطفالٍ، وأخشى إنْ رَزَقَنَا اللهُ بأطفالٍ ألا نستطيعَ الإنفاق عليهم!
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.
كما نُقَدِّر ما تمرون به مِن وضعٍ ماديٍّ صعبٍ، نسأل الله تعالى أن يرزقكم مِن فَضْلِه.
بخصوص طلب الانفصال من زوجك الكريم، فالكلامُ هنا له مقامان:
• مقام الوضع المادي.
• ومقام الوضع الزواجي نفسه.
بخصوص الوضع المادي: فقد تكلم الفقهاءُ عن وجوب نفقة الزوجة على الزوجِ، وتقديرُ ذلك راجعٌ للعُرف فيما يخصُّ توفير الضروري مِن الطعام، والملبس، والعلاج، وما تحتاج إليه المرأةُ مِن مستلزماتها الشخصية، ولكن هذا العرف تَمَّ ضبْطُه بقانون الأحوال الشخصية لكل بلدٍ، ومن ثَم يُمكن الرجوع إلى القاضي لمعرفة مِقْدار النفقة الواجبة التي تخصُّك، فإن كانت النفقةُ التي تحصلين عليها مِن الزوج أقل مِن النفقة الواجبة، فلك الحقُّ في رفْعِ أمرك للقاضي؛ ليلزمه بالمقدار الواجب، وإلا قام بالتفريق بينكما.
إذًا فطلَبُ الطلاق لا بد أن يسبقَه تقديرُ النفقة وبقية الإجراءات.
أما المقام الثاني، وهو مقام الوضع الزواجي بشكل عامّ مع هذا الزوج:
وبشكل أدق: هل توجد هناك أسبابٌ أخرى تدعوكِ للانفصال عنه غير السبب المادي؟
إن كان لا يوجد إلا السبب المادي، فقد ذكرْنا الإجراءات المتعلِّقة به، وإن كانت توجد هناك أسبابٌ أخرى، فينبغي لك بيانها لتقدير حجمها، وتأثيرها على استمرار العلاقة الزوجية بينكما.
أما إذا لم يكن هناك سببٌ آخر - غير السبب المادي - فهنا ينبغي التريُّث في موضوع الانفصال، ولتعلمي أنك لستِ الوحيدة في هذا العالم ممن يُعانون قلة ذات اليد، كما أن علاقة الزوجين وما بينهما مِن مودة وحبٍّ ينبغي أن تكونَ أكبر وأقوى مِن أيِّ سببٍ قد يؤدِّي بهما إلى الافتراق!
وفي العادة يكون الزوجُ في مقتبل حياته قليل ذات اليد؛ لأنه في أول مشوار حياته، وفي أول وضْعِ لَبِنات مستقبله، فالزوجةُ الحصيفةُ والمُحِبَّة الناصحة مِن شأنها أن تحرصَ على إعانة زوجها في هذا البناء، فضلًا عن الصبر على قلة ذات اليد.
قد تقولين بأنك مُستعدة للصبر، بشرط أن تتقاسما السَّرَّاء والضَّرَّاء، وأن تكون الأمورُ المادية بينكما شفافة، وهذا مِن حقك فعلًا، ولكن يمكنك التفاهم معه حول هذه النقاط، وأن يتم التشاوُر في توزيع الراتب وتقدير المصروف والاحتياجات الشخصية لكليكما، بأن تُعِدّا كشفًا طوال الشهر بكلِّ الأمور الضروريَّة، ويتم توزيع ما بَقِيَ مِن الراتب عليها، وبهذا التفاهُم ستصلان للاستقرار النفسي بإذن الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يُيَسِّرَ أحوالكما، وأن يُؤَلِّفَ بينكما
والله الموفِّق
http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz4Og80YYyh