تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: وفاة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي وفاة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية

    توفي اليوم فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شخ عموم المقارئ المصرية.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    الثَّمَر القطيف ، في ترجمة شيخنا العلامة
    عبد الحكيم بن عبد اللطيف
    محمد خليل الزَّرُّوق
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه الترجمة أفدتها من الشيخ ، من فيه ، في داره بعين شمس من القاهرة ، عشية يوم الإثنين 2/6/2008 ( 28 جمادى الأولى 1429 ) ، وزدت عليها أشياء قليلة من معرفتي وبحثي ، وزدت عليها خبر صلتي به وقراءتي عليه . وأظنها أطول ترجمة له تخرج إلى اليوم ، وأكثرها تفصيلاً . وعملي فيها الصياغة ، والترتيب ، وزيادة ما زدت . والله المسؤول أن ينفع بها ، إنه قريب مجيب . وسميتها : الثمر القطيف ، في ترجمة شيخنا العلامة عبد الحكيم ابن عبد اللطيف .
    الاسم والأصل :
    هو فضيلة الشيخ العلامة المقرئ المتقن : عبد الحكيم بن عبد اللطيف بن عبد الله بن سليمان ، أصله من بلد اسمها الطويرات في صعيد مصر ، والنسبة إليها الطويري ، ولد في مصر بمنطقة الدمرداش أمام مسجد المحمدي ، يوم 17/9/1936 ( وهو يوافق على التقريب غرة رجب سنة 1355 ) . نزح والده من الصعيد وعمر الوالد نحو 17 سنة ، وكان يتاجر في الخشب ، وكان له محلات بقالة ، وكان يقاول على العمائر المراد هدمها ، فيهدمها ويأخذ ما فيها من الخشب والحديد والحجارة ، ويسلمها أرضًا لصاحبها .
    المكتب :
    بعث به والده ووالدته وعمره أربع سنوات أو خمس إلى مكتب المحمدي بمنطقة الدمرداش ، فأتم حفظ القرآن الكريم وعمره نحو 12 أو 13 سنة .
    1- وكان شيخ المكتب الشيخ إمام عبده حلاوة ، وقد تلقى الشيخ إمام القرآن الكريم عن الشيخ حسن الجريسي عن أبيه الشيخ حسن الجريسي أيضًا الشهير ببدير ، عن الشيخ المتولي ، برواية حفص ، وأخذ أيضًا عن شيخ من شيوخ المتولي . وكان الشيخ إمام معتنيًا بتلاميذه ، يُصحَّح عليه القرآن الكريم بعد الكتابة في الألواح أو على أخيه إن كان غائبًا .
    2- وكان مع الشيخ إمام أخوه عبد الله عبده حلاوة ، وقد قرأ على الجريسي المذكور أيضًا .
    3- وبعد أن أتم الحفظ قرأ الشيخ عبد الحكيم على تلميذ شيخه الشيخ علي مصطفى عرفة عدة ختمات إعادة ، وعلى غيره من مشايخ هذا المسجد .
    معهد القراءات :
    ثم التحق بالمعهد الديني الابتدائي بالأزهر ، وبعد أن انتظم في الدراسة أصر والده على أن ينتقل إلى معهد القراءات بالأزهر ، وكان ذلك نحو سنة 1950 .
    وكان المعهد قسمين ، قسمًا في مبنى أمام الجامع ، وقسمًا في الرواق العباسي للشهادة العالية والتخصص ، وحضر على مشايخ المعهد ، وكانوا على جانب كبير من العلم ، وكان لا يدرِّس بالمعهد إلا من قرأ القراءات العشر ، وناظمة الزهر في العد ، والعقيلة في الرسم ، مع حصوله على العالمية في القراءات .
    إجازة االتجويد بحفص :
    ومن المشايخ الذين حضر لهم واستفاد منهم في مرحلة إجازة حفص :
    4- الشيخ محمود علي بِسَّة ، كان محاميًا شرعيًّا ، واعتزل المحاماة واشتغل بالتدريس ، وكان يحمل الابتدائية الأزهرية ، والثانوية الأزهرية ، والعالمية ، وتخصص القضاء الشرعي ، وتخصص التدريس ، وتلقى القراءات العشر ، ودرس الرسم والفواصل . أخذ عنه الشيخ عبد الحكيم إجازة التجويد ، فقرأ عليه عدة ختمات ، وحضر له شرح التحفة والجزرية . وألف كتابًا حافلاً في التجويد سماه : العميد في علم التجويد . وكان حنبليًّا ، قال الشيخ عبد الحكيم : " وهو الذي حنبلني ، وحببني في هذا المذهب ، وأرشدني إلى كتب الحنابلة ، كالمقنع " .
    وفي هذه المرحلة وفي أول التي تليها عشق القراءات ، وأجراها الله في دمه ، وهذا سبب تلقيه لها عن مشايخ خارج المعهد .
    عالية القراءات :
    وبعد أن أتم المرحلة الأولى وهي إجازة التجويد بحفص ، انتقل إلى المرحلة الثانية ، وهي مرحلة عالية القراءات ، وهي تتضمن دراسة الشاطبية والدرة ، وغير ذلك من التفسير والرسم والفواصل والنحو والصرف والفقه .
    5- وفي هذه المرحلة حضر شرح الشاطبية والدرة على الشيخ محمد عيد عابدين ، وقد حصل الشيخ محمد عيد على الدكتوراه بعد ذلك وهو في التدريس ، وله مثل مؤهلات الشيخ محمود علي بسة ، غير أن الشيخ عابدين كان حنفيًّا ، وكان عالمًا فذًّا ، وكان يعتني بتلاميذه ، وخصوصًا في حفظ متن الشاطبية والدرة ، والذي يقصِّر في الحفظ من الطلاب يقسو عليه جدًّا ، وكان هذا في مصلحة الطالب .
    6- وحضر على الشيخ أحمد مصطفى أبو حسن ، في العرض والتطبيق للشاطبية والدرة ، فكان لهم شيخ يشرح ويُعرَض عليه المتن ، وشيخ يُقرأ عليه للتطبيق .
    7- وحضر علي الشيخ أحمد علي مرعي .
    8- والشيخ متولي الفقاعي .
    9- والشيخ أحمد الأشموني الحنفي بمعهد القراءات ، وبالمعهد الديني حين كان فيه .
    تخصص القراءات :
    ثم انتقل إلى المرحلة الثالثة ، وهي مرحلة التخصص ، وحضر فيها :
    10- على الشيخ عامر السيد عثمان ، شيخ المقارئ المصرية .
    11- والشيخ حسن المري ، وهو من تلاميذ الشيخ الزيات .
    12- والشيخ أحمد عيطة ، وكان من المشايخ الأجلاء .
    13- والشيخ أحمد عبد العزيز الزيات ، قرأ عليه في المعهد ، وقرأ عليه في بيته ختمة كاملة من الطيبة . وسيأتي خبر قراءته عليه ، إن شاء الله .
    14- والشيخ خميس نصار .
    15- والشيخ عبد المنعم السيد .
    16- والشيخ محمود بكر قرأ عليه لحفص مرة أخرى .
    خارج المعهد :
    وقد اتجهت عنايته إلى تلقي القراءات بالسند على المشايخ خارج المعهد :
    17- فأول من تتلمذ عليه ، وحفظ عليه يديه الشاطبية والدرة : الشيخ محمد مصطفى الْمَلَّواني ، قرأ عليه الفاتحة والبقرة وآل عمران إلى قوله - تعالى - : ( إذ تصعدون ولا تلوون ) ، والشيخ الملواني قرأ على الشيخ حسن الجريسي الصغير .
    18- ثم أراد والده أن يقرأ على الشيخ مصطفى منصور الباجوري شيخ مقرأة الحسين ، فقرأ عليه ختمة لحفص مع التحفة والجزرية شرحًا وتطبيقًا ، ثم قرأ عليه بالشاطبية والدرة إفرادًا وجمعًا ، من أول القرآن الكريم إلى قوله - تعالى - : ( كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ) آخر القصص .
    ثم عين الشيخ عبد الحكيم مدرس ابتدائي بالأزهر بالإسكندرية ، وكان هذا أول تعيين له ، فانقطع عن شيخه بسبب عمله ، ولما رجع إلى القاهرة للتدريس فيها كان الشيخ قد توفي ، وكان قد أجازه ، لأنه كان يقرأ بين يديه في مسجد المحمدي بجميع القراءات ، وإن لم يحصل منه على الإجازة مكتوبة .
    وكان له رغبة شديدة في الحصول على الإجازة الخطية منه ، لأنه كان يجله ويحبه ، ولأنه قرأ أولاً على الشيخ محمد مكي نصر صاحب نهاية القول المفيد عن المتولي ، أخذ عنه الشاطبية والدرة ، ثم تلقى القراءات عن الشيخ علي سبيع عبد الرحمن ، عن الجريسي الكبير عن المتولي ، وعن أحد شيوخ المتولي ، وكان ناظر مدرسة بوزارة المعارف ، وكان على علم بجميع القراءات متواترها وشاذها ، وعلى علم بالتفسير والنحو ، وكان يجمع مشايخ هذا العهد ، ويعقد لهم مجلسًا بمنزله أو بمنزل أحدهم ، ويقرؤون تفسير القرطبي ، وغيره من المصادر الكبيرة في العلم .
    قراءته على الشيخ الزيات :
    قال الشيخ عبد الحكيم : " رأيت فيما يرى النائم في ليلة قبيل الفجر الشيخ مصطفى منصور الباجوري ، وهو يجلس في مقرأة المحمدي كعادته ، جلست لأقرأ دوري ، وكان ربع ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم) في سورة النور ، وكانت القراءة للبزي عن ابن كثير ، وجاءت آية فيها غنة عند اللام والراء ، فقال الشيخ : غُنَّ ، فاستغربت لأني قرأت عليه من الشاطبية والدرة ، وليس فيهما غنة عند اللام والراء ، فوقفت أمام شيخي في غاية الأدب ، منكسًا رأسي ، قائلا له بلسان الحال : شيخي أنت تعرف أني قوي في القراءات ، وأتقنتها عليك ، وقد أجزتني بالقراءة في المقرأة وغيرها ، بالروايات التي تلقيتها عليك ، ولكن لم يحصل لي نصيب في كتابة الإجازة بيدك . والشيخ ينظر إلي ، فلما أتممت ما جال بخاطري نحو الإجازة ضحك ، وهز رأسه مشيرًا إليَّ : أنْ نعم ، يعني هو مجيز ، وستأخذ الإجازة .
    ثم بعد أن صليت الصبح جاءني هاتف أو ميل إلى زيارة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات ، وكان يوم أربعاء ، فذهبت إليه في منزله ، فرحب بي وقال : ما الذي قطعك عنا يا عبد الحكيم ، وكنت قبلاً أذهب إليه وأقرأ معه في إحياء الغزالي ، وزاد المعاد لابن القيم ، وغيرهما ، وانقطعت عنه مدة ، وبعد أن جلست وشربت الشاي ورحب بي ، وكان وقت ذاك ليس عنده وقت لأن يقرئ إلا ناسًا مخصوصين ، وكان يقرأ عليه دكاترة ، يعيدون عليه ، فقلت له : سيدي الشيخ ، أريد أن أكمل عليك ختمة القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة ، فقد قد قرأت على الشيخ مصطفى منصور الباجوري ختمة كاملة لحفص ، وقرأت عليه ختمة بالشاطبية والدرة إفرادًا وجمعًا من أول القرآن الكريم إلى آخر القصص ، فأريد أن أكمل الختمة لأحصل على الإجازة . فترحم على الشيخ مصطفى منصور وذكر قدره ، وكانوا يعرف بعضهم قدر بعض ، وأثنى عليه ثناءً كبيرًا ، ثم سكت برهة ، وكنت أتوقع أن يقول : تعال بعد شهر أو شهرين من أجل مشاغله ، وإذا هو يقول : يا عبد الحكيم ، ستقرأ ختمة للطيبة ، وتأتي يوم السبت . وكان يوم الأربعاء ، وكنت آنذك في المعهد أكملت العالية وسأدخل التخصص ، ثم ذكرت له الشاطبية والدرة ، فقال أسند القراءات العشر من الشاطبية والدرة من طريقي . وبقيت مع الشيخ أذهب إليه ثلاثة أيام في الأسبوع ، إلى أن ختمت القراءات من الطيبة ، وكان يحاورني في الشاطبية والدرة ، وكان يعرف قدر الشيخ مصطفى الباجوري ، وختمت عليه في سنة وستة أشهر " .
    بقية مشيخته :
    19- وقرأ غالب القرآن على الشيخ إبراهيم علي شحاثة السمنُّودي ، وكان حضر له في المعهد ، ولما كان الشيخ عبد الحكيم مفتشًا كان يطلب التفتيش في سمنود ليقرأ عليه ، واختبره اختبارًا شاقًّا في متون القراءات ، وعلم أنه أجازه الشيخ الزيات فأجازه إجازة مكتوبة بالكتب الثلاثة الشاطبية والدرة والطيبة .
    20- وقرأ على الشيخ محمد إسماعيل الهمداني .
    21- وعلى الشيخ عامر السيد مراد ثلاثة أجزاء لورش بالجامع الأزهر ، وهو صاحب السلسبيل الشافي .
    22- وقرأ ثلاثة أجزاء على الشيخ خليل الباسوسي .
    23- وقرأ على الشيخ أحمد هاني شيخ مقرأة السيدة نفيسة مرارًا بالقراءات .
    وكان يطوف على المقارئ يقرأ على المشايخ .
    وظائفه :
    وبعد أن تخرج في المعهد عُين أولاً في التعليم الابتدائي في الإسكندرية ، فبقي فيها سنة واحدة ، ثم انتقل إلى التدريس في التعليم الابتدائي بالقاهرة ، وعلَّم بالمعهد الإعدادي والثانوي بالفيوم ، ثم انتقل إلى التعليم بمعهد القراءات بالقاهرة ، وتتلمذ عليه كثيرون من المصريين وغيرهم ، ثم وصل إلى مدرس أول بالمعهد ، ثم انتقل إلى تفتيش المعاهد الأزهرية بالإدارة العامة ، ثم رقي إلى مفتش أول عام ، إلى أن أحيل على المعاش سنة 1997 .
    وعين شيخًا لعدة مقارئ ، أولاً مسجد الهجيني بشبرا ، ومسجد عين الحياة الذي كان يخطب فيه الشيخ عبد الحميد كشك ، وكان يجل الشيخ عبد الحكيم ، ويحضر المقرأة من أولها إلى آخرها ( قال الشيخ عند ذكره : ، ورضي عنه ، ونور قبره ، وأسكنه فسيح جناته ) ، ثم مقرأة مسجد الشعراني ، ثم شيخًا لمقرأة مسجد السيدة نفيسة ، ومقرأة مسجد السيدة سكينة ، ثم شيخًا لمقرأة الأزهر إلى الآن ، وكان وكيلاً للجنة تصحيح المصاحف بالأزهر .
    وعرضت عليه مشيخة المقارئ أيام الشيخ رزق حبة ، فقال : لا أكون شيخًا لها والشيخ رزق حبة موجود ، وبعد وفاة الشيخ رزق نزل عنها رسميًّا ، فتقلدها تلميذه الشيخ أحمد المعصراوي .
    وهو اليوم الموجه الأول لعلوم القرآن والقراءات بالإدارة المركزية لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف ، وشيخ مقرأة الجامع الأزهر ، وشيخ جمعية أهل القرآن بالأزهر الشريف ، وعضو لجنة تصحيح المصاحف بمجمع البحوث الإسلامية ، وعضو لجنة المسابقات السنوية بالإذاعة والتلفزيون وإذاعة القرآن الكريم .
    رحلاته :
    وزار بلادًا عدة مصليًا ، وتاليًا بالقراءات ، في شهر رمضان وغيره ، ومعلِّمًا ، وحكَمًا في المسابقات ، وكان شيخ الأزهر جاد الحق يختاره للذهاب إلى هذه الرحلات والمسابقات ، من ذلك : أستراليا ، بسيدني ، وميلبورن ، وزار تايلند ، وبومبي ، وبانغلاديش ، وشارك في مسابقات عديدة في شرق آسيا ، وزار ساحل العاج ، وحضر رمضان في سيراليون ، وروسيا ، وأمريكا ، مرة بنيويورك ، ومرة بكاليفورنيا ، وطلبوه بعد ذلك فامتنع .
    وأما البلدان العربية فزار الإمارات غير مرة ، وشارك في لجنة مسابقة دبي سنة 1423=2002 ، والكويت ، وشارك في مراجعة مصحف بها ، ويذهب إلى قطر من نحو عشرين سنة للحكم في المسابقة العالمية ، واختير في السعودية حكمًا في المسابقة الدولية سنة 1422=2001 ، وسنة 1425=2004 ، وعمل بها قديمًا مدرسًا للتجويد والقراءات في الجامعة الإسلامية بالمدينة سنة واحدة ، واختاره للتدريس بها الشيخ عبد الفتاح القاضي يوم كان شيخًا لمعهد القراءات .
    خبره مع الشيخ القاضي :
    قال الشيخ عبد الحكيم : " وكان الشيخ عبد الفتاح القاضي يسمعني في المعهد حين يمر لسماع الطلبة ، وزكاني لديه الشيخ رزق حبة ، وقال له : إن كنت تريد أن تختار لكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فاختر الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ، فقال : فليحضر إلي بمنزلي بمنطقة عبده باشا ، فذهبت إليه في ليلة من ليالي رمضان ، وكان حاضرًا الشيخ مصطفى إسماعيل ، والشيخ شعبان الصياد ، ومدير شؤون القرآن الكريم بالأوقاف ، فلما رآني قال : من ؟ قلت : عبد الحكيم الذي كلمك عني فضيلة الشيخ رزق حبة ، وكنت ألبس لباسًا جديدًا كاكولا وقفطانًا وعمة ، فقال : اللباس والمنظر تمام ، فاقعد حتى أختبرك ، على من قرأت ؟ فقلت : قرأت على عدة مشايخ منهم الشيخ محمد مصطفى الملواني ، والشيخ مصطفى منصور الباجوري ، فقال : شيخ جليل ، من مشايخه الشيخ محمد مكي نصر صاحب نهاية القول المفيد ، والشيخ علي سبيع ، وهو رجل جليل القدر في علم القراءات والتفسير ، أيَّ كتاب قرأت عليه ؟ قلت : الشاطبية والدرة ، فقال : أختبرك ، وسألني في الشاطبية في سورة العنكبوت ، وأنا أجيب على التوّ وأقرأ المتن قراءة صحيحة ، ثم سألني في الدرة ، ومن ذلك في سورة مريم :
    يرثْ رفعُ حُز ، واضمم عتيًّا وبابه خلقتك فِدْ ، والهمزُ في لأهبْ أُلا
    فقرأتها فورًا ، فقال : بسم الله ما شاء الله ! أنت حافظ تمام ، فقلت له : امتحن كما تريد يا سيدنا الشيخ ، وقرأت أمامه قراءات ، فسمعني ، وسُرَّ جدًّا ، وأجاز قراءتي ، وقلت له بعد أن امتحنني في الشاطبية والدرة : الطيبة قرأتها على الشيخ الزيات ، قال : لا لا ! أنا لم أقرأ الطيبة لأنها عويصة ، لا تُحفظ ! " .
    من تلاميذه :
    قرأ عليه كثيرون في معهد القراءات وخارجه ، من المصريين ، ومن البلاد العربية ، ومن غيرها ، وهو لا يكاد يحصيهم ، وممن قرأ عليه :
    - فضيلة الدكتور الشيخ أحمد المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية الآن ، قرأ عليه للطيبة ، وسيجمع عليه للشاطبية والدرة .
    - وفضيلة الشيخ محمود عكاوي من لبنان قرأ عليه بالشاطبية والدرة والطيبة .
    - وفضيلة الشيخ ياسر المزروعي من الكويت لحفص ، وراجع له ختمة ليعقوب في الاستوديو كاملة .
    - ومحمد خليل الزروق من ليبيا لقالون وورش وحفص والدوري عن أبي عمرو من الشاطبية ( حتى اليوم 2009 ) .
    من تآليفه :
    ومن تأليفه إكمال كتاب الكوكب الدري الذي لم يكمله الشيخ قمحاوي ، وشرح منظومة قراءة الكسائي للشيخ الضباع ، سماها : حديقة الرائي ، وقد ضاع هذا الشرح عند بعض تلاميذه .
    تسجيلاته :
    - وسجل ختمتين لحفص إحداهما بقصر المنفصل .
    - وختمة لشعبة .
    - وشرع في ختمة مصورة لأبي جعفر في قناة الفجر بلغ فيها إلى : (فحملته فانتبذت) في مريم ( 2008 ، وهو على نية إتمامها ) .
    - وله في إذاعة القرآن الكريم بمصر :
    1- برنامج اقرؤوا القرآن ، في التجويد التطبيقي ، يذاع الآن .
    2- وثماني حلقات في التجويد العلمي .
    3- وشرع في تسجيل متن الشاطبية ، وهو على نية شرحها للإذاعة .
    4- وشرح حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف .
    5- وقدَّم لختمتي قالون والدوري عن أبي عمرو للشيخ الحصري .
    خبر صلتي به :
    في ليلة من ليالي طربلس الغرب زينتها الأضواء كنت مع الشيخ محمد بوصو السنغالي في سيارة من سيارات الضيافة الرسمية ، بعد دعوة للعشاء في جمعية الدعوة الإسلامية ، وكنا التقينا حَكَمين في مسابقة الفاتح العالمية للقرآن الكريم سنة 2005 ، فترافقنا خير مرافقة ، وجرت بيننا أحاديث القرآن الكريم والقراءات والمشايخ ، فقال لي فيما قال : إن كنت تنوي القراءة في مصر فاقرأ على الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ، متقن متقن ! ليس هناك شيء في القراءات لا يعرفه الشيخ عبد الحكيم ! كانت هذه أول مرة أسمع فيها بذكر الشيخ ، وذلك من قصوري ، وقلة معرفتي ، فقلت له : إذا أردتُّ النزول إلى مصر أخبرتك لتكلمه لي . وفارقت الشيخ بوصو بعد صحبة نافعة ماتعة ، ولكنه كان فراق الجسم فحسب ، فما فتئنا نتكالم ونتكاتب ، وتفضل الشيخ بوصو فكلم تلميذ الشيخ عبد الحكيم الشيخ محمود عكاوي ، وتفضل الشيخ محمود فكلم الشيخ عبد الحكيم ، جزاهم الله عني خير الجزاء !
    رسالة إلى الشيخ بوصو :
    " كان الطريق مزدحمًا جدًّا يوم الخميس ، بل كانت طرق القاهرة كلها واقفة ، سألت السائق لم هذا الزحام في هذه الأيام ؟ قال : لا أحد يدري ، ولا نحن - سائقي الأجرة - ندري ، قلت : وفي بلادنا تحدث عجائب لا يدري أحد سببها !
    أخذ السائق في طرق خلفية متعرجة ، كانت مزدحمة أيضًا ، وأذان المغرب يتردد في الفضاء ، بقينا نحو ساعة من المهندسين إلى شارع أحمد سعيد في العباسية ، سألنا عن شارع الروبي ، ويتفرع منه شارع الشبيني ، فدلونا عليه بسهولة .
    نزلت ودخلت في الشوارع الضيقة ، التي تظلم في مكان ، وتنير في مكان بأضواء الدكاكين ، حتي وصلت إلى المكان المراد : 1 شارع الشبيني المتفرع من شارع الروبي ، ( قبل أن ينتقل الشيخ إلى بيته الجديد في عين شمس ) ، وصعدت في السلم المظلم الضيق لا أكاد أرى موضع قدمي ، تحسست بيدي العلامة التي على البيت المكتوب فيها اسم صاحبه لعلي أستطيع قراءتها باللمس كفعل العميان ، ثم تذكرت الهاتف المحمول وضوءه ، فأنرته وقرأت : الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله ، موجه أول للقرآن الكريم بالأزهر الشريف ، فنزلت ولم أطرق الباب ، فكنت كمن وجد ما يبحث عنه ، واطمأن عليه ، فلا ضير عليه في تركه . والحق أني استحييت أن أطرق الباب بلا موعد أو معرفة بحال صاحب البيت ، وكنت أنوي أن أجيء إليه في النهار ، وأنتظره أمام المبنى حتى يخرج . وجدت مسجدًا قريبًا فيه حلقة للقرآن ، كانوا يقرؤون سورة العنكبوت ، نوبة فنوبة ، ووقفوا عند آخر الجزء :( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة )الآية ، صليت المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا ، فلما سلمت سألت شيخ الحلقة عن الشيخ عبد الحكيم ، فهمَّ بأن يصف لي البيت ، فقلت له : أعرفه ، ولكني استحييت من أن أطرق بابه ، فهل ترى أن أفعل ذلك ولا حرج ؟ فقال : افعل ، لا بأس .
    رجعت إلى بيت الشيخ ، وضربت الجرس فأضيء المصباح أمام البيت ، فكأنما سرت الحياة في المبنى المظلم ، وفتح الباب طفل صغير ، ما كدت أكلمه حتى ظهر لي الشيخ عبد الحكيم ، يلبس ثوبًا بنيًّا ، وطاقية على الرأس مخرّمة كلون الثوب ، ومد يده إلي مصافحًا ، وقال : تفضل تفضل ، فانحنيت مقبلاً يده ، وأنار مصباح غرفة الضيف ، كان متهلِّل الوجه ، كأني كنت معه على موعد ، كانت غرفة صغيرة مليئة بالكتب في جنباتها ، وفيها كرسيان فانتظرت حتى دخل الشيخ وقعد ، فقعدت بعده ، وسألته عن الحال والصحة في كلمات موجزة من الحياء الذي أخذني ، وقلت له : أنا من طرف الشيخ أبي الحسن بوصو والشيخ محمود عكاوي ، وأطمع في أن تجيزني في رواية قالون ، فقال : قرأت على الشيخ قشقش ؟ ( يقصد شيخنا الأستاذ الشيخ مصطفى أحمد قشقش ) قلت : لا ، بل على شيخ في مدينتنا ( أعني شيخنا الشيخ معتوق العماري ) ، فقال : بأي رواية ؟ فقلت : بقالون ، قال : فقد قرأت قالون ! قلت : ولكني أريد القراءة عليك ! قال : أنا الآن مشغول ، عندي سفر إلى الكويت ، ومسابقة في قطر ، وعندي تسجيل في الإذاعة ، ولكن عُد إليّ بعد العيد ( كان عيد الأضحى ) ، فسُرّي عن نفسي ، وقال : تقرأ بقصر المنفصل ؟ لماذا لا تقرؤون بتوسطه وقد ذكره الشاطبي ؟ فقلت له : هذا الذي شاع عندنا ، وقال : تحفظ القرآن كله ، قلت : نعم ، وتعرف أصول قالون وفرشه ؟ قلت : نعم . ورجعت أدراجي إلى المنزل في المهندسين ، أحمد الله ، وأذكر فضلك يا شيخ أبا الحسن " .
    كتبت هذه الرسالة إلى الشيخ بوصو من القاهرة من مقهى للإنترنت في زقاق ضيق في حي إمبابة ، يوم الجمعة 15/12/2006 .
    انتقاله إلى بيت جديد :
    عدت إلى القاهرة بعد العيد فوجدت الشيخ قد انتقل إلى بيت جديد ، وقطع الإقراء في مقرأة الأزهر ( عاد الآن ولله الحمد ) ، ولم أجد أحدًا يدلني على مكانه ، فوجدت شابًّا في شارع بيته القديم ، عليه سيما الصلاح ، سألته عن بيت الشيخ الجديد فلم يعرفه ، ولكنه وعد بأن يسأل عنه من يعرفه ، وأخذت رقم هاتفه المحمول ، وكان اسمه محمد حسن . وبقيت في القاهرة وكان لي صديق معه سيارة ، فطفت معه على المساجد التي يدلنا عليها بعض من سألْنا ، فلم يعرف أحد مكان بيته ، ولا المقرأة التي يقرئ فيها ، غير أن بعضهم يقول : حضر هنا أيامًا ، ولم يعد يحضر ، ولم يعرف أخونا محمد حسن مكانه في المدة التي بقيت فيها ، فرجعت إلى بنغازي بغير أن ألقاه . فلما عدت إلى القاهرة بعدها بمدة كان الأخ محمد حسن عرف وصف بيته الجديد فأعطانيه ، فطرت إليه طيرانًا .
    قراءتي عليه :
    وشرعت في قراءة ختمة عليه برواية قالون ، قرأت النصف الأول منها بصلة ميم الجمع ، ونصفها الآخر بإسكانها ، وأكملتها في أحد عشر لقاء ، في سبعة عشر يومًا ، مع أن الشيخ قال لي أول الأمر : تقرأ علي يومًا واحدًا في الأسبوع ، ولكن الله يسَّر ، وأتممتها في هذه المدة القصيرة . ثم قرأت عليه ختمة برواية ورش في أحد وعشرين لقاءً ، ثم ختمة برواية حفص في عشَرة لقاءات ، وأجازني بالروايات الثلاث بسنده عن الشيخ الزيات ، والحمد لله على ما أولى وأنعم .
    وقال لي الشيخ مرة : " الصراحة إنك تقرأ كويس ! " وقال : " أنا أشيد بيك في قالون ! " وقال : " أنا حبيتك لأنك بتحب أهل القرآن ! " وقال : " المغاربة لا يمكِّنون المد في ورش ، إنما أنت ما شاء الله ! " وقال لطالب كان يقرأ عليه لما جاءت نوبتي : " شوف القراية اللي ما فيهاش تكلف ! " ، وقرأت عليه في سيارة أجرة ( تكسي ) فقال لي بعد أن نزلنا : " السائق بيقول : قرايته زي العسل ! " .
    وأعجبه شرحي على الجزرية ، وقال لي : اعمل مثله على الشاطبية ، واعتن بالمعاني القلبية ، واللطائف الوعظية ، التي يشير إليها الشاطبي .
    أسأل الله أن أكون عند حسن ظن مشيختي . حفظ الله الشيخ عبد الحكيم ، وأطال عمره ، وزاد النفع فيه ، وزاد البركة في علمه وعمله وإقرائه ووقته ، وجزاه عن قَرَأَة القرآن الكريم خير الجزاء ، إنه قريب مجيب سميع الدعاء !

    الفقير إلى عفو ربه
    محمد خليل الزَّرُّوق
    في أيام من شهر جمادى الآخرة سنة 1429 وافقت 7/2008
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    نعي الشيخ المعصراوي لشيخه:
    إنَّا لله وإنا إليه راجعون
    " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "
    ----------------------
    لقدفقدت الأمة الاسلامية اليوم علما من اعلامها العظام ألاوهو الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف عبدالله شيخ قراءالعالم اجمع بلامنازع لقد كان اماما في فن القراءات مارأيت مثله فلقد رأيت اقرانه يوقرونه ويثنون عليه كثيرا حتي لقد رأيت هذافي مشايخه أمثال الشيخ الزيات والشيخ القاضي وغيرهما رحمهم الله جميعا أقول هذا لصحبتي له خمسين عاما دراسة وصحبته منذ عام ٦٧ميلادي وانا لم أفارقه حتي لقد لازمته كثيرا في سفره خارجيا وداخليا وكانت تدار المناقشات العلمية حول فن القراءات فما وجدت أحدا أكثراستحضارا منه وكان له منهجه الخاص فيما يعرف بالتحريرات لقد قال لي كثيرا لقد اقرأتك بما اقرأني به شيخي الزيات وهووان كان له متن في هذا الباب الا انه اقرأني بما أقرأتك به رحم الله شيخنا وادخله فسيح جناته بما قدم للقرءان واهله وبارك في تلاميذه وجعل ما قدمه لهم في ميزان حسناته
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    99

    افتراضي

    رحمه الله رحمة واسعة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    الأزهر ينعي الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف:
    نعى الأزهر الشريف، بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، الشيخ عبد الحكيم عبداللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية، الذي توفي مساء اليوم عن عمر يناهز 80 عاما.
    وتقدم الأزهر بخالص العزاء لأسرة الفقيد الراحل وطلابه، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    2,377

    افتراضي

    رحمه الله رحمة واسعة وأجزل مثوبته.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    رحمه الله رحمة واسعة.

  10. #10

    افتراضي

    رحمه الله رحمة واسعة .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    يذهب العلم بموت العلماء.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •