89- هو المجيد قال تعالى عن الملائكة في كلامهم مع ساره زوجة ابراهيم عليهم السلام: قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)
وهو اسم مشتق من مجد ويدل على صيغة تعظيم لصاحب المجد قال ابن فارس (مجد) الميم والجيم والدال أصل صحيح، يدل على بلوغ النهاية، ولا يكون إلا في محمود. وقال الزجاج: أصل المجد في الكلام الكثرة والسعة.
فالمجيد هو المتصف بالصفات الكثيرة الكريمة التي تستحق الحمد
وكل صفاته محمودة ولكن لا يمكن احصائها فلذلك يأتي دائما المجيد مقرونا باسمه الحميد لأنه لا يمكننا ان نحصي عليه ثناءا هو كما أثنى على نفسه سبحانه. هو ايضا رب العرش المجيد ووصف العرش بالمجد لكثرة صفاته العظيمة الكريمة كيف لا وهو اقرب شيء الى الله الملك الحميد المجيد وهو أيضا الذي انزل على عبده القرآن الكريم المجيد الذي فيه تفصيل كل شيء ليصلي ويبارك على محمد وعلى آله كما صلى وبارك على ابراهيم وعلى آل ابراهيم. وآله هنا بمعنى أتباعه.
90- هو الغني قال تعالى : يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) والغني من فعل غني قال ابن فارس: (غني) الغين والنون والحرف المعتل أصلان صحيحان، أحدهما يدل على الكفاية، والآخر صوت. فالأول الغنى في المال. يقال: غني يغنى غنى. والغناء بفتح الغين مع المد: الكفاية. يقال: لا يغني فلان غناء فلان، أي لا يكفي كفايته...(مقاييس)
والغني عكسه الفقير اي المحتاج الى غيره بغاية الذل
فالغني سبحانه هو المكتفي بذاته عن العالمين فليس بفقير الى غيره بل كل شيء اليه فقير
وهو مع غناه حميد كريم حليم سبحانه كما وصف نفسه في كتابه. فلذلك هو غني سبحانه عن الأولاد والشركاء وعن عبادة المخلوقات.
91- هو الوارث قال تعالى: وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)
والوارث لغة من فعل ورث وهو أن يكون الشيء لقوم ثم يصير إلى آخرين بنسب أو سبب. قال: ورثناهن عن آباء صدق ... ونورثها إذا متنا بنينا (مقاييس) والله تبارك وتعالى واحد لا شريك له أحد لا مثيل له ملك له الملك وله الأمر الأول الذي من عنده ابتدأ كل شيء والآخر الذي اليه يعود كل شيء وهو الحي الذي لا يموت فهو سبحانه لا يرث الملك عن نسب سبحانه بل يرثه عن سبب هو قدّره والسبب هو الإحياء والإماتة فهو أحيا أشياءا فملَّكها ثم أماتها فورثها سبحانه
فالوارث هو الذي اليه يرجع كل شيء
قال تعالى: وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وقال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40) وقال تعالى: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180).