يقول الشيخ صالح ال الشيخ - قال إمام هذه الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى --في مسائل كتاب التوحيد قال: وفيه البداءة بالأهم فالأهم.- رعاية الأهم وتقديمه على المهم أصل شرعي دلّ عليه هذا الحديث، فإن الصلاة أعظم الأركان العملية في الإسلام ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة؛ ولكن التوحيد أهم منها ولهذا بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام في دعوته بالتوحيد، أمره ربه بأن يبدأ بذلك وقال له ?فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ?[محمد:19]،أمر معاذا أن يبدأ بالأهم وهو التوحيد ومعاذ داعية وهذا لاشك تقرير لأصل هذه المسألة وهو الأهم مقدم على المهم،فالصلاة مهمة للغاية وقدم عليها في الدعوة التوحيد لأنه الأصل ولأنه زبدة الرسالات الإلهية -. رعاية الأهم ومعرفة المهم مصدرها الشرع، وليست العقول والأقيسة والاجتهاداتوهذا يدل على أن التفضيل وبيان الأهم من المهم إنما هو مصدره الشرع مصدره النصوص، فإن العقل المجرد قد يظن تساوي هذا وهذا. كذلك ريال يتصدق به وريال مثله يؤديه زكاة، الذي يؤديه في الزكاة أفضل من الريال الذي يؤديه صدقة مع تساويهما في الإحسان إلى المحتاج ومع تساويهما في القيمة؛ ولكن الله جل وعلا جعل هذا أفضل من ذاك وجعل الزكاة أهم من الصدقة. كذلك في الحج: حج الفرض يتساوى مع حج النفل في الصورة في الأعمال في الواجبات في الأركان؛ ولكن حج الفرض أهم وأهم من حج النافلة. كذلك العمرة، كذلك كثير من أعمال الشرع فإنها تتساوى في الصورة تتساوى في الأعمال في الأركان والواجبات وربما المستحبات؛ لكن تختلف مقاماتها عند الله جل وعلاوما يجب أن يقدّم عند التزاحم يختلف،وذلك ومصدر الاختلاف ومصدر التقديم عند المؤمن إنما هو النصوص. لهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «قال الله تعالى: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن استعاذني لأعيذنه ولئن سألني لأعطينه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له من ذلك». دل الحديث على أن التفضيل وبيان الأهم عند المسلم مصدره الشرع مصدره النصوص،ولهذا نقول: إن الصور التي يكون فيها مهم وأهم، إن الحالات التي يكون فيها مهم وأهم، يجب فيها أن يُقدم الأهم على المهم، ومعرفة الأهم والمهم مصدرها الشرع فيها جاءت النصوص به، أو مصدرها اجتهاد العلماء فيما جاء به اجتهاد العلماء؛ يعني في النوازل. فمن المسائل التي فيها أهم ومهم وهي كثيرة ، منها أن شرائع الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج وسائر الفرائض هذه تحصيلها مهم؛ولكن تحصيل التوحيد أهم.وهذه القاعدة تنفع المسلم في إقباله على الحياة حيث إنه يعلم أن الأهم التوحيد،وأن الشرائع بعد ذلك، وذلك مستفاد من الحديث الذي سبق ذكره؛ وأن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قدّم التوحيد على غيره في الدعوة وكذلك قدم التوحيد على غيره من أركان الإسلام فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال «بُنِيَ الإسْـلامُ عَلَى خَمْس: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إلَهَ إِلَا الله، وَأَنَّ مُحَمَدََا عبْدُه ورسُوله، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رمَضَانَ وَحَجِ بَيْتِ الله الحرام» فالتوحيد أهم.يترتّب على ذلك أن يحرص المسلم على تصحيح عقيدته وتوحيده أعظم من حرصه على التفقه في فروع صلاته وأموره،نعم إن إتيانه بالصلاة والزكاة والصوم والحج واجب عليه، يجب عليه أن يأتي بها عن توحيد؛ولكن تنقية التوحيد وتعلم التوحيد وما يضاد التوحيد أهم من تعلّم غيره؛ لأن بالتوحيد يثبت المرء في السؤال عند القبر، فإن المؤمن عند قبره فإن المقبور يسأل في قبره عن ثلاث مسائل كلها في التوحيد، عن ثلاثة أصول كلها في التوحيد وهي: من ربك؟ يعني من معبودك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ وإذا صلح توحيد المسلم كان ما بعده على رجاء العفو والغفران. في حق كل مسلم يجب عليه أن يرعى أن التوحيد أهم المهمات،وأن ما بعده من شرائع الإسلام مهم؛ قد يكون واجبا قد يكون مستحباولكنه ليس في منزلة التوحيد، يتفرّع عن ذلك الأحكام التي يصدرها المسلم على ما يرى من المجتمعات أو من الدول أو من الأوضاع أو من الدعوات أو غير ذلك، فإن العُمدة في ذلك رعاية الأهموهو القيام بحق الله على العباد ألا وهو التوحيد، والقيام بنفي ضد ذلك ألا وهو الشرك. فإن ترك المعاصي ترك المحرمات ترك الكبائر مهم وأهم منه ترك الشرك والبعد عن الشرك لأن الشرك لا يغفر، والمعاصي إذا كانت واقعة من مسلم موحّد فإنها على رجاء الغفران. هذا ينفع المسلم فيها يأتيه ويذره، ينفع في تقييمه للأمور، ينفعه في تقييمه للأموال والأوضاع فهذه المسألة عظيمة الأهمية[مختصر من موسوعة الشيخ صالح ال الشيخ]------ أول واجب علـــى العـبـيـــــد
معرفـة الرحـمــن بــالتوحيـــد
إذ هو من كـل الأوامـر أعـظــم