تعلم معالم دينك

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس بين ظهراني أصحابه " , فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين , " فكان يجلس عليه ") (وكنا نجلس بجنبتيه) (فبينما نحن ذات يوم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (إذ أقبل رجل يمشي) (شديد بياض الثياب) (كأن ثيابه لم يمسها دنس) (شديد سواد الشعر) (أحسن الناس وجها، وأطيب الناس ريحا) (لا يرى عليه أثر السفر, ولا يعرفه منا أحد) (فسلم من طرف السماط) (فقال: السلام عليك يا محمد، " فرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلام ") (قال: أدنو يا محمد؟ , قال: " ادنه "، فما زال يقول: أدنو مرارا، ويقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ادن "، حتى وضع يده على ركبتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية: (فأسند ركبتيه إلى ركبتيه , ووضع كفيه على فخذيه) (فقال: أخبرني ما الإسلام ؟ , قال: " الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا) وفي رواية: (أن تشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله) (وأن تقيم الصلاة [المكتوبة] وتؤدي الزكاة [المفروضة] وتصوم رمضان) (وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا) (وتعتمر وتغتسل من الجنابة , وأن تتم الوضوء ") (قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟) وفي رواية: (إذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟) (قال: " نعم " , قال: صدقت، فلما سمعنا قول الرجل: صدقت) (عجبنا [منه] يسأله ويصدقه) (ثم قال: يا محمد، أخبرني ما الإيمان؟ , قال: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر) وفي رواية: (وتؤمن بالبعث بعد الموت) [والجنة والنار] (وتؤمن بالقدر كله) (خيره وشره ") (قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نعم "، قال: صدقت) (يا محمد، أخبرني ما الإحسان ؟ , قال: " الإحسان أن تعبد الله وفي رواية: (أن تعمل لله) وفي رواية: (أن تخشى الله) كأنك تراه، فإن لم تكن تراه , فإنه يراك " قال: صدقت) (يا محمد، أخبرني متى الساعة ؟ , قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل في خمس لا يعلمهن إلا الله , ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إن الله عنده علم الساعة , وينزل الغيث , ويعلم ما في الأرحام , وما تدري نفس ماذا تكسب غدا , وما تدري نفس بأي أرض تموت , إن الله عليم خبير} ولكن سأخبرك عن أشراطها) (إذا رأيت الأمة تلد ربها وفي رواية: (إذا ولدت الأمة ربتها) فذاك من أشراطها , وإذا كان الحفاة [الجفاة] العراة الصم البكم [البهم] ملوك الأرض , فذاك من أشراطها، وإذا رأيت [رعاة الإبل] [والغنم] يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها) (قال: ومن أولئك يا رسول الله؟ , قال: " العريب ") (قال: ثم قام الرجل) (فلما لم نر طريقه بعد) فـ (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ردوه علي " , فأخذوا ليردوه) (فلم يجدوه ) (فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم) وفي رواية: (أتاكم يعلمكم معالم دينكم ") (الجامع الصحيح للسنن والمسانيد)

وفي رواية الإمام البخاري ترتيب آخر وفي ذلك حكمة
عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس، فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، وبلقائه، ورسله وتؤمن بالبعث». قال: ما الإسلام؟ قال: " الإسلام: أن تعبد الله، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان ". قال: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، قال: متى الساعة؟ قال: " ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله " ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان: 34] الآية، ثم أدبر فقال: «ردوه» فلم يروا شيئا، فقال: «هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم» (صحيح البخاري)

هذا الحديث من جوامع الكلم وفيه تناسب عظيم لمن أراد أن يفهم معالم دينه ببساطة

والمقرر عند العلماء أن الإيمان والإسلام إذا اجتمعا في نص يفرقان وان وجد أحدهما فيشمل الآخر
وفي هذا النص إجتمعا وفرق بينهما النبي صلى الله عليه وسلم فجعل

الإسلام هو الأعمال الظاهرة بقوله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا) وفي رواية: (أن تشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله) (وأن تقيم الصلاة [المكتوبة] وتؤدي الزكاة [المفروضة] وتصوم رمضان) (وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا) (وتعتمر وتغتسل من الجنابة , وأن تتم الوضوء ")

والإيمان هو الإعتقاد الباطن بقوله صلى الله عليه وسلم: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر) وفي رواية: (وتؤمن بالبعث بعد الموت) [والجنة والنار] (وتؤمن بالقدر كله) (خيره وشره ")

وفي رواية الإمام البخاري جعل الإيمان ثم الإسلام ثم الإحسان والحكمة في ذلك أن الإسلام والإحسان مبني على الإيمان فمن لا إيمان له لا اسلام ولا احسان له

وعلى هذا الترتيب سنبين تناسب كلام النبي صلى الله عليه وسلم
وهو كالتالي:

معالم دين الإسلام هو أن تؤمن بالله الذي ارسل ملائكته بكتبه على رسله ليبشروا وينذروا الناس بلقاء الله بعد البعث من الموت بالجنة ومن النار وكل ذلك بتقديره المسبق وان قدر الله خيره وشره واقع حتما لا ريب فان آمنت فعليك أن تسلم له بأن تشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وحاول أن تحسن بأن تعبد الله وتعمل له وتخشاه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك فان الساعة قد اقتربت وقد جاء أشراطها.

وهذا مما يساعد على تعليم الناس دينهم ببساطة.