سـ41: ما هذه الصفة، أواردة بيانا وكشفا للمتقين؟ أم مسرودة مع المتقين تفيد غير فائدتها؟ أم جاءت على سبيل المدح والثناء كصفات اللَّه الجارية عليه تمجيداً؟
الإجابة:
◄يُحتمل أن ترد على طريق البيان والكشف لاشتمالها على ما أُسست عليه حال المتقين من فعل الحسنات وترك السيئات. أمّا الفعل فقد انطوى تحت ذكر الإيمان الذي هو أساس الحسنات ومنصبها، وذكر الصلاة والصدقة لأن هاتين أُمّا العبادات البدنية والمالية، وهما العيار على غيرهما. حيث سمى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الصلاة عماد الدين، وجعل الفاصل بين الإسلام والكفر ترك الصلاة؟ وسمى الزكاة قنطرة الإسلام؟ وقال اللَّه تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7)} [فصلت: 6، 7]، فلما كانتا بهذه المثابة، كان من شأنهما استجرار سائر العبادات واستتباعها. ومن ثم اختُصر الكلام اختصاراً، بأن استغنى عن عدّ الطاعات بذكر ما هو كالعنوان لها، [الصلاة والزكاة] والذي إذا وجد لم تتوقف أخواته أن تقترن به، مع ما في ذلك من الإفصاح عن فضل هاتين العبادتين. وأما الترك فكذلك. ألا ترى إلى قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
◄ويُحتمل ألا تكون بيانا للمتقين، وتكون صفة برأسها، دالة على فعل الطاعات، ويراد بالمتقين الذين يجتنبون المعاصي.
◄ويُحتمل أن تكون مدحا للموصوفين بالتقوى، وتخصيصاً للإيمان بالغيب، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، بالذكر إظهاراً لإنافتها على سائر ما يدخل تحت حقيقة هذا الاسم من الحسنات. [بذلك اجاب ثلاث اجابات].