قصة حاتم الأصم مع أستاذه شقيق البلخي



رقم الفتوى: 134266
التصنيف: الرقائق

**


السؤال

أريد التأكد من صحة هذا الموضوع:

سأل عالم تلميذ: منذ متى صحبتني؟*
فقال التلميذ: منذ ثلاثة وثلاثين سنة...*فقال العالم: فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟ !*قال التلميذ: ثماني مسائل...*قال العالم: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل؟ !قال التلميذ: يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب.*فقال الأستاذ: هات ما عندك لأسمع ...

قال التلميذ:*الأولي :أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلي القبر فارقه محبوبه

فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي .

الثانية:أني نظرت إلى قول الله تعالي :*وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوى.*فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله.

الثالثة :أني نظرت إلي هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتي لا يضيع،*ثم نظرت إلى قول الله تعالي: ما عندكم ينفذ وما عند الله باق.*فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده .

الرابعة:أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يتباهي بماله أو حسبه أو نسبه،*ثم نظرت إلى قول الله تعالي: إن أكرمكم عند الله أتقاكم.فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما .

الخامسة:أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا،*وأصل هذا كله الحسد،*ثم نظرت إلى قول الله عز وجل: نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا.*فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني .

السادسة:أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم علي بعض ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلى قول الله تعالي: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا.*فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده .

السابعة:أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق*حتى إنه قد يدخل فيما لا يحل له،*ونظرت إلى قول الله عز وجل: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها.فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده .

الثامنة :أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله, هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على صحته وهذا على مركزه*ونظرت إلى قول الله تعالي: ومن يتوكل على الله فهو حسبه.*فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله .

فقال الأستاذ: بارك الله فيك،*خذ ستين ثانية من وقتك فقط وحاول نشرها*ولنرى إن كان الشيطان قادرا على إيقاف هذا الأمر:*إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا.*سبحان الله - الحمد لله - لا اله إلا الله - محمد رسول الله - الله أكبر - اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه.*اذكر الله وبعد ذلك قم بإرسال هذه الرسالة*فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده، واجمع بعد بضع ساعات حسنات كثيرة جدا**كن كذلك التلميذ الذي قال فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معيوتكون سببا في قيام الناس بذكر الله عز وجل:*(ما عندكم ينفذ وما عند الله باق)،*(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذه القصة تحكى عن*حاتم الأصم*حصلت له مع أستاذه*شقيق البلخي، وقد ذكرها*الغزالي*في الإحياء، وكل من الرجلين من علماء وزهاد السلف، وقد أثنى عليهما*ابن الجوزي والذهبي.

وأما نشرها فلا حرج فيه ويدخل ذلك في باب النصيحة ، وفي الحديث : الدين النصيحة ... رواه مسلم.

قال الذهبي في العبر : حاتم الأصم أبو عبد الرحمن الزاهد صاحب المواعظ والحكم .. وكان يقال له لقمان هذه الأمة.

والله أعلم


http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=134266