السؤال


ملخص السؤال:
فتاة رفضت الكثيرين ممن تقدَّموا لها، ثم تقدم لها شاب حاله أحسن مِن سابقيه، لكن المشكلة أن نسبه أقل من نسبها، ولا تدري أتقبَله زوجًا أو ترفضه؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة من عائلة ذات حسب ونسب، مشكلتي هي أن الكثيرين تقدموا للزواج مني ورفضتهم، أحيانًا بسبب مستوى المتقدِّم التعليمي أو المادي الضعيف، أو بسبب أن أهله أصحاب مشاكل، أو غير ذلك، وظللتُ على هذا عدة سنوات، حتى أحسستُ بضياع عمري!


تقدَّم لي رجل حاصل على دبلوم بعد الثانوي، وأنا أرى ذلك جيدًا؛ لأن مَن سبقوه كان تعليمهم أقلَّ منه، كما أن راتبه جيد، سألتُ عن صلاته فقالوا: أحيانًا يُصلي، لكنه يدخِّن، وأمه طيبة القلب، وإخوته الذكور الأشقاء سُمعتهم طيبة، لكن المشكلة في زوجة أبيه وفي قريباته فسُمعتُهم غير جيِّدة، ومَن نعرفهم لا يُحبون الارتباط بهذه العائلات!


جلس أبي وعمي معه ومع أبيه، وأُعْجِبَا به، لكنهما أخبَراني بمساوئ المُحيط الذي سأكون فيه.


الشاب مِن نفس مدينتي، وقريب مِن أهلي، وهذا شيء أحببتُه جدًّا فأنا لا أطيق البُعد عن أهلي.


أبي متوتِّر جدًّا، ولا يودُّ أن يرتبط معهم بنسب، لكنه - كي لا أبقى بدون زواج فألومه بعد ذلك - ترَك الأمر لي، وقال: اختاري، هل ستُطيقين وتتحملين سمعة أقارب زوجك التي ستُلاحقك دائمًا؟ أريد الزواج لأني أخاف على نفسي أن أقَع في الحرام.

ولا أدري ماذا أفعل؟!


الجواب


الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة، ونشكرُ لك حسن ثقتك بنا.


أختي الكريمة، لكي يتحقَّق الهدف مِن الخطوبة لا بدَّ أن تَعرفي نفسك جيدًا؛ عقلك، أهدافك، قيَمك وخطَطَك، وبناءً على ذلك تستطيعين تحديد المواصفات التي تريدينها مِن شَريك حياتك، وماذا يُمكنك التغاضي عنه، وما اعتقاداتك نحو الزواج، فهل تبحثين فيه عن الحب؟ أو الاستقرار؟ أو الأمومة؟ أو الإعفاف؟ أم العائلة والواجهة الاجتماعية؟ أو المال؟ وما الأهم بالنسبة إليك؟


رتِّبي أولوياتك، ولا بأس لو تعرَّفتِ إلى الخاطب وتحدثتِ معه، واختبرتِ راحتك النفسية تجاهه، وهل هو مستعدٌّ للالتزام بالصلاة تمامًا؟ فعدم التزامه بالصلاة كافٍ لتقولي له: لا!


كذلك لا بد أن تعرفي ما هي صفاته السلبية الأخرى غير عدم الالتزام بالصلاة والدخان وضعف نسَبِه؟


عدِّدي صفاته السلبية مقابل الإيجابية، وانظري ما ستحصلين عليه مِن فوائد لو تم القبول، وما ستخسرين لو تم الرفض.


انظري في أمرك هل تعتقدين أنَّ مِن الأفضل انتظار خاطب أفضل؟ وماذا لو لم يأتِ الأفضل؟ اكتبي كل ذلك على ورقٍ، ووازِني بين الإيجابيات والسلبيات، بين مواصفاته وأولوياتك، ولا تبحَثي عن الكمال في أيِّ أحدٍ؛ لأنه لا يوجد شخص كامل، وكل الناس مُحمَّلون بالعيوب والنقائص، ولكن ابحثي عمَّن ترتضين دينه وخُلقَه وأمانته وراحتك النفسية تجاهه.


أرشَدَنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أسس الاختيار الأولية للشابِّ؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن أتاكم مَن ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه))، فهل ترضين دينَه؟


واعلمي أن فترة الخطوبة لمعرفة مدى أهليته ليكونَ شريكًا للحياة، فقد تستطيعين التعامل مع الاختلاف في النَّسَب بحِكمة، وقد يخلق الاختلاف نوعًا من التكامل بينكما، فتفَكَّري في ذلك.


استخيري الله مرةً تلو الأخرى، واجلسي معه، وتحدَّثي إليه، واختبري قلبك وإحساسك وعقلك، ماذا يقول لك؟


وفقك الله وأصلحَ شأنك




http://www.alukah.net/fatawa_counsel...#ixzz4NoR39vVC