عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (دَخَلَ إِبْلِيسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى فِيهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ، وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّهُ).

أخرجه: الطبراني في الكبير: (13290)، وأبو الشيخ في العظمة: (1140)، والسمعاني في فضائل الشام: (10)، وابن عبد الهادي في فضائل الشام: (1/ 30)، وابن الجوزي في الموضوعات: (2/ 59)، وغيرهم، من طريق: ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به ...

قال الألباني في مقدمة فضائل الشام لابن عبد الهادي (صـ 1):
فإنى لما طالعت كتاب (( فضائل الشام )) للحافظ أبى عبد الله بن عبد الهادى المقدسى ، رأيته قد أودعه من المناكير والضعاف ما كان ينبغى له أن ينأى عن ذكرها فى هذا المقام ، ففى الباب كثرة كاثرة من الصحاح والحسان مما يُستغنى بها عما لا يُحمد ذكره وتستغرب روايته ، فضلا عن نسبته للصادق المصدوق صلَّى الله عليه وسلَّم ، سيما وهو المحدث الناقد ، والحافظ الحاذق ، والجبل الراسخ ، الذى لا نظير له فى الحفظ والإحاطة ، وتمييز صحاح الأحاديث عن ضعافها .
ولست بصدد نقد أحاديث كتابه ،
ولكن أذكر أنَّ من أنكرها وأضعفها :
( أولًا ) حديث عبد الله بن عمر مرفوعًا (( دخل إبليس العراق فقضى بها حاجته ، ثم جاء الشام فطردوه حتى بلغ بشاق ، ثم دخل مصر فباض فيها وفرَّخ ، وبسط عبقريه )) ، وقد عزاه للطبرانى وسكت عنه .
وأقول : هذا الحديث أخرجه الطبرانى (( الكبير ))(12/340/13290) و(( الأوسط )) (6/286/6431) ، وأبو الشيخ بن حيان (( العظمة ))(5/1687) ، وابن عساكر (( تاريخ دمشق ))(1/318) ، وابن الجوزى (( الموضوعات ))(2/58) من طرق عن ابن وهب أخبرنى يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عقيل بن خالد عن الزهرى عن يعقوب بن عتبة عن ابن عمر مرفوعا به .
قلت : هذا حديث منكر ، أعاذ الله عزَّ وجلَّ الزهرى أن يحدِّث بمثله ، تفرد به عنه عقيل ابن خالد الأيلى ، لم يروه عنه غير يحيى بن أيوب وابن لهيعة . ولهذا الإسناد آفتان:
( أولهما ) الانقطاع ، فإن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس لم يسمع من ابن عمر.
( ثانيهما ) المخالفة ، فقد روى من وجهين آخرين عن ابن عمر مرفوعا وموقوفًا.
فقد أخرجه ابن عساكر (1/318) من طريق عباد بن كثير الثقفى البصرى عن سعيد بن بشير عن قتادة عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه.
وأخرجه (1/318) من طريق عباس بن أبى شملة عن موسى بن يعقوب الزمعى عن زيد ابن أبى عتاب عن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن ابن عمر قال: نزل الشيطان بالمشرق فقضى قضاءه ، ثم خرج يريد الأرض المقدسة الشام فمنع ، فخرج على بشاق حتى جاء المغرب ، فباض بيضة وبسط بها عبقريه.
قلت: فأما المرفوع ، ففيه عباد بن كثير البصرى متروك الحديث ذاهب الحديث . قال أحمد : روى أحاديث كذب . وقال يحيى بن معين : ليس بشئٍ لا يكتب حديثه . وقال البخارى : تركوه .
ولعل الموقوف أشبه بالصواب ، رجاله موثقون خلا عباس بن أبى شملة المدنى مولى طلحة ابن عمر بن عبيد الله ابن معمر التيمى ؛ ذكره ابن حبان فى (( الثقات ))(8/509) .
وذكره البخارى (( التاريخ الكبير ))(7/8/32) ، وابن أبى حاتم (( الجرح والتعديل )) (6/217) ، فلم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً).