قال الشيخ الخليفي في مقال له:

المثال الثالث وهو أعمق : أحاديث المهدي




قال أحمد في مسنده 4098 - حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عاصم عن زِرّ عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تذهب الدنيا"، أو "لا تنقضي الدنيا، حتى يملك العربَ رجلٌ من أهل بيتي، يواطىءُ اسمهُ اسمي".



هذا الحديث رجاله ثقات سوى أن عاصماً اختلف عليه واتفق الناس على عدالته فهو صاحب القراءة المعروفة وكان يضطرب في حديث زر فيجعله عن أبي وائل والعكس وهذا غير مؤثر فهل ضبط المتن هنا


وهناك أثر عن ابن عباس بنفس اللفظ

قال ابن أبي شيبة في المصنف [38796]:حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لاَ تَمْضِي الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَلِيَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ فَتًى لَمْ تَلْبِسْهُ الْفِتَنُ وَلَمْ يَلْبِسْهَا.
قَالَ: قُلْنَا يَا أَبَا الْعَبَّاسِ يَعْجَزُ عَنْهَا مَشْيَخَتُكُمْ وَيَنَالُهَا شَبَابُكُمْ؟ قَالَ: هُوَ أَمْرُ اللهِ يُؤْتِيه مَنْ يَشَاءُ

لننظر في القرائن


ذكر المهدي ظهر على ألسنة الكثير من التابعين

قال ابن أبي شيبة في المصنف 37649 - أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «الْمَهْدِيُّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ الَّذِي يَؤُمُّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ»

وقال معمر في جامعه 20838 - عَنْ أَيُّوبَ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: «يَنْزِلُ ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ لَأْمَتُهُ، وَمُمَصَّرَتَان ِ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ، فَيَقُولُونَ لَهُ: تَقَدَّمْ، فَيَقُولُ: بَلْ يُصَلِّي بِكُمْ إِمَامُكُمْ، أَنْتُمْ أُمَرَاءُ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ» ،

20839 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يُرَى أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي يُصَلِّي وَرَاءَهُ عِيسَى

أقول : محمد بن سيرين من أعيان التابعين وكان لا يروي إلا عن ثقة لذا نص ابن عبد البر على قوة مراسيله فهذا مرسل قوي يعضد خبر عاصم

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 37652 - حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِطَاوُسٍ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَهْدِيُّ؟ قَالَ: «قَدْ كَانَ مَهْدِيًّا وَلَيْسَ بِهِ , إِنَّ الْمَهْدِيَّ إِذَا كَانَ زِيدَ الْمُحْسِنُ فِي إِحْسَانِهِ , وَتِيبَ عَنِ الْمُسِيءِ مِنْ إِسَاءَتِهِ , وَهُوَ يَبْذُلُ الْمَالَ وَيَشْتَدُّ عَلَى الْعُمَّالِ وَيَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ»


وقال ابن أبي شيبة في المصنف 37652 - حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِطَاوُسٍ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَهْدِيُّ؟ قَالَ: «قَدْ كَانَ مَهْدِيًّا وَلَيْسَ بِهِ , إِنَّ الْمَهْدِيَّ إِذَا كَانَ زِيدَ الْمُحْسِنُ فِي إِحْسَانِهِ , وَتِيبَ عَنِ الْمُسِيءِ مِنْ إِسَاءَتِهِ , وَهُوَ يَبْذُلُ الْمَالَ وَيَشْتَدُّ عَلَى الْعُمَّالِ وَيَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ»





وهذا إسناد حسن وطاوس تابعي فاضل تتلمذ على أعيان الصحابة وهو مكي وابن سيرين بصري ومخرج خبر ابن مسعود كوفي

وقال الداني في الفتن 580 - حَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: الْمَهْدِيُّ حَقٌّ؟ قَالَ: «حَقٌّ» ، قُلْتُ: مِمَّنْ؟ قَالَ: «مِنْ كِنَانَةَ» ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مِمَّنْ؟ قَالَ: «مِنْ قُرَيْشٍ» ، قَدَّمَ أَحَدَهُمَا قَبْلَ الْآخَرِ، قُلْتُ: ثُمَّ مِمَّنْ؟ قَالَ: «مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» ، قُلْتُ: ثُمَّ مِمَّنْ؟ قَالَ: «مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ»

وسعيد بن المسيب من أعيان التابعين في المدينة وهذا في حكم المرسل ومراسيله من أقوى المراسيل وقد خالف سعيداً عمرو بن شعيب فأنكر أن يكون المهدي من بني أمية أو بني هاشم وهذا الاختلاف الكفة فيه مع ابن المسيب وهذا لا يطعن في وجود المهدي فجميعهم اتفقوا على وجوده وإنما وقع الاختلاف في النسب

قال الحافظ أبو جعفر العقيلي المتوفى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة: «إن في المهدي أحاديث جياداً»

والعقيلي من أوسع المحدثين نقداً كيف لا وهو صاحب كتاب المجروحين

وقال الخلال في السنة 669 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " لَوْ رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ لَقُلْتُمْ: هَذَا الْمَهْدِيُّ "

ورواه أيضاً الآجري ومجاهد تابعي مكي وإسناده قوي على البحث في سماع الأعمش من مجاهد وإن لم يكن قد سمعه فقد أخذه من ليث وليث محتمل في المقطوع

فانتشار هذه الآثار التي يذكر فيها اسم المهدي بين التابعين في مختلف الأقطار دون نكير مما يقوي أن عاصماً قد ضبط حديثه

قال مصعب الزبيري : كان لابن عجلان قدر وفضل بالمدينة ، وكان ممن خرج مع محمد بن عبد الله ، فأراد جعفر بن سليمان قطع يده ، فسمع ضجة ، وكان عنده الأكابر . فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذه ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان . فلو عفوت عنه ؟ وإنما غر ، وأخطأ في الرواية ظن أنه المهدي ، فأطلقه وعفا عنه .

فهؤلاء المحدثون خرجوا في تأييده ظنا منهم أنه مهدي فهذا يدل على أن عقيدة المهدي كانت ثابتة مشهورة في عصرهم



وبعض هذه الآثار ولو يعتضد بمرفوع فإنه يصلح لبناء عقيدة خصوصاً وأن مراسيل ابن سيرين وابن المسيب من أقوى المراسيل