الحنث في اللغة الإثم، قال ابن فارس: ﺍﻟﺤﺎﺀُ ﻭﺍﻟﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﺜﺎﺀ ﺃﺻﻞٌ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻹﺛْﻢ ﻭﺍﻟﺤَﺮَﺝ. ﻳﻘﺎﻝ ﺣَﻨِﺚَ ﻓﻼﻥٌ ﻓﻲ ﻛﺬﺍ، ﺃﻱ ﺃﺛِﻢَ.
وقال تعالى: ﴿وَكانوا يُصِرّونَ عَلَى الحِنثِ العَظيمِ﴾، [الواقعة: 46]. وهو الشرك.
وجاء في مفردات الراغب: ﺣﻨﺚ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿وَكانوا يُصِرّونَ عَلَى الحِنثِ العَظيمِ﴾، ﺃﻱ: ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺍﻟﻤﺆﺛﻢ، ﻭﺳﻤﻲ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻐﻤﻮﺱ ﺣﻨﺜﺎ ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻗﻴﻞ: ﺣﻨﺚ ﻓﻲ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻒِ ﺑﻬﺎ.
وأمّا التحنّث فهو الابتعاد عن الحنث أي الإثم. قال ابن فارس: ﻭﺃﻣّﺎ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻓﻼﻥ ﻳﺘﺤﻨّﺚ ﻣﻦ ﻛﺬﺍ، ﻓﻤﻌﻨﺎﻩ ﻳﺘﺄﺛّﻢ. ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺃﺛِﻢَ ﻭﺗَﺄﺛّﻢ، ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﱡﻢ ﺍﻟﺘﻨﺤﱢﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﺛﻢ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺣَﺮﺝ ﻭﺗﺤﺮّﺝ؛ ﻓﺤَﺮِﺝَ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤَﺮَﺝ، ﻭﺗَﺤَﺮﱠﺝ ﺗﻨﺤّﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺤَﺮﺝ. ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕٍ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔٍ ﻗﻴﺎﺳُﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺤﻨّﺚ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺒﱡﺪ . ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: "ﺃﻥﱠ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗِﻲ ﻏﺎﺭ ﺣﺮﺍﺀ ﻓﻴﺘﺤﻨﱠﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺫﻭَﺍﺕِ ﺍﻟﻌﺪﺩ".
وبهذا عُلم أنّ أصل الحنث الإثم، وعلى هذا الأصل يكون استعمال الألفاظ. فحنث في يمينه: نقضها، أي: عصى وخالف.