أصل الإسلام الولاء للإيمان والبراء من الشرك، محبة الإيمان؛ محبة التوحيد، بغض الشرك وبغض الكفر ويتبع ذلك محبة المؤمنين،وبغض المشركين، هذا مهما اختلف الزمان، فيبقى ما أخبر الله هو الحق قال جل وعلا [وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ[النساء:45]، فلما كان القرآن قد انقضى تنزيله بقي خبره محكما في ذلك إلى قيام الساعة، الأعداء هم الأعداء، لا يمكن أن يكونوا أحبة في يوم ما؛ إذِ الله جل وعلا هو الذي أخبر بعداوة أولئك جميعا وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[الأنفال:73]؛ يعني لا تتولوهم ولا تتخذوهم أولياء، لا تتخذوهم أنصارا، لا تتخذوهم أحبة، وإنما اتخذوا المؤمنين أحبة؛ لأن عقد الإيمان هو الذي جعل تلك الوَلاية بين المؤمنين أكمل ما تكون؛ لأنها في الله ولله وفي دين الله ورابطة الإسلام أقوى من كل رابطة، ورابطة الإيمان فوق كل رابطة، إذا تنوّعت الحرب على المسلمين أو على الإسلام فلنقل جميعا: إن ذلك أخبر الله جل وعلا به في كتابه، وإذا كان الأمر كذلك فليس مجالا للاجتهاد، ليس مجالا للتفكير، إنما هو خبر محكم أنّ كل مشرك بشركه عدو للإسلام وعدو لأهل الإسلام؛