روى البخاري ومسلم
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: " أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: «عَائِشَةُ»،
فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟
فَقَالَ: «أَبُوهَا»،
قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ» فَعَدَّ رِجَالًا))
فأحب الخلق الى النبي صلى الله عليه وسلم هي عائشة رضي الله عنها
ولما كان مقصود السائل أن يسأله عن الرجال كما وقع في رواية عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
(قَالَ: قُلْتُ: لَسْتُ أَعْنِي النِّسَاءَ، قَالَ: «فَأَبُوهَا إِذًا»)
فأجاب النبي عليه السلام أن أحب الرجال اليه أيضا له تعلق بالمحبوب الأول , لذلك ذكره منسوبا اليه ولم يذكر اسمه (أبوها )
وقد ذكر عليه الصلاة والسلام أقرب الناس اليه , لأن المحبوب قريب من القلب قريب من اللسان فلم يخطر بباله حين السؤال الا أقرب الخلق اليه فذكره , فلما أعيد السؤال ذكر أقرب الناس الى محبوبه الأول , وهذا يبين قدر عائشة رضي الله عنها عنده وعظم منزلتها في قلبه
ثم ذكر النبي عليه السلام عمر رضي الله عنه
وقد وردت أحاديث أخرى بهذا المعنى في الصحيح
وان هذا الحديث لشديد على الرافضة , فكل المذكورين فيه هم أبغض الخلق عندهم على حسب ترتيبهم وقربهم من النبي عليه الصلاة والسلام
وأيضا راوي الحديث (عمرو بن العاص رضي الله عنه) من أبغض الخلق اليهم وهذا معلوم من عقيدتهم بالضرورة وهو مما لا خلاف فيه عندهم على اختلاف طوائفهم وتعدد مذاهبهم
ولو سألت كل رافضي عن أبغض الخلق اليه لقال على البديهة :
عائشة
فان قيل له: (ومن الرجال ؟)

لقال : أبوها , ثم عمر ثم عثمان..
لذلك لو قرأت هذا الحديث على أي رافضي في الدنيا لملئ منه رعبا و لولى منه فرارا
لا ترى له أثرا ولا تسمع له ذكرا

ولهذا سميت هذا الحديث (حديث الصاعقة على الرافضة )