حينما وصل النبي صل الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى وأوحى إليه ربه:
يامحمد أرفع رأسك وسل تعط قال:
يارب: إنك عذبت قوما بالخسف .. وقوما بالمسخ .. فماذا أنت فاعل بأمتي؟ قال: الله تعالى:
(أنزل عليهم رحمتي .. وأبدل سيئاتهم حسنات
ومن دعاني أجبته .. ومن سألني أعطيته .. ومن توكل علي كفيته وأستر على العصاة منهم في الدنيا .. وأشفعك فيهم في الأخرة ..
ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم يامحمد إذا كنت أنا الرحيم وأنت الشفيع ..؟ فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع).

لا يو جد له أصل في كتب السنة بهذا اللفظ، وإنما روي مثله بسند موضوع،
عن أبي القاسم محمود بن الفرج بن أبي القاسم المقرئ الكرخي أنبأنا أبو حفص عمر بن أبي بكر المقرئ أنبأنا أبو الصفا تامر بن علي أنبأنا منصور بن محمد بن علي الأصبهاني المذكر أنبأنا محمد ابن أحمد بن إبراهيم القاضي ثنا محمد بن أيوب الرازي ثنا القعسي عن سلمة بن وردان عن ثابت البناني عن أنس: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليلة أسري بي إلى السماء سألت ربي عز وجل فقلت: إلهي وسيدي! اجعل حساب أمتي على يدي لئلا يطلع على عيوبهم أحد غيري، فإذا النداء من العلى: يا أحمد! إنهم عبادي لا أحب أن أطلعك على عيوبهم، فقلت: إلهي وسيدي ومولائي المذنبون من أمتي؟" فإذا النداء من العلى: يا أحمد! إذا كنت أنا الرحيم وكنت أنت الشفيع فأين المذنبون بيننا! فقلت: حسبي حسبي).
[جامع الأحاديث: (36028)].

فيه محمد ابن علي المذكر قال في المغني: متهم تالف، قال السيوطي: وأخلق بهذا الحديث أن يكون من وضعه".

وفي رواية أخرى تذكرة الموضوعات للفتني: (صـ 227) قال :
وفي الذيل: (ليلة أسري بي سألت الله عز وجل فقلت إلهي وسيدي اجعل حساب أمتي على يدي لئلا يطلع على عيوبهم أحد غيري فإذا النداء من العلي يا أحمد إنهم عبادي لا أحب أن أطلعك على عيوبهم فقلت إلهي وسيدي ومولاي المذنبون من أمتي فإذا النداء من العلي يا أحمد إذا كنت أنا الرحيم وكنت أنت الشفيع فأين تبين المذنبون فقلت حسبي حسبي).
قال فيه محمد بن أيوب كذاب.

والأحاديث في الإسراء والمهراج ثابتة صحيحة وليس فيها هذا الحديث المكذوب

وعليه فلا يجوز نشر هذا الحديث وترغيب الناس في حديث موضوع

وخيرٌ من هذا الحديث المكذوب؛ مارواه مسلم في صحيحه وهو بشارة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم :
أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : { ربِّ إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني } [ 14 / إبراهيم / الآية - 36 ] الآية. وقال عيسى عليه السلام : {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [ 5 / المائدة / الآية - 118 ] فرفع يديه وقال: " اللهم ! أمتي أمتي " وبكى . فقال الله عز وجل: يا جبريل ! اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله . فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال . وهو أعلم . فقال الله: يا جبريل ! اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".