تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لا يصح الإيمان بدون عمل ( أقوال العلماء)

  1. #1

    افتراضي لا يصح الإيمان بدون عمل ( أقوال العلماء)

    في هذا المقال أنقل أقوال أهل العلم من السلف الصالح ممن قال: الإيمان لا يصح بدون عمل وما في معناه وخلاصة قول السلف في ذلك: الإيمان قول وعمل ونيّة ولا قول إلا بالعمل ومن ترك العمل كلياً مع اقراره للفرائض فهو كافر وهذا مذهب السلف الصالح .

    (1)

    - قال الإمام الحميدي من رواية حنبل عنه : أخبرتُ أن قوماً يقولون:" إن من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت أو يصلي مسند ظهره مستدبر القبلة حتى يموت فهو مؤمن، ما لم يكن جاحدا، إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه إذا كان يقر الفروض واستقبال القبلة،
    فقلت: هذا الكفر بالله الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفعل المسلمين، قال الله جل وعز: {حنفاء ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، وذلك دين القيمة} [البينة: 5] .
    - قال حنبل: قال أبو عبد الله، أو سمعته يقول: «من قال هذا فقد كفر بالله، ورد على الله أمره، وعلى الرسول ما جاء به
    » أخرجه الخلال في"[السنة" 3/586] واللاكائي في"[شرح اعتقاد أهل السنة " 5/887] وهو ثابت .
    - وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في السنة له "[الرقم:745] عن سويد بن سعيد الهروي، قال: سألنا سفيان بن عيينة عن الإرجاء، فقال: " يقولون: الإيمان قول، ونحن نقول الإيمان قول وعمل والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله مصرا بقلبه على ترك الفرائض،وسموا ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم وليس بسواء؛ لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمدا من غير جهل ولا عذر هو كفر.
    وبيان ذلك في أمر آدم صلوات الله عليه وإبليس وعلماء اليهود، أما آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة وحرمها عليه فأكل منها متعمدا ليكون ملكا أو يكون من الخالدين فسمي عاصيا من غير كفر.
    وأما إبليس لعنه الله فإنه فرض عليه سجدة واحدة فجحدها متعمدا فسمي كافرا.
    وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي رسول كما يعرفون أبناءهم وأقروا به باللسان ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عز وجل كفارا. فركوب المحارم مثل ذنب آدم عليه السلام وغيره من الأنبياء، وأما ترك الفرائض جحودا فهو كفر مثل كفر إبليس لعنه الله، وتركهم على معرفة من غير جحود فهو كفر مثل كفر علماء اليهود والله أعلم
    "اهـــ بطوله وهو صحيح.

    (2)

    وقال الإمام سفيان الثوري: الإيمان قول وعمل ونية , يزيد وينقص , يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية , ولا يجوز القول إلا بالعمل , ولا يجوز القول والعمل إلا بالنية , ولا يجوز القول والعمل والنية إلا بموافقة السنة. اهـ أخرجه الإمام أبو طاهر المخَلّص في[" المخلصيات"4/82] ومن طريقه اللالكائي في [" شرح عقيدة أهل السنة والجماعة"1/174] وهو صحيح.

    وقال الإمام الحميدي في أول رسالته في أصول السنة": الإيمان قول وعمل يزيد وينقص لا ينفع قول بلا عمل ولا عمل وقول بلا نية ولا قول وعمل ونية بلا سنة.اهـ .

    وقال الإمام الأوزاعي رضي الله عنه: لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة؛
    فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان، والعمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع كما يجمع هذه الأديان اسمها وتصديقه العمل؛ فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فذلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها،ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه، وكان في الآخرة من الخاسرين
    ) اهـ
    أخرجه اللالكائي في"[عقيدة أهل السنة " 5/955] والإمام أبو نعيم في "[الحلية"6/143] وابن بطة في"[ الإبانة"2/807]من طريقين عن بشر بن موسى، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق الفزاري، قال: قال الأوزاعي .. فذكره وهو صحيح ثابت، بشير بن موسى هو الأسدي قال عنه الدراقطني:ثقة نبيل. ومعاوية هو معاوية بن عمرو بن المهلب أخرج له الجماعة، والفزاري أجل من أن أذكره.
    وذكر الأثر الإمام أبو عبد الله الحَلِيمي من أصحاب الوجوه في المذهب في كتابه "[المنهاج في شعب الإيمان" 1/80]، وشيخ الإسلام في" [الإيمان"ص:231].
    (3)
    وأخرج الإمام الآجري في "[الشريعة الرقم 239] وابن بطة في"[الإبانة 2/855] عن أبي جعفر محمد بن سليمان لوين يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول غير مرة: " الإيمان قول وعمل قال: ابن عيينة: فأخذناه ممن قبلنا: قول وعمل، وإنه لا يكون قول إلا بعمل قيل لابن عيينة: يزيد وينقص؟ قال: فأي شيء إذا؟". والأثر رجاله ثقات.

    (4)
    ونقل الإمام اللالكائي[شرح أصول الاعتقاد 5/956] وشيخ الإسلام[مجموع الفتاوى 7/209] و[7/308] وابن رجب [جامع العلوم والحكم /ص104 الحديث الثاني] عن الإمام الشافعي أنه قال رحمه الله في كتاب الأم في باب النية في الصلاة: نحتج بأن لا تجزئ صلاة إلا بنية؛ لحديث عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم: - «إنما الأعمال بالنية» ثم قال: وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة بالآخر .اهـ وهذا لفظ اللالكائي. ولم أقف عليه في الأم للإمام.

    (5)
    وقال الإمام عبد الله بن عبيد بن عمير( المتوفى:113 هـ):«الإيمان قائد والعمل سائق والنفس حرون فإذا وني قائدها لم تستقم لسائقها وإذا وني سائقها لم تستقم لقائدها فلا يصلح هذا إلا مع هذا حتى يقوم على الخير الإيمان بالله مع العمل لله، والعمل لله مع الإيمان بالله»
    الغريب:
    [الحرون :الذي يقوم ولا يتحرك].
    [الوني: هو الفتور عن العمل].
    والأثر خرجه الإمام ابن أبي الدنيا في"[محاسبة النفس"ص:109] ومن طريقه البيهقي في"[شعب الإيمان"1/162] عن إبراهيم بن سعيد، حدثنا عبد الصمد بن النعمان، حدثنا هارون البربري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير .. فذكره ، وهذا الإسناد حسن في أقل أحواله فكلام الدارقطني والنسائي في عبد الصمد لا يضر وقد وثقه ابن المعين وغيره على أنه لم يتفرد به فتابعه قبيصة عند الإمام اللالكائي.
    فأخرجه في "[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"4/928/الرقم1579] قال أخبرنا عبيد الله بن محمد، أخبرنا عثمان بن أحمد، ثنا جعفر بن محمد، يعني ابن شاكر قال: ثنا قبيصة، قال: ثنا هارون بن إبراهيم التبريزي ... به
    وهو صحيح ثابت.
    فعبيد الله بن محمد هو عبيد الله بن مُحمد بن أحْمَد بن محمد بن مهران، أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ قال الخطيب:كَانَ ثقة ورعا ديناً.
    وعثمان بن أحمد هو عثمان بن أحْمَد بن عبد الله بن يزيد، أبو عمرو الدقاق، ابن السماك، البَغْدَادي، الباز الأبيض، قال عنه الخطيب:وكَانَ ثقة. ثبتا.
    وجعفر بن محمد، هو جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، أبو محمد البغدادى قال الحافظ ثقة عارف بالحديث.
    وقبيصة هو:قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان السوائى أخرج له الجماعة وهارون هو البربري قال الإمام أبو حاتم ثقة ثقةوكذلك وثقه ابن المعين وأبو زرعة.
    تنبيه: وقع عند اللالكائي في حق هارون" التبريزي" ولم أر من وصفه به، وإنما هو البربري وسمي لضخامته ومشابته لهم كما قال أبو حاتم.
    ثم وجدتُ الأثر عن الإمام أبي نعيم في "[الحلية "3/ 354] من أبي إدريس، عن هارون.. به.

    والأثر الأخير أخرجه أبو نعيم نحوه في "[الحلية4/31] عن وهب بن المنبه. فقال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق( قال الذهبي ثقة)، ثنا محمد بن إسحاق السراج( قال الخطيب:كان صدوقا)، ثنا قتيبة بن سعيد(أخرج له الجماعة)، ثنا كثير بن هشام(ثقة أخرج له مسلم وأهل السنن)، ثنا جعفر بن برقان(صدوق أخرج له مسلم وأهل السنن)، عن وهب بن منبه، أنه كان يقول: «الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس حرون، إن فتر قائدها صدت عن الطريق ولم تستقم لسائقها، وإن فتر سائقها حرنت ولم تتبع قائدها فإذا اجتمعا استقامت طوعا أو كرها ولا تَستَطيعُ الدِين إلا بالطوع والكره ، إن كان كلما كره الإنسان شيئاً من دينه تركه، أوشك أن لا يبقى مُعين من دينه شيءٌ».

    (6)
    وأخرج الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في"[صريح السنة"ص:25] ومن طريقه اللالكائي في "[شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة"4/930] عن علي بن سهل الرملي، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت الأوزاعي، ومالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز، رحمهم الله، ينكرون قول من يقول: إن الإيمان إقرار بلا عمل، ويقولون: «لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بإيمان» .وهذا ثابت صحيح الرملي أخرج له أبو داود والنسائي، قال أبو حاتم :صدوق. ووثقه النسائي وابن حبان.

    سعيد بن عبد العزيز هو بن أبى يحيى التنوخى هو فقيه أهل الشام .قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ليس بالشام رجل أصح حديثا من سعيد بن عبد العزيز ، هو والأوزاعى عندى سواء .

    (7)
    وأخرج الإمام الخلال في"[السنة"3/566 الرقم:962] عن يوسف بن موسى، سمع أبا عبد الله - يعنى الإمام أحمد-، يقول:«الإيمان لا يكون إلا بعمل». وهذا ثابت إن شاء الله يوسف بن موسى هو العطار الحربي، قال الخطيب:أثنى عليه الخلال ثناءً حسناً.

    (8)
    وأخرج ابن أبي حاتم في "[ تفسيره"1/292] والطبري في" تفسيره:3/356]والآجري في"[الشريعة 2/634] وابن بطة في :[الإبانة"2/792] من طرقٍ عن أبي جعفر الرازى التميمى(صدوق فيه كلام)، عن الربيع ( قال أبو حاتم : صدوق )، عن أبي العالية: {أولئك الذين صدقوا} [البقرة: 177] يقول: «تكلموا بكلام الإيمان، وحققوا بالعمل» قال الربيع: فكان الحسن يقول: الإيمان كلام، فحقيقته العمل، فإن لم يحقق القول بالعمل لم ينفعه القول" ولفظ ابن جرير:هذا كلام الإيمان، وحقيقته العمل، فإن لم يكن مع القول عمل فلا شيء. والأثر حسن أو صحيح.

    (9)
    وقال الإمام الآجري - رضي الله عنه- في"[الشريعة له"2/611]: اعملوا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا، ولا تجزيء معرفة بالقلب، ونطق باللسان، حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال: كان مؤمنا دل على ذلك القرآن، والسنة، وقول علماء المسلمين.. اهـ.
    ___
    هذا وقد نشرتُ المقال سابقاً في الفيسبوك ونقلتُه إلى هنا للفائدة
    .
    رفقاً أهل السنة بأهل السنة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي



    قال حرب: وسمعت إسحاق أيضًا يقول: ( أول من تكلم بالإرجاء
    زعموا أن الحسن بن محمد ابن الحنفية، ثم غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قومًا يقولون: من ترك المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض من غير جحود بها إنا لا نكفره، يُرجأ أمره إلى اللَّه بعد؛ إذ هو مقر. فهؤلاء المرجئة الذين لا شك فيهم ) مسائل حرب ص 377




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •