قال الإمام ابن باز -رَحِمَهُ اللهُ- :
"وقد بَلَغني أن كثيرًا من المساجد في الفجر لا يصلِّي فيها أحد! والعياذ بالله! يَسهرون على التلفاز وعلىٰ غيرِ التلفاز، فإذا جاء الفجرُ فإذا هم أموات! لا حول ولا قوة إلا بالله! وهٰذه مِن المصائب الكبيرة، فيجب التواصي بالحذر مِن هٰذا البلاء، والحذر من أسباب العقوبات العامة.
يقول عبدُ الله بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وهو مِن كبار الصحابة ومن علمائهم: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا؛ فَلْيُحَافِظْ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَىٰ بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَىٰ، وَإِنَّهُنَّ مَنْ سُنَنَ الْهُدَىٰ، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَٰذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ؛ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ (وفي لفظ: لكفرتم)[1]. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ أَوْ مَرِيضٌ".
فهٰذا يبيِّن لنا أنّ المحافظة على الصلاة في الجماعة مِن أسباب الموت على الإسلام، ومِن أسباب أنه يَلْقَى اللهَ مسلمًا.
ومقتضىٰ هٰذا: أنَّ التخلُّفَ عن هٰذه الجماعةِ والتساهُلَ مِن أسباب ضدِّ ذٰلك؛ مِن أسباب الوفاة علىٰ غيرِ الإسلام! نعوذ بالله! فالمصيبة كبيرة وخطرٌ عظيم.
فالمحافَظة علىٰ صلاة الجماعة مِن أسباب السعادةِ، وحُسْنِ الختام، ومِن أسباب التوفيقِ لكلِّ خير.
والتخلُّفُ عنها والتشبُّهُ بأهلِ النفاق بأدائها في البيوت- فيه خطر عظيم؛ فيه:
أولًا: أنه معصية لله.
ثانيًا: أنه مُشابَهةٌ لأهل النفاق.
ثالثًا: أنه مِن أسباب سوء الخاتمة، والعياذ بالله!
رَزَقَ اللهُ الجميعَ العافية، وصلَّى اللهُ وسلَّم علىٰ نبيِّنا محمَّد وعلىٰ آله" اهـ.
مِن شريط "مواعظ بعد صلاة العصر"
------------------------------
1- هذه اللفظة ضعيفة منكَرة "إرواء الغليل" (2/ 247)