صدر عن دار الإفتاء المصرية جواز التسمي بعبد النبي وعبد الرسول، وهذا بطل لا شك فيه، قال أبو محمد بن حزم الإمام المشهور: (اتفقوا العلماء على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب).
فلا يجوز التسمي بمثل عبد الرسول وعبد النبي وما شابههما من الأسماء التي تتضمن التعبيد لغير الله عز وجل، لما فيها من غلو في الرسول صلى الله عليهه وسلم وإعطائه حقاً من حقوق الله عز وجل، وهو العبودية.
أما ما جاء في حديث: (أنا النبى لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ...)، فقد فرق العلماء بين التأسيس والإنشاء وما بين الشهرة والتعريف، فقالوا لا يجوز الابتداء بالتسمية؛ لكن لو عُرِف بهذا واشتهر فلا بأس بالاستعمال كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه عُرِفَ بهذا.
أما قولهم أن العبد بمعنى: (الطاعة، والخدمة، والرق، والولاء)، فنقول المعروف المشهور عند العلماء تقديم المعنى الشرعي على المعنى اللغوي عند التعارض، فلا وجه لهم في هذا، فالحقائق الشرعية مقدمة على الحقائق اللغوية والعرفية.
أما قولهم اشتهر هذا وتعارف عند الناس على مرِّ العصور نقول الشرع حكم على أفعال الناس وتصرفاتهم لا عكس، كما لا يجوز الاحتجاج بأفعال العلماء إذا ما خالفت الشرع فما بالكم بالعوام والأصل فيهم الجهل بأحكام الشريعة.
هذا والله أعلم.