أيها المسلم اغسل يدك من خالد الحائك وهرائه فقد خرج عن حد احتمال فصار يضعف كل الأحاديث التي تخالف أهواءه ولو كانت في الصحيحين ولو لم يطعن فيها أحد قبله
فقد ضعف الحديث "ما لم تروا كفرا بواحا فيه عندكم من الله برهان" الذي أخرجه البخاري ومسلم ولم يصرح أحد من الأئمة بضعفه
وكل هذا تقوية لمذهب الخوارج الذين يوجبون الخروج على الأئمة العصاة الذين لم يقعوا في الكفر البواح كالعلمانية ونحوه
ورمى سلف الأئمة وأئمتها بالإرجاء باتباعهم قول عمر "اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك" فقال: "وبعد؛ فلا أدري كيف أخذ العلماء – رحمهم الله – هذه الزيادات في هذه الأحاديث وجعلوها مسلّمة وبنوا عليها بنياناً هشّاً ضعيفاً أوهى من بيت العنكبوت، فحاربوا كلّ من لم يحتج بها، وما درى هؤلاء أنهم دخلوا في باب الإرجاء الذي سوّغ لمن ولي أمراً من أمور هذه الأمة فعل الأفاعيل دون الاعتراض عليهم؛ لأن عندهم هذا الحديث وأمثاله الذي يوجب عليهم الطاعة ولو فعلوا الأفاعيل، ولو أخذوا الأموال وجلدوا الظهور!!"
نقول لك أيها المسلم وهل تعرف أن أهل الحديث كلهم لا يرون قتال الحاكم وإن جار على المال؟
قال الإمام ابن المنذر: "والذي عليه أهل العلم أن للرجل أن يدفع عما ذُكِر –أي النفس والمال- إذا أريد ظلماً بغير تفصيل، إلا أنَّ كل من يحفظ عنه من علماء الحديث كالمجمعين على استثناء السلطان للآثار الواردة بالأمر بالصبر على جوره، وترك القيام عليه"
فهؤلاء أئمة الحديث الذين يتشبث بمسلكهم هذا الدجال كلهم مرجئة وفق أصوله الفاسدة
بل النبي صلى الله عليه وسلم يكون مرجئا في صريح قوله إذ منع الخروج على الأئمة الذين يمنعون الحقوق المالية
قال مسلم في صحيحه 4810- [49-1846] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا ، فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ ، أَوْ فِي الثَّالِثَةِ ، فَجَذَبَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، وَقَالَ : اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا ، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ
بل القرآن يجب طرحه لأنه كتاب الإرجاء في لازم قوله والعياذ بالله لأن الله قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" فولي الأمر الفاسق لا يزول عنه الإسلام فهو منا مع عصيانه وفسقه! فهل القرآن دخل باب الإرجاء يا هذا؟؟
وآثار الصحابة والتابعين في السمع والطاعة لولاة الجور متواترة متظاهرة لا تخفى على أحد له أدنى ممارسة وكذلك كتب العقائد السنية مجتمعة على منع الخروج على ولاة الجور فهل هؤلاء النبي وأصحابه والتابعون وأئمة المسلمين دخلوا باب الإرجاء أيها الحايك؟؟
فلا أدري السبب الذي جعل بعض الإخوة مصرين على الاستماع له مع مخالفاته الواضحة لسلف الأئمة وأئمتها! هل هو عجمة الفهم أم حب الغريب أم كونه أيد أناسا معينين لا يضر مع تأييدهم ذنب ولا ضلال ولا زندقة؟