اشتقنا الى مناقشات ومشاكسات أخي سلمان .
هذه المرة سنتكلم على حديث الفرائض المروي في الصحيحين
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلْحِقُوا الفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ»
و هذه رواية البخاري واتفق معه مسلم على روايته موصولا من طريق وهيب هذا , وكذلك تابعه عندهما روح بن قاسم
وتابعهما معمر من رواية عبد الرزاق التي تفرد باخراجها مسلم
لكن رواه النسائي موصولا كرواية الشيخين , ثم رواه مرسلا باسقاط ابن عباس , ورجح المرسل , فقال
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ الْحَفَرِيَّ، عَنْ سُفْيَانَ، يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلْحِقُوا الْمَالَ بِالْفَرَائِضِ، فَمَا تَرَكَتِ الْفَرَائِضُ فَأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ»
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَحْفَظُ مِنْ وُهَيْبٍ، وَوُهَيْبٌ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَكَأَنَّ حَدِيثَ الثَّوْرِيِّ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ)) انتهى
و قول البخاري ومسلم ومعهما الترمذي و ابن حبان مقدم على قول النسائي
و قد رواه جماعة موصولا وقولهم مقدم على من أرسله لكثرتهم و قلة احتمال اجتماعهم على الخطأ
قال الحافظ ( قيل: تفرد وهيب بوصله، ورواه الثوري، عن ابن طاووس لم يذكر ابن عباس، بل أرسله، أخرجه النسائي واطحاوي، وأشار النسائي إلى ترجيح الإرسال.
ورجح عند صاحبي الصحيح الموصول لمتابعة روح بن القاسم وهيبا عندهما، ويحيى بن أيوب عند مسلم، وزياد بن سعد، وصالح عند الدارقطني، واختلف على معمر، فرواه عبد الرزاق عنه موصولا، أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة ورواه عبد الله بن المبارك، عن معمر والثوري جميعا، أخرجه الطحاوي. )) انتهى
ولا شك أن الراجح في رواية معمر أنها موصولة , لأن عبد الرزاق أثبت الناس في معمر وقد توبع أيضا عن معمر .
أما الرواية المرسلة فلم يتفرد لها أيضا سفيان عن عبد الله , فقد تابعه سفيان بن عيينة عند ابن منصور
وكذا ابن جريج عند البيهقي
لكن الأكثر على وصله , ومن وصله انما زاد زيادة لم ينفها من أرسل ولكن لم يذكرها
ومن عنده زيادة علم مقدم على من لم يعلمها